أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «قضاء أبوظبي» توافق على طلبات تجديد القيد لـ 4 خبراء الإمارات تعزز استثماراتها في الطاقة النظيفة والمتجددة

وقّع مركز النقل المتكامل، التابع لدائرة البلديات والنقل في أبوظبي، مذكرة تفاهم استراتيجية مع شركة «لوكيشن مايند» اليابانية الرائدة في مجال البحوث وتحليل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي ودراسة البيانات وهندسة المعلومات المكانية، تعزيزاً للابتكار في مجال تسييل البيانات «أي الاستفادة المالية منها»، ودعم مهام التحليلات المرورية، لمواكبة الرؤية المستقبلية للإمارة.


وكجزء من الجهود المستمرة في دعم الابتكار والبحث والتطوير في ميدان تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي، نصت المذكرة على التنسيق والتعاون في عدة مجالات، من بينها تطوير إطار تسييل البيانات وتقديم تصوّر متكامل حول البيانات وتحليلها في إمارة أبوظبي بشكل آني، للاستفادة من تطورات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتحليل تدفق الحركة والازدحامات المرورية وتنبؤات الحوادث، وتحسين كفاءة عمل الإشارات الضوئية وعدد من التطبيقات الأخرى.
وقد تم الاتفاق من خلال مذكرة التفاهم، التي تم توقيعها على هامش فعاليات الدورة العاشرة من مجلس أبوظبي اليابان الاقتصادي والمنعقد في العاصمة أبوظبي، على تطوير تطبيقات المدن الذكية، بما في ذلك معلومات النقل العام الديناميكية والتنبيهات المتعلقة بالكثافة البشرية والتحركات خلال الفعاليات والمناسبات الخاصة، بالاستفادة من البيانات المكانية التي تتوفر من خلال أصول مركز النقل المتكامل.
وتعزز الشراكة من قدرة الإمارة على تقديم خدمات نقل مستدامة وفعّالة، والتطوير المستمر للارتقاء بجودة الخدمات، مع الحرص على تعزيز التكنولوجيا والابتكار وتحسين القطاعات الحيوية.
وعلى هامش الفعاليات، تم استعراض تجربة المركز الهادفة إلى إرساء بيئة نقل ذكية ومستدامة تسهل حركة سكان إمارة أبوظبي وروادها، وتعزز الأمن والسلامة على الطرق، وتدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة وفق رؤية القيادة الحكيمة. 
ويتبنى المركز عدداً من المشاريع الرائدة، مثل إطلاق أول مركبة أجرة هيدروجينية ونظام النقل الجماعي «Automated Rapid Transit»، والتي تسهم في تحقيق أهداف التنمية الشاملة ودعم تطبيق مفاهيم التنمية المستدامة في مجالات النقل، من خلال التركيز على التكنولوجيا الحديثة والاستدامة البيئية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مركز النقل المتكامل الذكاء الاصطناعي دائرة البلديات والنقل أبوظبي

إقرأ أيضاً:

الفن والذكاء الاصطناعي

الصلة بين الفن والتكنولوجيا ليست وليدة اليوم؛ فطالما استفاد رواد الفن من منتجات التكنولوجيا؛ إذ ساهمت التكنولوجيا في مجال الفنون التشكيلية باكتشاف خامات جديدة، وفي مجال الضوء والصوت وتقنيات الكاميرا السينمائية، وفي فن الرسوم المتحركة، وغير ذلك كثير. غير أن تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الفنون التشكيلية- خاصةً في فن التصوير- تعد نقلة نوعية مدهشة في استخدام التكنولوجيا في عصرنا الراهن، وهي نقلة مدهشة لأنها أثارت ولا تزال تثير جدلًا واسعًا حول مدى مشروعية الفن المصنوع وفقًا للذكاء الاصطناعي من الناحية الإبداعية ومن الناحية الأخلاقية أيضًا.

ولإيضاح الأمر هنا نقول إن الذكاء الاصطناعي في الفن التشكيلي هو نوع من الفن التوليدي الذي يقوم على إنشاء صور من خلال جهاز الكومبيوتر باستخدام برامج معينة تعتمد على نوع من الخوارزميات أو الصيغ الرياضية. ويقوم الذكاء الاصطناعي على تطوير تصور عالم الرياضات آلان تورينج Alan Turing (1912-1954): ذلك العبقري البريطاني في مجال الرياضيات الذي استطاع حل شفرة «الإنجما» الألمانية في أثناء الحرب العالمية الثاني، والذي انتهت حياته بشكل مأساوي في ريعان عمره بالانتحار، مما لا يتسع المجال لذكره هنا؛ لأن هذا يستحق مقالًا بذاته. لقد استبق تورينج علوم الكومبيوتر وما يُعرف الآن بالذكاء الاصطناعي حينما أجرى تجارب تبرهن على ذكاء الآلة وقدرتها على التفكير؛ إذ قام بتجربة تُعرف باسم «لعبة التقليد» أثبت فيها قدرة الكومبيوتر على إظهار سلوك ذكي لا يمكن تمييزه عن سلوك الإنسان. ومن هنا بدأت المحاولات في إنشاء برامج قادرة على تقليد الإبداع الفني لفنانين عظام، بل إبداع أعمال فنية. والسؤال الأول الذي يطرح نفسه هنا هو: هل يمكن اعتبار الناتجة عن برامج الذكاء الاصطناعي أعمالًا فنية؟

