12 إجراءً وقائياً من الأمراض المزمنة لدى المرأة
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
سامي عبد الرؤوف (دبي)
أخبار ذات صلةحددت الجهات الصحية على مستوى الدولة، 12 إجراءً وقائياً أولياً من الأمراض المزمنة وعوامل الخطر المرتبطة بها لدى المرأة، فيما حددت 3 إجراءات للكشف والتدخل في الوقت المناسب والتدخل الفعال للحالات المزمنة التي تؤثر على صحة النساء والفتيات.
واتفقت الجهات الصحية، على تنفيذ 4 جوانب وأمور لدمج الخدمات الصحية الخاصة بتلبية احتياجات النساء والفتيات في الخدمات الصحية الأساسية، التي وردت في السياسة الوطنية لتعزيز صحة المرأة في الدولة، المعلن عنها مؤخراً.
وتفصيلاً، أكدت الجهات الصحية، أن الأمراض المزمنة تعتبر السبب الرئيس للمرض والعجز والوفاة في العالم، وهي تضع عبئاً كبيراً على الأفراد والأسر ومقدمي الرعاية الصحية والنظام الصحي، لافتة إلى أن الأمراض المزمنة تتسبب في حدوث معظم وفيات النساء من الفئة العمرية 60 عاماً فما فوق في جميع أرجاء العالم.
وقالت: «تحدث كثير من المشكلات الصحية التي تواجهها النساء المسنات نتيجة عوامل الاختطار التي تنشأ في مرحلة المراهقة والبلوغ، مثل التدخين وأنماط الحياة غير الصحية مثل الخمول والنظم الغذائية غير الصحية».
وأضافت: «تسنح فرص الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها في مراحل عديدة من حياة المرأة، وغالباً ما توفر التدخلات التي تجرى في المراحل المبكرة من حياتها أفضل احتمالات الوقاية الأولية».
وشددت الجهات الصحية بالدولة، وفقاً للسياسة الوطنية لتعزيز صحة المرأة، على أنه يتعين أن تراعي مبادرات وخطط وخدمات الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها الاحتياجات الصحية والاجتماعية في جميع مراحل الحياة بدءاً من صحة الأم، بما في ذلك الرعاية قبل الحمل وقبل الولادة، وبعدها وتغذية الأم والحد من التعرض لعوامل الخطر، ويستمر من خلال ممارسات تغذية الرضع السليمة، بما في ذلك تعزيز الرضاعة الطبيعية، وتعزيز صحة الأطفال والمراهقين والشباب، ومن ثم تعزيز حياة عملية وصحية والتمتع بالصحة في مرحلة الشيخوخة.
وأشارت إلى أن إجراءات الوقاية من الأمراض المزمنة وعوامل الخطر المرتبطة بها لدى المرأة، المتفق عليها، تتضمن الاستثمار في الوقاية الإيجابية والتدخل المبكر منذ الطفولة، مع التركيز على الدوافع الاجتماعية المرتبطة بالتنوع الاجتماعي للصحة والرعاية الشاملة التي تركز على الأنثى منذ بداية الحياة.
وتشمل كذلك التركيز على المحددات الجينية لصحة المرأة لتكيف التشخيص والعلاج وتوفير الرعاية الصحية الاستباقية المحددة، وزيادة الوعي والوقاية الأولية من الأمراض المزمنة وعوامل الخطر الأساسية المرتبطة بها للنساء والفتيات، مثل: الحد من استهلاك الغذاء غير الصحي، ومكافحة قلة النشاط البدني ومكافحة التبغ.
وأشارت إلى تعزيز الاطلاع على أحدث الإرشادات والنصائح المستندة إلى أدلة علمية للمحافظة على الصحة وتحسينها وتحقيق الرفاه وجودة الحياة، بالإضافة إلى التعريف بالخدمات المقدمة في هذا المجال، وضمان التغذية الصحية في مراحل العمر المبكرة ومرحلة الطفولة، بما في ذلك تشجيع الرضاعة الطبيعية والتغذية الصحية خلال مراحل الحمل.
كما تتضمن إجراءات الوقاية، تفعيل الصحة الافتراضية من خلال تفعيل خدمة العيادات الافتراضية الوقائية، كعيادة تعزيز أنماط الحياة الصحية الافتراضية في المؤسسات الصحية، للوقاية من عوامل اختطار الأمراض المرتبطة بأنماط الحياة، وكذلك تعزيز المحفزات السلوكية نحو الخيارات الغذائية الصحية، وتعزيز إمكانية الحصول على الخيارات الغذائية الصحية وتنوعها وإرشاد المرأة حول طرق تحضير الأطعمة الصحية.
ولفتت إلى ضرورة تبني برامج الصحة العامة وفق أفضل المعايير العالمية لتحفيز النشاط البدني للمرأة، وفقاً للمحددات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وفي مختلف البيئات، وتعزيز النشاط البدني من خلال أنشطة الحياة اليومية للمرأة، كجزء مهم من الروتين اليومي، والتعاون مع القطاعات المعنية لتعزيز النشاط البدني في مؤسسات العمل.
وتحتوي الإجراءات الوقائية كذلك على تبني برامج الصحة العامة، وفق أفضل المعايير العالمية، لمكافحة تدخين التبغ لفئة الإناث، وفقاً للمحددات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وفي مختلف البيئات، تطلعاً للوقاية من البدء في استهلاكه، لتقليل عبء الأمراض ومعدل الوفيات الناجمة عن مضاعفات استخدام منتجاته.
وأكدت على الاستفادة من الفرص المبتكرة لتعزيز التثقيف الصحي وتعديل السلوكيات الصحية الخطرة، خصوصاً في فئة المراهقات، وتعزيز البرامج الصحية الوقائية من الإعاقة.
وتحدثت السياسة الوطنية لتعزيز صحة المرأة، عن وجود 3 إجراءات للكشف والتدخل بالنسبة للحالات المزمنة المؤثرة على صحة النساء والفتيات، وهي: تصميم حملات وبرامج مخصصة تهدف إلى زيادة المعرفة والوعي بالفحوصات الخاصة بالكشف عن الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والسرطان.
وأيضاً إتاحة الوصول للفحوصات المناسبة للسرطانات التي تصيب النساء، خصوصاً في فئة النساء المعرضات للخطر، وزيادة الوعي بأهمية لقاح فيروس الورم الحليمي البشري وتوفير خدمات التطعيمات الأخرى المناسبة.
ثم تحدث السياسة عن عملية دمج الخدمات الصحية الخاصة بتلبية احتياجات النساء والفتيات في الخدمات الصحية الأساسية، من خلال 4 أمور، تضم تعزيز مفهوم صحة المرأة في جميع السياسات لمعالجة المحددات الاجتماعية للصحة وتصميم البرامج والتدخلات والمبادرات الخاصة بالمرأة، بهدف زيادة وعيها الصحي.
كما تشمل تطوير منصات وبرامج لدعم الأقران والمجموعات الداعمة بين النساء المصابات بأمراض مزمنة، وتشجيع النساء على تبادل المعلومات وقصص النجاح الداعمة، فضلاً عن تفعيل «اليوم الصحي» للمرأة العاملة في مؤسسات العمل المختلفة وإتاحة وصولها للفحوصات الوقائية في ذلك اليوم من خلال التشريعات التي تنظم ذلك.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأمراض المزمنة المرأة الخدمات الصحية الرعاية الصحية من الأمراض المزمنة النساء والفتیات الخدمات الصحیة النشاط البدنی الجهات الصحیة صحة المرأة من خلال فی ذلک
إقرأ أيضاً:
ترانزيت الحياة
فايزة بنت سويلم الكلبانية
faizaalkalbani1@gmail.com
الحياة ليست سوى سلسلة من المحطات المتلاحقة، تشبه رحلات الطيران التي لا تنتهي؛ لكل منها إقلاعها وهبوطها، وكل وجهة تحمل في طياتها حكاية تختلف عن سابقتها. أمضي في رحلتي الخاصة حاملةً بين جنباتي شغفًا يلهب قلبي، وسفرًا يوسع آفاقي، وعلمًا يروي ظمأ روحي، وعملًا يضع على كتفي أعباءً تصقل شخصيتي.
