حرب غزة أرهقت اقتصاد لبنان المثقل بالأزمات | تقرير
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
بعد مرور ستة أشهر على اندلاع الصراع في الشرق الأوسط تحديداً حرب غزة، لا تزال المنطقة تعاني درجة عالية من عدم اليقين، مما قد يؤدي إلى تفاقم أوجه الهشاشة القائمة في العديد من اقتصادات المنطقة.
في لبنان عصفت الحرب في غزة وتقاطع الصراع على الأراضي اللبناني باقتصاد البلد المثقل بالأزمات أصلاً. واشتد القصف عبر الحدود والعمليات العسكرية على طول الحدود الجنوبية منذ أكتوبر الأول 2023.
وفي ظل الاجواء المحمومة عسكرياً والمعقدة سياسياً ومالياً ونقدياً، يحضر لبنان على طاولة اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن المقررة بدءاً من يوم الاربعاء.
وعلى جدول أعمال اجتماعات البنك الدولي عدد من البنود الخاصة بعلاقاته مع لبنان، وخصوصاً ما يتعلق ببعض القروض المعقودة مع لبنان، والتي خصّص بعضها لدعم المجتمعات الضعيفة والفقراء عبر وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الاقتصاد التي استثمرت في دعم القمح على مدى الفترة السابقة وسط محاولات لتجديد طرح بعض طلبات القروض الاضافية التي يحتاجها لبنان في المجالات عينها.
وحتى في ظل سيناريو "الصراع المحدود"، فإن تداعيات الأعمال العدائية تشكل صدمة كبيرة أخرى لهذا لبلد الذي يعاني بالفعل فراغاً سياسياً ومؤسسياً ويغرق في أزمة اجتماعية واقتصادية منذ سنوات.
وفق تقرير البنك الدولي، الذي حمل عنوان "الصراع والديون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، يعمل نحو 20% إلى 25% من السكان القادرين على العمل في القطاع الزراعي، كما تقع 20% من المناطق المزروعة في لبنان في جنوب البلاد. وقد عانت هذه الأراضي أضراراً جسيمة مثل الحرائق والتلوث.
خسائر الزراعة في الحرب
وتشير بعض التقديرات إلى أن ما يقرب من 100 ألف متر مربع من بساتين الزيتون قد طالتها الحرائق، حيث يشكل الزيتون ما يُقدر بنحو 7% من الانتاج الزراعي في لبنان. وبالإضافة إلى ذلك، وبالنسبة للاقتصاد يعتمد على السياحة، فإن الصدمة التي أصابت السياحة والتي بدأت في الربع الأخير من عام 2023 لها تداعيات ملموسة على النمو الاقتصادي.
وقبل اندلاع الصراع، كان من المتوقع أن يحقق النمو الاقتصادي، لأول مرة منذ عام 2018، زيادة طفيفة بفضل موسم سياحي حقق عائدات كبيرة في الصيف وتحويلات المغتربين بعد 4 سنوات من الانكماش الحاد، بما يعادل 7.33% من إجمالي الناتج المحلي الحقيقي بين عامي 2018 و2022، وبالتالي واجه لبنان أسوأ حالات الركود الاقتصادي في التاريخ الحديث.
ونتيجة للأعمال العدائية، من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد بنسبة 0.2% في عام 2023، والسبب الأساسي في ذلك هو الصدمة الحادة في إنفاق السائحين التي أثرت سلباً على نمو معدلات الاستهلاك، وتفاقمت بسبب انخفاض أنشطة الأعمال، وتعطل الأنشطة التجارية، ويظهر ذلك بصورة واضحة في الربع الأخير من عام 2023 واستمر حتى عام 2024.
وشهد لبنان انخفاضاً بنسبة تزيد على 20% في تقديرات حركة وصول ركاب الطيران (مؤشر السياح الوافدين) خلال شهري أكتوبر الأول ونوفمبر الثاني 2023 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019.
ارتفاع الدين
استمر لبنان في مواجهة أزمة متعددة الأوجه على مدى السنوات الأربع الماضية، حيث تجاوز معدل التضخم 100%، في حين انخفضت قيمة الليرة اللبنانية انخفاضاً حاداً. وفي مارس2020، تخلفت الحكومة اللبنانية عن سداد مستحقات خدمة ديون السندات الأوروبية، وفق تقرير البنك الدولي.
وقبل عام 2020، كان لبنان يواجه بالفعل مستويات مديونية مرتفعة ومتزايدة. وارتفعت نسبة الدين إلى إجمالي الناتج المحلي من135% في 2013 إلى 155% في 2018. ونظراً لأعباء الفائدة كانت السبب الرئيسي في ارتفاعاً أرصدة الديون، فقد تجاوز هذا الارتفاع بكثير مساهمات التضخم والنمو الحقيقي.
وفي عام 2019، ارتفعت نسب الدين إلى إجمالي الناتج المحلي بنحو 17 نقطة مئوية لتصل إلى 172.3% مع انكماش الاقتصاد الحقيقي بنحو 7% في الفترة التي سبقت التخلف عن السداد. وبعد عام 2020، أدى الانخفاض الكبير في قيمة العملة إلى ارتفاع حاد في قيمة الديون المقومة بالعملات الأجنبية، لكن التضخم عوض عن تأثير ذلك على نسبة الدين الاجمالي للناتج المحلي. وفي السنوات ما بين 2020 و2023، شهدت نسبة الدين إلى إجمالي الناتج المحلي زيادة صافية بنحو 22 نقطة مئوية، لترتفع من 179% إلى 201%.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اجتماعات اجتماع اجتماعات صندوق النقد الدولي اقتصاد لبنان اقتصاد الازمات البنية التحتية الديو الديون العمليات النقد النقد الدولي توقع حرب غزة حرب علاقات عسكرية الناتج المحلی البنک الدولی
إقرأ أيضاً:
تقرير: لا انسحاب للجيش الإسرائيلي من بعض المناطق بجنوب لبنان حتى نهاية فبراير
طلبت إسرائيل الإبقاء على قواتها في خمسة مواقع في جنوب لبنان حتى 28 فبراير/شباط، وفقًا لما أفاد به مسؤول لبناني ودبلوماسي أجنبي يوم الأربعاء.
اعلانوبموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في نوفمبر/تشرين الثاني بين لبنان وإسرائيل، كان من المنتظر أن تنسحب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان بحلول 26 يناير/ كانون الثاني الماضي.
وكان من المفترض أن ينتشر الجيش اللبناني في الجنوب على مدى 60 يومًا إلى جانب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بالتزامن مع انسحاب إسرائيل. كما كان من المقرّر أن يتراجع حزب الله إلى شمال نهر الليطاني أي على بعد حوالي 30 كيلومترًا (20 ميلاً) من الحدود وأن يقوم بإزالة أي بنية عسكرية متبقية له في الجنوب.
وقد تم تمديد الاتفاق بالفعل حتى 18 فبراير/شباط، لكن المصادر قالت إن إسرائيل طلبت تمديدًا إضافيًا عبر اللجنة المشرفة على وقف إطلاق النار.
وكان مسؤول أمريكي قد أفاد الإثنين لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" بأن تل أبيب طلبت من إدارة ترامب تمديدًا آخر لموعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، لكنها لن تحصل عليه.
جنود حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة يحملون علمهم في بليدا، وهي قرية لبنانية حدودية مع إسرائيل في جنوب لبنان، السبت، 25 يناير/كانون الثاني 2025. Mohammed Zaatari/2025 APوقبل ساعات من انتهاء المهلة الأولى، أعلنت الولايات المتحدة تمديدًا حتى 18 فبراير/شباط، مؤكدة أن الجيش اللبناني لم يتمكن من الانتشار بشكل كافٍ لضمان عدم استعادة حزب الله لوجوده على طول الحدود الشمالية لإسرائيل، ووافقت كل من تل أبيب وبيروت على الموعد الجديد.
Related"ولا ليوم واحد".. نعيم قاسم يُعلن رفض حزب الله تمديد انسحاب إسرائيل من لبنان رفضاً قاطعاًحكومة لبنانية جديدة تشق طريقها بين أثقال الماضي وتحديات المستقبلصدمة للطلاب اللبنانيين: قرار ترامب بتعليق منح "USAID" يهدد مستقبلهم الأكاديميوقد تعهد رئيس الحكومة الجديد، نواف سلام، يوم الثلاثاء بـ"بسط سلطة الدولة" على جميع الأراضي اللبنانية. وأكد خلال لقاء له مع صحفيين تم بثه عبر التلفزيون الرسمي قائلاً: "فيما يخص مناطق جنوب الليطاني وشماله، وعلى امتداد مساحة لبنان من النهر الكبير حتى الناقورة، يجب تطبيق ما ورد في وثيقة الوفاق الوطني، والتي تنص على بسط سلطة الدولة اللبنانية بقواها الذاتية على كامل أراضيها". وأضاف: "هذا الأمر كان قائماً قبل القرار 1701 وقبل الاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار".
المصادر الإضافية • رويترز
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية نائبة ستيف ويتكوف من بيروت: "لقد ولى عهد إرهاب حزب الله وممتنون لإسرائيل لأنها هزمته" الأمين العام لحزب الله: المقاومة والشعب الفلسطيني أفشلا مخططات إسرائيل بعد مزاعم عن تقديمه معلومات عسكرية لحزب الله.. الشرطة الإسرائيلية والشاباك يعتقلان شابا يبلغ 19 عاما إسرائيلحزب اللهلبناناعلاناخترنا لكيعرض الآنNext موسكو: لن نناقش اقتراح زيلينسكي بشأن تبادل الأراضي في أي مفاوضات مستقبلية يعرض الآنNextعاجل. الكرملين: اتصال هاتفي دام ساعة ونصفا بين بوتين وترامب واتفاق على لقاء مرتقب بشأن الحرب في أوكرانيا يعرض الآنNext وزير خارجية سوريا المؤقت: جراح الشعب السوري من روسيا وإيران لم تندمل بعد يعرض الآنNext بعد تهديدات ترامب.. خامنئي يطالب بزيادة دقة الصواريخ الإيرانية ويؤكد: التقدم العسكري يجب ألا يتوقف يعرض الآنNext "سابقة خطيرة تقوض آليات العدالة".. الاتحاد الأوروبي يدين عقوبات ترامب على المحكمة الجنائية الدولية اعلانالاكثر قراءة ترامب: أوكرانيا يمكن أن تصبح روسية في يوم من الأيام قتلى وجرحى في تفجير انتحاري قرب أحد البنوك في ولاية قندوز شمال أفغانستان الحرائق تدمر غابات باتاغونيا وتهدد مناطق أخرى ملايين الأوروبيين يعانون من نقص التدفئة في بيوتهم رغم وفرة الطاقة السلطات البيروفية تكشف شبكة اتصالات سرية في أعلى سجن بجبال الأنديز اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومدونالد ترامبروسياقطاع غزةوقف إطلاق النارالصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماسفيضانات - سيولضحاياإسبانيامعرضغزةالذكاء الاصطناعيالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025