لا شك في أن اللوحات المصنوعة وفقًا لبرامج الذكاء الاصطناعي يمكن أن تثير متعتنا وإعجابنا، ولكن اعتبارها إبداعًا فنيًّا يظل أمرًا مشكوكًا فيه؛ ولذلك فإنني أسمى هذه اللوحات بأنها لوحات «مصنوعة» وليست «إبداعًا». الإبداع الفني ينطوي دائمًا على رؤية الفنان الخاصة به وحده غير القابلة للتكرار. حقًّا إن هذه الرؤية قد تحمل تشابهًا مع رؤية فنان آخر، ولكنها تظل لها خصوصيتها الفريدة التي تميزه عن غيره. وهذه الخصوصية تتبدى حتى في أسلوب الفنان في التعبير عن هذه الرؤية، كما يتبدى ذلك- على سبيل المثال- من خلال ضربات فرشاة مصور ما. إن ضربات فرشاة فان جوخ- على سبيل المثال- يمكن حتى لعين المتذوق العادي أن تتعرف عليها بوضوح. وهنا يمكن القول إن تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تكون لها فائدة عظيمة، لا في مجال الإبداع، وإنما في مجال التحقق من أعمال المبدعين الحقيقيين. وفي هذا الصدد يمكن أن نذكر مثالًا مهمًا على ذلك: في سنة 2021 ابتكرت شركة سويسرية برنامجًا في الذكاء الاصطناعي قادر على التمييز بين الأعمال الفنية الأصلية والمزيفة، وقد استطاع هذا البرنامج حسم الجدال حول لوحة «شمشون ودليلة» الموجودة في المتحف الوطني بلندن والتي كان يُعتقَد أن الفنان الهولندي بيتر بول روبنز قد رسمها سنة 1609، ولكن برنامج الذكاء الاصطناعي أثبت أنها مزيفة بنسبة 90%! وهذا في حد ذاته دليل قاطع على تفرد الإبداع الفني، بحيث يمكن تمييزه عن غيره مهما كان يحمل تشابهًا أو تقليدًا لأسلوب الفنان الأصلي.

الأعمال التي يصنعها الذكاء الاصطناعي- وأنا هنا أستخدم عمدًا كلمة «يصنعها» لا كلمة «يبدعها»- هي أعمال يمكن أن تكون مهمة في مجال الدعاية والإعلان، بل يمكن حتى أن تستدعي متعتنا وإعجابنا الجمالي بقدرتها على استخدام أساليب رياضية وحيل فنية في توظيف التكوين والتشكيل واستخدام اللون والخداعات البصرية وغير ذلك؛ ولكنني لا أستطيع أن أسمي هذا إبداعًا فنيًّا خالصًا؛ لأن الإبداع الفني الخالص يظل دائمًا بمثابة رؤية فنان ما لعالم ما من خلال أسلوبه الفني الخاص في التعبير عن تلك الرؤية، وإلا فمن أين نأتي بضربات فرشاة فان جوخ أو توظيف الضوء في لوحات رامبرانت. أقصى ما يمكن أن يفعله الذكاء الاصطناعي في هذا الصدد هو أن يحاول محاكاة أسلوب فان جوخ أو رامبرانت، ولكنه لا يستطيع أبدًا أن يخلق الرؤية التي ألهمت إبداع أي منهما. وهذا لا يعني التقليل من شأن الذكاء الاصطناعي، وإنما يعني فقط أن هذا الذكاء يجب استخدامه فيما أراد أن يستخدمه آلان تورين: في مجال الرياضيات والخوارزميات، أعني في مجال العلم في المقام الأول؛ أما في مجال الفن، فينبغي أن يقتصره دوره على توظيف تقنيات الكومبيوتر في الدعاية والإعلان وفي تشكيل تكوينات فنية، من دون أن نحسب ذلك على الإبداع الفني. لأن الأعمال الفنية الأصيلة- أعني الأعمال الفنية العظيمة- تظل في النهاية نتاجًا لرؤية عقل شخص ما وروحه وتجربته الخاصة، ولأسلوب فني في التعبير عن ذلك غير قابل للتكرار، وإنما يمكن تقليده أو محاكاته فحسب بعد أن تجرد من روحه. وإلا فخبرني- أثابك الله- كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يبدع عملًا يشبه سيمفونية لبيتهوفن على سبيل المثال. أقول يمكنه أن يفعل ذلك بشكل حسابي ركيك بلا روح، وربما بلا معنى أيضًا.

الأمر الآخر هنا هو التساؤل عن مدى مشروعية الذكاء الاصطناعي من الناحية الأخلاقية في مجال الفن وفي غيره، وتلك قضية كبرى لا يتسع لها المقام هنا.

مقالات مشابهة

  • جامعة السلطان قابوس والذكاء الاصطناعي
  • اجتماع إقليمي بالجامعة العربية لدعم تحقيق التنمية المستدامة في الدول المتأثرة بالنزاعات
  • «بيئة أبوظبي» و«أدنوك» تعززان جهود الحفاظ على البيئة في المناطق الساحلية
  • «البيئة أبوظبي» و«أدنوك» تتعاونان لتعزيز جهود الحفاظ على البيئة في المناطق الساحلية
  • "مهن المستقبل": نظرة واقعية على الوظائف المطلوبة في سوق العمل
  • الفن والذكاء الاصطناعي
  • تحليل : الذكاء الاصطناعي نفط المستقبل في العالم
  • اتحاد المصارف: تحقيق التنمية المستدامة بالمنطقة العربية يحتاج إلى أكثر من 100 مليار دولار سنويا
  • «أبوظبي للتنقل» يفوز بـجائزتين ضمن «جائزة دبي للنقل المستدام»
  • جامعة مصر للمعلوماتية ضمن أفضل الجامعات في تصنيف التايمز للتنمية المستدامة لعام 2024