عربي21:
2024-10-04@22:45:17 GMT

المنطقة تغيرت بالكامل

تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT

الضربة الإيرانية لإسرائيل هي أول مواجهة عسكرية مباشرة بين طهران وتل أبيب على الإطلاق، على الرغم من وجود حرب باردة بين الطرفين مستمرة منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، ولذلك فإن الأبعاد الاستراتيجية لهذه المواجهة الأخيرة أهم بكثير من نتائجها المباشرة والفورية، كما أنها تشكل تطوراً بالغ الأهمية على مستوى المنطقة.



الأبعاد الاستراتيجية لهذه المواجهة الأخيرة أهم بكثير من نتائجها المباشرة والفورية

ما حدث فجر الأحد الرابع عشر من أبريل/نيسان هو أن إيران أطلقت من أراضيها بشكل مباشر أكثر من 300 قذيفة، تنوعت بين طائرات مسيرة وصواريخ موجهة نحو إسرائيل، وهو أول هجوم من نوعه، رداً على قصف إسرائيلي استهدف يوم الأول من أبريل مبنى ملحقا بالسفارة الإيرانية في دمشق، وهو المبنى الذي يبدو أنه كان يشهد اجتماعاً رفيع المستوى، حيث أسفر القصف عن مقتل قائد كبير في فيلق القدس التابع للحرس الثوري، وهو العميد محمد رضا زاهدي إضافة إلى سبعة ضباط آخرين في الحرس الثوري الإيراني.

في السابق كانت إيران ترد على الاعتداءات الإسرائيلية بشكل غير مباشر، وأحيانا كان يدور الحديث عن هجمات إلكترونية تقوم بتعطيل بعد الخدمات داخل إسرائيل، أو تقوم بتكبيد الاحتلال بعض التكاليف المالية والاقتصادية، لكن هذه المرة أعلنت طهران أن «عصر الصبر الاستراتيجي قد انتهى»، وهو ما يعني أنها اعتبرت استهداف سفارتها في دمشق تجاوزاً للخطوط الحمر، وأن الرد على هذا الاعتداء يجب أن لا يكون ضمن القواعد المعتادة.



وواقع الحال أن القانون الدبلوماسي الدولي يعتبر السفارات في كل العالم جزءا من أرض الدولة التي تتبع لها السفارة، وعليه فإن للسفارات أحكام خاصة، وهو ما يعني أن القصف الإسرائيلي على السفارة الإيرانية في دمشق، لم يكن استهدافاً للأراضي السورية، وإنما هو ـ وفقاً لهذه القاعدةـ استهداف مباشر للأراضي الايرانية، وعليه فإن الإيرانيين قرروا الرد بالمثل، وهذا ما يُفسر إعلانهم بأن ما فعلوه كان منسجماً مع القانون الدولي، وكان على قاعدة الدفاع عن النفس التي تقرها الشرائع والقوانين الدولية.

الرد الإيراني على الاعتداء الإسرائيلي، بغض النظر عن نتائجه الفورية والتكتيكية، فإنه يعني أن المنطقة تشهد تحولاً استراتيجياً بالغ الأهمية، وفي ما يلي أبرز ملامح هذا التحول ومعاني الرد الإيراني:

إسرائيل ستحسب ألف حساب من الآن فصاعداً لأي ضربة تستهدف إيران

أولاً: ثمة رسالة إيرانية واضحة لإسرائيل والعالم مفادها، رفع مستوى الرد على أي اعتداء يستهدف المصالح الإيرانية، وهذا يعني أن إسرائيل ستحسب ألف حساب من الآن فصاعداً لأي ضربة تستهدف إيران، والدليل على أن إسرائيل فهمت هذه الرسالة، هو أن مجلس الحرب الإسرائيلي ظل طيلة يومين مجتمعاً للبحث في الرد الممكن على القصف الإيراني، وشهد خلافات حادة، بينما كان قرار مثل هذا يحتاج لساعات، وربما لدقائق من أجل اتخاذه في إسرائيل، ما يعني أن حسابات الإسرائيليين أيضاً تغيرت، بعد أن أصبحت لدى طهران قابلية لأن ترد بضربة عسكرية مباشرة.

توجيه ضربة عسكرية مباشرة لإسرائيل يعني أن لدى إيران القابلية لشن مغامرة عسكرية مع أي دولة في المنطقة

ثانياً: الرد بهذه الطريقة نقل النفوذ الإيراني في المنطقة إلى مستوى آخر مختلف، حيث أن توجيه ضربة عسكرية مباشرة لإسرائيل يعني أن لدى إيران القابلية لشن مغامرة عسكرية مع أي دولة في المنطقة، ما يعني أن حسابات المنطقة بأكملها تغيرت، وأن أي تهديد للمصالح الإيرانية من قبل أي دولة حليفة لإسرائيل قد يعني أن هذه الدولة قد تتعرض لهجوم إيراني بشكل أو بآخر.



ثالثاً: هذه المواجهة بين إيران وإسرائيل جعلت المنطقة أكثر وضوحاً في انقسامها بين محور مؤيد لإيران ومقاوم للمشروع الأمريكي، ومحور آخر مؤيد لإسرائيل ومتماه مع المشروع الصهيوني.

وقد بدا ذلك واضحاً في البيان الإسرائيلي الذي تحدث عن أن ثلاث دول غربية ودولتين عربيتين شاركت في التصدي للهجوم الإيراني، بينما انطلقت بعض المسيرات والصواريخ من لبنان والعراق واليمن، وهو ما يعني أن المواجهة كانت بين المعسكرين ولم تكن محصورة بين إيران وإسرائيل.

هذه المواجهة كشفت مجدداً الانكفاء الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط

رابعاً: هذه المواجهة كشفت مجدداً الانكفاء الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، وتراجع دور واشنطن، ما يؤكد أن المنطقة اليوم ليست كما كانت في نهاية القرن الماضي، عندما دفع العراق ثمناً باهظاً ثمناً لقصفه إسرائيل بصواريخ «كروز»، وهذا الانكفاء الأمريكي قرأته إيران جيداً ومن خلفها روسيا، وتحركت على أساسه.

أما ما يؤكد هذا الانكفاء، فهو أن الولايات المتحدة أبلغت تل أبيب فور الهجوم بأنها لن تشارك في أي عملية عسكرية إسرائيلية مضادة، وفي الوقت نفسه حذرت الإيرانيين من التعرض للقواعد والمصالح الأمريكية في المنطقة، وهنا كانت الرسالة واضحة، وهي أن واشنطن لن تحارب بالنيابة عن إسرائيل، ولن تخوض أية معارك لصالحها، وأن عدم استهداف الأمريكيين من قبل إيران يعني إبقاء الولايات المتحدة على الحياد من هذا الصراع.



بقيت الإشارة إلى أن ثمة الكثير من الأسئلة بلا شك التي تولدت لدى الجمهور، وهي أسئلة منطقية في كثير من الأحيان، من بينها سبب انكشاف موعد الضربة مسبقاً، والسبب في أنها لم تحدث أضراراً كبيرة ولم تسبب خسائر بشرية، والجواب على ذلك في أمرين، الأول أن إيران أبلغت جيرانها وحلفاءها مسبقاً من أجل التنسيق وضبط الموقف وضمان عدم خروج المشهد عن السيطرة، والثاني أن إيران كانت حريصة – كما هو واضح – على عدم الدخول في حرب، وأن تقتصر عمليتها على رد عسكري محدود، كما أن من المهم الإشارة إلى أن السبب الرئيس في عدم وقوع خسائر كبيرة لدى الإسرائيليين هو أن التصدي للصواريخ والمسيرات تم قبل وصولها بمئات الكيلومترات، ما جعل عدداً قليلاً جداً يصل إلى الهدف المقرر له.

القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال الولايات المتحدة الولايات المتحدة الاحتلال التصعيد الهجوم الايراني مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عسکریة مباشرة هذه المواجهة فی المنطقة ما یعنی أن

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تتخذ رسمياً قرار الرد على إيران.. هذه محدداته

قالت وسائل إعلام إسرائيلية، الجمعة، إن المجلس الوزاري السياسي والأمني (الكابينيت) اتخذ قراراً بالرد على الهجوم الإيراني على إسرائيل مطلع الشهر الجاري، في حين تحاول واشنطن كبح جماح هذا الرد.

وقال مسؤولون إسرائيليون كبار، "بعد الهجوم الصاروخي من إيران، اجتمع المجلس الوزاري السياسي الأمني ​​عشية العيد لبحث الرد الإسرائيلي، واتخذ قراراً رسمياً بالرد"، بحسب ما ذكرت القناة الـ13 الإسرائيلية,
وحول محددات الرد، قال المسؤولون إن "قرار المجلس الوزاري السياسي الأمني ​​أنه من الضروري الرد، ولكن بإنهاء الحادثة دون الانجرار إلى تبادل الضربات مع إيران خلال الفترة القريبة".

"أزمة ثقة".. خلافات بين #واشنطن و #تل_أبيب حول خيارات الرد على #إيرانhttps://t.co/f4xThKefLa pic.twitter.com/LREE4bR60W

— 24.ae (@20fourMedia) October 4, 2024 وقال مسؤول إسرائيلي: "نريد تنفيذ عملية كبيرة، لكننا لا نريد مساراً يصرفنا عن أهداف الحرب، كما أن الولايات المتحدة تناقش مع إسرائيل طبيعة الرد، عندما يطرح الهجوم على منشآت النفط الإيرانية كخيار محتمل".
وبحسب القناة الإسرائيلية، يدرس المستوى السياسي التوقيت المناسب، وسيتم تحديده وفق الوقت الذي يناسب إسرائيل.
وقالت إن "إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لا تريد مهاجمة المنشآت النووية في هذه المرحلة، خوفاً أن هذا من شأنه أن يشعل حرباً إقليمية ستتورط فيها الولايات المتحدة، وهو أمر غير مرغوب فيه بالنسبة لها".

مقالات مشابهة

  • لماذا خفضت إسرائيل سقف أهدافها بلبنان بعد هجوم إيران؟
  • إسرائيل تتخذ رسمياً قرار الرد على إيران.. هذه محدداته
  • بايدن: إسرائيل لم تحسم أمرها بعد بشأن الرد
  • إحاطة عسكرية.. خيارات إسرائيل للانتقام من إيران
  • دفعتنا للرد..بزشكيان: سنرد بشكل أقسى إذا هاجمتنا إسرائيل
  • واشنطن: إسرائيل تملك حق الرد على هجوم إيران
  • ما سيناريوهات رد إسرائيل على إيران وما بنك أهدافها؟
  • ستراتفور: ما خيارات إسرائيل للرد على هجمات إيران بالصواريخ الباليستية؟
  • ما هي حسابات إسرائيل في الرد على صواريخ إيران؟
  • خارجية إيران: المواجهة مع إسرائيل قد تستمر ومستعدون لها