على طبق من ذهب.. إيران قدمت لنتنياهو "الفرصة الثانية"
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
وقف العالم متأهبا ليلة الثالث عشر من أبريل، يترصّد ماذا قد تفضي إليه من تصعيد وخسائر، إلا بنيامين نتنياهو، كانت عيناه شاخصتين صوب المنافع والمكاسب، وهو يترقّب اللحظة التي صنعها بنفسه، جارّا إيران إليها جرّا.
هدية "الفرصة الثانية"
دعت الولايات المتحدة والأمم المتحدة وحلفاء إسرائيل الأوروبيون والإقليميون جميعا إلى ضبط النفس في أعقاب الهجوم الإيراني، الذي تم التخطيط له ردا على استهداف القنصلية الإيرانية في سوريا، وتسبب في أضرار محدودة بعد أن صده تحالف دولي يضم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.
وعكس هذا التعاون الأمني حالة مناقضة لما عاشته إسرئيل من عزلة دولية بسبب الخسائر البشرية الكبيرة الناجمة عن حربها مع حركة حماس.
وقال أودي سومر، أستاذ السياسة في جامعة تل أبيب وجامعة مدينة نيويورك: "على الرغم من أن هذه الأوقات عصيبة، إلا أنها فرصة هائلة، في بعض الأحيان تحصل على فرصة ثانية في الحياة، وإسرائيل حصلت على واحدة للتو".
وأضاف سومر أن الرد العسكري المنضبط سيجني مكافآت لإسرائيل على المسرح العالمي، مما يساعد في إصلاح علاقاتها المتوترة مع الولايات المتحدة وجيرانها العرب، إسرائيل لديها القدرة على تشكيل هذا التحالف الدولي، والحفاظ عليه.
مكاسب نتنياهو
المكسب الأول، شخصي صرف، فالتصعيد حليف نتنياهو الأول، وهو الذي لم يعد ثمة ما يخسره، شعبيته التهمتها نداءات ذوي المحتجزين، وهاجس المساءلة يتهددّ مستقبله السياسي، إن لم يكن في قضايا فساد كامنة في أدراج الادعاء العام، فلتهمة أشدّ وطأة، "التفريط في قوة الردع".
وهو إذّاك يبحث عن أي مكسب يمكن أن ينتزعه بالنيران والرصاص، إن لم يكن في غزة، فجبهات القتال كثيرة، والوكلاء والأذرع كثر، ويا حبّذا لو كانت من إيران، الأصل والرأس المدبر.
ثم إن التصعيد هو حرفة معسكر اليمين الإسرائيلي، التي لا يكاد يجيد غيرها، ولا يؤمن بجدوى التهدئة، إلا إذا كانت فرصة للتحضير لتصعيد جديد.
أما الجائزة الكبرى فكانت العودة إلى الحضن الأميركي الدافئ.
وهنا تراود نتنياهو المغريات، ضوء أخضر لاجتياح رفح، أم الإمعان في تفريغ حلّ الدولتين من مضمونه، وربما الأجدى هنا حرمان إيران من اتفاق نووي يلائمها.
قائمة الأهداف
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، طلب من الجيش الإسرئيلي تقديم "قائمة أهداف" في إطار مناقشات الرد على هجوم إيران غير المسبوق الذي جعل المنطقة في حالة تأهب قصوى.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول مطلع على الناقشات، تشمل الخيارات ضربة محتملة على منشأة في طهران أو هجوما إلكترونيا.
وقال المسؤول: "الجميع متفق على أنه يجب على إسرائيل الرد، كيف ترد ومتى ترد هو السؤال."
وأطلقت طهران مئات الصواريخ والمسيّرات ليل السبت على إسرائيل، ردا على قصف قنصليتها في دمشق في الأول من أبريل الجاري.
وتمكنت الدفاعات الجوية الإسرائيلية بمساعدة الولايات المتحدة وحلفاء آخرين، من اعتراض القسم الأكبر من هذه الصواريخ والمسيّرات.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات القنصلية الإيرانية إسرائيل نتنياهو نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي إسرائيل إسرائيل إيران أميركا القنصلية الإيرانية إسرائيل نتنياهو نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي إسرائيل شرق أوسط الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
السياح يتجنبون السفر إلى الولايات المتحدة في عهد ترامب
في غضون أسابيع قليلة خيم الغموض على آفاق السياحة الأميركية نتيجة لبعض قرارات الرئيس دونالد ترامب السياسية التي أثارت غضب بعض الزوار الأجانب عدا عن مخاوف من ازدياد الأسعار وارتفاع قيمة الدولار.
ومن المتوقع أن ينخفض عدد الأجانب الوافدين إلى الولايات المتحدة بنسبة 5,1 % في 2025 مقارنة بالعام الماضي، مقابل زيادة متوقعة سابقا بنسبة 8,8 %، وفقا لتقرير في نشرة « اقتصاديات السياحة » أواخر الشهر الماضي. ويتوقع أن يتراجع إنفاقهم بنسبة 10,9 في المئة.
منذ نشر التقرير « تدهور الوضع بشكل أكبر » وستكون النتيجة أسوأ على الأرجح، بحسب رئيس النشرة آدم ساكس، مشيرا إلى « تأثير مشاعر النفور تجاه الولايات المتحدة ».
في الأسابيع الأخيرة فرضت إدارة ترامب رسوما على كندا والمكسيك والصين وهددت بفرضها على الاتحاد الأوروبي. وتكثفت حملة واسعة ضد الهجرة.
وألغيت برامج عدد كبير من الهيئات الحكومية، مثل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وس ر ح آلاف الموظفين المدنيين من محامين إلى حراس حدائق، ووضع ترامب خططا مثيرة للجدل للحربين في أوكرانيا وغزة.
وقالت نشرة « اقتصاديات السياحة » التابعة لمؤسسة « أكسفورد إيكونوميكس » إن « وضعا تتسم فيه سياسات وخطابات إدارة ترامب بالاستقطاب… سيثني الناس عن السفر إلى الولايات المتحدة ».
وأضافت « ستشعر بعض المؤسسات بضغوط لتجنب استضافة فعاليات في الولايات المتحدة أو إرسال موظفيها إليه ما سيقلل عدد رحلات العمل ».
وقال معهد منتدى السياحة العالمي، إن مزيجا من سياسات الهجرة الصارمة وقوة الدولار والتوترات السياسية العالمية « قد يؤثر بشكل كبير » على الوافدين الدوليين، « ما قد يعيد تشكيل قطاع السياحة في البلاد لسنوات ».
ومن بين سكان 16 دولة أوروبية وآسيوية شملهم استطلاع أجرته شركة « يوغوف » في ديسمبر، قال 35 في المئة من المشاركين إنهم أقل ميولا للقدوم إلى الولايات المتحدة في عهد ترامب، مقابل 22 في المئة عبروا عن رأي مغاير.
بالنسبة إلى سياح من فرنسا وأوزبكستان والأرجنتين الذين أجرت وكالة فرانس برس مقابلات معهم في ساحة تايمز سكوير بنيويورك، لم تغير مواقف ترامب خططهم بشكل جذري.
مع ذلك استخدمت كل من ماريانيلا لوبيز وأيلين هادجيكوفاكيس، وكلاهما تبلغان 33 عاما، جواز سفرها الأوروبي بدلا من الأرجنتيني لتجنب أي مشاكل على الحدود.
وقالت لوبيز « كنا خائفين بعض الشيء بشأن الوضع لكننا لم نغير خططنا ».
وأكدت عائلة لاغاردير القادمة من فرنسا أن الوضع لم يؤثر على خططها أيضا.
وقال لوران لاغاردير البالغ 54 عاما إن « الأميركيين انتخبوا هذا الرئيس. إنها الديموقراطية. إذا لم يكونوا راضين، فسيغيرونها في غضون أربع سنوات ».
وأضاف لاغاردير « هو (ترامب) كما هو » وتجنب الولايات المتحدة « لن ي غي ر شيئا ».
وأشارت التوقعات إلى وصول عدد السياح الأجانب إلى 77,7 مليونا في 2024، بزيادة 17 في المئة على أساس سنوي، وفقا للمكتب الوطني للسفر والسياحة الذي لم تتوافر لديه بعد أرقام نهائية للعام الماضي.
يعد السياح القادمون من أوروبا الغربية، والذين شك لوا 37 في المئة من الزوار في 2024، الأكثر ميولا لاختيار وجهات أخرى إلى جانب الكنديين والمكسيكيين.
وحذرت جمعية السفر الأميركية في أوائل فبراير، من أن الرسوم الجمركية ستثني الكنديين الذين ي شك لون أكبر شريحة من السياح الأجانب في الولايات المتحدة والذين وصل عددهم إلى 20,4 مليون سائح في 2024، عن السفر.
ووفقا لهيئة الإحصاء الكندية انخفض عدد الكنديين العائدين من الولايات المتحدة بنسبة 23 في المئة في فبراير على أساس سنوي، في انخفاض شهري هو الثاني على التوالي.
وفي نيويورك التي استقبلت 12,9 مليون مسافر أجنبي في 2024، أصبح التأثير ملحوظا، فقد ألغى كنديون حجوزات جولات سياحية وانخفضت عمليات البحث على الإنترنت عن فنادق أو عروض برودواي، حسبما ذكرته رئيسة هيئة السياحة في مدينة نيويورك جولي كوكر لوكالة فرانس برس.
وخف ضت كوكر توقعاتها لهذا العام في فبراير لكنها قالت إنه حتى الآن، الكنديون فقط هم من يتجنبون الولايات المتحدة في عهد ترامب.
وقالت « لا نرى حاليا أي مستجدات من المملكة المتحدة أو أوروبا لأن الوقت لا يزال مبكرا جدا. نحن بالتأكيد نراقب الوضع عن كثب ».
لكن السلطات البريطانية والألمانية دعت مواطنيها أخيرا إلى توخي الحذر الشديد بشأن وثائق سفرهم، مشيرة إلى مخاطر توقيفهم.
ورصدت شركة يونايتد إيرلاينز « انخفاضا كبيرا » في السفر من كندا إلى الولايات المتحدة إضافة إلى تراجع الطلب على السفر الداخلي، كما حدث مع العديد من الشركات المنافسة.
ووفقا لتقرير « اقتصاديات السياحة » قد يخسر قطاع السياحة حوالى 64 مليار دولار من الإيرادات في 2025 بسبب انخفاض السفر الدولي والمحلي.
والأميركيون قلقون على ما يبدو في ظل التوقعات الاقتصادية، كما أن مصطلحات مثل الركود والتضخم ت خيف السياح إلى جانب احتمال ارتفاع قيمة الدولار، كما يشير الخبراء.
وأشارت « اقتصاديات السياحة » إلى أن « هذا سيجعل الولايات المتحدة أكثر كلفة للمسافرين الوافدين، ما ي ضعف عدد الزوار ومتوسط فترة الإقامة ».
ويخشى المهنيون أيضا من تداعيات تشديد سياسة الهجرة على الأحداث الرياضية الكبرى التي تستضيفها الولايات المتحدة، مثل كأس رايدر (2025)، وكأس العالم لكرة القدم (2026)، ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2026 في لوس أنجليس.
(وكالات)
كلمات دلالية السياحة امريكا تراجع ترامب