ذكاء اصطناعي مفتوح المصدر بروح فرنسية من شركة هاغينغ فايس
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
إلى جانب شركة "ميسترال إيه آي" الفرنسية المتخصصة بالذكاء الاصطناعي، تدافع الشركة الفرنسية الأميركية الناشئة "هاغينغ فايس"، وهي منصة تعاونية تشارك أكثر من 500 ألف نموذج "مفتوح" من الذكاء الاصطناعي، عن "ثقافة فرنسية جدا"، بحسب ما يؤكد المشارك في تأسيسها توماس وولف، في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية.
كيف نشأت "هاغينغ فايس"؟يقول وولف: "لقد تأسست في العام 2016.
وتعمل الشركة بحسب القانون الأميركي لكن من أنشأها هم 3 فرنسيين، لذا تتمتع بثقافة وروح فرنسية بحسب وولف.
ويرى وولف أن "المصادر المفتوحة" قيمة فرنسية وهم متفوقون في هذا المجال. أما مكتب الشركة الفرنسي الذي كان صغيرا جدا قبل الذكاء الاصطناعي، فبات مركز الشركة الأساسي. ويستخدم خدماته حاليا أكثر من 11 مليون شخص في العالم.
ما هي فوائد نماذج الذكاء الاصطناعي المفتوحة المصدر؟يشرح وولف فوائد نماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر: "إنها نماذج يمكن التحقق منها. وتنطوي على شفافية كبيرة جدا وقد تصل إلى حد شفافية بيانات التدريب، مما يتيح فهم أي بيانات استُخدمت لإنشاء النموذج".
أما في ما يتعلق بالأمان، فالأمر المثير للاهتمام هو إمكانية الحصول على نموذج مفتوح على خوادمك. إذ ليس الشخص مجبرا على استخدام خوادم شركة أميركية ترغب في إبقاء نموذجها مغلقا.
ومن الممكن أيضا اختيار نماذج أصغر وتكييفها مع حالة الاستخدام الخاصة بالشخص والحصول على أداء مساوٍ لنموذج كبير جدا على غرار "تشات جي بي تي 4″، ويمكن التحكم بها بسهولة كبيرة وخفض التكاليف لأن النموذج أصغر.
من هم شركاء "هاغينغ فايس"؟يقول وولف: "لدينا الكثير من الشركاء لدرجة أننا نلقّب أحيانا بـ"سويسرا الذكاء الاصطناعي". وتشكل "أمازون ويب سيرفيسز" أحد شركائنا البارزين. نحن شركاء مع كل شركات الخدمات السحابية الكبرى على غرار "غوغل" و"مايكروسوفت" ومع منشئي المعالجات (الشرائح الإلكترونية) كـ"نفيديا" و"إيه إم دي" و"أنتل" و"آي بي إم".
ونتعاون أيضا مع كل الشركات المنشئة لنماذج الذكاء الاصطناعي كـ"ميسترال". وبما أنّ هذه الشركات تبتكر نماذج مفتوحة جيدة جدا، فنحن سعداء جدا لوجودها بيننا.
كيف ترى تطور الذكاء الاصطناعي التوليدي على المدى القصير؟يستذكر وولف كيف: "شهد عام 2023 ثورة النماذج النصية. لقد أدركنا أنّ بإمكاننا إنجاز الكثير باستخدام النصوص".
ويرى أن 2024 هي سنة توسّع لمختلف النماذج الأخرى. "لدينا نماذج متعلقة بالصور باتت مندمجة بنماذج النصوص، ولدينا نماذج خاصة بالفيديو، وأخرى أصبحت متعددة الوسائط، أي بالإضافة إلى النصوص هي قادرة على استخدام الصور والفيديو والصوت وقريبا الروبوتات".
هل ما زالت فرنسا قادرة على منافسة الشركات الكبرى الأميركية والصينية؟بنبرة متفائلة يقول وولف:"نعم، أنا متفائل جدا في هذا الخصوص. من الصحي أن نرى أوروبا، فرنسا خصوصا لكن أوروبا بشكل عام، تعود بقوة خلال الأشهر الأخيرة إلى السباق في مجال الذكاء الاصطناعي. أعتقد أن لدينا الكثير من المواهب وفي ما يتعلق بالتمويل، نرى أن بإمكاننا راهنا إنشاء شركات كبيرة في أوروبا".
ثمة حاجة لبعض الأمثلة للانطلاق بقوة، وبدأنا نحصل عليها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
لطافتك تكلف الذكاء الاصطناعي الملايين!
