نيبينزيا: أوكرانيا تهاجم محطة زابوروجيه النووية بالتواطؤ مع الغرب
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
صرح مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا يوم الاثنين بأن السلطات الأوكرانية تقوم بالتواطؤ مع الدول الغربية بشن هجمات ممنهجة على محطة زابوروجيه للطاقة النووية.
غروسي: الهجمات الأخيرة على محطة "زابوروجيه" زادت من خطر وقوع حادث نوويوقال نيبينزيا في اجتماع لمجلس الأمن الدولي: "بتواطؤ من رعاتها الغربيين، تنفذ أوكرانيا بشكل منهجي هجمات غير مسؤولة ومتهورة على محطة زابوروجيه للطاقة النووية والأراضي المجاورة لها".
وأشار المندوب الروسي إلى أن الدول الغربية، من خلال تصريحاتها وإنذاراتها في مجلس الأمن الدولي، ومن دون أن تلاحظ ذلك، قد حملت سلطات كييف مسؤولية الهجمات على محطة زابوروجيه النووية، رغم تواطئها هي نفسها معها في شن هذه الهجمات.
وقال: "تحدث زملاؤنا الغربيون، دون أن يلاحظوا ذلك بأنفسهم، اليوم في شكل إنذار (قائلين) - تخلوا عن محطة زابوروجيه للطاقة النووية، ساعتئذ سيتوقفون عن قصفكم-، بهذا الإنذار هم لم يخوّنوا نظام [الرئيس الأوكراني فلاديمير] زيلينسكي فحسب، بل اعترفوا أيضا بالتواطؤ معه في هذا القصف غير المسؤول".
ويوم الخميس الماضي، انعقدت جلسة استثنائية بمقر الوكالة في فيينا بسبب الهجمات المتكررة على محطة "زابوروجيه" للطاقة النووية.
وذكرت الخدمة الصحفية لمحطة "زابوروجيه" للطاقة النووية الثلاثاء الماضي، أن مسيّرة أوكرانية هاجمت سطح أحد مباني المحطة يضم مركزا للتدريب، حيث يوجد جهاز محاكاة للمفاعل، ولم يصب أحد بأذى.
وقد هاجمت القوات الأوكرانية يوم الأحد الماضي قبة وحدة الطاقة السادسة في محطة "زابوروجيه"، كما تم استهداف حرم المحطة قبل ذلك بمسيرات انتحارية أوكرانية.
كذلك أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي أن محطة "زابوروجيه" كانت قريبة من حادث نووي خلال هجوم القوات الأوكرانية بطائرات مسيرة في 7 أبريل الجاري.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الأمم المتحدة الاتحاد الأوروبي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حلف الناتو زابوروجيه فاسيلي نيبينزيا كييف مجلس الأمن الدولي محطة زابوروجيه النووية موسكو واشنطن للطاقة النوویة محطة زابوروجیه على محطة
إقرأ أيضاً:
نحن والغرب.. بعد عام من حرب غزة ولبنان
20 يناير، 2025
بغداد/المسلة:
ابراهيم العبادي
بداية اعرف الغرب بانه المنظومة الحضارية التي تتشارك الفكر والثقافة والقيم والمواقف والممارسات والاهداف والمصالح ،اما ال (نحن)فاقصد بها المنظومة الاسلامية التي تتشارك العقيدة والتاريخ والاخلاق والقيم والاهداف والمسؤوليات والمصالح المشتركة.
بين العالم الاسلامي والغرب تاريخ معقد ومضطرب من العلاقات الملتبسة التي تخللتها الحروب والصدامات والاحتلالات والنظرات المشوهة والرؤى الناقصة .حروب بدوافع دينية مقدسة ،وحروب الاستعمار والمصالح المادية ، وصدامات الثقافة والهوية والمعرفة ،انتهت تلك الحقب ليصحو الجانبان بعد الحرب العالمية الثانية على محاولات لترسية العلاقات بعيدا عن التاريخ الدامي والفهم المشوه والاحكام المسبقة ،أسهم الاستشراق والاستشراق المعكوس في بناء الفهم الملتبس ، ولم يتحرر الغرب من مركزيته رغم دعوات كثيرة من داخل الغرب نفسه ومن خارجه للخروج من هذه المركزية التي عنت بناء نفسيا ومعرفيا وثقافيا يجعل الذات في مرتبة المصدر للتقدم والعلم والرؤية الانسانوية فهي المركز وماسواها هامش يدور في فلكها عليه ان يتعلم منها ويحذو حذوها ويترسم خطاها ويتمسك بمعاييرها واخلاقها.
بقدر مايبدو تعريف المركزيات اشكاليا وباعثا على الاختلاف ،لكن الواقع والسلوك العملي يكشفان عن تمركز غربي حول الذات ينفي حق الاخر في الاختلاف ويرفض تعريفات هذا الاخر لمفاهيم قدتبدو جدلية كالحق والعدل والمساواة والارهاب وغيرها.
