كيف يزعج الهجوم الإيراني بحث أوبك+ عن أسعار معتدلة للنفط؟
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
نشرت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية تقريرا، تحدثت فيه عن التأثير المحتمل لرد فعل إيران على الهجوم الذي استهدف سفارتها في سوريا على أسعار النفط.
وقالت، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنه حتى بعد الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل، هناك فرصة جيدة لأن تتمكن منظمة أوبك+ من إبقاء أسعار النفط الخام أقل من حاجز الثلاثة أرقام.
وأضافت أن الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط لا تؤدي إلا إلى إرباك الحسابات، وتجعل من المستحيل تقريبا الوصول إلى المستوى المعتدل الأسطوري لسعر النفط.
نصف قرن من أزمة النفط
وبينت أن الوضع زئبقي، وبالنسبة لسوق النفط، فكل شيء يعتمد حاليا على كيفية رد إسرائيل واحتمال حدوث دورة من التصعيد. مع ذلك، يمكننا استخلاص بعض الاستنتاجات الأولية.
من الناحية المادية البحتة، لم يتغير شيء في عالم النفط. يتدفق الخام من الشرق الأوسط إلى الاقتصاد العالمي دون عوائق، ويظل مضيق هرمز، وهو ممر الطاقة الأكثر أهمية في العالم، مفتوحًا أمام سفن الشحن، وبكل بساطة، لا يوجد نقص في النفط، وفق الوكالة.
وتابع: لقد ارتفع خطر حدوث اضطراب في المستقبل، وسيكون من السذاجة القول إن الشرق الأوسط يبدو اليوم تماما كما كان في الأسبوع الماضي، لقد تغير الكثير.
وأوضح أنه لا يُعتقد أنه كان هجومًا رمزيًا بحتًا. وعلى الرغم من أن إيران أرسلت برقية في وقت مبكر، فإنها أطلقت نحو 170 طائرة مسيرة، و30 صاروخ كروز، و120 صاروخا باليستيا، بهدف واضح وهو التغلب على دفاعات إسرائيل. وينبغي أن يعكس سوق الخيارات، من خلال عقود الاتصال العميقة خارج المال، المخاطر الأعلى.
ورأت الوكالة أنه يبدو أن إيران كانت تهدف إلى التصعيد من أجل التهدئة، بدلاً من فتح الفصل الأول من الحرب الإقليمية.
وحتى قبل وصول الطائرات المسيرة والصواريخ إلى إسرائيل بفترة طويلة، أشارت طهران إلى أن الهجوم كان بمثابة "دفاع مشروع" لمرة واحدة بعد القصف الإسرائيلي لسفارتها في سوريا.
وذكرت أنه "إذا اعتبرت إسرائيل أن ردّها كان بمثابة نصر استراتيجي، فإن المنطقة تعود إلى وضعها الراهن المحفوف بالمخاطر. وإذا كان الأمر كذلك، فلن تحتاج أسعار النفط الرئيسية إلى الارتفاع".
وبدلا من ذلك، سوف تنعكس المخاطر بشكل أفضل من خلال سوق الخيارات.
وقالت الوكالة إنه إذا وضعنا العوامل الجيوسياسية جانبا، فإن أساسيات العرض والطلب على النفط تبدو صحية. وحتى أكثر التوقعات هبوطية للطلب على النفط تشير إلى أن نمو الاستهلاك في سنة 2024 سيطابق المتوسط السنوي التاريخي البالغ 1.2 مليون برميل يوميا.
وفي الواقع، تشير التوقعات الصعودية إلى نمو أعلى بكثير، في نطاق 1.5 إلى 1.9 مليون برميل يوميا.
وعلى جانب العرض، أدت سلسلة من الأخطاء إلى خفض الإنتاج هذه السنة، خاصة إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة. ونتيجة لذلك، ظلت مخزونات النفط العالمية، التي تزيد عادة في النصف الأول من السنة، دون تغيير، وما لم تقم مجموعة أوبك+ بزيادة الإنتاج قريبا، فإن المخزونات ستنخفض في النصف الثاني من السنة.
وتعمل أوبك+ على إبقاء السوق متماسكة، وعلى الرغم من أن أسعار النفط أعلى بكثير من 80 دولارًا، فقد قررت في أواخر آذار/ مارس تمديد تخفيضات الإنتاج في الربع الأول إلى الربع الثاني.
