علي جمعة: لا يخلو زمان المسلم من الخير
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، إن زمان المسلم لا يخلو من الخير، وأمره كله له خير، فعند كل أذان موسم للخير، وخمس صلوات في اليوم والليلة هي من مواسم الخير، وفي الثلث الأخير من الليل موسم للخير.
أضاف “جمعة” عبر موقعه الرسمي، أن كل جمعة هي لنا عيد، ومجلس علم، وساعة ذكر، ونظرة في عبر، وصمت في فكر، كل أوقات المسلم غنيمة، في كل لمحة من عمره، وفي كل نفس من أنفاسه، وفي الكون من حوله خلق جديد مسبح بحمد الله الحي القيوم جل في علاه، وقد مضى رمضان، وبقي في النفس أريجه، وفي القلب حصاده، ونريد أن نؤسس علاقةً سليمةً مع الله عسى أن ينظر إلينا بنظر الرضا والرحمة.
وتابع: وها هو رمضان قد تفلت منا، وفق الله من وفقه في صيامه وقيامه وتلاوة كتابه والمحروم من حرمه الله، وعلى كل حال إذا كنت من الموفقين أو من المحرومين فباب الله - سبحانه وتعالى - مفتوح للعالمين، رمضان نفحة ربانية ومنحة صمدانية، تجعلك مهيئًا لما بعده أن تعيش مع ربك فمن فاته شئ من رمضان، فليدركه خارج رمضان بعبادة الله الواحد الأحد الفرد الصمد، وبطاعة الله ورسوله على كل حال، وبالمسارعة إلى المغفرة والرضوان، وعدم الإصرار على الذنوب والمعاصي ونسيان الله.
على جمعة: بر الوالدين من أعظم القربات إلى اللهأكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن بر الوالدين من أعظم القربات إلى الله.
وقال “ جمعة” خلال تصريحاته ببرنامج “ نور الدين” المذاع عبر فضائية “ القناة الأولى”، اليوم الثلاثاء، إن الله أمرنا ببر الوالدين، حيث أنه من أعظم القٌربات إلى الله، لأنه يشتمل على قيم عليا لا توجد إلا في غير هذا الخُلق الكريم، كما يشتمل على شيء من الوفاء وهو قيمة كبيرة والشهامة وشئ من الشكر، فمن لم يشكر الناس لا يشكر الله كما ورد في الحديث.
وأضاف أنه من كان سببا في وجودك فهو الأصل في هذه الحياة، فمن سوء الأخلاق أن يقدم لك إنسان حبه ثم تكافؤه بالإعراض عنه، مشيرا إلى أن هذا العصر يشكو الآباء من قسوة الأبناء، ويشكو الأبناء من قسوة الآباء أيضا.
علي جمعة يجيب على سؤال: هل يجب طاعة الوالدين في اختيار الزوج ؟وخلال الحلقة وجهت فتاة سؤالا للدكتور على جمعة، مفتي الديار السابق حول هل من البر طاعة الوالدين في اختيارهم لشريك الحياة سواء البنت أو الولد؟.
وتابع أن شريك الحياة جعله رسول الله بيد البنت يعني «دلع البنات» لأنها هي اللى هتعيش، وما جرى عليه مفاهيم بعض الآباء هو امتلاك هذا الجثمان حيث إن قلبهم معلق بهم، فهما حاسين إنها ملكهم فبيحاولوا يجبولها أحسن حاجة .. لكن الشريعة حررت البنات من الحكاية دى.. وقالتلهم أنتي اللى تختارى".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: علي جمعة مجلس النواب موسم الخير رمضان الذنوب والمعاصي إلى الله علی جمعة من أعظم
إقرأ أيضاً:
رمضان زمان على ضوء الفانوس| الوتد.. حكاية فاطمة تعلبة وسحر الريف المصري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قبل أن تتحول الشاشة إلى ساحة سباق محموم، كان رمضان زمان يأتي ومعه سحر خاص، حيث كانت المسلسلات جزءًا أصيلًا من طقوس الشهر الكريم، لا مجرد عروض تملأ الفراغ، كنا ننتظر دقات الساعة بعد الإفطار لنلتف حول التليفزيون، نتابع الحلقات بشغف، ونحفظ تترات المسلسلات عن ظهر قلب، كأنها نشيد مقدس يعلن بداية الحكاية.
