مراسلو الجزيرة: تل أبيب تهدد وطهران تحذر وواشنطن تبعث رسائل للجانبين
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
أوعز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بجمع بنك أهداف إيرانية تمهيدا للرد الذي يقول مسؤولون إسرائيليون إنه آت لا محالة، في حين مهدت طهران إلى رد مقابل تقول إنه سيكون قويا وواسعا وغير معهود، في وقت تواصل فيه الولايات المتحدة العمل على منع انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة.
ووفقا لمراسلة الجزيرة في فلسطين فاطمة خمايسي، فإن مجلس الحرب الإسرائيلي يعيش حالة تخبط حيث فشل في اتخاذ قرار حاسم بشأن الرد المحتمل على إيران خلال اجتماعه الثاني الذي عقد يوم الاثنين واستمر 3 ساعات، مشيرة إلى أنه سينعقد مجددا الثلاثاء.
ورغم وجود توافق سياسي وعسكري على ضرورة توجيه رد لإيران، تضيف خمايسي، فإن الجميع يؤكد ضرورة أن يتم هذا في التوقيت المناسب، وهذا الأمر الذي أكده رئيس الأركان هيرتسي هاليفي من داخل قاعدة "نيفاتيم" العسكرية التي ضربتها إيران.
كما أن الشكل النهائي لهذا الرد لم يتحدد بعد، إذ يدور الحديث عن ضرب منشآت نووية أو توجيه هجوم سيبراني، وفق خمايسي.
ورغم حالة الإجماع التي يروج لها الإعلام الإسرائيلي، فإن الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد) يوسي كوهين نصح بعدم الرد على هجوم لم يلحق ضرارا ملموسا بإسرائيل، وأوصى باستغلال اللحظة لتوثيق الحلف الذي تصدى للضربة الإيرانية، وفق مراسلة الجزيرة.
ووفقا للقناة الـ12 الإسرائيلية، فإن إسرائيل معنية بالرد على إيران لكنها سترد بشكل دقيق وحاسم دون جر المنطقة إلى حرب واسعة.
رد لا يوسع الحرب
وفي السياق، نقل مراسل الجزيرة في واشنطن فادي منصور عن المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) أن الرد الإسرائيلي على إيران يبدو محسوما، لكنه قال إن كيفية وتوقيت هذا الرد يعودان إلى المسؤولين في تل أبيب.
ونقل منصور عن المتحدث أن الولايات المتحدة لا تريد توسيع الحرب وتواصل العمل على احتواء هذه الأزمة، مؤكدا أن القوات الأميركية لعبت دروا كبيرا في صد الضربة الإيرانية بمساعدة دول أخرى أوروبية وعربية.
وقال مسؤول استخباراتي لمنصور إن إسرائيل قد تلجأ لضربة لا توسع الحرب في المنطقة لكنها ستوصل رسالة للإيرانيين بأن "لديها اليد الطولى وقادرة على الضرب في العمق"، مشيرا إلى أن الهدف أو الأهداف التي سيتم ضربها قد لا تكون مهمة لكنها في عمق إيران من الناحية الجغرافية.
أما مراسلة الجزيرة في واشنطن وجد وقفي، فنقلت عن 3 مسؤولين أميركيين أن من حق إسرائيل الرد، لكنهم أكدوا أيضا أن القوات الأميركية في المنطقة لن تشارك في هذا الرد وستظل متأهبة لرد إيراني جديد.
وقال مسؤول رفيع لمراسلة الجزيرة إن واشنطن تجري اتصالات مع الطرفين حاليا للتأكيد على أن الرئيس جو بايدن لا يريد تصعيدا في المنطقة، ويسعى لوقف مؤقت للقتال في قطاع غزة يتضمن إطلاق سراح الأسرى.
تهديد إيراني برد واسعوفي طهران، قال مراسل الجزيرة عبد القادر فايز إن المسؤولين الإيرانيين يأخذون تهديدات إسرائيل على محمل الجد، ويبنون منظومة تصريحات تهدف لردع تل أبيب بالدرجة الأولى.
