تتشكَّل حياة الفرد من مجموعة كبيرة من المراحل التي ينتقل بها و كأنه في رحلة يتنقل من محطة إلى أخرى فكل موقف له اثر و كل حدث له دور في بناء شخصيته و زيادة مستوى وعيه و انتقاله في مراحل الوعي المختلفة التي قد يعيشها بمفرده و من ثم تتحول استنتاجات المراحل المختلفة إلى سلوكيات و اعتقادات مختلفة و قد تكون ثابتة.
و من طبيعة الحياة ،عدم الثبات فهي تتمرجح بالفرد صعودًا و نزولاً ،ولكي يتمكن الفرد من تحديد مستوى وعيه من خلال مروره بالأزمات ،فاذا وجد ذاته في حالة ثورة وغضب و حزن شديد و شعور بالإزدراء ولوم شديد على الذات ،فإنه في أدنى مستويات الوعي الذاتي و أشدّها فتكًا للصحة النفسية والعقلية.
و قد يلاحظوا على أنفسهم أنهم لا يمتلكون أدنى طاقة لمواجهة التحدّيات الجديدة و يقبعون خلف اللامبالاة حيال الأزمات القائمة في حياتهم ،ويتطلب المرور إلى مرحلة أعلى من الوعي ،المزيد من الإنصاف مع الذات، والإنصاف بالإيجابية و مراقبة العبارات التي يخزنها الفرد في عقله الباطن و الإتصاف بالشجاعة للوصول مرحلة الوعي المتوسطة.
كما أن التقبُّل و التفكير بطريقة حكيمة ،يمنح الفرد فرصة أعلى لصعود سلم الوعي بشكل سلسل، فحينما يتعامل الفرد بإيجابيه مع مشكلاته و معيقاته، فإنه يمنح نفسه فرصة أكبر للإمساك بخيوط الحلول ، والتي تكمن في خلق مساحة أكبر للتفكير بشكل سليم و متوازن بتخطيط دقيق للتقدم إلى الأعلى.
و يتمحور أعلى مرحلة في الوعي الذاتي ،في السلام النفسي والذي يضمن للفرد سلامته النفسية و الصحية و قدرته على بناء علاقات ناجحة، وهذه المرحلة من الوعي ، لن تأتي هكذا إنما هي حصيلة الألم النفسي و التردد و الألم و الحزن و الإحباط ،فجميع هذه الضغوطات النفسية ،تمنح الفرد الذي يمتلك الإرادة العالية فرصة التربُّع على أعلى مستويات الوعي الذاتي.
fatimah_nahar@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
"مخاطر الإدمان والمخدرات على الفرد والمجتمع".. ندوات بأوقاف الفيوم
عقدت مديرية أوقاف الفيوم برئاسة الدكتور محمود الشيمي وكيل الوزارة، (17) أسبوعا ثقافيا بجميع إدارات الأوقاف الفرعية بالقرى والمراكز.
جاء ذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، وتحت إشراف الدكتور محمود الشيمي وكيل أوقاف الفيوم، وبحضور نخبة من الأئمة والعلماء المميزين.
يأتي هذا في إطار دور وزارة الأوقاف المصرية ومديرية أوقاف الفيوم العلمي لتحقيق مقاصد الشريعة وتقديم خطاب ديني وسطي رشيد، ونشر الفكر الوسطي المستنير.
وخلال تلك اللقاءات أكد العلماء على أن مواجهة الإدمان تكون بمزيد من التوعية والمتابعة الأسرية، فعلى الأسرة واجب كبير نحو إعداد النشء وتربيته وفقًا للقيم الإسلامية والإنسانية، وإرشاده إلى الصحبة الصالحة التي تدله على الخير، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (وَالرَّجُلُ رَاعٍ في بَيْتِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا)، ويقول (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): (الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ)، ويقول (عليه الصلاة والسلام): (مثَلُ الجليسِ الصالحِ ومثلُ جليسِ السوءِ كحاملِ المسكِ ونافخِ الكيرِ، فحاملُ المسكِ إما أن تبتاعَ منه، وإما أن تجدَ منه ريحًا طيبةً، ونافخُ الكيرِ إما أن يُحرِقَ ثيابَك، وإما أن تجدَ منه ريحًا خبيثةً).
العلماء: حفظ العقل أحد الكليات الست التي أكد على حفظها الشرع الحنيف
وأشار العلماء إلى أن حفظ العقل أحد الكليات الست التي أكد على حفظها الشرع الحنيف، وجاء الأمر المشدد بصيانة العقل من كل ما يؤدي إلى إفساده والإضرار به، وتحريم كلِّ ما يؤثر عليه، أو يخرجه عن وعيه وإدراكه كالخمر، والمخدرات، وسائر المسكرات، والله سبحانه وتعالى يقول: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : (لاَ ضَرَرَ وَلاَ إِضْرَارَ)، وقد وضع الشرع الحنيف سياجًا منيعًا لحفظ العقل يشمل تحريم كل ما من شأنه أن يضرَّ به، مهما استُحدِث له من أسماء، ومهما كان قليلًا أو كثيرًا، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ)، ويقول (عليه الصلاة والسلام): (لَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا)، وعن أم سلمة (رضي الله عنها) قالت: “نَهَى رَسُولُ اللهِِ (صلى الله عليه وسلم) عَنْ كُلًّ مُسْكِرٍ ومُفْتِرٍ”، والإدمان خطر داهم يدمر الأفراد والمجتمعات.