الوطن:
2024-07-01@22:15:19 GMT

محمد عبدالحافظ يكتب: حشاشين الصباح.. وحشاشين البنا

تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT

محمد عبدالحافظ يكتب: حشاشين الصباح.. وحشاشين البنا

الغالبية العظمى من الناطقين باللغة العربية كانوا يتصورون أن الحشاش هو ذلك الشخص الذى يتعاطى الحشيش ويذهب عقله، ويصبح «مسطولاً»، وتناول الأدباء وكُتاب السيناريو شخصية الحشاش بعدة صور، أشهرها -من وجهة نظرى-فى رواية ثرثرة فوق النيل لصاحب «نوبل» نجيب محفوظ، الذى وصل ببطله الأمر أن طالب بإباحة تعاطى الحشيش ومساواته بالخمر، فطالما أن الاثنين يُذهبان العقل، فلماذا يُجرّم القانون الحشيش ولا يُجرّم الخمر؟!

وظل «المسطول» مرادفاً وحيداً للحشاش، حتى شهر مضى، إلى أن تم عرض المسلسل العبقرى (الحشاشين) الذى أنتجته الشركة المتحدة، ويروى حكاية حسن الصباح (١٠٣٧-١١٢٤) مؤسس أول جماعة إرهابية باسم الدين، وكان يتخذ من قلعه ألموت حصناً له ولجماعته.

. فاكتشفنا أن هناك تعريفات أخرى للحشاشين، منها على سبيل المثال لا الحصر:

- «حساسين» نسبة إلى حسن الصباح مؤسس جماعة القتلة.

- تحريف لكلمة «أساسين» نسبة إلى المؤسسين الأصليين لجماعة قلعة ألموت

(كما قال ماركو بولو) لأن حسن الصباح كان يضع الحشيش لأتباعه ومريديه فى الطعام وفى المباخر أثناء وجودهم فى قلعة ألموت التى كان بها أنهار من العسل واللبن والخمر لإيهامهم بأنهم فى الجنة التى سيدخلونها بعد تنفيذ أوامره.

- نسبة إلى الذين كانوا يتعاطون الحشيش قبل قيامهم بأعمال القتل والنهب، حتى يكونوا غائبين عن الوعى ولا يشعرون بالألم عند إصابتهم.

- تحريف «عساسين» نسبة إلى العسس الذين كانوا يحرسون قلعه ألموت.

- مشتقة من الكلمة الأجنبية (ASSASSIN) التى تعنى الاغتيال أو القتل غدراً، أو القتلة المأجورين.

- نسبة إلى صمود القتلة فى قلعة ألموت، حيث كانوا محاصرين لعدة شهور فى القلعة وكانوا يأكلون حشائش الجبل، بعد نفاد الطعام.

 

ومهما اختلفت التعريفات فإنها تنطبق على كل إرهابى مغيَّب العقل ومشوَّش الفكر ويكون إلهه هواه.. وكان من الطبيعى أن يواجه المسلسل هجوماً من فلول الإخوان المحتلين أرباب حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المحتلين، ومثلهم كمثل «من على راسه بطحة»، فالاثنان واحد، حسن الصباح وحسن البنا، وأتباعهما متشابهون، منهج واحد، وعقيدة (حياتية) واحدة، ووسيلة واحدة، وأسلوب واحد، وهدف وغاية واحدة، وبيئة واحدة.

«الصباح» نشأ وسط اختلاف وصراع مذاهب وفرَق دينية.. «البنا» نشأ وسط اختلاف وصراع أحزاب ورؤى سياسية متضاربة، فهم يترعرعون فى بيئة الاختلاف وتضارُب المصالح والصراع على السلطة. الاثنان كان منهجهما الإغواء والإضلال لأتباعهما. «الصباح» أسس لمبدأ الاغتيالات والقتل الغدر لمن لا ينضم لجماعته ولأى مسئول يقف عقبة أمام طموحاته، فكان أول من أمر باغتياله من العامة مؤذن فى أصفهان رفض الانضمام لجماعته، وأول مسئول اغتاله كان الوزير «نظام الملك الطوسى»، لأنه كان مؤسساً للمدارس النظامية التى تُدرِّس أصول الدين الصحيح.. و«البنا» ومن بعده مرشدو الإخوان المحتلين سجلُّهم حافل بالاغتيالات من العامة والمسئولين من بينهم أحمد الخازندار (قاضٍ)، ومحمود فهمى النقراشى باشا (رئيس وزراء)، وأحمد ماهر باشا (رئيس وزراء)، بالإضافة إلى مئات عمليات التفجير والحرق والتدمير التى راح ضحيتها ضباط وجنود وشيوخ وقساوسة ومساجد وكنائس (بعد ثورة ٣٠ يونيو).