ومن المتوقع أن تفتح المجموعة الصنابير في اجتماعها المقبل، المقرر عقده في الأول من شهر حزيران/ يونيو.
وفي تقريرها الشهري الأخير عن النفط، أشارت المنظمة في الحادي عشر من نيسان/ أبريل إلى أن "التوقعات القوية للطلب على النفط في الصيف تستدعي مراقبة السوق بعناية".
وقالت الوكالة، إن كيفية قيام أوبك+ بزيادة الإنتاج ستكون بنفس أهمية الزيادة نفسها. ومن المتوقع أن ترفع المجموعة إنتاجها ببطء، تاركة خياراتها مفتوحة.
وبدلا من الإعلان المسبق عن سلسلة من زيادات الإنتاج، يمكنها بدلاً من ذلك اختيار الدعوة إلى اجتماعات شهرية، ما يجعل السوق في حالة تخمين ما إذا كانت ستضيف ما يكفي من النفط الخام.
وأوضحت، أنه ما لم تنخرط إسرائيل وإيران في هجمات متبادلة تعطل تدفقات النفط، فإن أوبك + لديها ما يكفي من القدرة الإنتاجية الفائضة للسيطرة على ارتفاع الأسعار.
وتحتفظ السعودية والإمارات والعراق بحوالي 5 ملايين برميل يوميا خارج السوق، وهو ما يعادل نحو خمسة بالمئة من الطلب العالمي، وأكثر مما تنتجه إيران نفسها.
وبحسب تقرير الوكالة، فإنه باستثناء حرب إقليمية، فإن أكبر خطر على إمدادات النفط سياسيّ. وعد الرئيس جو بايدن برد "دبلوماسي" على الهجمات الإيرانية.
ومنذ تنصيبه في سنة 2021، سمح بايدن لإيران بزيادة إنتاجها النفطي، ما أدى إلى تخفيف تطبيق العقوبات الأمريكية على طهران.
وفي آذار/ مارس، وصل إنتاج النفط الإيراني إلى أعلى مستوى له منذ خمس سنوات عند 3.25 مليون برميل يوميًا، مسجلا ارتفاعًا من 2.1 مليون في كانون الثاني/ يناير 2021، وإذا استأنف بايدن تطبيق العقوبات، فقد يؤدي إلى تشديد السوق بشكل كبير ما لم تعوض أوبك + التأثير، لكنه احتمال مستبعد.
وتعتبر الوكالة أن روسيا ستفوز بفضل سوق النفط الضيقة، تبيع موسكو بالفعل خامها بسعر 75 دولارًا للبرميل، وهو أعلى بكثير من سقف مجموعة السبع البالغ 60 دولارًا للبرميل.
وإذا فرضت واشنطن عقوبات على إيران، فقد تخلق مساحة لروسيا الخاضعة للعقوبات للفوز بحصة في السوق وتحقيق أسعار أعلى.
وقالت إن أحد الأسباب التي دفعت البيت الأبيض إلى غض الطرف عن صادرات النفط الإيرانية، هو أن أولويته كانت إيذاء روسيا.
وكان ارتفاع الإنتاج الإيراني هو التكلفة غير المعلنة -وغير المعترف بها- لتلك السياسة. والآن تحتاج واشنطن إلى إعادة النظر في مصدر قلقها الأكبر.
وازدادت بشكل ملحوظ مخاطر قيام البيت الأبيض باستغلال الاحتياطي النفطي الاستراتيجي للبلاد في وقت لاحق من هذه السنة، وفق الوكالة.
وحتى لو كان حجم المخزون يصل إلى نصف ما كان عليه قبل عقد من الزمن، فإن المخزون البالغ نحو 365 مليون برميل لا يزال يمثل قوة هائلة.
