السر في نصف الصواريخ.. تقرير يرصد خللا كبيرا خلال الهجوم الإيراني
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
بـ"مشاهد هوليودية، ولقطات ترويجية، وعروض عسكرية"، تباهت إيران لسنوات بصواريخها "الباليستية"، قبل أن يكشف الهجوم الإيراني على إسرائيل عن "مشكلات تقنية وأخطاء" بتلك المنظومات التي أحاطتها طهران بـ"هالة إعلامية".
وخلال الهجوم على إسرائيل، استخدمت إيران 115 إلى 130 صاروخا باليستيا، تم اعتراض "نصفها فقط بنجاح"، بينما البقية فشلت عملية إطلاقها أو سقطت قبل الوصول إلى أهدافها، وفق ما وفق ما ذكره مسؤولون أميركيون لصحيفة "وول ستريت جورنال".
وفي حديثه لموقع "الحرة"، "لا يؤكد ولا ينفي"، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، ما ذكرته "وول ستريت جورنال".
ويقول أدرعي:" اعترضنا الأهداف والصواريخ التي تشكل تهديدا على إسرائيل".
ويضيف:"هل توجد صواريخ باليستية إيرانية سقطت خلال طيرانها وفشلت خلال اطلاقها؟"، لا توجد لدينا معلومات أو تأكيدا حول ذلك الأمر"، وفق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.
أخطاء تقنية؟الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد ناجي ملاعب، يقول لموقع الحرة إن الصواريخ الباليستية الإيرانية "لم تجرب في المعارك"، وكانت تظهر فقط في "العروض العسكرية".
و"الصواريخ الباليستية الإيرانية التي لم تجرب سوى لمرة واحدة"، وعندما تم استخدامها في استهداف قاعدة عين الأسد، قتلت "بالخطأ" مواطنين إيرانيين داخل طهران، ما يدل على وجود "مشكلات وأخطاء تقنية بتلك الصواريخ"، وفق ملاعب.
وفي يناير 2020، استهدفت إيران قاعدة "عين الأسد الجوية" في العراق، التي تستضيف قوات أميركية، ردا على قتل قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني.
وفي هذه العملية، أسقطت القوات الإيرانية بـ"طريق الخطأ طائرة تجارية أثناء إقلاعها من مطار طهران"، مما أسفر عن مقتل أكثر من 100 راكب وإثارة الغضب الشعبي ضد النظام الإيراني وقتها.
وفي سياق متصل، يتحدث المحلل العسكري والاستراتيجي، العقيد ركن متقاعد إسماعيل أبو أيوب، عن إمكانية وجود "أخطاء تقنية" في الصواريخ البالستية بشكل عام وخاصة في تلك التي أطلقتها إيران على إسرائيل لكونها "غير ذكية".
وفي حديثه لموقع "الحرة"، يشير أبو أيوب إلى واقعة استهداف الصواريخ الإيرانية لقاعدة "عين الأسد الجوية"، للتأكيد على و"جود مشكلات وأخطاء تقنية وفنية بالصواريخ الإيرانية".
والصواريخ الإيرانية "ليست جميعها دقيقة وذكية"، ويوجد ببعضها "نسبة خطأ أو مشكلات بالقوة الدافعة للوقود"، ما قد يؤثر عليها أثناء الإطلاق أو الطيران، حسبما يوضح أبو أيوب.
اعتراض ناجح؟في حديثه لموقع "الحرة"، يؤكد أدرعي أن إيران أطلقت أكثر من أكثر من 300 مسيرة وصاروخ، على إسرائيل، تم اعتراض 99 بالمئة منها قبل دخول الأراضي الإسرائيلية.
وبين تلك المقذوفات 170 مسيرة لم تخترق ولا واحدة منها المجال الجوي الإسرائيلي و"سقطت أو أسقطت"، و30 صاروخ كروز، لم يخترق أي منها الأراضي الإسرائيلية، وفق أدرعي.
وتم استهداف إسرائيل أيضا بـ 120 صاروخا باليستيا معظمها كانت تشكل "تهديدا على السيادة الإسرائيلية"، حسبما يضيف أدرعي.
ويشير إلى أن "عدد قليل من الصواريخ الباليستية" وصل الأجواء الإسرائيلية، ما تسبب في "أضرار طفيفة بقاعدة نيفاتيم العسكرية، بينما تم اعتراض معظمها".
ومن جانبه، يؤكد الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء دكتور سمير فرج، أنه تم "اعتراض" الصواريخ الباليستية الإيرانية قبل دخولها الأراضي الإسرائيلية، نافيا وجود "خلل أو خطأ تقني أو تصنيعي".
وتم اسقاط الصواريخ والمسيرات الإيرانية بسبب" نجاح منظومات الاعتراض الجوي" المشترك بين الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإسرائيل ودول آخرى، في التصدي للهجوم الإيراني، وفق حديثه لموقع "الحرة".
ويشير إلى أن إيران تمتلك "العدد الأكبر من الصواريخ الباليستية في منطقة الشرق الأوسط، وقامت بتجربتها بشكل ناجح في السابق".
وبالتالي فالحديث عن وجود "مشكلات فنية أو تقنية بالصواريخ الباليستية الإيرانية غير صحيح"، وفق الخبير العسكري والاستراتيجي.
ويتفق معه الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء مأمون أبو نوار، الذي يؤكد أن الدفاعات الجوية لعدد من دول المنطقة بينها الأردن، قد ساهمت في "إسقاط الصواريخ الإيرانية قبل وصولها الأراضي الإسرائيلية".
