اليمنيون نجحوا في فرض تكاليف على مؤيدي إسرائيل عبر باب المندب والبحار المحيطة
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
ارتفاع التكاليف على السفن الصهيونية والداعمة لها بنسبة 151% منذ بدء الحصار اليمني. الطرق الأكثر تأثيراً (بين آسيا وأوروبا) شهدت زيادة في المعدلات بنسبة 284% التكتل الدولي لم يستطع ردع الحملةَ اليمنية ضد السفن المرتبطة بإسرائيل
الثورة/ أحمد المالكي
تمثل الهجمات الانتقائية للقوات المسلحة اليمنية في البحر_الأحمر ظاهرة جديدة في الصراع الجغرافي الاقتصادي، وقد حققت هذه القفزة العسكرية من خلال الجمع بين عاملين: الأسلحة غير المكلفة وعالية التقنية التي يمكن أن تهدد وحتى تغرق- السفن العابرة للمحيطات والسيطرة على الأراضي الساحلية الاستراتيجية المطلة على واحدة من أكثر نقاط الاختناق البحري ازدحاما في العالم والمتمثلة بمضيق باب المندب.
وأوضح تحليل نشره المركز العربي بواشنطن، أن هذه الهجمات اليمنية ضد السفن المتجهة أو الداعمة لإسرائيل، تمثل شكلاً جديداً ومبتكراً لاستغلال الانقسامات الدولية العميقة بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وأن الهجمات أدت إلى مسارات تحويل باهظة الثمن وتكاليف إضافية لشركات الشحن المتمركزة في البلدان التي لها ارتباطات بـ إسرائيل، وفي نفس الوقت استفادت الشركات من التمييز الذي يستهدفه اليمنيون للحفاظ بشكل فعال على الوصول إلى البحر الأحمر بشكل يعزز الأرباح، حسب التحليل.
شكل جديد
ويُنظر التحليل إلى تمييز قوات صنعاء بين السفن والأهداف وفقاً لبلد المنشأ أو الملكية، بأنه بمثابة شكل جديد وغير مألوف من العقوبات الاقتصادية المستهدفة من قبل جهة فاعلة غير حكومية، على أساس مظالم سياسية.
والأمر الأكثر إثارة للقلق -كما يقول التحليل- هو أن استراتيجية القوات المسلحة اليمنية نجحت في تقويض المعايير المؤسسية القائمة منذ فترة طويلة حول الأدوار الرقابية للقوى العظمى وحرية الملاحة البحرية.
وعلى هذا النحو، يمكن أن تكون هجمات البحر الأحمر مصدر إلهام لمجموعات أخرى لديها مظالم مماثلة، ومع ذلك يبدو أن قلة من الجهات الفاعلة يمكنها الجمع بين الميزة غير المتماثلة للجغرافيا الاستراتيجية – بما في ذلك السيطرة على الأراضي المتاخمة لنقطة بحرية حيوية – مع الوصول إلى أسلحة غير مكلفة ومتطورة.
انتقاما لغزة
وألحقت عشرات الحوادث أضرارا بثلاثين سفينة حتى أواخر مارس، وهي نتيجة يصفها الجيش اليمني بأنها انتقام جراء القصف والحصار الإسرائيليين على غزة بدءاً من أكتوبر الماضي، والتي تهدف إلى زيادة الضغط الدولي على إسرائيل لوقف هجومها على غزة.
ورغم ذلكـ تمكن اليمنيون من كسب إعجاب الكثيرين في الجنوب العالمي ومواطني الدول العربية والإسلامية على وجه الخصوص، وكشفت الهجمات اليمنية أيضاً عن إجراءات مضادة غير فعالة من قبل أمريكا وحلفائها في «الناتو»، فضلاً عن تقاعس الحكومات العربية والمنظمات الإقليمية التي فشلت حتى الآن في فرض تكاليف على إسرائيل أو مؤيديها في أمريكا وأوروبا.
زيادة التكلفة
ووفقا للتحليل، فقدت شركات الشحن المتمركزة في البلدان الداعمة لإسرائيل، إلى جانب تلك التي تحمل بضائع متجهة إلى أوروبا أو أمريكا، إمكانية الوصول إلى طريق البحر الأحمر المختصر بين آسيا وأوروبا.
ونتيجة لذلك زادت التكلفة ومدة الرحلة مع زيادة الطلب على السفن، مما ساعد على رفع رسوم الشحن، بما في ذلك الطرق التي لا تمر عبر البحر الأحمر، ويشير الاضطراب في الشحن العالمي إلى أن اليمنيين نجحوا في تحقيق هدفهم المتمثل في فرض تكاليف على مؤيدي إسرائيل.
ويشير التحليل إلى ارتفاع التكاليف بنسبة 151% منذ أوائل أكتوبر 2023م، فيما شهدت الطرق الأكثر تأثيراً (بين آسيا وأوروبا) زيادة في المعدلات بنسبة 284%.
وارتفعت التكاليف التي تتحملها الشركات الأوروبية والأمريكية وبعض الشركات الآسيوية الداعمة والمتصلة أو المتجهة إلى إسرائيل لتغيير مسارها حول «رأس الرجاء الصالح» في طريقها من وإلى آسيا بنحو 50%، ومع زيادة أسعار الشحن على الطريق بين آسيا وأورو أوروبا كوبا ازدادت أرباح الشركات التي تسلك أياً من الطريقين، لكن أكبر المستفيدين من هذه الزيادات في الأسعار هي شركات الشحن القادرة على مواصلة عبور البحر الأحمر وتجنب المنعطف الأفريقي الطويل.
قفزة
وثمة عدة عوامل وراء ارتفاع الأسعار، أولها التكاليف المرتبطة بالعبور الأطول للسفن التي تسافر عبر رأس الرجاء الصالح أعلى، وثانياً أن هذه الرحلات الأطول تعمل على إزالة قدرة الشحن من السوق، مما يؤدي إلى قفزة بنسبة 10% تقريباً في الطلب على السفن، إلى جانب ارتفاع الأسعار في ما يمكن أن يكون سوقاً متراجعاً.
وتواجه بعض شركات الشحن التي لا تزال تستخدم قناة السويس المصرية، تكاليفَ أعلى في شكل ارتفاع تكاليف التأمين والأمن – وخاصة بالنسبة لأفراد الأمن على متن السفينة – وزيادة أجور المخاطر للبحارة الذين يواجهون مخاطر جديدة.
أكثر جاذبية
هذه التأثيرات المشتركة، عملت على جعل الطريق بين آسيا وأوروبا أكثر جاذبية، وإن كان أكثر خطورة، وخاصة بالنسبة للشركات التي يمكنها فرض أسعار أعلى مع تجنب المنعطف الجنوبي حول رأس الرجاء الصالح، وربما تكون «ضمانات» الجيش اليمني لعبور السفن لشركات الشحن «الروسية والصينية» قد أدت إلى اتساع الفوارق في التكلفة.
وأظهرت تقارير مختلفة أن الأرباح المرتفعة على الطريق الآسيوي-الأوروبي قد اجتذبت الشركات الصينية للتحول إلى البحر الأحمر.
الضربات الإيرانية تكبد الاقتصاد الصهيوني أكثر من مليار دولار
ٹ /متابعات
قالت صحيفة أيديعوت أحرونوت العبرية، أمس الأول، إن تكلفة الاعتراضات الجوية في سماء الاحتلال الليلة الماضية تجاوزت مليار دولار.
وقال المستشار الاقتصادي السابق لدى رئاسة الأركان للاحتلال رام أميناخ، في مقابلة نقلها موقع (وأينت): إن هجوم الليلة قبل الماضية كلف ما بين 4 و5 مليارات شيكل (بين 1.08 و1.35 مليار دولار).
وأوضح أن التكلفة تشمل فقط التصدي للمسيرات والصواريخ دون إدراج الخسائر الميدانية، والتي أعلن الجيش في وقت سابق أنها طفيفة.
وأضاف: إن التكلفة الباهظة التي تدفعها إسرائيل لتفعيل أنظمة الدفاع الليلي الخاصة بها، تأتي مقابل تكلفة منخفضة نسبياً دفعتها إيران لشن هجومها، لا تتعدى “10 % مما يكلفنا لوقف الهجوم”، مطالباً بزيادة ميزانية الدفاع على نحو أكبر.