وأضاف فايز أن أبرز التصريحات الإيرانية في هذا الشأن هي التي صدرت عن علي باقري كبير المفاوضين نائب وزير الخارجية التي قال فيها إن أي استهداف إسرائيلي للعمق الإيراني سيقابل برد خلال ثوانٍ وليس بعد 12 يوما كما حدث في المرة السابقة.
كما أكد وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان أن طهران حذرت الولايات المتحدة من أن إيران سترد على أي استهداف لعمقها برد "أسرع وأقوى وأوسع"، حسب فايز.
ونقل فايز عن مسؤول إيراني أن طهران "مستعدة للمستوى الثاني من الرد الذي قد يكون بأسلحة جديدة لم تستخدم سابقا في الصراع مع إسرائيل"، مؤكدا أن "سلوكيات البلطجة والجنون الإسرائيلي لن تنفع مع بلد مثل إيران".
ووصف فايز التصريحات الإيرانية بأنها محاولة لتحصين موقفها والتأكيد على أنها ترد على أي هجوم إسرائيلي، وقال إن الخطر يكمن في أن الفارق بين الرد الإيراني الأول الذي وصفته طهران بـ"الحكيم" والرد الثاني الذي تقول إنه سيكون "قويا وواسعا" قد يقود المنطقة إلى الحرب المفتوحة.
وشدد فايز على أن المسؤول الإيراني أكد للجزيرة أن طهران لا تريد حربا مع إسرائيل ولا مع غيرها، لكنها جاهزة للتعامل مع هذا الخيار إذا فُرض عليها، وفق قوله.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
إعلام الاحتلال: أضرار كبيرة خلفها الصاروخ اليمني الذي استهدف قلب “تل أبيب” فجرًا
الجديد برس|
تناولت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم السبت، حجم الأضرار الكبيرة التي خلفها الصاروخ اليمني الذي استهدف قلب “تل أبيب” فجرًا، مسلطةً الضوء على الفشل الإسرائيلي في التصدي للقدرات اليمنية المتطورة.
ووصفت صحيفة يديعوت أحرونوت مشهد الدمار بقولها: “كل شيء مدمّر، كل شيء محطّم”، مشيرةً إلى أن الانفجار ألحق أضرارًا بالغة بالمباني المجاورة للملعب المستهدف، وأدى إلى إصابة أكثر من ٣٠ شخصًا.
من جانبها، اعترفت صحيفة معاريف بأن “إسرائيل لا تعرف كيف تتعامل مع اليمن”، مؤكدةً فشل محاولات الاعتراض تمامًا. وأضافت أن “إسرائيل أدركت التهديد القادم من اليمن بعد فوات الأوان”، مما جعلها عاجزة عن تحقيق الردع أو التعامل الاستخباري الفعّال.
كما أفادت الصحيفة أن الانفجار وقع قبل تشغيل صفارات الإنذار، ما منع السكان من الوصول إلى الملاجئ، مشيرةً إلى تأثير العمليات اليمنية على الاقتصاد الإسرائيلي على مدى أكثر من عام.
فشل نظام “حيتس”
اعترف “جيش” الاحتلال في بيان رسمي بأن محاولات اعتراض الصاروخ باستخدام نظام “حيتس” للدفاع الجوي باءت بالفشل، رغم إطلاق عدة صواريخ اعتراضية.
وفي هذا السياق، قال محلل الشؤون العسكرية أمير بوحبوط: “المواجهة مع اليمن أظهرت فجوة استخبارية كبيرة في التقديرات وبنك الأهداف”.
الصواريخ اليمنية تتحدى أنظمة الدفاع
وأشارت صحيفة معاريف إلى أن الصواريخ الباليستية اليمنية شهدت تحسينات ملحوظة، مما يجعلها تتفوق على نظام “حيتس”، الذي فشل في اعتراض الصواريخ القادمة من اليمن ثلاث مرات، ومن لبنان مرة واحدة.
كما كشف تقرير لموقع ميفزكلايف أن الصاروخ اليمني ربما استخدم مسارًا فريدًا يصعب اكتشافه، إلى جانب رأس حربي متطور قادر على تغيير مساره أثناء الطيران، ما يزيد من تعقيد جهود الاعتراض.