صحيفة الاتحاد:
2025-04-11@07:51:52 GMT

علي يوسف السعد يكتب: المغرب.. احتفاء بالحياة

تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT

في كل مرة أغادر فيها إلى المغرب، أجد نفسي ازددت افتتاناً، يجذبني الشوق للعودة مرات ومرات، من جبال الأطلس الشامخة إلى رمال الصحراء الذهبية، ومن المدن العتيقة بأسوارها العالية إلى الأزقة الضيقة التي تعج بالحياة، يُعتبر المغرب عالماً خاصاً يستحق الاستكشاف. مع كل زيارة، أجد نفسي غارقاً في الألوان والأصوات والروائح التي تملأ الأسواق، وأتذوق مجدداً الأطباق التي تجمع بين النكهات العربية والأمازيغية والمتوسطية.

الحفاوة وكرم الضيافة التي يقدمها الشعب المغربي تجعل كل زيارة تجربة دافئة تترك في النفس ذكريات لا تنسى، وتدفع القلب للعودة إلى هذه الأرض.
الجمال يبدأ بمجرد وصولك إلى أرض المغرب، حيث تستقبلك رائحة البهارات المنبعثة من الأسواق وأصوات الموسيقى التقليدية التي تملأ الأزقة، الشوارع الضيقة للمدن العتيقة، بجدرانها الحمراء وأبوابها المزخرفة، تحكي قصصاً من العصور الوسطى، وتقودني في كل مرة إلى اكتشاف أسرار جديدة.
أحد أكثر الجوانب جذباً في المغرب، التنوع الفريد من المدن الصاخبة مثل مراكش وفاس، المليئة بالأسواق المزركشة والملونة والكنوز التاريخية، إلى الجمال الهادئ للصحراء الكبرى، حيث تمتد الرمال إلى ما لا نهاية تحت السماء المضاءة بالنجوم، يقدم المغرب عدداً كبيراً من التجارب، يجذب جمال جبال الأطلس المغامرين ومحبي الطبيعة على حد سواء، حيث الرحلات وتسلق الجبال وفرصة زيارة القرى البربرية.
المطبخ المغربي سبب آخر للمسافرين لتكرار الزيارة، حيث تتوفر النكهات الغنية للأطباق مثل الطاجين والكسكس والباستيلا، جنباً إلى جنب مع الأجواء النابضة بالحياة للمطاعم المحلية وأسواق الطعام في الشوارع، تجربة غير مسبوقة، الطعام هو احتفال بالحياة في المغرب، وتعتبر مشاركة وجبة وسيلة للترحيب بشخص ما في المنزل وفي القلب.
يلعب لطف وكرم ضيافة الشعب المغربي دوراً مهماً في سحر البلاد، وغالباً ما يتم استقبال الزوار بالترحاب مع دعوة لتجربة «الآتاي» وهو شاي النعناع المغربي الشهير. هذا الانفتاح والدفء، ويفخر المغاربة بثقافة الضيافة ويبذلون قصارى جهدهم لجعل الزوار يشعرون وكأنهم في وطنهم.
لطالما كان المغرب، البلد الذي تلتقي فيه شمس البحر الأبيض المتوسط الدافئة بجبال الأطلس المهيبة، وجهة مغناطيسية للمسافرين من أنحاء العالم، إن جاذبية مدنه النابضة بالحياة ومناظره الطبيعية الهادئة ونسيجه الغني بثقافته وتاريخه، أسباب مقنعة لا تجذب الزوار إلى شواطئه فحسب، بل تحثهم أيضاً على العودة مراراً وتكراراً، فإن روح المغرب تكمن في دفء وكرم ضيافة شعبه، مما يجعله بلداً تحب العودة إليه وإن طال الزمن.

أخبار ذات صلة نيويورك.. سحر وغموض علي يوسف السعد يكتب: عذراً كلباء

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: علي يوسف السعد

إقرأ أيضاً:

صلاح الدين الأيوبي يلغي زيارة يوسف زيدان إلى أربيل

ألغيت مشاركة الكاتب والروائي المصري المثير للجدل يوسف زيدان إلى معرض أربيل الدولي للكتاب، المقرر إقامته في التاسع من أبريل/نيسان الجاري، وسيستمر عشرة أيام، وذلك بعد أن أعلن المعرض مسبقا مشاركة زيدان في قائمة ضيوف المعرض بعد موجة من الجدل والرفض الشعبي على خلفية تصريحات قديمة للكاتب اعتُبرت مسيئة لشخصية صلاح الدين الأيوبي.

