قال الأمين العام للأمم المتحدة إن ما يحدث أكبر من كونه صراعا بين طرفين متحاربين، إذ إنه حرب تُشن على الشعب السوداني. "إنها حرب على آلاف عديدة من المدنيين

الأمين العام: بعد عام من الحرب، يجب ألا ينسى العالم شعب السودان

"فيما تركز اهتمام العالم خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية على تصعيد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، ومع القلق الذي تثيره تلك التطورات، تُدفع حالات طوارئ أخرى تتعلق بالحياة والموت إلى الظل" هكذا لفت الأمين العام للأمم المتحدة انتباه العالم- في تصريحات صحفية اليوم- لما يحدث في السودان.



في ذكرى اندلاع الحرب في السودان يوم 15 نيسان/أبريل بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، تحدث الأمين العام أنطونيو غوتيريش مع الصحفيين بمقر المنظمة وقال: "إن العالم ينسى شعب السودان".

وقال غوتيريش إن ما يحدث أكبر من كونه صراعا بين طرفين متحاربين، إذ إنه حرب تُشن على الشعب السوداني. "إنها حرب على آلاف عديدة من المدنيين الذين قُتلوا وعشرات الآلاف غيرهم الذين شُوهوا مدى الحياة. حرب على 18 مليون شخص يواجهون الجوع الحاد، وعلى مجتمعات تواجه التهديد المرعب بحدوث مجاعة خلال الشهور المقبلة".

وقال الأمين العام إن الهجمات العشوائية التي تؤدي إلى قتل وإصابة وترهيب المدنيين، قد تصل إلى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. وأشار إلى مهاجمة قوافل الإغاثة ومستودعاتها والعاملين في المجال الإنساني، وتعرض النساء والفتيات للعنف الجنسي المتفشي.

وفي الوقت نفسه يمتد أثر الصراع عبر الحدود، كما قال غوتيريش، إذ اضطر أكثر من 8 ملايين شخص إلى الفرار من ديارهم بحثا عن الأمان، 1.8 مليون منهم عبروا الحدود إلى الدول المجاورة. وبعد مرور عام على اندلاع الحرب، يحتاج نحو 25 مليون شخص- أي نصف سكان السودان- إلى مساعدات إنسانية.

الفاشر
وأشار أمين عام الأمم المتحدة إلى التقارير الأخيرة حول تصاعد الأعمال العدائية في الفاشر، عاصمة شمال دارفور. وقال إن الميليشيات الموالية لقوات الدعم السريع- خلال اليومين الماضيين- هاجمت وأحرقت قرى غرب المدينة مما أدى إلى حدوث نزوح جديد.

وقال إن القتال استمر اليوم على مشارف الفاشر، وإن الهجمات المضادة أدت إلى وقوع مزيد من الوفيات والإصابات.

وحذر من أن "أي هجوم على الفاشر سيكون مدمرا للمدنيين وقد يؤدي إلى صراع مجتمعي شامل في أنحاء دارفور. كما من شأنه أن يقلب عمليات الإغاثة رأسا على عقب في منطقة على حافة المجاعة لأن الفاشر كانت دوما مركزا إنسانيا مهما للأمم المتحدة".

وشدد على ضرورة أن تيسر جميع الأطراف الوصول الآمن والعاجل بدون عوائق لعاملي الإغاثة والإمدادات الإنسانية عبر جميع الطرق المتاحة إلى الفاشر. وأكد ضرورة فعل كل ما يمكن لضمان وصول أقصى قدر من المساعدات إلى دارفور وغيرها من المناطق.

مؤتمر باريس
تطرق الأمين العام إلى الحديث عن المؤتمر الإنساني الدولي حول السودان وجيرانه، الذي استضافته في باريس الحكومتان الفرنسية والألمانية والاتحاد الأوروبي. وقال إن الشعب السوداني بحاجة ماسة إلى دعم وسخاء المجتمع الدولي لمساعدته على تجاوز هذا الكابوس.

خطة الاستجابة الإنسانية المخصصة لتلبية الاحتياجات في السودان خلال العام الحالي، لم تتلق حتى قبل انعقاد المؤتمر سوى 6% من إجمالي التمويل المطلوب البالغ 2.7 مليار دولار. كما لم تُمول خطة الاستجابة الإقليمية المتعلقة باحتياجات اللاجئين سوى بنسبة 7% فقط من أصل 1.4 مليار دولار.

وأشار أمين عام الأمم المتحدة إلى التزامات أطراف الصراع في جدة بشأن ضرورة ضمان الوصول الإنساني الكامل عبر الحدود والخطوط الأمامية للمعارك لتصل المساعدات الحيوية حيثما تشتد الحاجة إليها.

وأكد ضرورة إنصات الأطراف إلى دعوة مجلس الأمن الدولي لضمان الوصول الإنساني العاجل والآمن بدون عوائق وحماية المدنيين.

الحل السياسي
ولكن الشعب السوداني يحتاج إلى أكثر من الدعم الإنساني، فهو يحتاج إلى السلام ووقف سفك الدماء كما قال أمين عام الأمم المتحدة مشددا على أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد للخروج من هذا الرعب.

وأكد أهمية الضغط الدولي المتضافر لوقف إطلاق النار في السودان، يتبعه عملية سلام شاملة. وقال إن مبعوثه الشخصي للسودان رمطان لعمامرة يعمل بلا كلل، بجهود مكثفة للوساطة. يشمل ذلك لقاءه مع قادة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بالإضافة إلى القادة من أنحاء القرن الأفريقي ومنطقة الخليج، وجهوده مع الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) وجامعة الدول العربية وعدد من الدول الرئيسية.

التحول الديمقراطي
وأكد أنطونيو غوتيريش أن جهود تحقيق السلام تعني مواصلة العمل على مسار الانتقال الديمقراطي في السودان بدعم وتمكين المدنيين ومنهم جماعات حقوق المرأة، والشباب. وقال إن تلك العملية يجب أن تكون جامعة وتعكس كل الأصوات.

وأكد أنه سيواصل دعوة جميع الأطراف لإسكات الأسلحة وتلبية تطلعات الشعب السوداني لمستقبل يعمه السلام والأمن.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الشعب السودانی للأمم المتحدة الأمین العام فی السودان ما یحدث وقال إن

إقرأ أيضاً:

الإمارات تقدم 20 مليون دولار أميركي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لمعالجة الأزمة الإنسانية في السودان

أبرمت دولة الإمارات والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اليوم، اتفاقية تقدم من خلالها دولة الإمارات 20 مليون دولار أميركي لدعم العمليات الإنسانية للمفوضية في السودان والدول المجاورة.
 ويهدف التمويل إلى تعزيز الظروف المعيشية وسلامة النازحين واللاجئين.

وقع الاتفاقية من جانب دولة الإمارات سلطان الشامسي مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والمنظمات الدولية، وعن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مارك مانلي رئيس إدارة علاقات المانحين وحشد الموارد، وبحضور معالي لانا زكي نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، وفيليبو غراندي المفوض السامي لشؤون اللاجئين، وذلك في مقر المفوضية في جنيف.

ستساعد هذه المخصصات في تحسين المأوى والرعاية الصحية والخدمات الأساسية لآلاف النازحين في كل من السودان وجنوب السودان. وقالت معالي لانا زكي نسيبة: «إن التزامنا بدعم القضايا الإنسانية يتعزز من خلال الشراكات الاستراتيجية.

 
وتعد هذه الشراكة مع المفوضية واحدة منها. معاً، يمكننا إحداث تأثير كبير في السودان، وتوفير الإغاثة والأمل للفئات الأكثر احتياجاً. ولا تزال دولة الإمارات ملتزمة بتضامنها مع شعب السودان الشقيق خلال هذه الأزمة».

أخبار ذات صلة "صحة" تستضيف مؤتمر "أفضل ما في أسكو الإمارات 2024" سيف بن زايد: الإمارات من أكثر الدول استقطاباً للاستثمارات الأجنبية المباشرة على مستوى العالم لعام 2023

وأضافت: «نتطلع إلى العمل مع شركاء آخرين لضمان أن تصبح الالتزامات التي تم التعهد بها في باريس ملموسة على أرض الواقع».

من جهته، قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي: «يعاني شعب السودان من العواقب المروعة لهذه الحرب الوحشية وبات يحتاج إلى دعم عاجل. إن مساهمات الدول ضرورية لتوفير المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة التي تشتد الحاجة إليها من قبل الأشخاص المستضعفين في السودان والذين أجبروا على اللجوء والنزوح». وتعد مساهمة الإمارات العربية المتحدة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين جزءاً من التزام أوسع بقيمة 70 مليون دولار مخصص لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة في السودان، من خلال وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية. ويمثل هذا التمويل جزءاً كبيراً من تعهد دولة الإمارات الذي أعلنت عنه خلال مشاركتها في «المؤتمر الإنساني الدولي للسودان والدول المجاورة» الذي عقد في أبريل والبالغ 100 مليون دولار. 

وبهذا التبرع يرتفع إجمالي المساعدات الإماراتية للسودان خلال السنوات العشر الماضية إلى أكثر من 3.5 مليار دولار.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • الإمارات: استمرار العنف يؤكد أن الأطراف المتحاربة لا تمثل الشعب السوداني
  • في رسالة إلى مجلس الأمن .. الإمارات تدفع مجددا من أجل تعزيز السلام، وتشدد على أن استمرار العنف يؤكد بأن أيا من الأطراف المتحاربة لا يمثل الشعب السوداني
  • تجدد الاشتباكات في الفاشر والجيش السوداني يحاصر الدعم السريع غربي سنار
  • غوتيريش: الأمين العام للأمم المتحدة لا يمتلك السلطة ولا يتحكم بموارد مالية وليس لديه إلا الصوت
  • الدعم السريع تقصف الفاشر تحذيرات من خطر المجاعة في 14 منطقة سودانية
  • قوات الدعم تقصف الفاشر وتحذيرات من خطر المجاعة في 14 منطقة
  • برعاية دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ودعم وتوجيه السيد الأمين العام لمجلس الوزراء الدكتور حميد نعيم الغزي
  • مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان: حوالي 143 ألف شخص نزحوا من الفاشر شمال دارفور بسبب الاشتباكات
  • الإمارات تقدم 20 مليون دولار أمريكي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لمعالجة الأزمة الإنسانية في السودان
  • الإمارات تقدم 20 مليون دولار أميركي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لمعالجة الأزمة الإنسانية في السودان