لقد نسيت أن أربط حزام السيارة وأنا أسير في حي الحمراء في جدة وكان ربط الحزام لا زال في المنطقة الرمادية. ثم إني في وسط المدينة ولست في خط سريع ، غير أن جندي المرور كان قد تلقى تعليمات مشدّدة بالحزم في شدّ الحزام.
ترجل الجندي من دراجته واستدار إلى جانب باب سيارتي الأمامي وقال لي: (ليش ما ربطت الحزام؟) قلت: (نسيته والله.
لا أعرف هذا المراهق الذي جاء من حيث لا أحتسب. وأشعر بالندم كيف اختفى من المشهد دون أن أتمكن من التعرف إلى ملامح وجهه وأسأله عن اسمه وعنوانه (كان ذلك قبل فشو الجوالات) كي أتمكن من مكافأته بأي نوع من المكافأة. أو حتى أشكره. لكني تعلمت ربط الحزام بلا تلكؤ وعمل المعروف لوجه الله وثالث الدروس استجابة الجندي لرجاء الولد وكان بإمكانه أن يسجنه باعتباره يتدخل فيما لا يعنيه.
لا تفسير لهذه الواقعة سوى أنني خرجت من بيت مبارك هو بيت السيد عبد القادر السقاف، وتذكرت قصة رواها لنا هذا العلامة عن والده الحبيب أحمد. قال: كان والدي قد دعاه رجل من سيون بحضرموت لتناول طعام الغداء، وعندما جلس الضيوف على المائدة سمعوا صائحا يقول: حريق! فقام صاحب البيت مضطرباً. فقال له الحبيب أحمد: اجلس. هل يعقل يا باعوض أن يشتعل حريق في بيتك ونحن ضيوف عندك؟ ذلك ما لا يكون. وفعلاً جلسوا وأكلوا وكأن شيئا لم يكن.
لا أشك أن حكايتي هذه من نفس الوادي الذي جرت فيه قصة الحريق في بيت باعوض. ولا أشك أن فينا ومعنا إلى عصرنا هذا من تسوق الأقدار لهم العطايا من حيث لا يشعرون. لكن لا بد من أن نعي الدروس البديهية: نجدة الملهوف وفعل المعروف والتوكل على الله وصلة الأرحام والقيام بالطاعات في أشهر العام كلها لا في رمضان وحده.
aljifriM@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
العميد الوالي يترأس اجتماعًا مع مدراء العلاقات العامة لقوات الحزام الأمني
شمسان بوست / المركز الإعلامي لقوات الحزام الأمني
ترأس العميد محسن الوالي، القائد العام لقوات الحزام الأمني، اجتماعًا ضم مدراء العلاقات العامة في قوات الحزام الأمني، بهدف مناقشة سبل تعزيز العمل والتنسيق بين الإدارات المختلفة، بما يسهم في تحسين الأداء المؤسسي ويعزز الأهداف الأمنية.
وخلال الاجتماع، شدد العميد الوالي على أهمية الدور الحيوي الذي تلعبه إدارات العلاقات العامة في تعزيز التواصل الفعّال بين القوات الأمنية والمجتمع، مشيرًا إلى ضرورة الارتقاء بالخطاب الإعلامي ليعكس الجهود المبذولة في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما استعرض الاجتماع خطط العمل للمرحلة المقبلة، حيث تم مناقشة آليات تطوير الأداء وتوحيد الجهود لضمان إيصال الرسائل الأمنية والمجتمعية بفعالية، وأكد العميد الوالي على ضرورة تكثيف التواصل المباشر مع المواطنين والقرب منهم وتلمس همومهم، مشيدًا في الوقت نفسه بالجهود الكبيرة التي تبذلها إدارات العلاقات العامة في مختلف القطاعات الأمنية.
وفي ختام الاجتماع، الذي حضره العميد وضاح قاسم، مدير الإدارة العامة للعلاقات، وجه العميد الوالي بضرورة تكثيف الجهود والعمل بروح الفريق الواحد، بهدف تعزيز صورة قوات الحزام الأمني في المجتمع وتوطيد العلاقة مع المواطنين بما يسهم في تحقيق الاستقرار وتعزيز الأمن العام.