الثورة نت:
2024-07-01@19:47:11 GMT

ثقافة السلام.. حاجة أم ضرورة؟

تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT

في كل الظروف يحتاج العالم – كل العالم – إلى السلام لأنه البيئة المناسبة لحياة طبيعية متعايشة مستقرة، أما في الظروف الاستثنائية فإن السلام يصبح ضرورة ملحة وليس حاجة ترفية لمجتمع عانى ويعاني من النزاعات والعدوان والحروب والتجويع والحصار والمكائد السياسية بشتى أنواعها ما يفوق أي تصور، دمرت خلالها وبسببها البدايات المتواضعة من البنية التحتية المادية والمعنوية كما هو حال اليمن.


وليس من قبيل التفاؤل أو التباهي القول : بأن الخلفية الحضارية للشعب اليمني تؤهله للدخول بجدارة بوابة العصر وتشييد دولته المدنية القابلة للتواصل والحوار الجاد مع العالم كخطوة للانضواء في نظام عالمي يقوم على احترام مبدأ التعددية في إطار الوحدة الحلم الجميل المشروع الذي سيقضي بالتأكيد على كل بؤر الأحلام المريضة وغير المشروعة التي ذاقت البشرية منها الويلات، أبرزها ما خلفته الحربان العالميتان منتصف القرن العشرين والحروب الداخلية والإقليمية التي ما تزال نار بعضها وتداعياتها مشتعلة في كثير من الدول لعوامل وأسباب داخلية وخارجية لا يجهلها أي مهتم بمعرفة حقيقة ما يجري في العالم الذي بات صغيراً بفعل التقدم التكنولوجي وثورة المعلومات والاتصال التي شملت مجالات الحياة وتجاوزت وصفه: بالقرية إلى : العالم في قبضة يد وجيب كل إنسان يمتلك هاتفاً ذكياً وعقلاً متقدا يمكنه التواصل في أي لحظة من وإلى أي مكان في العالم ، وفاق الذكاء الاصطناعي كل تصور.
ومن الغريب والمؤسف أن يبقى بلد كاليمن بموقعه الجيوسياسي وما يمثله كبؤرة من بؤر التأريخ الحضاري في ظل هذه الثورة العلمية والمعرفية غارقاً في بحر التخلف والتبعية للبدو الرحل الذين شدوا الرحال وسلموا لنا البداوة والعزلة المفروضة بالحصار المادي والمعنوي والنفسي، تأكلنا الحرب المنسية أو شبه المنسية والمعاناة مدى السنين الماضية، وهذا أحد أهم عوامل استمرار الصراع الدامي المستثمر محلياً أو بالوكالة عن مستثمري وموجهي حروب ومآسي الدول والشعوب المستضعفة.
هذا من قبيل الإشارة إلى حقائق موضوعية تعاني منها اليمن وشعوب أخرى كثيرة، وليس من باب نكء الجراح.
والفرق واضح بين ضرورة معرفة الحقائق للعمل على تجاوزها وبناء الثقة إن وجدت الإرادة للخروج منها وتجاوزها والتوجه الجاد لإنهاء هذه الصفحة السوداء ومغادرتها بثقة ومسؤولية وبين حالة خلق الحروب وذر الرماد في العيون أو دس الرؤوس في الرمال والتعامي عنها بحجة ما يسمى: طي صفحة الماضي !.
السلام الحقيقي: لا يبنى على الدبلوماسيات الخبيثة المنافقة أو المتهاونة بالحقوق وإنما على اعتماد السياسات القائمة على الصدق والموضوعية ، وتكريس الأسس السليمة لثقافة الحوار والتسامح والعدالة والإنصاف والقبول بمبدأ الحرص بالقدر الممكن على الإنصاف وبذل أقصى الجهود في سبيل ذلك لإقناع المتضررين من هذه الحروب بالتوجه نحو التصالح والتسامح والسلام وتناسي الماضي المظلم وبناء مستقبل مشرق يستحقه اليمن وأبناؤه الشرفاء الكرام ، وكخطوة جوهرية وأساسية لا بد من انسحاب القوات الأجنبية من الأراضي اليمنية التي أثبتت الأيام أن تواجدها ليس لدعم الشرعية كما قيل ويقال، وإنما لتحقيق أجندتها الخاصة، وإذا وجدت إرادة دولية أممية جادة وصادقة لتحقيق هذا الهدف يمكن تشكيل قوة سلام دولية محايدة من غير الدول التي دعمت أي طرف من أطراف النزاع للإشراف على حوار يمني يمني .
من هنا يمكن البدء بتحقيق عدالة انتقالية يتم من خلالها جعل السلام ثقافة غير قابلة لأي اختراق ظلامي متوحش من أي اتجاه وتحت أي راية أو آيديولوجية محلية أو إقليمية أو دولية.
ومن المؤسف حقاً أن تكون العوامل الدولية في البحث عن تحقيق السلام في اليمن أكثر رحمة وإنسانية من العامل الوطني!!
يكفي اليمنيين ما عانوه في ماضيهم القريب والبعيد، وحان الوقت لبناء دولة المواطنة المتساوية لجميع اليمنيين والاتفاق غير القابل لأي نقض يقوم على القبول التام باحترام التعددية الحزبية والسياسية والتداول السلمي للسلطة وترسيخ مبدأ سيادة القانون دون تسويف أو تلاعب، وهذا المضمون ما زال هو الشرعية الحقيقية التي قامت عليها الوحدة في مايو1990م، ومنها استمدت وجودها الوطني والدولي بتسجيلها في الأمم المتحدة .
السم في أرجائنا يسري
والجرح في أعماقنا يجري
شغل المغانم والمغارم قيدنا
فمتى تُرى نصحوا متى ندري ؟!.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