وكان مسؤولون أتراك وأردنيون وعراقيون قالوا، أمس الأحد، إن إيران قدمت إخطارا واسع النطاق قبل أيام من هجوم السبت، لكن مسؤولين أمريكيين نفواالأمر وقالوا إن طهران لم تنذر واشنطن وإنها كانت تسعى إلى إحداث ضرر كبير.
وقال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، الأحد إن طهران أخطرت الدول المجاورة والولايات المتحدة حليفة إسرائيل قبل 72 ساعة من تنفيذ الضربات وهي خطوة تمكنهم إلى حد كبير من إحباط الهجوم.
وقالت وزارة الخارجية التركية إنها خاطبت واشنطن وطهران قبل الهجوم، وأضافت أنها نقلت رسائل في إطار اضطلاعها بدور وساطة للتأكد من أن ردود الفعل كانت متناسبة.
وقال مصدر دبلوماسي تركي "قالت إيران إن التحرك سيكون ردا على الهجوم الإسرائيلي على القنصلية في دمشق وإن الأمر لن يتجاوز هذا. كنا على علم بالاحتمالات. ولم تكن التطورات مفاجئة".
ورغم ذلك، نفى مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، تصريح أمير عبد اللهيان، وقال إن واشنطن أجرت اتصالات مع إيران من خلال وسطاء سويسريين لكنها لم تتلق إخطارا قبل 72 ساعة.
وأضاف المسؤول "هذا غير صحيح على الإطلاق. لم يقدموا أي إخطار، ولم يعطوا أي مؤشر بأن... هذه ستكون الأهداف فقوموا بإخلائها".
وقال المسؤول الأميركي إن طهران لم تبعث رسالة إلى الولايات المتحدة، إلا بعد بدء تنفيذ الهجوم وكان هدفها أن يكون "شديد التدمير" وتكهن بأن إيران تقول إنها قدمت إخطارا من أجل التغطية على الإحراج الناجم عن فشل الهجوم.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الصواریخ البالیستیة الإیرانیة الخبیر العسکری والاستراتیجی الأراضی الإسرائیلیة الصواریخ الإیرانیة على إسرائیل
إقرأ أيضاً:
العلاقات بين إسرائيل وتركيا تتأرجح.. بسبب إيران وحزب الله؟
تستمر إسرائيل في تنفيذ عملياتها العسكرية في سوريا، حيث تستهدف مواقع تابعة للجيش السوري وأخرى مرتبطة بإيران وحزب الله، في محاولة منها للحد من النفوذ الإيراني ومنع نقل الأسلحة المتطورة إلى لبنان.
وفي الوقت ذاته، تتهم إسرائيل تركيا بالتعاون مع إيران في تهريب الأموال إلى حزب الله، ما يثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين الدولتين.
ومنذ بداية النزاع في سوريا، وضعت إسرائيل نصب عينيها تقليص النفوذ الإيراني في المنطقة، حيث تعتبر إيران وحزب الله تهديدًا وجوديًا لأمنها. لذلك، تتبنى تل أبيب استراتيجية هجومية، تشمل شن غارات جوية على المواقع العسكرية التي يُعتقد أنها مرتبطة بإيران.
وسلط حسن المومني، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية، الضوء خلال حديثه لغرفة الأخبار على سكاي نيوز عربية على أن "الموقف الإسرائيلي في سوريا يمثل مصدر إزعاج لتركيا، التي تسعى لتكون قائدة التغيير في البلاد". هذا التوتر يعكس التنافس الإقليمي بين تركيا وإسرائيل على تأمين مصالحهما.
ويرى الدكتور بكير أتاجان، مدير مركز إسطنبول للفكر، أن تركيا يجب أن تتعامل بحذر مع علاقاتها مع إيران وإسرائيل. ويضيف أنه إذا كانت تركيا ترغب في لعب دور إقليمي مؤثر، فعليها أن تحسن استخدام أوراقها السياسية، بما في ذلك علاقاتها مع الدولتين.
من جهته، يشير مائير كوهين، الدبلوماسي الإسرائيلي السابق، إلى أن المخاوف الإسرائيلية لا تقتصر على تهريب الأموال إلى حزب الله، بل تشمل أيضًا التحالفات التركية مع سوريا، التي قد تشكل تهديدًا أكبر على إسرائيل.
العلاقات بين إسرائيل وتركيا تتأرجح بين التعاون والتوتر، وهو ما يعكس التحديات السياسية والإقليمية التي تواجه كل من الدولتين. حسين عبد الحسين، الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، يرى أن "تركيا لديها مصالح متشابكة في المنطقة، وقد تدعم حزب الله دون أن تعكس هذه المواقف سياسة الحكومة بالكامل".
والعلاقات بين الدول ليست دائمًا ثابتة، بل تتأثر بتفاهمات غير معلنة قد تتغير مع تغير الظروف الإقليمية. كما يشير المومني إلى أن "العلاقات الدولية لا تتمحور حول الأبيض والأسود، بل هي مليئة بالمساحات الرمادية التي تسعى الدول لتحقيق مصالحها من خلالها".
وتظهر هذه التطورات أن العلاقات بين إسرائيل وتركيا تعكس التعقيدات السياسية في الشرق الأوسط، وتستدعي فهمًا عميقًا لتأثيراتها على الاستقرار الإقليمي. (سكاي نيوز)