كان الشغف المحطة الأولى في رحلتي، ذلك الشرر الذي أشعل في داخلي نار الفضول والاكتشاف، وجدت نفسي منجذبةً إلى عالم الكلمة المكتوبة، حيث تحولت الصحافة والكتابة إلى مرآة تعكس ذاتي، هذا الشغف جعلني أرى العالم بعينين لا تملان البحث، ولا تكلان من التطلع إلى ما هو أبعد، ومن بين ثمار هذا الشغف وُلد كتابي "ترانزيت" الذي يمزج بين حبي للكتابة وتجربتي في استكشاف عوالم الاقتصاد والحياة، ليس مجرد صفحات مطبوعة بل جسر بين الأرقام والقلوب، بين النظرية والتجربة الإنسانية، والذي تجدونه في أروقة معرض مسقط الدولي للكتاب بركن مُؤسسة الرؤيا للصحافة والنشر .
لم يكن السفر مجرد تنقل بين البلدان، بل كان رحلة إلى أعماق الذات، في كل مدينة زارها قلبي قبل أن تزرها قدمي، التقيت وجوهًا تحمل قصصًا مختلفة، كصفحات من كتاب الحياة المفتوح، بعضها يحمل ابتسامة صادقة تُشرق كالشمس، وبعضها يخفي خلفها تعبًا طويلًا أو حكاية مُؤلمة، في زحمة المطارات وضجيج الرحلات، كنت أجد لحظات صفاء أتأمل فيها تناقضات الحياة، وكأن الكون يهمس في أذني بأننا جميعًا مسافرون في رحلة واحدة وإن اختلفت وجهاتنا.
أما العلم فكان المحطة التي أعادت تشكيل وعيي وفتحت أمامي أبوابًا لم أكن أعرف وجودها. اليوم وأنا أخطو أولى خطواتي نحو درجة الدكتوراه في فلسفة الاتِّصال، أجد نفسي بين كتب تهمس بحكمة العصور، وأفكار تتحدى توقعاتي، العلم علمني أنَّ المعرفة ليست وسيلة للنجاح المادي فقط، بل طريق لفهم أعمق للإنسان والوجود.
ووسط هذه الرحلة، كان العمل هو الجسر الذي يربط بين المحطات جميعها. علمني أن الحياة لا تسير كما نخطط دائمًا، بل تأخذنا إلى حيث لا نتوقع. في كل تحد واجهته، اخترت المضي قدمًا لأني أؤمن بأنَّ وراء كل صعوبة وجهًا جديدًا للحياة يستحق الاكتشاف.
اليوم وأنا أقف عند محطة جديدة من محطات الترانزيت، أدركت أن الحياة لوحة مرسومة بألوان مُتغيرة، بين الشغف الذي يلهب القلب، والسفر الذي يُوسع الأفق، والعلم الذي يُنير العقل، والعمل الذي يبني الشخصية، تعلمت أنَّ الرحلة لا تنتهي إلا عندما نُقرر أن نتوقف عن السير.
فالحياة في النهاية محطات عابرة، لكن الأثر الذي نتركه في كل محطة هو ما يجعل رحلتنا تستحق أن تُحكى.
همسة لرفقاء الرحلة..
لكل من شاركني رحلة الشغف والسفر والعلم، أقول: لنكن كالنجوم التي تضيء لبعضها في ظلمة الطريق، نتبادل الحكمة والدفء، ونصنع من رحلتنا سيمفونية إنسانية تبقى بعد أن نُغادر المحطات؛ ففي النهاية، نحن مجرد مسافرين نتبادل الحكايات والأحلام، نترك وراءنا أثرًا جميلًا، ونحمل في قلوبنا ذكرى كل وجه التقيناه وكل فكرة شاركناها.
رابط مختصر