ويمكن لبايدن استخدام غطاء التوتر المتزايد في الشرق الأوسط لتبرير استخدامه، ومحاولة دفع أسعار النفط إلى الانخفاض نحو 80 دولارًا للبرميل إذا قررت أوبك + أنها راضية بالسماح لها بالارتفاع إلى 99.99 دولارًا، أو حتى أكثر من ذلك.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي أسعار النفط أوبك الولايات المتحدة الولايات المتحدة أسعار النفط أوبك الهجوم الايراني المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أسعار النفط ملیون برمیل دولار ا
إقرأ أيضاً:
النفوذ الإيراني في اليمن على المحك.. إلى أين تتجه المواجهة بين إسرائيل والحوثيين؟
يشهد الوضع الإقليمي تصعيدًا خطيرًا بين إسرائيل وجماعة الحوثي التي تُعد آخر أذرع المحور الإيراني في المنطقة، حيث نفذ الحوثيون هجمات بالصواريخ الباليستية والمسيرات على أهداف إسرائيلية، بما في ذلك تل أبيب، تحت شعار التضامن مع غزة، فيما ردت إسرائيل بضربات جوية استهدفت منشآت استراتيجية في اليمن، وهددت بالوصول إلى قادة الحوثيين، الذين كثفوا استهداف السفن الدولية في البحر الأحمر، ما يهدد الملاحة البحرية، فيما تتزامن هذه الأحداث مع دعم أمريكي لإسرائيل وضغوط على إيران، بينما يعوّل الحوثيون على ترسانة متطورة من الأسلحة والصواريخ، مما ينذر بمزيد من التصعيد في صراع متعدد الأطراف يؤثر على أمن المنطقة والعالم.
نفذ الجيش الأمريكي ضربات جوية جددة ضد أهداف للحوثيين في صنعاء، معلنًا أن الهجمات استهدفت منشأة لتخزين الصواريخ ومرفق قيادة وتحكم، إضافة إلى طائرات مسيّرة وصاروخ كروز مضاد للسفن فوق البحر الأحمر، وذلك بعد ساعات من هجوم صاروخي شنه الحوثيون على إسرائيل أسفر عن إصابة 16 شخصًا. كما اعترضت الدفاعات الإسرائيلية طائرة مسيّرة قادمة من الشرق. وأكدت القيادة المركزية الأمريكية أن الضربات تهدف إلى إضعاف قدرات الحوثيين على تنفيذ هجمات ضد السفن الحربية والتجارية الأمريكية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.
وحذر رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، الحوثيين من أن من يمس إسرائيل «سيدفع ثمنا باهظا للغاية. بعد حركة حماس، حزب الله، وسوريا، أصبح الحوثيون تقريبا الذراع الأخيرة المتبقية لمحور الشر الإيراني» فيما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يِسرائيل كاتس، أن «يد إسرائيل الطويلة ستصل إلى قادة الحوثيين في اليمن»، وشنت مقاتلات الجيش الإسرائيلي، بتوجيه من هيئة الاستخبارات وسلاح البحرية، سلسلة غارات طالت أهدافا عسكرية للحوثيين في القطاع الساحلي الغربي وفي عمق اليمن، وتحدثت قناة «المسيرة» اليمنية التابعة للحوثيين عن «مقتل تسعة أشخاص خلال استهداف ميناء، الصليف، بينما قتل اثنان في منشأة رأس عيسى النفطية، بمحافظة الحديدة بغرب اليمن. الغارات استهدفت أيضاً محطتين مركزيتين للكهرباء - حزيز وذهبان - جنوبي وشمالي العاصمة صنعاء».
يأتي التصعيد الأخير بعد أن أعلن الحوثيون تبنيهم لإطلاق صواريخ على إسرائيل في يافا بصاروخين باليستيين فرط صوتيين (من نوع فلسطين 2)، تضامناً مع غزة، ورداً على استهداف إسرائيل مدينتيْ صنعاء والحديدة، حيث دوت صفارات الإنذار في تل أبيب وهشارون وهرتسليا وحولون، مما تسبب في دخول أعداد كبيرة إلى الملاجئ، كما اعترضت القبة الحديدية صاروخا أُطلق الاثنين الماضي من اليمن.
ورد الجيش الأمريكي باستهداف منشأة قيادة وسيطرة يديرها الحوثيون لتنسيق العمليات مثل الهجمات على السفن الحربية والتجارية التابعة للبحرية الأمريكية جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، وأشارت القيادة المركزية للجيش الأمريكي «سنتكوم» في منشور على منصة إكس، أن الضربة تعكس التزام القيادة المركزية بحماية القوات الأمريكية وقوات التحالف والشركاء الإقليميين وضمان أمن الشحن الدولي.