من "ليالي الحلمية" إلى "بوابة الحلواني"، ومن "هند والدكتور نعمان" إلى "رحلة السيد أبو العلا البشري"، كانت الدراما تلمس قلوب المشاهدين، تحكي عنهم، تناقش همومهم، وتضيء واقعهم بصدق وبساطة. لم تكن مجرد مشاهد عابرة، بل كانت انعكاسًا لأحلام واحتياجات جمهور كان يبحث عن الدفء، عن الفن الذي يشبهه، عن قضايا تُروى بعمق دون صخب.
رمضان زمان لم يكن مجرد موسم درامي، بل كان موعدًا مع الإبداع الأصيل، حيث يجتمع الكبار والصغار أمام الشاشة، ليشاهدوا فنًّا يحترم عقولهم، ويسافر بهم إلى عالم من المشاعر الحقيقية. واليوم، وسط زحام الإنتاجات الحديثة، يبقى الحنين لتلك الأيام حاضرًا، حيث كانت المسلسلات ليست مجرد أعمال درامية، بل ذكريات محفورة في الوجدان.
في قلب الريف المصري، حيث العائلة هي الركيزة الأولى، والتقاليد تحكم كل شيء، جاءت دراما "الوتد" لتقدم صورة حية عن المجتمع الريفي المصري في منتصف القرن العشرين. المسلسل لم يكن مجرد حكاية عن عائلة، بل كان ملحمة اجتماعية تُبرز قيمة الترابط الأسري، والمرأة القوية، والصراع بين القديم والحديث.
تدور الأحداث حول شخصية فاطمة تعلبة، المرأة الصعيدية القوية التي تدير عائلتها بحزم وشدة، وتحرص على وحدة أبنائها وعدم تفرقتهم مهما كلفها الأمر. فاطمة، التي جسدتها ببراعة هدى سلطان، ليست مجرد أم، بل هي الوتد الذي يثبت العائلة ويبقيها متماسكة أمام تحديات الحياة.
تؤمن فاطمة بأن التفكك الأسري هو بداية الخراب، ولذلك تفرض قوانينها الصارمة على أبنائها وزوجاتهم، ولا تسمح لأي خلاف أن يعصف بالعائلة. ورغم قوتها الظاهرة، فإنها تحمل في داخلها حبًا عظيمًا لأبنائها، ورغبة في تأمين مستقبلهم.
المسلسل يرصد علاقات الأسرة داخل الريف المصري، وتأثير العادات والتقاليد على حياة الناس، خاصة مع ظهور التغيرات الاجتماعية التي بدأت تهدد هذا النمط التقليدي من الحياة.
حقق "الوتد" نجاحًا كبيرًا عند عرضه، لأنه لامس وجدان المشاهد المصري والعربي، خاصة أنه قدم نموذجًا أصيلًا للأم المصرية، تلك المرأة التي تضع عائلتها فوق كل شيء، وتحمل على عاتقها مسئولية الحفاظ عليها.
وكان الأداء التمثيلي لنجوم العمل، خاصة هدى سلطان، أحد أهم أسباب نجاح المسلسل، حيث استطاعت أن تجعل من فاطمة تعلبة شخصية أيقونية في الدراما المصرية.
كذلك، نجح المسلسل في نقل أجواء الريف المصري الحقيقية، من خلال اللغة، العادات، الملابس، وحتى الموسيقى التصويرية، مما جعل المشاهدين يشعرون وكأنهم يعيشون داخل هذه البيئة، وتقديم رسائل اجتماعية قوية حول أهمية العائلة والترابط الأسري.
المسلسل تأليف خيري شلبي عن روايته الشهيرة "الوتد"، وإخراج أحمد النحاس، ومن بطولة هدى سلطان، يوسف شعبان، فادية عبد الغني، حنان ترك، هشام سليم، عبدالله محمود.
"الوتد" لم يكن مجرد مسلسل عن الريف، بل كان صورة مصغرة من المجتمع المصري، حيث القيم والتقاليد تصنع حصنًا يحمي العائلة من الانهيار. إنه واحد من تلك الأعمال التي تعيش طويلًا في ذاكرة المشاهدين، وتعيدهم إلى زمن كانت فيه العائلة هي السند الحقيقي في مواجهة الحياة.