الدويري: مصر تبذل كل الجهود لاحتواء توترات المنطقة ووقف إطلاق النار في غزة
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
أكد نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية اللواء محمد إبراهيم الدويري، أن مصر لم تقف موقف المراقب تجاه الأحداث التي تشهدها المنطقة بل اشتبكت معها سياسيا وبذلت كل الجهود لاحتواء هذه التوترات وتعمل ليل نهار حتى الآن من أجل التوصل لوقف إطلاق النار في غزة كمرحلة أساسية نحو توفير المناخ أمام استئناف عملية السلام.
وقال اللواء محمد الدويري - في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الاثنين - "إن كافة التطورات الأخيرة تؤكد صحة موقف القيادة السياسية المصرية التي حذرت منذ اليوم الأول لاندلاع حرب غزة من مغبة توسيع دائرة الصراع في المنطقة.
ورأى أن الضربات الإيرانية الأخيرة التي تم توجيهها إلى إسرائيل تعتبر مرحلة من مراحل التصعيد العسكري التدريجي بين الدولتين مهما كانت طبيعة النتائج الميدانية لهذه الضربات، أخذا في الاعتبار أن هناك أصواتا داخل الحكومة الإسرائيلية تطالب "نتنياهو" بضرورة الرد تأكيدا لقوة الردع الإسرائيلي وأن يكون هذا الرد رسالة واضحة لإيران بأن إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي أمام مثل هذه التطورات.
ونبه إلى أن هذه التطورات يمكن أن تقود المنطقة لانفجار غير محسوب ولا يمكن الاعتماد فقط على أنها لم تحقق خسائر مادية أو بشرية ملموسة في الداخل الإسرائيلي؛ حيث إنه إذا ما افترضنا أن الصواريخ الإيرانية قد أصابت أهدافا مؤثرة فمن الضروري أن يكون الرد الإسرائيلي سريعا وقويا ومؤثرا.
عمليات تزيد حالة التوتروتابع أن مثل هذه العمليات تزيد من حالة التوتر وعدم الاستقرار التي تشهدها حاليا منطقة الشرق الأوسط بل إن كل المعطيات تشير إلى أن هذه الحالة سوف تستمر إلى فترة قادمة، هذا إذا ما ربطنا هذه الأحداث الأخيرة بالحرب الإسرائيلية الحالية على غزة والتي يمكن اعتبارها أحد أهم عوامل التوتر الراهن بين إسرائيل وإيران، ولاسيما فيما يتعلق بالموقف الذي يتخذه الحوثيون ضد السفن المارة في مضيق باب المندب والتي أثرت تأثيرا مباشرا على حركة التجارة الدولية.
وأشار إلى أن هذه التطورات الأخيرة وتصاعدها تتطلب من كافة الأطراف أن تكون على مستوى المسئولية وأن تلتزم بسياسة ضبط النفس ومحاولة التحرك في مسار جديد يقود المنطقة إلى تهدئة مطلوبة بدلا من هذه التوترات التي لن تكون في مصلحة الجميع، ولا شك أن هذا المسار الجديد لابد أن يبدأ بإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة كمدخل رئيسي لهذه التهدئة المنشودة.
واختتم اللواء محمد إبراهيم منوها بأن رؤية مصر سوف تظل، وفي كل الأحوال، ثابتة وواضحة ولا تقبل الشك إزاء التأكيد على أن حالة عدم الاستقرار في المنطقة سوف تظل قائمة ما دامت القضية الفلسطينية لم تجد طريقها للحل العادل والشامل الذي لن يتحقق إلا من خلال مفاوضات سياسية تؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
خبير سياسي: التحركات الإسرائيلية الأخيرة تثير قلق صناع القرار في تل أبيب
قال الباحث في العلاقات الدولية، والخبير السياسي محمد صادق، إنه في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وإحصاء عدد الشهداء والجرحى والمفقودين بالدمار الهائل تستمر إسرائيل في توسعاتها في سوريا، مضيفاً أن الوجود الإسرائيلي في سوريا لم يعد مؤقتا حيث يتم بناء 9 مواقع عسكرية في المنطقة الأمنية وفقا لصور الأقمار الصناعية، فضلاً عن تأكيدات تل أبيب بأنها ستبقى في سوريا حتى 2025.