خبير اقتصادي يقدم خارطة طريق واضحة للحكومة المرتقبة.. منها جذب الاستثمارات الأجنبية

قدم بلال شعيب، خبير اقتصادي، خارطة طريق واضحة للحكومة المرتقبة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في مصر، مشددًا على أن التعاون والتكامل بين القطاعات المختلفة هو المفتاح لتحقيق هذه الأهداف الطموحة، مشيرا في تصريحات خاصة لـ«الوطن» إلى الفرص الهائلة المتاحة في مجال الهيدروجين الأخضر، مؤكدًا أن جذب الاستثمارات الأجنبية في هذا القطاع يسهم بشكل كبير في توفير العملة الأجنبية، مشددا على ضرورة تزويد مصر ببنية تحتية قوية ومرافق تكنولوجية حديثة، لدعم هذا النمو المستدام.

تطوير الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين

وفيما يتعلق بالقطاع الصحي، أكد شعيب أهمية التزام الحكومة الجديدة بتطوير المستشفيات والمراكز الصحية، مشددًا على ضرورة تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، موضحا أن تحسين الرعاية الصحية لا يعزز فقط رفاهية المواطنين، بل يرفع أيضًا من إنتاجيتهم ويقلل تكاليف الصحة العامة على المدى الطويل.

أهمية مواكبة التعليم للتطورات العالمية

وأشار إلى ضرورة أن تعطي الحكومة أولوية خاصة لجودة التعليم وتحديث المناهج التعليمية، مؤكدا أهمية أن يواكب التعليم التطورات العالمية ويزود الشباب بالمهارات المطلوبة في سوق العمل المتغير بسرعة، قائلا «التعليم الجيد أساس بناء مجتمع قوي واقتصاد مزدهر، والاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل البلاد».

وأضاف أن تحسين جودة التعليم يجب أن يشمل جميع المراحل التعليمية، من التعليم الأساسي إلى التعليم العالي، ودعا إلى توفير تدريب مهني وتكنولوجي متخصص للشباب، ما يمكنهم من اكتساب المهارات الفنية والعلمية الضرورية للنجاح في سوق العمل.

وشدد على ضرورة أن تتبنى الحكومة المرتقبة استراتيجية متكاملة تشمل هذه القضايا المحورية، لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة، ودعا إلى تعزيز التعاون بين جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، لتحقيق أهداف التنمية وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين، موضحا أن التركيز على هذه الأولويات يمكن أن يحقق نموًا اقتصاديًا متوازنًا، ويضمن الرفاهية للجميع.

 

مقالات مشابهة

  • حروب 2023 تضع الأمن الغذائي العالمي على المحك.. ما علاقة المناخ؟
  • خبير اقتصادي يقدم خارطة طريق واضحة للحكومة المرتقبة.. منها جذب الاستثمارات الأجنبية
  • أدعية يُستجاب لها في لمح البصر.. منها دعاء يونس عليه السلام
  • اليمن يدخل نادي الدول المصنّعة القليلة للصواريخ الفرط صوتية
  • «حكماء المسلمين» يشارك بمؤتمر القيادة العالمية للسلام في نيروبي
  • الفيلم السينمائي
  • عمان في مؤشر السلام العالمي 2024
  • نحو سياسة تعليمية جديدة
  • توكل كرمان: الدكتاتوريات تديم الصراعات والقمع المنهجي وانتهاكات حقوق الإنسان
  • مؤشر عالمي… اليمن الدولة الأقل سلمية على مستوى العالم