فور إعلان اللجنة المنظمة استضافة زيدان عبر صفحتها الرسمية، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي حملة انتقادات واسعة، استندت إلى مقابلة تلفزيونية سابقة له، وصف فيها صلاح الدين الأيوبي بـ"أحقر شخصية في تاريخ البشرية".

وقد أطلق ناشطون وسمًا باللغة الكردية "#نا_بۆ_بانگهێشتکردنی_یوسف_زێدان" (لا لاستضافة يوسف زيدان)، الذي سرعان ما لاقى تفاعلا كبيرا وأثار موجة استنكار واسعة، وصلت إلى حد المطالبة بمقاطعة المعرض الذي سيقام في التاسع من أبريل/نيسان الجاري إذا حضر زيدان.

انقسام

أثار هذا الجدل انقساما لدى المثقفين الكرد؛ حيث رأى فريق، أن استضافة زيدان تمثل إهانة لشخصية تاريخية بارزة يعتبرها كثيرون رمزا قوميا كرديا وحّد وحكم العالم الإسلامي بقومياته المختلفة.

ومن الجهة المقابلة، أدان بعض المثقفين أصحاب التوجه اليساري هذه الحملة، ورأوا فيها استغلالا أيديولوجيا وسياسيا، متهمين جهات حزبية إسلامية كردية بتأجيجها.

إعلان

وذكروا أن ليوسف زيدان مواقف إيجابية في القضية الكردية وكان مساندا دائما لحقوق الشعب الكردي في المنصات المختلفة منذ سنوات، وأن انتقاده لصلاح الدين لا يستدعي هذا القدر من التصعيد، وأنها تأتي من منطلق الاختلاف في الرأي.

وفي تطور لافت، رفع المدعي العام في أربيل، د. محمد ريكاني، شكوى قانونية ضد استضافة زيدان، معتبرا تصريحاته إساءة علنية لشخصية تحظى بتقدير خاص لدى الأكراد والمسلمين، ولا تندرج ضمن النقد التاريخي والأكاديمي.

وجاء في فحوى الشكوى إلى المدعي العام في إقليم كردستان، أن "يوسف زيدان أساء وأهان الشخصية التاريخية للكُرد والمسلمين علنا وعلى القنوات الإعلامية".

وردا على هذه الدعوى قال الكاتب والباحث السياسي سَرو قادر في تصريحات للجزيرة نت، إن "هذه الدعوى القضائية على يوسف زيدان ستضر بسمعة إقليم كردستان وقضيته. لا ينبغي للكُرد أن يهاجموا الآراء المخالفة لهم، صلاح الدين ليس رمزا وطنيا كرديا، بل هو زعيم مسلم في الحروب الصليبية، لذلك من الواضح أن هذه الدعوى القضائية تقف وراءها أيديولوجية معينة".

وعلى الجانب الآخر قال الباحث في الفكر الإسلامي، الدكتور فاتح سنكاوي في تصريحاته للجزيرة "يمكن قراءة جوانب مختلفة من حياة صلاح الدين والتعبير عن وجهات نظر مختلفة، ولكن في سياقها التاريخي. أما شخص مثل يوسف زيدان، الذي يطلق مثل هذا الكلام غير اللائق تحت ستار أيديولوجية بحتة، لا ينبغي أن نكون سعداء جدا بقدومه. لأن صلاح الدين يعد من أعظم القادة في التاريخ، وأصبح رمزا وطنيا كرديا بامتياز".

وأضاف سنكاوي "عندما تريد أن تدافع عن قضية ذات جذور دينية، يأتي بعض من لديهم أحكام مسبقة ليطرحوا فورا قضية الإخوان المسلمين! وهذه في حد ذاتها خطة إقليمية جديدة تم رعايتها والعمل عليها بشكل مكثف منذ ما يقارب عشر سنوات".

إعلان

وقال الكاتب والسياسي أبو بكر كارواني للجزيرة نت، "الهوية القومية لصلاح الدين الأيوبي تم ترسيخها في الوعي الكردي خلال السنوات الـ15 الماضية. ولذلك، سواء أحببنا ذلك أم لا، فمن وجهة نظر غالبية الشعب الكردي، وصف صلاح الدين بالـ"حقير" هو إهانة وجرح غير مقبول لهم وكلمة مثل هذه عن هذا الرمز، يُحقر قائلها أيضا".

وعلى إثر التصعيد واستمرار الحملة والضغوط لعدة أيام، قامت إدارة معرض أربيل الدولي للكتاب بإلغاء دعوة زيدان للمعرض الدولي دون إصدار بيان توضيحي.

في حين أعلن زيدان عبر صفحته على "فيسبوك" اعتذاره عن عدم الحضور في المعرض وإلغاء زيارته الى أربيل بسبب هذه الحملة، واتهم زيدان الجماعات المقربة من الإخوان المسلمين وسماهم "شرذمة من بقايا (الإخوان المسلمين)" وراء ذلك.

وقال زيدان أيضا في منشوره إن "هؤلاء خجلوا لأنني أهاجم الرمز الكردي الموهوم "صلاح الدين الأيوبي" الذي هو في حقيقة الأمر ليس كرديا، وليس رمزا إلا عند المتاجرين بقضية "تحرير القدس".

تفتخر الأكثرية بانتماء صلاح الدين الكردي بينما تذهب أقلية يسارية إلى أنه لم يقدم شيئا للكرد، وأنه تصرف مسلما وليس كرديا (ميدجيرني – الجزيرة) صلاح الدين الأيوبي

الجدير بالذكر، أن يوسف زيدان سبق أن زار أربيل وشارك في فعاليات المعرض دون إثارة مماثلة، أما ما حدث هذه المرة من الضجة الإعلامية والحملة الشعبية يرجع إلى إعادة نشر مقابلته القديمة بشكل واسع النطاق في صفحات التواصل الاجتماعي وترجمتها إلى اللغة الكردية.

وكانت شخصية صلاح الدين الأيوبي على الدوام مثار جدل لدى النخب والمثقفين الكرد، وأساس هذا الجدل يرجع إلى الموقف من الانتماء الكردي لصلاح الدين الأيوبي وعلى أساس التوجه الفكري والأيديولوجي والسياسي لهؤلاء النخب.

فمن جانب تفتخر الأكثرية بانتماء صلاح الدين الكردي بينما تذهب الأقلية من أصحاب الفكر اليساري إلى أن صلاح الدين لم يقدم شيئا للكرد، وأنه تصرف مسلما وليس كرديا.

إعلان

ويُعقد معرض أربيل الدولي للكتاب، هذا العام، تحت شعار "العالم يتكلم كرديا"، بمشاركة 250 دار نشر من 22 دولة عربية وأجنبية. وتركز فعاليات المعرض على ترجمة الكتب إلى اللغة الكردية، احتفاءً بازدهار حركة الترجمة واعتماد الكردية ضمن اللغات الأساسية في محرك البحث العالمي "غوغل".

مقالات مشابهة

  • المغرب ضيف شرف معرض الكتاب بباريس ورشيدة داتي تخصص استقبالاً فخماً للوفد المغربي (صور)
  • "كان" الفتيان: المنتخب المغربي ينهي تحضيراته لمواجهة جنوب إفريقيا
  • المكتب الوطني المغربي للسياحة يقود حملة ترويجية ضخمة لوجهة المغرب السياحية بأمريكا الشمالية
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: الشبكة التي نتخبط فيها
  • ما وراء زيارة ماكرون للقاهرة وطريقة احتفاء السيسي به؟ (شاهد)
  • رئيسان مأزومان.. ما وراء زيارة ماكرون للقاهرة وطريقة احتفاء السيسي به؟
  • أحمد زهران يكتب.. شكراً لأبطال زيارة ماكرون
  • الأرصاد..منخفض جوي تحت اسم ‘أوليفيي’ سيسبب اضطرابات جوية وارتفاع درجات الحرارة في المغرب
  • وارنر ميوزيك تضم نجوم الراب المغربي ديزي وسنور وكوز للانطلاق إلى العالمية
  • صلاح الدين الأيوبي يلغي زيارة يوسف زيدان إلى أربيل