مانحن بصدده الان كمثال حي شاهد على الاختلاف في القضايا المثيرة للمشاعر والانفعالات مايجري في غزة ولبنان من عدوان اسرائيلي بلغ حد التوحش وتجاوز تعريفات الابادة البشرية التي انتجها الغرب نفسه ،فمازالت اسرائيل تمارس جريمة الابادة الجماعية والتدمير الممنهج وسحق الوجود البشري بذريعة الدفاع عن نفسها ،ولم يجد الغرب الرسمي والحزبي غضاضة من التعبير المتكرر عن تأييده لهذه الحرب بدعوى القضاء على الارهاب الذي مارسته حماس في 7 تشرين الاول /اكتوبر 2023.وبحسب ارقام حكومة نتنياهو فان هجوم حماس ادى الى مقتل 1200 شخص واسر 250 اخرين ،لكن الغرب لايعتبر مقتل 43 الف فلسطيني و2500 لبناني وجرح قرابة المائة الف من الشعبين وتدمير قطاع غزة بالكامل واجزاء كبيرة من لبنان ،كافيا للضغط على اسرائيل لوقف الحرب او على الاقل منه ايقاف تزويدها بالسلاح الفتاك المستعمل في الابادة البشرية، الاكثر ايلاما ان تجد مثل مستشار المانيا اولاف شولتس الذي ينتمي الى الحزب الاشتراكي الديمقراطي ووزيرة خارجيته انالينا بيربوك المنتمية الى حزب الخضر اليساري وهما يتبجحان بتكرار عبارة صادمة للضمير البشري (نحن لانخجل من تزويد اسرائيل بالسلاح وسنستمر في ذلك حتى لو ادى الى مقتل مدنيين ،لان الارهابيين يستخدمون المدنيين دروعا بشرية)، هكذا وبقسمات وجه باردة خالية من الانفعال البشري يكرر الالمان مثلا سياسة تأييد الابادة البشرية التي يمارسها اليهود الصهاينة في منطقة الشرق الاوسط عبر القتل والتجويع ومنع وصول المساعدات ،المانيا التي تنطق عن لسان يمينها ويسارها تجد تصامنا غربيا معها تعبر عنه احزاب يمينية ويسارية اوربية عدا استثناءات محدودة ،وتتصدر شخصيات اليمين المتطرف في المجر (هنغاريا )والنمسا والتشيك وهولندا والدول الاسكندنافية وبريطانبا وفرنسا واستراليا وحتى الهند ،المشهد الاعلامي والسياسي وهي تحذر من الخطر الاسلامي وضرورة دعم اسرائيل للقضاء على هذا التهديد ،ومع ان مايجري في غزة ولبنان يصادم مقولات الغرب الحداثية ،وايقوناته التي اراد لها ان تكون مرجعية عالمية ،كالديمقراطية وحقوق الانسان وحق تقرير المصير وحرية الاعتقاد وو،لكن النخبة الثقافية والسياسية لاتشعر بالحرج من ازدواجية المعايير وخيانة المباديء الحداثوية ،هذا الحرج تم ابتلاعه بتنظير فلسفي مصحوب بتحيز يعطي اليهود الصهاينة (حق!! ) الاستمرار في القتل والابادة بذريعة تغيير الخريطة الامنية والسياسية ضمن مفهوم الدفاع عن النفس، لم يكن مستغربا ان يتبادل ساسة غربيون التهاني مع نتنياهو بمقتل قادة المقاومة ويشعرون بان اسرائيل تحقق اهدافهم وانها تخوض الحرب نيابة عنهم ،وهنا نصل الى المعادلة التي يرسمها العقل الحداثي الغربي لسلوكه المتساوق مع سلوك اليمين الصهيوني المتطرف ،عندما يضع معايير للحق والعدل والشرعية والسلام والامن لا تنسجم مع قيم الحداثة التي جعلت الانسان مركزها ،الغرب يخون قيمه الانسانية، بتحيزه الفاضح الى الجهة التي تمارس القتل والابادة ،دونما مسوغ اخلاقي مقبول سوى الادعاء بان الغرب يشعر بمسؤولية اخلاقية للدفاع عن اليهود وحماية كيانهم ووجودهم ،تبدو القضية معقدة نوعا ما ،كون الثقافة السياسية والقانونية في الغرب تمارس مركزيتها، فيغدو اليهودي ضمن نطاق تلك المركزية بناء على معايير، والعرب واالمسلمين خارجها بناء على معايير مختلفة ،حرب غزة ولبنان اطاحت بجهود كبيرة لردم الحواجز النفسية والثقافية والتي سعت الى نوع من التفاهم والحوار البناء بين عالم المسلمين وعالم الغرب، لكن سياسة الغرب بزعامة امريكا في دعم سياسات الابادة والتدمير ستظل تذكر اجيال المسلمين بان العلاقة مع الغرب علاقة سجالية لم تتحرر من تراث وتاريخ من التحيزات وعدم الانصاف والتعالي والازدراء المتخفي ببلاغات السياسة والمصالح المادية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts