لا تفوت ميليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن، مناسبة أو حدثا يتعلق بالشأن الإيراني إلا وتكون حاضرة وبقوة في إثبات الولاء والطاعة، رغم النكران بعدم التبعية وأن القرار مستقل في صنعاء ولا يأتي من طهران كما تزعم قياداتهم في الخطابات الرسمية.

خلال الهجوم الذي نفذته إيران على إسرائيل رداً على استهداف قنصلية طهران في سوريا مطلع أبريل الماضي، كانت الميليشيات الحوثية في مقدمة الأذرع التي شاركت وبقوة في الهجوم الصاروخي والمسيرات المفخخة التي أطلقت خلال يومي 14 و15 ضد أهداف عسكرية ومدنية في تل أبيب.

مشاركة ميليشيا الحوثي بإطلاق الصواريخ والمسيرات المفخخة -وهي إيرانية الصنع- ضد إسرائيل، تأكيد صريح على الولاء والطاعة. كما أنها رسالة بأن المناطق الخاضعة لسيطرة هذه الميليشيات في اليمن باتت منصة إطلاق للإرهاب وبتوجيه من طهران.

وسارعت القيادات الحوثية إلى إعلان المباركة والتأييد للهجمات الإيرانية، من بين تلك القيادات ناطق الميليشيات وكبير مفاوضيها المتواجد في مسقط، محمد عبدالسلام، الذي قال في تصريح على صفحته في منصة "إكس": "ما قامت به إيران ضد كيان العدو الصهيوني عمل مشروع ردا على ارتكابه جريمة القنصلية بدمشق، وأن كيان العدو لن يستطيع أن يفلت من جرائمه دون عقاب".

من جانبها وزارة الخارجية الحوثية في صنعاء نشرت بياناً أيدت فيها الضربة العسكرية الإيرانية على إسرائيل ووصفتها بأنها شرعية وتتوافق مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. واكتفى البيان بتوجيه رسالة غير مباشرة لأميركا والدول الداعمة لإسرائيل لتغليب لغة العقل ووقف دعمها اللامحدود للكيان الصهيوني.

ردع أميركي 

وأعلن الجيش الأميركي، الإثنين، أن قواته تمكنت من تدمير أكثر من 80 مسيرة و6 صواريخ باليستية كانت موجهة لضرب إسرائيل من إيران واليمن يومي 13 و14 أبريل. موضحا أن هذا الإجراء جاء ضمن خطوات مواجهة الأعمال الخطرة التي تقوم بها إيران وأذرعها.

ونشرت القيادة المركزية الأميركية بياناً على صفحتها على منصة "إكس" أوضحت فيه أن قواتها دمرت صاروخاً باليستياً وسبع طائرات مسيرة جرى إطلاقها من مناطق يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين. مضيفا: "قواتنا جاهزة ومستعدة لدعم دفاع إسرائيل في مواجهة الأعمال الخطرة التي تقوم بها إيران".

وشدد البيان على أن "استمرار إيران في سلوكها غير المسبوق والخبيث والمتهور يعرض الاستقرار الإقليمي وسلامة القوات الأميركية وقوات التحالف للخطر". وأكدت القيادة المركزية أنها ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين لتعزيز أمن المنطقة.

من جانبه أكد منسق الاتصالات في مجلس الأمن القومي الأمريكي بالبيت الأبيض جون كيربي أن بعض الصواريخ الإيرانية أطلقت على إسرائيل من العراق ولبنان واليمن. مضيفاً في تصريحات لشبكة "CNN" الأمريكية: "لا نعتقد أن الأمر سيتوسع لحرب إقليمية، ومشاركتنا في التصدي لهجوم الأحد كانت لمنع ذلك".

وأكد أن "الأمر متروك للإسرائيليين ليقرروا ما إذا كانوا سيردون وكيف سيردون"، مشددا على أن "إيران أطلقت مئات المسيرات والصواريخ، لكن لم تلحق ضررا يذكر وهذا دليل على أنها ليست بالقوة التي تدعيها".

