«إيران وإسرائيل».. العالم لا يتحمل صراعا جديدا
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
حالة من القلق والترقب العالمى بعد الرد الإيرانى على قصف إسرائيل القنصلية الإيرانية فى العاصمة السورية دمشق، وسط مطالب دولية وأممية بضرورة خفض التصعيد بين «طهران وتل أبيب» لضمان عدم توسيع رقعة الحرب فى المنطقة.
وعلق ناصر كنعانى، المتحدث باسم «الخارجية الإيرانية» على رد بلاده على الاحتلال، مؤكداً أن «الجمهورية الإسلامية» تصرفت بمهنية تامة ووفقًَا للقوانين الدولية، نافياً وجود تنسيق مع أى دولة بشأن الرد على واقعة استهداف إسرائيل لقنصليتها فى دمشق، متابعاً: «إيران تصرفت بمسئولية ووجهت التحذيرات اللازمة عبر الوسائل الدبلوماسية قبل القيام بالعمل العسكرى».
وأوضح مصدر حكومى إسرائيلى أنّ بنيامين نتنياهو كان من المقرر أن يجتمع، أمس، مع مجلس وزراء الحرب المخول باتخاذ قرار بشأن أى ردّ على الهجوم الإيرانى، كما أن اجتماع المجلس، الذى ضم نتنياهو ووزير الدفاع «يوآف جالانت»، ووزير الدفاع السابق «بينى جانتس» وعدداً من المراقبين، مساء الأحد الماضى، شهد اتخاذ قرار لم يُكشف عنه النقاب حتى الآن.
«شولتس» يحذر من تكرار الهجومودولياً، حذّر المستشار الألمانى «أولاف شولتس» إيران من أى هجوم آخر على إسرائيل، مشدداً على الأخيرة بخفض التصعيد، فيما بينت وزيرة خارجية ألمانيا «أنالينا شارلوته ألما بيربوك» أنه على إسرائيل اتباع الطرق الدبلوماسية للاحتفاظ بالانتصار الدفاعى الذى حققته خلال الهجوم الإيرانى.
«ماكرون»: نحاول أن نكون «قوة وساطة»وأكّد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أن بلاده ستبذل ما فى وسعها للحؤول دون التصعيد فى الشرق الأوسط، عقب الهجوم الإيرانى على الاحتلال رداً على قصف قنصلية طهران فى دمشق.
وقال «ماكرون» لقناة «بى إف إم تى فى»، إن «باريس» ستقوم بكل ما فى وسعها لتفادى التصعيد وإقناع الاحتلال بضرورة عدم الرد، فضلاً عن عزل إيران، وإقناع دول المنطقة بأن إيران تمثّل خطراً، تزامناً مع زيادة العقوبات المفروضة عليها، وزيادة الضغط على النشاطات النووية، ومن ثم إيجاد سبيل للسلام فى المنطقة، موضحاً أنه من المقرر أن يتواصل هاتفياً فى وقت لاحق مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، مشيراً إلى أن فرنسا تتحدث «مع كل دول المنطقة» وتحاول أن تكون «قوة وساطة»، وشدد على أن للأمريكيين دوراً بالغ الأهمية لاحتواء إيران.
بدورها، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية تدمير أكثر من 80 مسيّرة وستة صواريخ باليستية كانت موجهة لضرب إسرائيل من إيران واليمن يومى 13 و14 أبريل الجارى. وأضافت، فى بيان نشرته عبر منصة «إكس»، أن قواتها دمرت صاروخاً باليستياً وسبع طائرات مسيّرة فى مناطق سيطرة الحوثيين باليمن قبل إطلاقها: «قواتنا جاهزة ومستعدة لدعم دفاع إسرائيل فى مواجهة الأعمال الخطرة التى تقوم بها إيران»، وشدد البيان على أن «استمرار إيران فى سلوكها غير المسبوق والخبيث والمتهور يعرّض الاستقرار الإقليمى وسلامة القوات الأمريكية وقوات التحالف للخطر»، وفى الوقت نفسه أعربت بريطانيا وفرنسا عن قلقهما إزاء تطور الأوضاع بمنطقة الشرق الأوسط، بعد الرد الإيرانى على إسرائيل، وقد توعدت إسرائيل من جهتها بأنها ستعاود الرد على الرد.
وحث وزير خارجية بريطانيا ديفيد كاميرون إسرائيل على عدم التصعيد، مشيراً إلى أن هجوم إيران كان فاشلاً، وقال إن خطوة طهران فشلت بالكامل تقريباً، وإن التركيز يجب أن ينصب على التوصل لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة.
وقال كبير أمناء مجلس الوزراء اليابانى يوشيماسا هاياشى إن بلاده ستواصل بذل الجهود الدبلوماسية اللازمة لنزع «فتيل التوتر» فى الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيرانى الأخير على الاحتلال الإسرائيلى، وأضاف يوشيماسا فى مؤتمر صحفى، أمس، أن الهجوم سيزيد من تفاقم الوضع الحالى فى الشرق الأوسط، وهو أمر يثير قلقاً عميقاً، وسنبذل المزيد من الجهود الدبلوماسية لتهدئة الوضع ضمن مستوى عال.
واستهدفت إيران 3 مواقع إسرائيلية رئيسية وهى موقع «حرمون» وهو المقر الاستخباراتى فى جبل الشيخ وتعمل فيه الوحدة 8200 بشكل خاص ويتم فيه التنصت على المحادثات باللغة العربية واستخراج المعلومات منها، وقاعدة رامون الجوية التى تقع بالقرب من صحراء النقب والتى يتمركز فيها 3 أسراب من الطائرات والمروحيات ومقر الفرقة 98 النظامية من ألوية المظليين والكوماندوز فى الجيش الإسرائيلى، وتشارك حالياً فى حرب غزة، بجانب قاعدة نيفاطيم الجوية جنوب شرق بئر السبع وهى القاعدة الرئيسية لطائرات f35، وتوجد بها رادارات من نوع «باند إكس» القادرة على كشف التهديدات الجوية من مسافة حوالى 5000 كيلومتر.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: إيران إسرائيل أسواق النفط الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
وقف إطلاق النار بين «حماس» وإسرائيل يبدأ غدا
يدخل اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة وصفقة تبادل المحتجزين والأسرى، حيز التنفيذ فى الساعة الثامنة والنصف صباح غداً، وأعلنت دول الوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة، الأربعاء الماضي، موافقة إسرائيل وحماس على اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، وصفقة تبادل المحتجزين الإسرائيليين فى القطاع، بأسرى فى سجون الاحتلال، حسب قناة «القاهرة الإخبارية».
وتم توقيع الاتفاق، الأربعاء الماضى، وصدّقت حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو على الاتفاق، بعد اجتماع عاصف استمر 6 ساعات.
واستضافت «القاهرة»، الجمعة، الاجتماعات الفنية لوضع آليات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، بمشاركة أطقم مصرية وقطرية وأمريكية وإسرائيلية.
وأفاد مصدر مصرى، لـ«القاهرة الإخبارية»، انتهاء الاجتماع وسط أجواء إيجابية، مؤكداً أنه تم الاتفاق على كل الترتيبات اللازمة لتنفيذ الاتفاق، بما فى ذلك تشكيل غرفة عمليات مشتركة فى القاهرة لمتابعة تنفيذ الإجراءات، تضم ممثلين عن مصر وفلسطين وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل، لضمان التنسيق الفعال ومتابعة الالتزام ببنود الاتفاق.
ويبدأ تطبيق المرحلة الأولى ومدتها 42 يوماً، صباح اليوم وتشمل وقف إطلاق النار، وانسحاب وإعادة تموضع قوات الاحتلال الإسرائيلى خارج المناطق المكتظة بالسكان، وتبادل الأسرى والمحتجزين، وتبادل رفات المتوفين، وعودة النازحين داخلياً إلى أماكن سكناهم فى قطاع غزة، وتسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقى العلاج، وتكثيف إدخال والتوزيع الآمن والفعال للمساعدات الإنسانية على نطاق واسع فى جميع أنحاء القطاع، وفق بيان رسمى للوسطاء.
وبموجب الاتفاق، سيتم إطلاق سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً خلال المرحلة الأولى التى تستمر ستة أسابيع من وقف إطلاق النار وإطلاق سراح 3 محتجزين فى اليوم الأول من سريان الاتفاق، يليهم 4 آخرون بعد7 أيام، ثم إطلاق سراح 3 محتجزين إضافيين كل 7 أيام، مع إطلاق سراح 14 فى الأسبوع الأخير من المرحلة الأولى، وفى المقابل، ستفرج إسرائيل عن مئات الأسرى الفلسطينيين.
من جانبه قال رئيس هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينية قدورة فارس، إن 1737 معتقلاً فلسطينياً سيتم الإفراج عنهم ضمن المرحلة الأولى من اتفاق تبادل المحتجزين ووقف إطلاق النار فى قطاع غزة، مضيفاً أن قوائم أسماء المحررين التى نشرت من قبل الاحتلال، نشرت لإتمام بعض الإجراءات القانونية تخص الاحتلال.
وأضافت الهيئة فى بيان مشترك مع نادى الأسير، عبر صفحتها على «فيس بوك»، أمس أن كل هذه القوائم مترجمة من مصلحة السجون الإسرائيلية، منوهة بأن فصائل المقاومة ذات الصلة المباشرة فى عملية التبادل، أو حتى المؤسسات المختصة لم تنشر أى قوائم رسمية لمن سيتم الإفراج عنهم.
وأشارت إلى أن أعداد الأسرى الذين سيتم تحريرهم مرتبطة بشكل أساسى بأعداد الأسرى والمحتجزين لدى المقاومة وحالتهم الصحية، وإعلان أسماء المحررين ستكون كما كانت فى الآلية المتبعة فى الدفعات السابقة التى تمت فى شهر نوفمبر 2023، وفق آلية متدرجة، على مدار المرحلة المقررة لإتمامها وخلال أيام التبادل.
وأكدت «حماس»، فى بيانٍ أمس، أن آلية الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين ستعتمد على عدد الأسرى الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم إسرائيل، وسيتم نشر قوائم بالأسرى الفلسطينيين قبل كل يوم تبادل، ضمن آلية متفق عليها فى بنود وقف إطلاق النار.
وأشارت إلى أن ما يقوم به الاحتلال من نشر قائمة الأسرى المتفق عليهم للمرحلة الأولى فى صفقة التبادل ضمن وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، إجراء يخصه.
وقال متحدث جيش الاحتلال إن تل أبيب تستعد لتطبيق اتفاق إعادة المحتجزين وفق ما صادق عليه المستوى السياسى، مشيراً إلى أنه سيتم تطبيق الخطة العملياتية العسكرية وفق ما تم الاتفاق عليه بداية من اليوم. ونشرت وزارة العدل الإسرائيلية، أمس، أسماء 737 أسيراً فلسطينياً سيفرج عنهم فى المرحلة الأولى من الصفقة، بينهم زكريا الزبيدى وهو أحد الأسرى الستة الذين تمكنوا من الفرار من سجن جلبوع عام 2021.
وذكرت قناة «ريشت كان» الإسرائيلية أن 1904 أسرى سيتم إطلاق سراحهم فى الصفقة، فيما نقلت القناة 12 الإسرائيلية أن الجيش يستعد لتنفيذ صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، عبر خطة دفاعية فى غزة وتعزيز قواته فى الضفة، والجيش يعمل بالتعاون مع جميع الجهات المعنية على استكمال الاستعدادات لاستقبال الأسرى.
من جانبه قال رائد عامر، المدير العام لدائرة العلاقات الدولية فى نادى الأسير الفلسطينى، إن القيادى البارز فى حركة فتح الفلسطينية، مروان البرغوثى، لن يتم الإفراج عنه ضمن قائمة المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار. وأضاف «عامر» لـ«الوطن»: «تم طرح اسم مروان البرغوثى من أجل الإفراج عنه ضمن القائمة الأولى هو وأسماء بارزة فى سجون الاحتلال مثل القيادى فى الجبهة الشعبية أحمد سعدات وعبدالله البرغوثى، لكن الاحتلال رفض».
وتابع: «سيتم التفاوض على اسم مروان البرغوثى والأسرى الآخرين من القيادات الفلسطينية المعتقلين داخل سجون الاحتلال خلال المرحلة الثانية».
من جهتها قالت ريهام الجعفرى، مسئولة التواصل بمؤسسة «أكشن إيد»، إن «قطاع غزة يريد كل شىء الآن، وإدخال المزيد من المساعدات وفتح المعابر وإزالة القيود الموجودة، وهناك احتياجات كبيرة للسكان لأنهم سيعودون إلى بيوت مدمرة بعد 15 شهراً من القصف وخاصة مستلزمات الإيواء».
وأضافت «الجعفرى»، لـ«القاهرة الإخبارية»، أن المؤسسات الإنسانية تأمل فى أن يكون هناك التزام بالسلامة والأمان لضمان تسليم المساعدات إلى مختلف أنحاء قطاع غزة، موضحة أن القطاع يحتاج إلى الدعم النفسى والاجتماعى للأطفال والنساء الذين مروا بتجارب وظروف مروعة على مدار 15 شهراً.
وأشارت إلى أن هناك خطة بمؤسسة «أكشن إيد»، للتركيز على جهود خطة إعادة الإعمار وأن تكون بأيدٍ فلسطينية بمعنى مشاركة جميع الفئات، خاصة النساء لأنهن يجب أن يكون لهن دور جوهرى ومركز ضرورى.
وأوضحت أنه إذا استمرت القيود فى تحديد عدد الشاحنات، فإن المؤسسات الإنسانية سوف تعانى لأن قطاع غزة يحتاج إلى كافة المستلزمات الطبية والغذائية، والمعدات الثقيلة التى تسهم فى عمليات رفع الأنقاض وإعادة الإعمار.
فى سياق متصل، قال سام روز، القائم بعمل مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فى غزة «أونروا»، إن الوكالة تعمل على تجهيز مخازنها فى قطاع غزة ولديها شبكات توزيع وموظفون على الأرض.
وحذّر «روز» فى تصريحات أوردتها شبكة تليفزيون «سى إن إن» الأمريكية، من الذخائر غير المنفجرة الموجودة تحت ركام المنازل بوصفها خطراً كبيراً على الأطفال والمدنيين، مؤكداً أنّ هناك 4 آلاف شاحنة مساعدات تقف عند أحد المعابر الحدودية منذ أشهر، وتحمل مستلزمات إغاثة معظمها من أونروا.
فى المقابل أعلنت استطلاعات رأى إسرائيلية أمس أن 73% من الإسرائيليين يدعمون صفقة تبادل المحتجزين و19% فقط يعارضونها، حسب قناة «القاهرة الإخبارية».
وفى الضفة الغربية شددت قوات الاحتلال، أمس، إجراءاتها العسكرية عند حاجزى تياسير والحمرا بالأغوار الشمالية.