إدماج الذكاء الاصطناعي في التعليم.. بين الفرص والتحديات
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
أخبارنا المغربية ــ الرباط
شهد العالم في السنوات الأخيرة طفرة واسعة في مجال الذكاء الاصطناعي، وأصبحت أنظمته قادرة على محاكاة الأداء البشري في مجموعة متنوعة من المجالات، إذ يكاد لا يخلو مجال من توظيف تطبيقات هذه التقنية الحديثة، سواء في الطب والهندسة أو التصنيع والاستثمار أو الخدمات المالية والترفيه وغيرها من المجالات.
هذا التطور المتسارع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، يطرح تحديات تستلزم تطوير سياسات التعليم ومناهجه واستراتيجياته من أجل مسايرة مستجدات هذه الثورة التقنية الحديثة.
وقد شرع المغرب بالفعل، في مواكبة هذا التحول، في مجال التعليم عموما والتعليم العالي بالخصوص، من خلال العديد من المبادرات الرسمية أو الخاصة، الرامية إلى استثمار الإمكانيات الهائلة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي، سواء على مستوى النهوض بمنظومة التعليم وتجويدها، أو من أجل تكوين رأسمال بشري متخصص قادر على مواكبة التحديات المرتبطة بالتحول الرقمي وتوظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لخدمة التنمية بالمملكة.
وفي هذا الصدد، صادق مجلس الحكومة مؤخرا على مشروع مرسوم لإحداث المدرسة الوطنية العليا للذكاء الاصطناعي وعلوم المعطيات بمدينة تارودانت، وتحويل الملحقة الجامعية ببركان إلى مدرسة وطنية للذكاء الاصطناعي والرقمنة، فضلا عن إدراج مواد دراسية جديدة تهم الذكاء الاصطناعي في أسلاك الإجازة والماستر في مجموعة واسعة من التخصصات مثل العلوم والعلوم الإنسانية والاقتصاد والقانون، وذلك في إطار الإصلاح البيداغوجي الجديد للتعليم العالي.
مزايا متعددة للذكاء الاصطناعي في تعزيز تجربة التعلم
أكدت الخبيرة الدولية في الذكاء الاصطناعي، وأستاذة القانون الدولي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، فاطمة رومات، أن الذكاء الاصطناعي يقدم إمكانيات كبيرة لتحسين تجربة الطلبة، وجودة التعليم والرفع من مستوى البحث العلمي، من خلال تحسين التعليم الفردي عبر تقديم تجارب تعليمية مخصصة لكل طالب بناء على قدراته واحتياجاته الفردية، وهو ما يعزز فعالية التعلم ويزيد من فرص فهم و استيعاب مضمون المواد.
وأضافت السيدة رومات، وهي أيضا رئيسة المعهد الدولي للبحث العلمي بمراكش، وعضو فريق الخبراء في الذكاء الاصطناعي بمنظمة اليونسكو، أن الذكاء الاصطناعي يمكن من جعل مهمة الباحثين أسهل، من خلال تحليل البيانات بشكل أسرع وأكثر دقة، مما يمكنهم من استخلاص النتائج بشكل أفضل وتقديم بحوث أكثر تطورا ، مشيرة إلى أنه يمكن للباحثين اعتبار الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة على مستوى تحليل البيانات و التواصل و الترجمة و تنظيم العمل، وكذا تعزيز استخدام تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز بالذكاء الاصطناعي لتوفير تجارب بحثية واقعية وتفاعلية. تحديات ترافق اعتماد الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم
ويطرح التوجه نحو إدراج الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم وتحقيق الاستفادة المثلى من الفرص التي يتيحها تحديات كبيرة مرتبطة بتوفير البنية التحتية المناسبة والتكنولوجيا اللازمة، وتوفر الموارد البشرية والكفاءات المتخصصة في مجال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتلقينها للطلاب وتأطيرها.
وفي هذا الإطار، تؤكد السيدة رومات أن العقبة الأساسية التي ما زالت تعترض اعتماد الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم، ولاسيما التعليم الجامعي، تتمثل في تواضع حجم الاستثمارات في هذا المجال، مقارنة بالموارد الكبيرة التي يتطلبها تطوير برامج الذكاء الاصطناعي، فضلا عن كون البنية التحتية التكنولوجية (المعدات والبرمجيات اللازمة لتطوير وتشغيل وتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي) ما تزال غير كافية، أو غير متاحة لجميع الباحثين في المجال.
ومن بين العقبات أيضا، تضيف الأستاذة رومات، قلة الأطر والخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي القادرين على تلقين وتأطير هذه التقنية الجديدة، على النحو المطلوب، لجميع الطلبة بالجامعات والمعاهد العليا، نظرا لطابعها المستجد والمتسارع، وهو ما يستدعي تنظيم دورات تكوينية مستمرة لفائدة المدرسين والاستعانة في ذلك بالخبراء المحليين والأجانب.