في زمن تتسارع فيه علاقتنا بالتكنولوجيا، يبدو أن كلمات بسيطة مثل "من فضلك" و"شكرًا" قد تحمل ثمنًا غير متوقع. فقد أثار أحد مستخدمي منصة X سؤالًا طريفًا لكنه عميق الدلالة، قال فيه:
كم أنفقت OpenAI على الكهرباء لأن الناس يقولون "من فضلك" و"شكرًا" لنماذج الذكاء الاصطناعي؟
وجاء الرد سريعًا من سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، مازحًا وبكل ثقة: "تلك الملايين كانت مُنفقة في مكانها الصحيح.. من يدري ما ستجلبه اللباقة!".
لكن خلف هذا التعليق، انطلقت تساؤلات جدّية: هل نُهدر الطاقة والموارد حين نخاطب الذكاء الاصطناعي بأدب؟ أم أن للّباقة مع الآلات قيمة تتجاوز الكلفة؟.
المجاملة ليست مجرد تكلفة… بل أسلوب تعامل
تشير تقديرات الخبراء إلى أن كل تفاعل مع روبوت دردشة يكلف الشركة مالًا وطاقة، وكل كلمة إضافية تُرسل كجزء من الطلب تستهلك المزيد من الموارد.
قال البروفيسور نيل جونسون من جامعة جورج واشنطن:"كل طلب موجه إلى روبوت مثل ChatGPT يتطلب حركة إلكترونات، وهذه الحركة تحتاج طاقة. والسؤال هو: من يدفع هذه الفاتورة؟".
ويشبّه جونسون الكلمات الإضافية بورق التغليف المستخدم لتغليف عطر، إذ تحتاج النماذج اللغوية إلى "اختراق" هذا التغليف للوصول إلى مضمون الطلب، مما يشكل عبئًا إضافيًا.
اقرأ أيضاً.. أول طالب ذكاء اصطناعي في مقاعد الدراسة الجامعية
لكن رغم هذا، يرى كثيرون أن اللطافة مع الذكاء الاصطناعي ليست فقط عادة بشرية أو مظهرًا من مظاهر "إضفاء الطابع الإنساني" على الآلة، بل إن لها تأثيرًا مباشرًا على جودة التفاعل.
وأوضح كيرتيس بيفرز، مدير في فريق تصميم Microsoft Copilot، أن استخدام اللغة المهذبة يضبط نبرة الرد من قبل النموذج، فعندما يلتقط الذكاء الاصطناعي إشارات اللباقة، يكون أكثر ميلًا للرد بنفس الأسلوب.
هل المجاملة ضرورة ثقافية؟
حتى وإن لم تكن الآلة "تشعر"، فإن طريقة تعامل البشر معها قد تُشكّل انعكاسًا لطريقة تعاملهم مع بعضهم البعض لاحقًا.
وأشارت شيري توركل، أستاذة في معهد MIT، أن الذكاء الاصطناعي ليس "واعيًا" فعلًا، لكنه لا يزال "حيًا" ليبرّر إظهار المجاملة له.
وتشير إلى تجربة "تماغوتشي" في التسعينيات، حيث أصيب الأطفال بالحزن الحقيقي عند "وفاة" حيواناتهم الرقمية، مما يُظهر كيف يمكن للعلاقات بين البشر والكائنات غير الحية أن تؤثر نفسيًا.
اقرأ أيضاً.. حين يرى الذكاء الاصطناعي ما لا يراه الطبيب.. قفزة في تشخيص قصر النظر
اللباقة بدافع الخوف
أجريت دراسة في ديسمبر 2024 من قبل شركة Future أظهرت أن نسبة كبيرة من المستخدمين يتعاملون بلباقة مع الذكاء الاصطناعي:
67% من المستخدمين في الولايات المتحدة يستخدمون عبارات مجاملة،و71% من المستخدمين في المملكة المتحدة يفعلون الشيء ذاته.
لكن المفارقة أن 12% من المستخدمين يتحلون باللباقة بدافع الخوف من "العواقب المستقبلية" لسوء التعامل مع التكنولوجيا.
المجاملة... تكلفة مستحقة؟
بين التكاليف الكهربائية والبيئية، وبين الأبعاد الثقافية والإنسانية، يبدو أن المجاملة في التفاعل مع الذكاء الاصطناعي ليست مجرد تصرف عابر. بل إنها تحمل وزنًا أخلاقيًا وسلوكيًا، وقد تشكّل مستقبل العلاقة بين الإنسان والآلة.
إسلام العبادي(أبوظبي)