بات العالم ليلة أمس الأول على وقع الصواريخ والمسيرات الإيرانية تجاه الكيان الصهيوني ردا على الهجمة الجوية الصهيونية على القنصلية الإيرانية بدمشق منذ أسبوعين تقريبا، والحقيقة لإيران الحق المطلق في الرد على التعدي السافر للكيان الصهيوني الذي يستبيح الأراضي والسموات العربية ضاربا بالقانون الدولي عرض الحائط.
وذلك لأن السفارات والقنصليات محمية بمقتضى قوانين الأمم المتحدة، كما أن إيران لجأت إلى مجلس الأمن الدولي لإدانة هذا الاعتداء البربري لكنها لم تُمكن من ذلك، كما أن القوى العالمية لم تقم بإدانة هذا التصرف البغيض وكأن هذا حق للكيان الصهيوني أن يفعل ما يشاء في أي وقت يشاء، لكن ما بين من يذهب إلى أنها تمثيلية ذات إخراج وإشراف أمريكي، وما بين من يقول أنها ضربة حقيقية.. هناك أمور نعرج عليها وهي:
أولا: استفادت إيران من درس الغزو الأمريكي للعراق في 2003م عندما حذرت الدولة المحيطة بها من أن أي عدوان يمر عبر أراضيهم هو إعلان للحرب عليها ليس من قِبل إسرائيل فحسب بل من الدولة التي مرت من خلالها الطائرات الصهيونية.
ثانيا ـهذه هي المواجهة الأولي المباشرة بين الكيان الصهيوني وإيران دون الاعتماد على الأذرع الإيرانية كحزب الله في لبنان وأنصار الله في اليمن والفصائل العراقية الموالية لإيران.
ثالثا ـ أمريكا هي المعنِي الأول بهذا النزاع حيث أنها حثت الكيان الصهيوني على عدم الرد على إيران، لأنها لم تستأذن فيما فعلته بالقنصلية الإيرانية بسوريا، كذلك لا تريد أمريكا نشوب نزاع عالمي لا تعرف هي نهايته.
رابعا ـ إسرائيل بين خيارين أحلاهما مُر، فإما أن ترد ويصبح الشرق الأوسط كتلة من النيران، أو أنها تقبل على مضض السكوت وتتفرغ لقطاع غزة، وتنتهي نظرية الردع التي روج لها (بن جوريون ) إبان نشأة ما يسمى بالكيان الصهيوني.
خامسا ـ الضربة التي وجهتها إيران للكيان الصهيوني هي عملية تليفزيونية شبه متفق عليها بين أمريكا وإيران، وستصدر تصريحات تهديد ووعيد من الطرفين، النهاية الحتمية ستكون التهدئة لأن هذا هو المسموح بها.
سادسا ـ الضربة الإيرانية جاءت بعد استئذان أمريكا، وهذا يتنافى مع كون الحرب تخطيط وخدعة ومفاجئة.
عزيزي القارئ
ظني أن هذه تمثيلية ضعيفة الإخراج، السيناريو فيها حفظ ماء الوجه، والنتيجة استبقاء الوضع على ما هو عليه، لا تظن أن العالم يحكمه قانون أو أمم متحدة كما يدعون، أو مؤسسات دولية تفرض القانون، فلو كان ذلك لأوقفت الأمم المتحدة بهيئاتها الحرب البربرية الهمجية، والإبادة الجماعية في حق الشعب الفلسطيني الأعزل.
العالم يحكمه القوي، من يمتلك أسباب القوة هو الذي يحكم ويتحكم، والذين ينتقدون شراء مصر للأسلحة وتنويع مصادرها فليروا بأم أعينهم ما يحدث حولنا الأن، لو كانت مصر ضعيفة لكانت أرضها مستباحة كما هو حال أغلب الدول المحيطة بنا.. حفظ الله مصر من كل مكروه وسوء.
اقرأ أيضاًبعد ألمانيا.. فرنسا تستدعي السفير الإيراني لديها بشأن الهجوم على إسرائيل
البيت الأبيض: نركز على منع تحول الهجوم الإيراني على إسرائيل إلى صراع إقليمي
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: واشنطن الولايات المتحدة إيران المجتمع الدولي الهجوم الإيراني على إسرائيل
إقرأ أيضاً: