تتشكَّل حياة الفرد من مجموعة كبيرة من المراحل التي ينتقل بها و كأنه في رحلة يتنقل من محطة إلى أخرى فكل موقف له اثر و كل حدث له دور في بناء شخصيته و زيادة مستوى وعيه و انتقاله في مراحل الوعي المختلفة التي قد يعيشها بمفرده و من ثم تتحول استنتاجات المراحل المختلفة إلى سلوكيات و اعتقادات مختلفة و قد تكون ثابتة.
و من طبيعة الحياة ،عدم الثبات فهي تتمرجح بالفرد صعودًا و نزولاً ،ولكي يتمكن الفرد من تحديد مستوى وعيه من خلال مروره بالأزمات ،فاذا وجد ذاته في حالة ثورة وغضب و حزن شديد و شعور بالإزدراء ولوم شديد على الذات ،فإنه في أدنى مستويات الوعي الذاتي و أشدّها فتكًا للصحة النفسية والعقلية.
و قد يلاحظوا على أنفسهم أنهم لا يمتلكون أدنى طاقة لمواجهة التحدّيات الجديدة و يقبعون خلف اللامبالاة حيال الأزمات القائمة في حياتهم ،ويتطلب المرور إلى مرحلة أعلى من الوعي ،المزيد من الإنصاف مع الذات، والإنصاف بالإيجابية و مراقبة العبارات التي يخزنها الفرد في عقله الباطن و الإتصاف بالشجاعة للوصول مرحلة الوعي المتوسطة.
كما أن التقبُّل و التفكير بطريقة حكيمة ،يمنح الفرد فرصة أعلى لصعود سلم الوعي بشكل سلسل، فحينما يتعامل الفرد بإيجابيه مع مشكلاته و معيقاته، فإنه يمنح نفسه فرصة أكبر للإمساك بخيوط الحلول ، والتي تكمن في خلق مساحة أكبر للتفكير بشكل سليم و متوازن بتخطيط دقيق للتقدم إلى الأعلى.
و يتمحور أعلى مرحلة في الوعي الذاتي ،في السلام النفسي والذي يضمن للفرد سلامته النفسية و الصحية و قدرته على بناء علاقات ناجحة، وهذه المرحلة من الوعي ، لن تأتي هكذا إنما هي حصيلة الألم النفسي و التردد و الألم و الحزن و الإحباط ،فجميع هذه الضغوطات النفسية ،تمنح الفرد الذي يمتلك الإرادة العالية فرصة التربُّع على أعلى مستويات الوعي الذاتي.
fatimah_nahar@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
«التنسيقية النسوية» تدعو لوقف الحرب فوراً ومشاركة المرأة في جميع مراحل السلام
التنسيقية النسوية الموحدة لوقف الحرب أكدت أن تحقيق السلام الدائم في السودان يتطلب إنهاء الحرب وتحقيق العدالة وضمان مشاركة المرأة في جميع جوانب الحياة.
الخرطوم: التغيير
طالبت التنسيقية النسوية الموحدة لوقف الحرب، بالوقف الفوري والشامل للحرب في السودان، وحماية المدنيين خاصة النساء والأطفال من العنف، ومشاركة المرأة الفاعلة في جميع مراحل عملية السلام.
وأصدرت التنسيقية يوم الأحد بياناً بمناسبة ذكرى انتفاضة مارس/ أبريل 1985، وذكرى 6 أبريل 2019 يوم الاقتحام وبداية الاعتصام أمام القيادة العامة للقوات المسلحة بالخرطوم.
وقالت إن المرأة السودانية برهنت على دورها المحوري في النضال من أجل الحرية والكرامة، وكانت في مقدمة الصفوف، تقود التظاهرات والاعتصامات، وتقدم الدعم اللوجستي، وتساهم في تشكيل الوعي الجماهيري.
وأضافت: “اليوم، تواجه المرأة السودانية تحديات جمة جراء هذه الحرب العبثية، حيث تتعرض لانتهاكات جسيمة، بما في ذلك العنف الجنسي والتهجير القسري. تتحمل أعباء الحرب، وتكبدت خسائر فادحة، وتعيش في ظروف إنسانية قاسية، في ظل غياب شبه تام للخدمات الأساسية”.
ودعا البيان إلى الوقف الفوري والشامل لهذه الحرب المدمرة، وحماية المدنيين، خاصة النساء والأطفال، من جميع أشكال العنف، وتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة للمتضررين، بما في ذلك الغذاء والدواء والمأوى.
وشدد على ضرورة محاسبة جميع مرتكبي الانتهاكات، وضمان تحقيق العدالة للضحايا، ومشاركة المرأة السودانية الفاعلة في جميع مراحل عملية السلام، من المفاوضات إلى التنفيذ.
ودعا إلى عودة آمنة وكريمة للمهجرين واللاجئين إلى ديارهم، وضرورة تفعيل دور المجتمع الدولي والمنظمات الدولية لتقديم الدعم اللازم للشعب السوداني في هذه الظروف الصعبة، فضلاً عن التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية، ونبذ خطاب الكراهية، وتجاوز كل ما يهدد وحدة السودان وتماسكه.
وقالت التنسيقية إن تحقيق السلام الدائم في السودان يتطلب إنهاء الحرب، وتحقيق العدالة، وضمان مشاركة المرأة في جميع جوانب الحياة.
واختتمت: “إننا نؤمن بأن المرأة السودانية، كما كانت دائماً، هي صانعة السلام، وقائدة التغيير، وحامية مستقبل هذا الوطن”.
الوسوماعتصام القيادة العامة التنسيقية النسوية الموحدة لوقف الحرب الحرب السلام السودان القوات المسلحة المرأة السودانية انتفاضة مارس/ ابريل 1985 ذكرى 6 ابريل