تشاد.. الرئيس المؤقت يُدشِّن حملته للانتخابات الرئاسية
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
شعبان بلال (القاهرة)
أخبار ذات صلة السنغال.. تحديات داخلية وخارجية تواجه الرئيس الجديد شخبوط بن نهيان يبحث علاقات التعاون مع رؤساء تشاد والغابون ورواندادشن رئيس تشاد المؤقت محمد إدريس ديبي، حملته لانتخابات الرئاسية، التي ستُجرى الشهر المقبل، وتستهدف إنهاء الحكم العسكري المستمر منذ 3 سنوات، متعهداً بتعزيز الأمن ودعم الاقتصاد.
وقال ديبي أمام حشد كبير تجمع وسط إجراءات أمنية مشددة في العاصمة إنجامينا أمس: «وصلنا اليوم للمنعطف الأخير على طريق العودة الدستورية»، مضيفاً «سنعزز الأمن الداخلي لضمان السلام والاستقرار في بلادنا».
وشدد خبراء ومحللون تشاديون على أن الانتخابات الرئاسية في تشاد، ضرورة للعبور من المرحلة الانتقالية لوضع سياسي جديد في ظل تحديات اقتصادية وأمنية وسياسية واسعة، خاصة أن هناك احتقاناً واضحاً بعد الإعلان عن هذه الانتخابات.
ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية في تشاد في 6 مايو المقبل، بعد مرحلة انتقالية امتدت لأكثر من 3 سنوات جرى تمديدها أكثر من مرة رغم تعهد الرئيس المؤقت، محمد إدريس ديبي، بمرحلة انتقالية مدتها 18 شهراً لإجراء الانتخابات.
وعُيّن ديبي رئيساً مؤقتاً للبلاد في عام 2021 بعد مقتل والده إدريس ديبي الذي حكم البلاد لفترة طويلة، وذلك في اشتباكات مع متمردين في الشمال، لكن حكومته أصدرت قرارات أجلت الانتخابات حتى عام 2024، وسمحت له بالترشح للرئاسة.
وأوضح المحلل السياسي التشادي، الدكتور إسماعيل محمد طاهر، أن الانتخابات الرئاسية ذات أهمية كبيرة في الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، منوهاً إلى أن تشاد شهدت خلال السنوات الماضية فقدان رئيس، ودخلت فترة انتقالية امتدت لأكثر من 3 سنوات. وشدد طاهر، في تصريح لـ «الاتحاد»، على ضرورة الخروج من الوضع الانتقالي إلى الوضع الدستوري الجمهوري وعودة السلطة للمدنيين، موضحاً أهمية أن تكون الفترة الانتقالية فاتحة للدخول في مرحلة سياسية عقد لها منتدى وحوار وطني شامل، شهد خلافات وتفاهمات، ثم استفتاء على الدستور، والذهاب إلى مرحلة جديدة من التحالفات السياسية والمواجهات بين الأحزاب والمجتمع المدني والسلطة الانتقالية.
وذكر أن الانتخابات مطلب، رغم وجود الكثير من الأطراف التي تعارضها، لكنها ضرورة ملحة من أجل الانتقال إلى مرحلة أخرى، مشيراً إلى أن المرحلة الانتقالية أصبحت ثقيلة على تشاد في ظل وضع محتقن في دولة هشة تعاني مشكلات اقتصادية واجتماعية وأمنية.
تدفق اللاجئين
يرى المحلل السياسي التشادي أبو بكر عبد السلام، أن الانتخابات من أدوات الديمقراطية لأي بلد لكي تحسم الشعوب ما تريده من مطالب عبر اختيار أحد المتنافسين، مشيراً إلى أن أكثر من 40% من سكان البلاد يعيشون تحت خط الفقر، بالإضافة إلى تدفق اللاجئين الفارين من صراعات الدول المجاورة، والذي يؤدي بدوره إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي فيها.
وأوضح عبدالسلام، في تصريح لـ «الاتحاد»، أن نجاح الانتخابات يبدو صعباً مع اقتراب موعدها وتزايد مسلسل الاغتيالات، محذراً في الوقت ذاته من الاحتقان السياسي الذي تشهده البلاد.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: تشاد الانتخابات الرئاسية محمد إدريس ديبي أن الانتخابات
إقرأ أيضاً:
التفاصيل الكاملة حول سحب القوات الفرنسية بتشاد
خلال الساعات القليلة الماضية تناولت العديد من الصحف الدولية، طلب الحكومة التشادية من القوات الفرنسية المتمركزة على أراضيها مغادرة البلاد بحلول 31 يناير 2025، في خطوة مثيرة للجدل تأتي وسط تصاعد الخلافات بين البلدين.
