أكدت صحيفة غلوبس المتخصصة بالاقتصاد الإسرائيلي إنه وفي أعقاب تصاعد التوترات الجيوسياسية، يجد سوق السيارات الإسرائيلي نفسه عرضة للتحولات في مجال التجارة الدولية، لا سيما فيما يتعلق بواردات السيارات من تركيا والصين.

وتشير الصحيفة إلى أنه ومع التطورات السلبية في المناخ السياسي العالمي لا سيما في منطقة الشرق الأوسط وما صحبها من توترات بين تركيا وإسرائيل على المستوى الرسمي، أصبح استقرار هذه العلاقات التجارية على المحك، مما يثير المخاوف بشأن مستقبل واردات السيارات إلى إسرائيل.

ولطالما كانت تركيا -وهي لاعب مهم في صناعة تجميع السيارات العالمية- مصدرًا رئيسيًا للسيارات إلى إسرائيل. وعلى الرغم من الاحتكاكات السياسية العرضية بين الطرفين، ظلت تركيا رابع أكبر مورد للسيارات  نحو إسرائيل عام 2023، حيث تم تسليم أكثر من 27 ألف مركبة جديدة.

ومع ذلك ترى غلوبس أنه مع تصاعد النزاعات السياسية في العالم، تظهر تكهنات حول التأثير المحتمل لهذا الوضع على صادرات تركيا من السيارات نحو إسرائيل.

عام 2023 بلغت قيمة المركبات المصدرة إلى إسرائيل قبل الضريبة 328 مليون دولار (رويترز)

ووفقًا لمحللي الصناعة -الذين تحدثت معهم غلوبس- فقد امتنعت الحكومة التركية حتى الآن عن التأثير على صادرات السيارات إلى إسرائيل بشكل صريح وسط القيود التجارية الأخيرة التي فرضتها. 

وهو ما يؤكد النهج الحذر الذي تتبعه تركيا -حسب الصحيفة- نظراً لمساهمة الصناعة الكبيرة في اقتصاد البلاد، حيث توفر أكثر من نصف مليون فرصة عمل وتشكل 2% من الناتج المحلي الإجمالي السنوي.

وتقدر غلوبس أن تصاعد المشاعر المعادية لإسرائيل في تركيا يزيد من الضغوط على الحكومة التركية لدفعها نحو تشديد العقوبات، حتى أن وسائل الإعلام التركية نشرت قائمة سوداء للسفن التجارية التي تحمل صادرات إلى إسرائيل.

ولم تستبعد الصحيفة احتمالية فرض ضريبة بنسبة 100% على جميع المنتجات المصدرة إلى إسرائيل.

وتشير غلوبس إلى أنه في حال اختارت تركيا تشديد العقوبات على صادرات المركبات إلى إسرائيل، فقد يلجأ المستوردون الإسرائيليون إلى الواردات غير المباشرة للتخفيف من الاضطرابات.

وفي حين أن هذه الإستراتيجية يمكن أن تخفف من التحديات المباشرة، إلا أنها ستؤدي إلى تعقيدات لوجستية لعملية الاستيراد، مما يزيد من تعقيد مشهد السوق المضطرب بالفعل في إسرائيل.

المستوردون الإسرائيليون قد يلجؤون إلى الواردات غير المباشرة للتخفيف من الاضطرابات في حال قررت تركيا تشديد العقوبات (رويترز)

من جانب آخر، تواجه العلاقة بين إسرائيل والصين مجموعة من التحديات الخاصة بها، والتي من المحتمل أن تؤثر على واردات السيارات بنفس القدر، وفقا للصحيفة.

وعلى الرغم من الارتفاع الأخير في واردات السيارات الصينية الصنع نحو إسرائيل، تظهر علامات على تغير المناخ العام الصيني.

ويظهر المصنعون الصينيون -الذين كانوا حريصين في السابق على تصدير السيارات إلى إسرائيل- الآن إحجامًا عن نشر بياناتها فيما يتعلق بالصادرات إلى إسرائيل، وتجنب نشر إحصاءات المبيعات فيها، وتجنب الإبلاغ عن توقيع اتفاقيات تصدير جديدة مع الإسرائيليين أيضا، وسط تزايد المشاعر المعادية لإسرائيل في الصين، وفقا للصحيفة.

وبينما يستمر العمل كالمعتاد في الوقت الحالي، تلوح في الأفق مخاوف بشأن دخول نماذج وعلامات تجارية صينية جديدة إلى إسرائيل مستقبلا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات إلى إسرائیل

إقرأ أيضاً:

مبيعات السيارات الكهربائية في تركيا تقفز بنسبة 257%

تشهد تركيا طفرة غير مسبوقة في مبيعات السيارات الكهربائية، بعدما سجلت زيادة بنسبة 257.3% الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، وفقا لتقرير نشرته صحيفة ديلي صباح المحلية.