انقياد أعمى 

وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، أكد أن الحرس الثوري الإيراني أنشأ منذ وقت مبكر جسرا متواصلا لتزويد مليشيا الحوثي بالأسلحة الدقيقة وأحدث المنظومات العسكرية من (صواريخ باليستية موجهة، طائرات مسيرة، زوارق وغواصات غير مأهولة)، لكي تستخدمها في هجماتها الإرهابية في البحر الأحمر وخارج المنطقة. لافتاً إلى أن هناك شبكات تهريب متخصصة مرتبطة بالحوثيين وإيران تقوم بعمليات نقل الأسلحة والاستعداد لتلك العمليات قبل أعوام من الأحداث التي شهدها قطاع "غزة".

وقال في تصريح له على منصة "إكس": منذ اللحظة الأولى ونحن نؤكد وقوف نظام إيران تخطيطاً وتسليحاً وتنفيذاً خلف الأعمال والهجمات الإرهابية التي تنفذها ميليشيا الحوثي وآخرها استهداف السفن التجارية والملاحة الدولية. مضيفا إن الميليشيات الحوثية تنقاد بشكل أعمى خلف إيران، دون اكتراث بالمصالح الوطنية، والتداعيات الكارثية لممارساتها على الأوضاع الاقتصادية والإنسانية، وجهود إنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن.

وأشار إلى أن تصريحات القيادات الحوثية في صنعاء تؤكد أن النظام الإيراني كان يعد مليشيا الحوثي بالإمكانيات والتجهيزات والخبراء، لاستخدامها أداة رخيصة لتنفيذ مخططاته الإرهابية وتقويض أمن وسلام المنطقة. وأن الأحداث التي شهدتها الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 7 أكتوبر، كانت مجرد ذريعة وفرصة سانحة انتهزتها إيران، لاختبار كفاءة تلك المنظومات من أسلحة وخبراء ومستشارين، وغرف عمليات مشتركة، ومراكز قيادة وسيطرة

وقال وزير الإعلام: "الغريب أن النظام الإيراني الذي يسيطر ومليشياته الطائفية أو ما يطلق عليه ب(محور الممانعة) على أراض حدودية مشتركة مع الكيان المحتل، ترك تلك الحدود، وأوعز لأدواته الأرخص والأقذر مليشيا الحوثي لإرسال صواريخ ومسيرات (دعائية)، لا تقدم أي دعما حقيقيا لفلسطين، ولا تشكل أي تهديد حقيقي للكيان المحتل، ولا تحدث فارقا في موازين المعركة، للتغطية على خذلانه لفلسطين، ونهجه في المتاجرة بالقضية الفلسطينية".

وأضاف الإرياني: "لقد أدار المجتمع الدولي ظهره طيلة سنوات الانقلاب للنداءات والتحذيرات الحكومية من مخاطر التدخلات الإيرانية المزعزعة لأمن واستقرار اليمن والمنطقة، على الأمن والسلم الإقليمي والدولي، واستمرارها في تهريب الأسلحة والخبراء للمليشيا الحوثية، واستخدامها أدوات لنشر الفوضى والإرهاب، والتي دفع اليمنيون ودول وشعوب المنطقة ثمنها فادحا، ليجد العالم نفسه في مواجهة مباشرة مع الإرهاب الإيراني وأداته الحوثية وجها لوجه".

وخاطب المسؤول اليمني المجتمع الدولي في مقدمته الأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بعدم الوقوف متفرجين أمام سلوك النظام الإيراني، واستمراره في تهريب الأسلحة لمليشيا الحوثي في خرق فاضح لقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2216)، والشروع الفوري في تصنيفها "منظمة إرهابية" وتجفيف منابعها المالية والسياسية والإعلامية، وتكريس الجهود لدعم مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لفرض سيطرتها وتثبيت الأمن والاستقرار في كامل الأراضي اليمنية.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: على إسرائیل

إقرأ أيضاً:

مندوب الجزائر بمجلس الأمن: الجولان أرض سورية محتلة ويجب احترام إسرائيل لاتفاق 1974

أكد مندوب الجزائر لدى مجلس الأمن عمار بن جامع، أن الجولان هي أرض سورية محتلة ويجب احترام إسرائيل الكامل لاتفاق فض الاشتباك 1974، مشددًا على أن الوضع الإنساني في سوريا صعب ويمثل أحد التحديات الطارئة أمام المجتمع الدولي، وذلك حسبما جاء في نبأ عاجل لـ “القاهرة الإخبارية”.

تصريحات مندوب الجزائر لدى مجلس الأمن عمار بن جامع:

وشدد مندوب الجزائر لدى مجلس الأمن، خلال كلمته في جلسة مجلس الأمن الدولي لمناقشة الأوضاع في سوريا، على أن هناك نحو 7 ملايين شخص يحتاجون للمساعدة الإنسانية الطارئة في سوريا، بسبب الأزمات التي شهدتها سوريا على مدار السنوات الماضية والفترة الحالية.

 

وأضاف مندوب الجزائر لدى مجلس الأمن، :"نحث جميع الأطراف على التحلي بالمسؤولية فيما يتعلق بالقانون الإنساني وحماية المدنيين في سوريا".

 

وتابع مندوب الجزائر لدى مجلس الأمن، :"ندعو لوقف كامل لإطلاق النار في سوريا بشكل طارئ لحماية العاملين في المجال الإنساني".

 

وكان قد  قال مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة، إن إفلات إسرائيل من العقاب يزيد دائرة العنف في المنطقة، لافتًا ما يحدث في قطاع غزة ينطبق بشكل مأسوي على لبنان.

 أضاف مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة في كلمة، نقلتها القاهرة الإخبارية، أن جيش الاحتلال يتجاهل كل القيود القانونية في لبنان، معقبًا: "نتضامن مع لبنان ونقدم له كل الدعم اللازم للتصدي للعدوان الإسرائيلي".


 وتابع مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة: "المسار الوحيد لاستقرار لبنان وتعزيز السلام بالمنطقة هو التنفيذ الكامل للقرار الأممي 1701"، لافتًا إلى أن القرار الأممي 1701 يقضي بانتشار الجيش اللبناني على الأراضي اللبنانية كافة ضمن الحدود المعترف بها دوليًا.

مقالات مشابهة

  • ‏نتنياهو: بعد حماس وحزب الله ونظام الأسد في سوريا يكاد يكون الحوثيون هم الذراع الأخير المتبقي لمحور الشر الإيراني
  • أستاذ علاقات دولية: إسرائيل مُصرة على استكمال مشروع «اقتطاع ثلث غزة»
  • الحوثيون: الهجوم على تل أبيب حدث بالتزامن مع الضربات الإسرائيلية على صنعاء
  • مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: إسرائيل تواصل تشريد وتهجير الشعب الفلسطيني
  • دراسة تكشف عن المحافظة اليمنية التي ستكون منطلقا لإقتلاع المليشيات الحوثية من اليمن
  • صحيفة لندنية: إسرائيل تحسم قرار مهاجمة اليمن وتطرح إيران أمام خيارين
  • إيران تُسرع تخصيب اليورانيوم والأمم المتحدة تدعو لإحياء الاتفاق النووي
  • توسع إسرائيل وعقوبات سوريا وصفقة إيران| تحركات سريعة في خريطة الشرق الأوسط.. وخبير يكشفها
  • مندوب الجزائر بمجلس الأمن: الجولان أرض سورية محتلة ويجب احترام إسرائيل لاتفاق 1974
  • ابو الغيط يستقبل وفد مجلس الشيوخ الفرنسي ويؤكد علي العلاقات التي تربط بين المنطقة العربية وفرنسا