وأضاف صادق، أن إسرائيل شنت عملية عسكرية على سوريا في ديسمبر 2024 منذ الإطاحة بنظام الأسد، حيث احتلت المنطقة العازلة وأكملت السيطرة على قمة جبل الشيخ في ريف دمشق، بالإضافة إلى توسيع نطاق عملياتها العسكرية في محافظتي القنيطرة ودرعا.
وتابع صادق، أن هذه التحركات تأتي بعد قيام إسرائيل بنقل كميات كبيرة من الأسلحة الروسية الصنع التي استولت عليها كغنائم حرب من جنوب سوريا، بالإضافة إلى ما غنمته من حزب الله في جنوب لبنان وإرسالها إلى أوكرانيا لدعمها، فضلا عن استخدام طائرات النقل الأمريكية لنقل هذه الأسلحة من قاعدة هاتزريم الجوية في إسرائيل إلى مركز لوجيستي في بولندا، المعروف بدوره في إيصال المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
وأكد صادق، أن طائرات النقل الأمريكية، التي تستطيع حمل ما يصل إلى 77 طنًا، كانت تحمل على متنها قاذفات صواريخ موجهة مضادة للدبابات، وصواريخ RPG وصواريخ حرارية متطورة وأنظمة صواريخ متنقلة مضادة للطائرات، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الذخائر ومعدات حربية أخرى.
وألمح صادق إلى أن هذه العملية تعكس التحالف المتزايد بين إسرائيل وأوكرانيا، في ظل الدعم الغربي الواسع المقدم لكييف في حربها ضد موسكو، كما أكد ذلك على التعاون بين إسرائيل وأمريكا، حيث لعبت واشنطن دورًا لوجيستيًا مهمًا في نقل الأسلحة، موضحًا أن مسؤولين عسكريين من إسرائيل وأوكرانيا أجروا اجتماعات مكثفة أدت إلى إقناع تل أبيب بتقديم الدعم لكييف من خلال منظومة صواريخ باتريوت للدفاع الجوي.
وشدد صادق على أن التحركات الإسرائيلية الأخيرة تثير قلقًا كبيرًا لدى بعض صناع القرار في تل أبيب، خاصة وأن هذه الخطوة تطرح العديد من التساؤلات حول موقف الحكومة الإسرائيلية، لا سيما في ظل العلاقات الحساسة التي تربط إسرائيل بكل من روسيا وأوكرانيا، لافتا إلى أن الكنيست رفض مشروعًا يتعلق بتوريد الأسلحة الروسية التي استولى عليها الجيش الإسرائيلي إلى أوكرانيا، بسبب تضاربه مع سياسات الحكومة، ورغم ذلك قامت إسرائيل بنقل هذه الأسلحة دون الرجوع إلى الاتفاقيات الرسمية الموقعة ما يعد انتهاكًا للقانون.
وأشار صادق إلى أن إسرائيل ترتكب خطأً قد يؤدي إلى فقدانها لعلاقتها المتوازنة مع روسيا، خاصة مع إعلان الرئيسان الروسي والأميركي إنهما يريدان العمل معا، حيث تبادلا الدعوات لزيارة كلا البلدين، كما أن الرئيس ترامب أشار لاحتمالية لقاء مرتقب بينهما في السعودية ما يمهد لبدء المفاوضات وإنهاء الصراع الروسي- الأوكراني.
ولفت إلى أن ترامب، كان قد وصف مكالمته مع بوتين بـ «الجيدة»، وأن الكرملين أعلن بشكل منفصل أن المكالمة استمرت ساعة ونصف الساعة، في الوقت الذي أكد فيه الرئيس بوتين، بأنه أبلغ ترامب، بأن التوصل إلى حل بعيد المدى للنزاع المستمر في أوكرانيا منذ عام 2022 أمر ممكن، مشيرًا إلى أنه بالنظر لهذه التطورات، فإن تضارب المصالح الإسرائيلية المتعلقة بالصراع الأوكراني الروسي قد يؤثر بشكل كبير على العلاقات الروسية- الإسرائيلية بعد انتهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا، وهو أمر لا تريده إسرائيل على الإطلاق.