كما دعت إلى تجاوز المقاربة المتمثلة في اعتبار الذكاء الاصطناعي مجالا تقنيا يقتصر على تخصصات بعينها كعلوم الحاسوب والرياضيات، نحو دمج هذه التكنولوجيا في الفصول الدراسية كأداة للتعلم وكمادة تشمل باقي العلوم الاجتماعية والقانونية والاقتصادية والإنسانية، مشيرة إلى أن المقاربة التي تعتمدها الدول المتقدمة في هذا المجال، والتي تضمنتها توصية منظمة اليونيسكو حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، هي المقاربة التشاركية، التي تنطوي على إشراك كافة الفاعلين في كل القطاعات ومن جميع التخصصات، مع اعتماد مقاربة النوع الاجتماعي بمفهومها الواسع.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی فی مجال فی هذا
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يهدد شركات الأزياء
آخر تحديث: 21 نونبر 2024 - 11:01 صبغداد/ شبكة أخبار العراق- لجأت شركة الأزياء الإسبانية مانغو في حملتها الإعلانية الصيفية الموجهة للشباب، إلى عارضة أزياء رقمية اصطناعية في يوليو الماضي، فماذا كان رد فعل المشاهدين؟،أشار استطلاع للرأي أجراه معهد “أبينيو” لأبحاث السوق، إلى أن نحو 72 بالمئة من بين ألف مشارك في الاستطلاع، اعتقدوا أن العارضة والملابس في الصورة حقيقية.ويقول مايكل بيرغر المدير التنفيذي “لاستديو بيوند”، وهو مجموعة تصميم تعتمد إلى حد كبير على الذكاء الاصطناعي في إنتاج الصور: “نحن نستخدم الذكاء الاصطناعي لعملائنا كل يوم، دون أن يلحظوا ذلك”.وقد لا يكون ذلك مثيرا للدهشة حيث يتيح الذكاء الاصطناعي الكثير من المزايا للشركات، فلم تعد هناك حاجة إلى السفر إلى أماكن مختلفة من العالم لالتقاط الصور المطلوبة، لأن المسألة صارت سهلة وتحتاج فقط إلى إنشاء خلفية رقمية للصورة، الأمر الذي يوفر الوقت والمال كما يساعد على حماية البيئة. وبالنسبة للعملاء سيكون من الأوفر لهم، عدم دفع أموال مقابل استخدام عارضة أزياء من البشر.ومع ذلك فإنه لا تزال هناك في الوقت الحالي حاجة، لتصوير الملابس والإكسسوارات على جسم العارضة البشرية، حيث لا يستطيع الذكاء الاصطناعي تصويرها بشكل صحيح.وهذا يؤدي بشكل متزايد إلى استخدام ما يسمى بأجسام العارضات، حيث يتم تصوير الملابس على أجسامهن ثم استبدال رؤوسهن في وقت لاحق بشكل رقمي، ولا تزال هذه العملية مكلفة ماليا، ويقول بيرغر: “بمجرد أن يتمكن الذكاء الاصطناعي من تنفيذ هذه العملية رقميا ستصبح التكلفة أقل”. وفي كثير من الدول أصبح عالم الأزياء، يميل بشكل متزايد إلى استخدام الذكاء الاصطناعي، مثل مجموعة أوتو الألمانية، التي قالت إنها تلجأ لعارضات أنشئن عن طريق الذكاء الاصطناعي، للقيام بعروض منتجات الأزياء منذ ربيع عام 2024.وفيما إذا كانت هذه التطورات ستؤدي إلى الاستغناء عن العارضات والمصورين، يقول نوربرت هانسن رئيس مجلس إدارة رابطة وكالات عروض الأزياء المرخصة، هناك أوقات قاتمة تنتظر نشاط عروض الأزياء.ويوضح هانسن أن كثيرا من المتاجر الإلكترونية تقوم بتصوير عدد لا يحصى من الملابس كل يوم، مع التركيز على المنتج وليس على العارضة، ويقول “هذه الأفكار والعناصر يمكن أن يحل محلها الذكاء الاصطناعي بالكامل على المدى الطويل”.غير أن ماركو سينيرفو، وهو رئيس إحدى أكبر وكالات عروض الأزياء في ألمانيا، لا يتفق مع هذا الرأي، ويقول إن “الذكاء الاصطناعي خال من الجاذبية والسحر”.ويضيف أن استخدام الصور الرمزية المولدة بالذكاء الاصطناعي، يعد خطوة إلى الوراء أكثر من كونه ابتكارا، ويؤكد أنه “في عالم تشوبه السطحية وسريع الخطى بشكل متزايد، يحتاج الناس إلى صور واقعية بعيدة عن الخيال”، ويرى أن عارضات الأزياء التي يتم تصميمها إليكترونيا، توحي “بصورة للجمال بعيدة تماما عن الطابع الإنساني”.