وقال أميناخ أيضاً “إذا كنا نتحدث عن الصواريخ البالستية التي يجب إسقاطها باستخدام نظام أرو، وصواريخ كروز التي يجب إسقاطها بصواريخ أخرى، والطائرات بدون طيار، التي نقوم بإسقاطها بشكل أساسي بالطائرات، إذاً أضف زيادة التكاليف بواقع 3.5 مليون دولار لصاروخ آرو، ومليون دولار لمقلاع داوود، وتكاليف أخرى للطائرات، وتتلخص إجمالاً بنحو 5 مليارات شيكل إسرائيلي”.
وقال مراقبون إنه رغم الخسائر المالية إلا أن هناك حالة من التكتم الشديد للاحتلال عن الخسائر البشرية والمادية جراء الهجوم الإيراني، الذي وصف بالصفعة الشديدة للاحتلال.
وشنت إيران أول هجوم مباشر على كيان الاحتلال باستخدام عشرات الطائرات المسيرة وصواريخ كروز، وذلك بعد سقوط قادة كبار بالحرس الثوري في هجوم استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: بین آسیا وأوروبا البحر الأحمر تکالیف على
إقرأ أيضاً:
ترقب حذر لشركات الشحن العالمية بخصوص أزمة البحر الأحمر بعد وقف إطلاق النار بغزة
اليمن تؤكد أن عملياتها البحرية مرتبطة بتوقف الحرب على غزة سوق الشحن العالمي يتناول اتفاق وقف اطلاق النار في غزة بوصفه بداية انفراجة لاضطرابات البحر الأحمر
أكدت القوات المسلحة اليمنية في بياناتها الأخيرة المتصلة، بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار أن عملياتها البحرية مرتبطة بتوقف الحرب الإسرائيلية على غزة ورفع الحصار عن الفلسطينيين.
وكان قائد الثورة السيّد عبدالملك بدر الدين الحوثي قد أكد في كلمته الأخيرة أن اليمن ستراقب تطورات الأوضاع، وستواصل عملياتها العسكرية للرد على أي “مجارز” ترتكبها إسرائيل في فترة ما قبل دخول الاتفاق حيز التنفيذ، كما أنها ستكون مستعدة للرد على أي “تصعيد” إسرائيلي بعد سريان الاتفاق ، وهو ما يعني أن عمليات الجيش اليمني ستتوقف مع بدء تنفيذ الاتفاق، ولن تستأنف إلا في حال انتهاك إسرائيل للاتفاق حسب محللين ومراقبين ، ويتناول سوق الشحن العالمي اتفاق وقف اطلاق النار في غزة بوصفه بداية انفراجة لاضطرابات البحر الأحمر وعمليات صنعاء لاستهداف السفن التجارية المرتبطة بـ إسرائيل منذ نوفمبر 2023م ، وفي ذات الوقت هناك قلق يسيطر على سوق الشحن حتى تتضح الصورة من موقف اليمن تجاه الشحن البحري المرتبك ” بإسرائيل” بعد تنفيذ الاتفاق.
الثورة / أحمد المالكي
وفي تقرير جديد لصحيفة “لويدز ليست” البريطانية المتخصصة بشؤون الشحن البحرية، نشرته مطلع الأسبوع قالت فيه: إن “الحوثيين لا يزالون يسيطرون على البحر الأحمر”، وأن إعلان وقف إطلاق النار يفتح الباب أمام إمكانية عودة حركة الشحن إلى مضيق باب المندب، لكن قطاعاً كبيراً من الصناعة لا يزال رهيناً بما تقرر اليمن القيام به بعد ذلك.
وبحسب الصحيفة فإن “قطاعات صناعة الشحن التي أُجبرت على تغيير مسارها أو اختارت ذلك بحرية لا تعتمد على الحراسة البحرية أو المفاوضات الدبلوماسية لتقرر ما إذا كانت ستعود أم لا، ولكنها تنتظر إشارة من الحوثيين أنفسهم”.