وصرح رئيس مجلس الحكم الحوثي، مهدي المشاط، بمناسبة ما يسمى بعيد الاستقلال أن «أي محاولة للتصعيد ضد صنعاء ستواجه بتصعيد أشد ورد أقوى، وهناك محاولات أمريكية لإشعال الجبهة الداخلية»، وأكد استمرار الجماعة في مساندة فلسطين في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهادي والبحر المتوسط، وفي عمق الكيان الغاصب حتى وقف العدوان ورفع الحصار.
وبدأ الحوثيون استهداف السفن التجارية التي تعبر البحر الأحمر في منتصف نوفمبر 2023، وأجبروا حركة الشحن التجارية على إعادة تنظيم مساراتها عبر طرق أخرى أطول وأكثر تكلفة، ووصل عدد السفن التي استهدفتها ميليشيا الحوثي منذ بدء الهجمات إلى نحو 166 سفينة، أغلبها إسرائيلية وبريطانية وأمريكية مثل «يونيتي إكسبلورر»، و«نمبر ناين»، و«أتش إس أم دايموند» البريطانيتين، و«جالاكسي ليدر» الإسرائيلية، و«سي إم إيه» و«سي جي إم» الإسرائيلية، و«سنترال بارك» الإسرائيلية، و«يو إس إس ميسون» الأمريكية، و«يو إس إس كارني» الأمريكية وغيرها.
وهددت ميليشيا الحوثي حركة الملاحة، لاسيما في البحر الأحمر، بعد سيطرتها على ميناء الحديدة، ثاني أكبر موانئ اليمن بعد ميناء عدن، ثم ميناء الصليف والمخصص لإنتاج الملح وتصديره، ثم ميناء رأس عيسى النفطي، والذي يستخدم كمنصة لإطلاق الصواريخ والطائرات المفخخة على السفن العابرة في البحر الأحمر، وخلال إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب (2017- 2020) تم تصنيف ميليشيات الحوثي جماعة إرهابية، لكن تم إلغاء التصنيف في ظل إدارة الرئيس الحالي، جو بايدن، بداعي أن تصنيف الحوثي جماعة إرهابية سيعيق عمل منظمات الإغاثة والطواقم الإنسانية في إغاثة المحتاجين، ثم أعادت إدارة بايدن تصنيف الحوثي إرهابية في 17 يناير الماضي كرد على تصاعد هجماتها على السفن المارة في المياه الدولية في البحر الأحمر.
يرى مراقبون أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستكثف من التضييق والضربات على الحوثي، تزامنا مع تكثيف الضغط على إيران سياسيا واقتصاديا وعسكريا، لحل أزمة الورقة النووية لدى إيران في الفترة القادمة، وباعتبار الحوثي هو آخر الأذرع الباقية حاليا على الأرض، وما تزال تنفذ الكثير من الهجمات على أهداف في عمق إسرائيل وفي المياه الدولية لأهداف تابعة لإسرائيل وأمريكا وبريطانيا وغيرها من السفن العابرة في البحر الأحمر بما يهدد حركة الملاحة الدولية.
على الجانب الآخر يعول الطرف الحوثي على مخزون كبير من الأسلحة النوعية والمسيرات والصواريخ الفرط صوتية، حيث يمتلك الحوثي صواريخ من نوع بركان 1 و2 إتش وبركان 3 وفلق وقاصف 1 وقاصف 2 كيه وراصد وقدس 1 وصياد وسجيل وكرار وطوفان وزلزال وجعران وقاهر 1 و2 وبدر 1 بي وبدر إف وتوشكا أو آر تي 21 وسكود سي وتيرميت بي 15 السوفيتيين وهواسنج 5 و6 الكوري الشمالي وسي 802 الصيني، وصواريخ كروز ومضادات السفن والزوارق المفخخة وصواريخ مضادة للسفن مثل مندوب 2 وسجيل والقدس وعاصف وفلق الإيراني وروبيز السوفيتي، كما يمتلك الحوثي مخزونا من الطائرات المسيرة مثل صماد 1 و2 و3 وهدهد 1 ورقيب وغيرها.
اقرأ أيضاًقصف حوثى يُسقط ويصيب 4 أطفال فى اليمن
الصحة العالمية: اليمن يواجه أسوأ أزمة كوليرا عالمية