الأمر الذي جعل المواطنين يبحثون عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة تفاصيل كاملة عن وجود القوات العسكرية الفرنسية.
كانت تشاد قد قررت يوم 28 نوفمبر 2024 إنهاء اتفاقية التعاون العسكري مع فرنسا، معتبرة أن هذا القرار يأتي في إطار تعزيز سيادتها الوطنية.
جاء ذلك في أعقاب انسحاب فرنسا من عدد من دول الساحل الأفريقي مثل مالي، بوركينا فاسو، والنيجر، حيث تزايد النفوذ الروسي.
تشاد، التي لطالما اعتُبرت حليفًا استراتيجيًا لفرنسا في مواجهة الإرهاب بمنطقة الساحل، أعربت عن رغبتها في الحفاظ على علاقات جيدة مع باريس رغم إنهاء التعاون العسكري.
لكن التوترات بدأت تظهر مع تحديد تشاد لمهلة زمنية قصيرة، وصفتها فرنسا بأنها "غير واقعية"، لسحب ألف جندي ومعداتهم الثقيلة.
أسباب الغضب التشاديعلى الرغم من أن تشاد أكدت أن قرارها يأتي لتحقيق سيادتها، فإن مصادر محلية تحدثت عن توتر في العلاقة بين البلدين، خاصة بعد اتهام الجيش الفرنسي بعدم تقديم الدعم الاستخباراتي المطلوب خلال هجوم شنه مقاتلو "بوكو حرام" في أكتوبر الماضي، وأودى بحياة 40 جنديًا تشاديًا.
وتشير التقارير إلى أن الحكومة التشادية قد تستخدم هذا الضغط لإجبار فرنسا على تقديم تنازلات، بما في ذلك تسليم بعض المعدات العسكرية التي تحتاجها القوات التشادية في حربها ضد الإرهاب، خاصة في حوض بحيرة تشاد.
تفاصيل التواجد الفرنسي في تشاد1. عدد الجنود: يتجاوز عدد القوات الفرنسية في تشاد ألف جندي، موزعين على ثلاث قواعد عسكرية رئيسية.
2. المواقع العسكرية:
قاعدة في العاصمة إنجامينا: تعتبر مركز القيادة الرئيسي وتضم أكبر المعدات والعتاد.
قواعد في مناطق نائية مثل "فايا لارجو" و"أبيشي"، تدعم العمليات في المناطق الحدودية.
3. المهام: تشمل عمليات مراقبة الحدود، الدعم الاستخباراتي، وتنفيذ تدريبات مشتركة مع الجيش التشادي.
الأهمية الاستراتيجية
القوات الفرنسية في تشاد تعمل ضمن إطار عملية "برخان" سابقًا، والتي كانت تهدف إلى مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، حيثخ التعاون مع الجيش التشادي تمثل هذه القوات شريكًا هامًا في تدريب وتطوير القدرات العسكرية التشادية.
تشاد تقع في قلب منطقة الساحل، ما يجعلها نقطة انطلاق للعمليات ضد الجماعات المسلحة التي تنشط في النيجر ونيجيريا والكاميرون.
صعوبات لوجستية تواجه الانسحابتعتبر القوات الفرنسية المنتشرة في تشاد، والموزعة على ثلاث قواعد عسكرية رئيسية، واحدة من أهم الوحدات العسكرية الفرنسية في إفريقيا.
وبحسب مصادر عسكرية فرنسية، فإن تنفيذ انسحاب شامل ومنظم خلال 7 أسابيع فقط يعد "شبه مستحيل".
وسبق أن طلبت فرنسا تمديد المهلة حتى مارس 2025، لكن السلطات التشادية رفضت ذلك وأصرت على خروج القوات الفرنسية قبل شهر رمضان.
آخر نفوذ فرنسي في الساحل
مع انسحاب القوات الفرنسية من تشاد، تفقد باريس آخر موطئ قدم لها في منطقة الساحل الأفريقي بعد خروجها من مالي، النيجر، وبوركينا فاسو.
ويُتوقع أن يزيد هذا الانسحاب من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة، حيث تتصاعد التحديات الإرهابية، ويتزايد النفوذ الروسي عبر مجموعة "فاغنر".
ورغم حدة الخلافات، يحرص الطرفان على استمرار الحوار لتأمين انسحاب "آمن ومنظم"، ما يشير إلى رغبة مشتركة في تجنب تصعيد الموقف بما قد يؤثر على العلاقات المستقبلية بينهما.