لقد نسيت أن أربط حزام السيارة وأنا أسير في حي الحمراء في جدة وكان ربط الحزام لا زال في المنطقة الرمادية. ثم إني في وسط المدينة ولست في خط سريع ، غير أن جندي المرور كان قد تلقى تعليمات مشدّدة بالحزم في شدّ الحزام.
ترجل الجندي من دراجته واستدار إلى جانب باب سيارتي الأمامي وقال لي: (ليش ما ربطت الحزام؟) قلت: (نسيته والله.
لا أعرف هذا المراهق الذي جاء من حيث لا أحتسب. وأشعر بالندم كيف اختفى من المشهد دون أن أتمكن من التعرف إلى ملامح وجهه وأسأله عن اسمه وعنوانه (كان ذلك قبل فشو الجوالات) كي أتمكن من مكافأته بأي نوع من المكافأة. أو حتى أشكره. لكني تعلمت ربط الحزام بلا تلكؤ وعمل المعروف لوجه الله وثالث الدروس استجابة الجندي لرجاء الولد وكان بإمكانه أن يسجنه باعتباره يتدخل فيما لا يعنيه.
لا تفسير لهذه الواقعة سوى أنني خرجت من بيت مبارك هو بيت السيد عبد القادر السقاف، وتذكرت قصة رواها لنا هذا العلامة عن والده الحبيب أحمد. قال: كان والدي قد دعاه رجل من سيون بحضرموت لتناول طعام الغداء، وعندما جلس الضيوف على المائدة سمعوا صائحا يقول: حريق! فقام صاحب البيت مضطرباً. فقال له الحبيب أحمد: اجلس. هل يعقل يا باعوض أن يشتعل حريق في بيتك ونحن ضيوف عندك؟ ذلك ما لا يكون. وفعلاً جلسوا وأكلوا وكأن شيئا لم يكن.
لا أشك أن حكايتي هذه من نفس الوادي الذي جرت فيه قصة الحريق في بيت باعوض. ولا أشك أن فينا ومعنا إلى عصرنا هذا من تسوق الأقدار لهم العطايا من حيث لا يشعرون. لكن لا بد من أن نعي الدروس البديهية: نجدة الملهوف وفعل المعروف والتوكل على الله وصلة الأرحام والقيام بالطاعات في أشهر العام كلها لا في رمضان وحده.
aljifriM@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
أول تعليق رسمي من “صنعاء” بشأن اتفاق غزة
الجديد برس|
بارك رئيس وفد صنعاء المفاوض، لأهل غزة، انتصار صمودهم الأسطوري والتاريخي، ومقارعتهم العدو حتى دفعه إلى القبول بوقف إطلاق النار.
وقال محمد عبدالسلام، نحيي بإكبار وإجلال صمود غزة الأسطوري والتاريخي، في مواجهة أعتى وأشرس عدوان إسرائيلي، استهدف الشعب الفلسطيني المظلوم.
وأضاف عبدالسلام، نثمن وكل أحرار العالم التضحيات الكبيرة للمقاومة الفلسطينية في غزة واستشهاد عدد من قادتها الكبار منهم الشهيدان القائدان هنية والسنوار.
وقال إننا في اليمن نحمد الله تعالى أن وفق شعبنا وقواته المسلحة لحمل هذه المسؤولية بإسناد غزة بعمليات عسكرية فاعلة ومؤثرة ومظاهرات مليونية أسبوعية من أول الطوفان حتى إعلان وقف إطلاق النار.
وحيّا جبهات الإسناد وفي المقدمة جبهة لبنان التي قدمت أغلى ما لديها، الشهيد حسن نصر الله وقادة حزب الله، فداء لغزة وفلسطين والقدس.