سرطان الثدى من أكثر أنواع السرطانات شيوعاً عند النساء، و القاعدة في الطب هى الوقاية منه إن أمكن ، أو اكتشاف علاماته المبكِّرة، بالنسبة لسرطان الثدى فإن التصوير الخاص بالأشعة السينية المسمى ب الماموغرام هو حجر الزاوية في الاكتشاف المبكِّر لسرطان الثدي، إذ يمكن لهذا النوع من الأشعة إظهار سرطان الثدى قبل ظهور أية أعراض ، و قبل ظهور أية كتل محسوسة في الثدي.
و النساء اللواتى يتم اكتشاف وجود المرض لديهن عن طريق هذه الأشعة ، قبل اأن يمكن الوصول إلى الاشتباه بالمرض عن طريق الفحص السريري ، يصبحن أقل عُرضة للوفاة بسببه ، و لذا فإن كثيراً من الدول تعلن عن برامج استقصائية بالماموجرام للتشخيص المبكِّر للمرض ، و التعامل معه قبل أن يستفحل ، و رغم أن هذه البرامج توصي بأن تُعاد الأشعة كل سنتين ،إلا أن تكلفة ذلك أقل كثيراً من تكلفة العلاجات الجراحية أو الإشعاعية و الكيميائية التى تحتاجها المريضة.
توصي الفرقة الامريكية للخدمات الوقائية من الأمراض ، بأن تبدأ كل امرأة ليس لديها أى عوامل خطورة إضافية لسرطان الثدي ، بأن تبدأ من عمر الخمسين بعمل أشعة الماموجرام مرة كل سنتين حتى سن الخامسة و السبعين ، و على سبيل الاحتياط فإن الكلية الأمريكية لأطباء النساء و التوليد تنصح الأطباء بأن يعرضوا على مريضاتهم عملها بداية من سن الأربعين ، وأن يحرصوا ألا تتأخر أى إمرأة عن سن الخمسين لتبدأ برنامج الماموغرافي الإستقصائى .
و لكن هناك فئتان من النساء يوصي بأن تبدأ فحص الماموجرام لديهن في سن قبل سن الخمسين ، كل من لها قريبة من الدرجة الأولى (أم أو أخت) أصيبت بسرطان الثدى ،فإن عليها أن تبدأ بالفحوصات في عمر يقل بعشر سنوات عن العمر الذي تبين فيه السرطان عند قريبتها ، فمثلاً إذا كانت الأخت قد أصيبت بسرطان الثدى في سن الخامسة والخمسين ، فعلى على كل أخواتها أن يبدأن ببرنامج الماموجرام من سن الخامسة و الأربعين ، هذا في حالة عدم وجود طفرة جينية في العائلة، أما في حالة وجود طفرة جينية في العائلة ، و خاصة اذا كان هناك أكثر من عضو في العائلة قد أُصيب بسرطان الثدي ، فإن فحص الماموجرام المتكرر لأفراد العائلة يجب أن يبدأ في سن الثلاثين . بطبيعة الحال فإن استعراض التاريخ المرضى للعائلة، و الثقافة الصحية التى تجعل المرأة تناقش طبيبها في البرامج الاستقصائية التى تحتاجها ، و خاصة اذا لم يبادر طبيبها الى استعراض تاريخ العائلة المرضى ، كل ذلك فائق الأهمية لكى تحصل كل امرأة على البرنامج المناسب لها .
لا تخلو تقارير الماموغرام من بعض الإشكالات ، فاحياناً قد يشتبه الأمر على أى طبيب أشعة مهما كانت خبرته ، فيشخِّص وجود كتلة مثيرة للشبهة ، وهي ليست كذلك ، و هو أمر يؤدي للقلق و لزيادة عدد الفحوصات ، و لكن حدوث هذه المسألة نادر و أندر منه أن لا يتمكن الماموغرام من تحديد منطقة مثيرة للشبهات ، فيُكتب تقريرٌ مطمئن و هو ليس كذلك ، وكل هذا من النادر الذي لا يقاس عليه.
ندعو الله ان يكفّ عن نسائنا كل الأمراض والشرور.
SalehElshehry@
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: أن تبدأ
إقرأ أيضاً:
قبلان: لحظة الإستقلال الآن هي للتضحيات الوطنية على الجبهة الجنوبية
قال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان: "كل الفخر باللبنانيين الذين خاضوا تاريخ الإستقلال فاستقلّوا وأصروا على مقاومة كل عدوان وسحق كل محتل ليبقى هذا البلد عزيزاً بميثاقه وقراره ومشروعه الوطني، وما الإستقلال إلا تضحية وفداء وتضامن وتعاون وملاذات وطنية وشعبية وممانعة سيادية وتأكيد ميثاق العائلة اللبنانية".
واشار الى ان "رمزيتُه تكمن بتاريخ طويل من النضال الوطني ضد الإنتداب والإحتلال الإسرائيلي وكل ما يتعارض مع السيادة الوطنية للبنان، والجيش في هذا المجال جزء من هوية لبنان المقاومة، ولبنان كلُّه مقاوم، والآباء الأوائل جزء من تاريخنا وتاريخ جيلنا الحالي الذي يقود أكبر الحملات السيادية وسط عالم يعيش على الخراب والدمار وتجارة الحروب، والبلد والمؤسسات بالشعب، والشعب بميثاقه الوطني، ولبنان بميثاقيته ودرع سيادته وذراع جيشه وشعبه ومقاومته".
اضاف: ان "لحظة الإستقلال الآن للتضحيات الوطنية على الجبهة الجنوبية التي أثبتت مجدداً أنها ضمانة وطنية كبرى بسياق لبنان العائلة الواحدة والشراكة المجتمعية والإغاثة اللبنانية التاريخية، وكل الشكر للبنان بطوائفه الكريمة ومبادراته الأهلية والروحية، والعين على إغاثة الدولة لناسها ومواطنيها التي تتشكل منهم سيادة هذا البلد العزيز".