توقعات
وتوقع معنيون وخبراء في قطاع الشحن العالمي ، توقف العمليات التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضد السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، محذّرين الشركات الأمريكية والبريطانية بعدم اليقين بشأن توقف الحرب، وذلك بسبب الوقت الذي ستتطلبه ترتيبات العودة إلى البحر الأحمر، بعد أشهر من تحويل مسارات هذه الشركات حول رأس الرجاء الصالح.
ونقلت وكالة “رويترز”عن مسؤولين في الأمن البحري قولهم إنهم “يتوقعون أن يعلن من اسموهم “الحوثيون” وقف الهجمات على السفن في البحر الأحمر بعد اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس”، حسب تعبير الوكالة.
ونقلت رويترز عن أحد المسؤولين قوله إن “الإعلان متوقع إلى حد كبير وهناك مؤشرات على أن بعض الشركات تستعد لاستئناف رحلاتها عبر البحر الأحمر لكن من السابق لأوانه القول إن حركة المرور ستعود”، معتبراً أن “المؤشر الأول على عودة الأمور إلى طبيعتها سيكون في سوق التأمين، حيث ستبدأ رسوم التأمين في الانخفاض”.
بحذر
وبحسب تقرير رويترز فقد قالت مصادر في الأمن البحري إن “الشركات ستتعامل بحذر مع أي تعهد من جانب الحوثيين بوقف الهجمات وستختار رحلات تجريبية لتقييم بيئة المخاطر”.
كما نقلت الوكالة عن مصادر تأمينية قولها إن “أقساط التأمين الإضافية ضد مخاطر الحرب تتراوح بين 0.6 % وحتى 2 % من قيمة السفينة إذا كانت السفينة مرتبطة بإسرائيل أو الولايات المتحدة، وقد ظلت بدون تغيير إلى حد كبير في الأشهر الأخيرة”.
تحديات التأمين
فيما نقلت وكالة “بلومبرغ” عن مات كاسل، نائب رئيس الشحن العالمي بمجموعة الخدمات اللوجستية (سي إتش روبنسون) الأمريكية قوله: “من غير المرجح أن تشهد الصناعة تحولاً كبيراً إلى قناة السويس في الأمد القريب”، مشيراً إلى أن “السبب في ذلك يعود إلى التحديات المتعلقة بالتأمين على البضائع بالنظر إلى المخاطر العالية المتوقعة والقيود الزمنية، حيث قد يستغرق تنفيذ خطة الشحن البحري الجديدة أسابيع أو أشهر”.
وقال كريج بول، المدير الإداري لشركة (كاردينال جلوبال لوجيستكس) البريطانية إنه “إذا أوقف من أسماهم “الحوثيون” الهجمات، فقد يتعين على تجار التجزئة الانتظار حتى الربع الثاني حتى تتمكن خطوط الشحن من تغيير مساراتها بالكامل”، وفقاً لما نقلت رويترز.
وأضاف: “من المؤكد أن الأمر سيكون بمثابة تجربة للطريق، والتأكد من أن وقف إطلاق النار حقيقي”.
العودة الفورية
وبحسب تقارير دولية، هناك عدد من شركات الشحن الكبرى العالمية تستبعد العودة الفورية إلى البحر الأحمر، في حين تجري توقعات أخرى بأن يشهد الربع الأول من عام 2025 عملية تنظيمية جديدة تمهيداً لعودة الملاحة إلى طبيعتها.
وشهد عام 2024، إضافة إلى آخر شهرين من 2023، تعطلاً كاملاً للملاحة الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر، مما قفز بأسعار الشحن بنسب تجاوز 200 % خلال النصف الأول من 2024 فقط، وهو أعلى مستوى لها منذ العام 2022 وفق مراجعات بقش. وانعكست الأزمة على الحاويات وناقلات النفط والغاز، ومعدلات التضخم في أوروبا وأمريكا، وعلى الشحنات القادمة من الدول الآسيوية خصوصاً الصين إلى مختلف دول العالم.
كما تضاعفت أسعار الحاويات مع شحة الحاويات الفارغة للشحن نتيجة تكدسها في بعض الموانئ وعدم وجودها في موانئ أخرى، بسبب عدم انتظام عمليات مرور السفن بالشكل الطبيعي من البحر الأحمر والدوران حول رأس الرجاء الصالح.