ووفقًا للبيانات الحديثة الصادرة عن جمعية موزعي السيارات والتنقل "أو دي إم دي" (ODMD) بيع أكثر من 27 ألفا و600 سيارة كهربائية الفترة من يناير/كانون الثاني حتى مايو/أيار من إجمالي 471 ألفا و743 مركبة جديدة بيعت خلال المدة المذكورة من جميع الفئات، مما يرفع حصة السيارات الكهربائية بالسوق إلى أكثر من 7%.

زيادة إجمالي مبيعات المركبات

وأظهرت المبيعات الإجمالية للسيارات والمركبات التجارية الخفيفة في تركيا نموا بنسبة 6%، وذلك منذ بداية العام وحتى نهاية مايو/أيار.

وبلغت مبيعات السيارات 375 ألفا و97 وحدة، مسجلة زيادة بنسبة 10.25%، في حين انخفضت مبيعات المركبات التجارية الخفيفة بنسبة 7.9% إلى 96 ألفا و646 وحدة.

وفي قطاع السيارات، تصدرت المركبات التي تعمل بالبنزين بـ247 ألفا و828 وحدة مبيعة، تليها السيارات الهجين بـ54 ألفا و65 وحدة.

وبلغت مبيعات سيارات الديزل 39 ألفا و351 وحدة، والسيارات التي تعمل بالغاز المسال 2783 وحدة. وكشفت البيانات أيضًا أنه عند تضمين المركبات ذات المدى الممتد "إي-آر إي في" (E-REV) بلغت مبيعات السيارات الكهربائية 31 ألفا و70 وحدة الأشهر الخمسة الأولى.

وشهدت مبيعات السيارات الهجينة أيضا نموا كبيرا، حيث ارتفعت بنسبة 50.3% على أساس سنوي. وبحلول نهاية مايو/أيار، شكلت السيارات الهجينة 14.4% من إجمالي المبيعات، ارتفاعا من 10.6% نفس الفترة من العام الماضي.

وفي المقابل، انخفضت مبيعات سيارات الديزل بنسبة 33.1%، كما انخفضت مبيعات سيارات الغاز المسال 37%.

وشهدت مبيعات السيارات التي تعمل بالبنزين زيادة 7.4%، لكن حصتها السوقية انخفضت إلى 66.1% من 67.8% مقارنة بالأشهر الخمسة الأولى من العام السابق. وانخفضت حصة سيارات الديزل من 17.3% إلى 10.5%، وسيارات الغاز المسال من 1.3% إلى 0.7%.

توغ أول سيارة كهربائية تركية بيع منها ما يقرب من 20 ألف وحدة العام الماضي (شركة توغ) توغ تعزز سوق السيارات الكهربائية

وتعززت مبيعات السيارات الكهربائية في تركيا من خلال طرح أول سيارة كهربائية محلية "توغ" والتي باعت ما يقرب من 20 ألف وحدة العام الماضي وفقا لديلي صباح.

وساعد هذا النجاح تركيا على تجاوز علامة 65 ألفا في مبيعات السيارات الكهربائية عام 2023، لتحتل المركز السادس في تصنيف المبيعات الأوروبية.

وتعود شعبية السيارات الكهربائية في تركيا إلى الأهداف المتعلقة بالمناخ والدفع نحو النقل المستدام. ومع ذلك، فإن التحديات مثل توافر الليثيوم لبطاريات السيارات الكهربائية، والقدرة على تحمل التكاليف، وسرعة بناء البنية التحتية للشحن، تظل قضايا حيوية للقطاع حسب ما ذكرته الصحيفة المحلية.

مقالات مشابهة

  • تخللتها بطاقات حمراء.. تركيا تسجل هدفا متأخرا لتطيح بالتشيك من بطولة أوروبا
  • الحكومة التركية وإدارة المشاكل بدلا من حلها
  • هل تسببت إسرائيل في قطع الكهرباء عن مصر؟
  • وفاة رجل الأعمال التركي جان كيراتش
  • تركيا.. ارتفاع قياسي في ودائع الليرة
  • أردوغان يعزي بوتين في ضحايا هجمات داغستان
  • للمرة الأولى.. أوروبا تفرض عقوبات على صادرات الغاز الروسي
  • صادرات السيارات الصينية إلى روسيا تسجل رقما قياسيا
  • مبيعات السيارات الكهربائية في تركيا تقفز بنسبة 257%
  • شعبة المستوردين: "خط الرورو" يعمل على زيادة حركة التبادل التجاري بين مصر وتركيا