«الصباح» وجماعته كانوا يستهدفون، فى المقام الأول، نشر الفكر الإسماعيلى بين أهل القرى والنجوع والبسطاء، لأنهم أقل وعياً وبعيدون عن أعين السلطة الحاكمة.. «البنا» ومن بعده المرشدون والجماعة استهدفوا المهمشين والبسطاء والفقراء، حيث اشتهروا باستقطابهم بزجاجة زيت وكيس سكر!، «الصباح»، قبل ألف عام، اختار قلعة ألموت التى تقع على هضبة تعلو عن سطح الأرض بألفى قدم واستولى عليها لتكون مقراً له ولجماعته، وكانت أعلى نقطة تقع على بحر قزوين وتبعد ١٠٠ كيلومتر عن طهران.. وبنفس التفكير قامت جماعة «البنا» ببناء مقر لها فوق هضبة المقطم التى تعلو عن سطح الأرض بـ١٨٢ متراً، وتُعد أعلى نقطة فى القاهرة!

«الصباح» كان يركز على أن يضمن الولاء المطلق له من أتباعه، وكان اختياراً عبقرياً من مخرج المسلسل عندما بدأه بمشهد قيام أحد أتباع «الصباح» بالصعود إلى أعلى سور فى القلعة وإلقاء نفسه إلى الهاوية ليُثبت الولاء الكامل للصباح أمام أحد رسل أعدائه -وهذا طبعاً بعيد كل البعد عن الدين الإسلامى لأن الانتحار كُفر- وكان افتتاحاً قوياً للمسلسل بيَّن مفتاح شخصية «الصباح» و«البنا» ومن بعده مرشدين لا يسمحون لأحد بالانضمام لهم إلا بعد أداء قسم الولاء والطاعة للمرشد.. وكلاهما لا يمثلان الإسلام ولا الدين من قريب أو بعيد، فالإسلام يأمرنا ألا نعبد إلا الله وألا نقاتل إلا فى سبيل الله وليس فى سبيل أشخاص، بل ويبشر بالجنة مَن مات دون دينه أو وطنه أو ماله أو عرضه، لأنه يصبح شهيداً.. أما الصباح والبنا ومرشدوه فلا وطن لهم، وعلى مريديهم الموت فى سبيل شىء واحد؛ المرشد والجماعة!.. ودعونى أحيلكم إلى المقولة الشهيرة للصباح: «أنا أملك مفتاح الجنة» التى تصدّرت برومو المسلسل، وكانت اختياراً موفقاً ومفتاح شخصية أيضاً.

 

فكرة المسلسل عبقرية، لأنها استخدمت القوى الناعمة فى سرد تاريخ وتسليط الضوء على حقبة تاريخية هامة (القرن الثانى الميلادى)، وكان وقت الحلقة كافياً -رغم تخلله الإعلانات- ليُشبع رغبة المشاهد فى المعرفة، مع التسلية طبعاً.

اختيار الكاتب موفَّق لأن عبدالرحيم كمال كاتب يملك أدواته جيداً واستخدم لهجة مبسطة تصل إلى الجميع دون إخلال باللغة، ووضع بعض البهارات الدرامية التى لا تجعل المشاهد يمل أو يشعر أنه أمام عمل (وثائقى)، وهذا هو الفرق بين العمل الدرامى والفيلم التسجيلى.. وكما ذكرت فقد استخدم جملاً وأفعالاً حقيقية تكشف عن حقيقة ومكنون كل شخصية، وكما فعلها من قبل العقاد فى عبقرياته، وسماها مفتاح الشخصية.. ولمن لا يعرف فإن عبدالرحيم كمال قد قرأ على الأقل ٥٠ كتاباً وشاهد عشرات الأفلام الوثائقية والتقى بالعديد من أساتذة وعلماء التاريخ ليكتب عن حسن الصباح والحشاشين.

اختيار كريم عبدالعزيز ذكى لأنه محبوب وله جمهوره الواسع، الذى سيكون عاملاً من عوامل الجذب لشخصية إرهابية منفرة، واستطاع أن يجسدها ببراعة وإتقان لغوى وجسدى، رغم أننى لم أستطع أن أكره (كريم)، فهو من الممثلين الممتعين والمنضبطين، ولا يستهلك نفسه فى أدوار «تافهة» من أجل المال، ويحظى باحترام جماهيرى وبين زملائه فى الوسط الفنى. أما المهندس أحمد فايز، مصمم الديكور، فنرفع له القبعة على الإبهار الذى متعنا به طوال المسلسل، وأثبت أنه متمكن فى كل زاوية وركن ولم يترك تفصيلة واحدة فى مواقع التصوير إلا اهتم بها، وجعل المشاهد يشعر أنه يعيش فى أجواء كانت من ألف سنة، وأعتقد أن «الحشاشين» سيكون نقطة انطلاقة له نحو العالمية فى الديكور، وجعلنى أتفاءل بمستقبل المبدعين.

أما المخرج بيتر ميمى فسابقة أعماله الدرامية كانت تنبئ بهذا النجاح منقطع النظير، والذى تفوَّق على الأعمال الدرامية الأخرى التى تناولت نفس الموضوع فى بلدان أخرى، وهنا يكمن سر النجاح، عندما تكون هناك مقارنة، ويكون المشاهد المحايد هو الحكم. وظنى أن هذا العمل لم يكن ليخرج إلى النور لولا الرؤية الثاقبة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، فالعمل إنتاج ضخم وأُنفق عليه الملايين، وبخاصة فى الديكور الذى من المؤكد أنها لم تبخل ولم ترفض أى طلب لمصممه، وبخاصة أن هذه الحقبة التاريخية لم يتم تناولها من قبل، من ملابس وأسلحة وديكور وإكسسوارات.. المسلسل يُثبت أن هناك رسالة تقوم بها الشركة دون النظر للتكاليف أو العائد، فنشر الوعى لا يُقدَّر بثمن.

إنا لمنتظرون المزيد من الإبداع والمبدعين والفكر التنويرى الهادف من «المتحدة».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الدراما الميديا قلعة ألموت حسن الصباح نسبة إلى

إقرأ أيضاً:

د. علي جمعة يكتب: سنوات التحدي والإنجاز

11 عاماً مضت على ثورة 30 يونيو، إذا أردت لها وصفاً دقيقاً فإنها سنوات التحدى والإنجاز، منذ اللحظة الأولى كانت التحديات فوق الاحتمال، فقد تربص أبالسة الشر بتلك الثورة المباركة المؤيدة من الله تعالى، تربصوا بها رغبة فى عرقلتها ووقف مسيرتها.

وكلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله تعالى بقدرته، فهم يجهلون أنهم يمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين، كما أنهم يجهلون أن الله من ورائهم محيط، لذلك وجدنا التحديات تتوالى والنصر من الله لعبور التحديات لا يتوانى، وهذا ما أفقدهم صوابهم وشتت جمعهم وأفقدهم البصيرة والبصر، فلم يجدوا سوى الأكاذيب الممزوجة بالشبهات حتى يخدعوا البسطاء بدعواهم التى يفوح منها الكذب، لكنهم يخادعون الله وهو خادعهم.

ولأن فطرة المصريين نقية فلم تنطلِ عليهم تلك الأكاذيب، ووقفوا وراء دولتهم ومؤسساتهم الوطنية الصادقة بالتأييد فى أصعب الظروف، وتحمّلوا التحديات والصعاب سعياً إلى تحقيق الإنجاز الذى يليق بمقام مصر ومكانتها بين دول العالم والمنطقة بتاريخها ومقامها وأزهرها الشريف وعلمائها والبركة والنور الإلهى الذى اصطفاها الله تعالى به منذ خلق الأرض ومن عليها.

كنت أول المؤمنين أن الإخوان لن يكملوا عاماً واحداً فى مكانهم، فكما أن الحق عليه دلائل فإن الباطل لدى العقلاء معروف، وعندما تتعرض لحادثة من الحوادث غير المنطقية فعليك بقراءة التاريخ وربطه بعلوم الطبائع البشرية وعادات وأخلاق الشعوب، وإذا حققت تلك المقدمات فإن النتائج تصل بك إلى يقين أن شعب مصر معدنه طيب أصيل يأبى التحزب ويرفض التناحر الطائفى.

ولذلك عندما جاء الإخوان بدت البغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر من الحقد والغل والبغضاء وتصفية الحسابات وإرهاب المخالفين، كانوا يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يخطر على بال عاقل، أرادوا مصر ولاية إرهاب.

لكن الصالحين من أبنائها أعلنوا النفير العام ضد المستعمرين الذين يتخذون الدين مطية لتغييب العقول، ولأنهم كذبوا على ربهم لذا فإن الله تعالى كشف للناس باطلهم، ولم تمض السنة العجفاء التى تولوا فيها حكم مصر حتى جاء نصر الله والفتح بتلك الثورة المباركة التى قام بها شباب وحمى ظهرهم جيش لا يتأخر عن تلبية نداء شعبه للدفاع عن أرضه ضد الاختطاف الداخلى أو العدوان الخارجى.

منذ جاءت هذه الجماعة المنحرفة إلى الحكم أيقنت أنهم سيصابون بحالة من الفصام فى بداية الأمر، حيث يقولون شيئاً ويفعلون نقيضه تماماً، يحاولون مخادعة الناس بابتسامات صفراء، لكن يجهلون أن صفحات الوجوه كاشفة لبواطن القلوب، لذا فإنهم حرصوا على التمكين لأذنابهم فى جميع المؤسسات، ووقتها تحدث الإعلام عن منهجيتهم فى أخونة الدولة.

وبدأوا فى الإعداد للسيطرة على مفاصل العملية السياسية فى الدولة من خلال إنشاء حزب الحرية والعدالة وتدشين مقرات له بالمراكز والمحافظات، وتحققت لهم الأغلبية الكاسحة فى مجلس النواب، وبدأوا تصفية الحسابات مع الجميع، وأنا من جملة من حاولوا تصفيتهم جسدياً، وكان ذلك يوم جمعة، خير يوم طلعت عليه الشمس، وأثناء توجهى لأداء الصلاة بمسجد فاضل، المجاور لمسكنى.

ورغم أننى أجلس مستمعاً لأحد الأبناء يؤدى خطبة الجمعة، فإننى فى ذلك اليوم حرصت على صعود المنبر لأداء خطبة الجمعة لأعلمهم أننى جندى فى صفوف المصريين الشرفاء الذين لا يخافون فى الحق لومة لائم، وهذه الطباع الإرهابية كشفت للمجتمع مدى تأصل تلك الجماعة وأذنابها فى العنف، وأنهم لا يراعون فى مؤمن إِلَّاً ولا ذمة.

ولا يؤمنون بحرمة الدماء ولا الأعراض، وأذكر أن من جملة الأسباب التى جعلت الشيخ الشعراوى، رضى الله عنه، يعدل عن المضى فى طريقهم بعدما حاول حسن البنا احتواءه، أنه رأى بعينيه عبدالرحمن السندى، مؤسس الجناح العسكرى لجماعة الإخوان، يعتدى على حسن البنا بالدفع حتى كاد أن يسقط نتيجة خلافهما على دعم النحاس باشا أو إسماعيل صدقى فى الانتخابات، ووقتها أذكر كلام الشيخ الشعراوى بأنه علم أن تلك الجماعة هدفها الحكم وليس الدعوة، وأنهم لا علاقة لهم بالإسلام من قريب أو بعيد.

الحق دائماً تتم محاربته، ومن قرأ التاريخ جيداً يعلم أن دعوات الحق واجهها أهل الباطل بكل ما يستطيعون إليه سبيلاً من تكذيب وافتراءات حتى وصلت إلى الدماء، وحينما نطالع السيرة النبوية نجد عجباً عجاباً من اتهامات وتشنيع على خير خلق الله تعالى، وحينما لم يجدوا سبيلاً فى صده عن الدعوة التى يحملها ويؤمن بها قرروا التخلُّص منه صلى الله عليه وسلم.

واتفقوا على ضربه ضربة رجل واحد حتى يتفرق دمه بين القبائل، لكنهم جهلوا حقيقة «والله يعصمك من الناس»، وهذه العصمة الإلهية ثابتة فى حق أصحاب الدعاوى وحاملى مشاعل التنوير، وهذا لا ينفى أن هناك من دفعوا أرواحهم ثمناً، والتاريخ القديم والحديث ملىء بأمثال تلك النماذج، أبرزهم فى تاريخنا الحديث فضيلة الشيخ محمد حسين الذهبى حينما واجه جماعة التكفير بالفكر.

لكن الفكر يزعجهم لأن بضاعتهم كاسدة قليلة لا تتفق مع العقل المستقيم ولا الفطرة السوية، لذلك قرروا الهجوم على بيته ليلاً واختطافه وسط أبنائه، وتصفيته جسدياً، والعجيب فى تلك الحادثة أنهم بعدما اختطفوا الشهيد الذهبى طالبوا بعدة مطالب مثل الإفراج عن أتباعهم والحصول على مبلغ مالى قدروه وقتها بنحو 200 ألف جنيه، لكن الغريب مطالبتهم أن تقوم الصحافة المصرية بتجميل صورتهم ونشر كتاب شكرى مصطفى «الخلافة» على حلقات.

وعندما لم تتم الاستجابة لمطالبهم قتلوه قاتلهم الله أنى يؤفكون، لذلك فإن سُنة الله ماضية بأن الحق يحاربه أهل الباطل، وسنظل نحاربهم لنحمى شبابنا وبلادنا ونحمى الناس أجمعين من شرهم، حتى نلقى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ونُبلغه بأننا أدينا الأمانة التى حَمَّلنا إياها كاملة غير منقوصة.

هنا يجب التوقف عند نقطة محددة دفاعاً عن الإعلام، حيث تعرض الإعلام والإعلاميون لهجمة إخوانية شرسة نالت منهم ومن شرف مهنتهم، وقد دفع بعض الإعلاميين حياتهم فى ثورة الـ30 من يونيو مثل الحسينى أبوضيف والصحفية ميادة أشرف، وقد حاول وقتها الإخوان وأذنابهم أن يلصقوا التهمة بالثائرين عليهم رغبة فى تغيير دفة الريح، لكن تاريخهم الملىء بالدماء فضح كذبتهم، وكانت دماء هذين الإعلاميين بمثابة الوقود الحقيقى لثورة الـ30 من يونيو.

وأذكر أن الإخوان كانوا يتطاولون فى مهاجمة الإعلاميين بأوصاف نابية، ولأنهم يؤمنون بمبدأ: من ليس معنا فإنه علينا، لذا فإنهم يجهلون مفهوم رسالة الإعلام، فرسالة الإعلام كاشفة وليست منشئة، بمعنى أن الإعلام حينما يتعرض لوضع معين فإنه لا يختلقه وفق أسس الإعلام الصحيحة، وكما يصف الإعلاميون حقيقة منهج الرسالة الإعلامية بأنهم مرآة عاكسة لما تراه من جمال أو قبح.

وأن هذه الصورة التى تبدو فى مرآة الإعلام يفترض أنها بمثابة نقل الواقع بتفاصيله دون إضافات مدعومة بالغرض أو الهوى، وهذا ما حدث بالفعل فى وسائل الإعلام المصرية المقروءة والمسموعة والمرئية، فإذا كانوا يحاولون تكذيب الصحف والمواقع الإلكترونية بدعاوى الاختلاق، رغم أنهم فى دعواهم كاذبون، لكن دعنا نفترض جدلاً صدق دعواهم، فهل الاختلاق أيضاً فى اللقاءات التليفزيونية الموثقة بالصوت والصورة والحركة؟!

لذلك فإن الإعلام المصرى كان بمثابة الوقود الذى يُحرك المشاعر ويفتح بصائر المصريين على الواقع المأساوى الأليم الذى يلقونه حال استمرار تلك الجماعة فى حكمهم

مقالات مشابهة

  • الأنبا ديمتريوس يكتب: 30 يونيو.. وعودة مصر لمكانتها
  • في ذكرى يوم عظيم
  • المناظرة «راكبة جمل»!
  • في ذكرى 30 يونيو| مصطفى بكري يرصد أسرارَ أخطر عشرة أيام في تاريخ مصر (4).. خطاب النهاية
  • خالد ميري يكتب: حكايتي مع «الإخوان»
  • قداسة البابا تواضروس الثاني يكتب: في ذكرى 30 يونيو.. تحديات وأمنيات
  • الشيخ خالد الجندي يكتب: ثورة انتصار لمقاصد الشرع الشريف
  • د. علي جمعة يكتب: سنوات التحدي والإنجاز
  • للتاريخ.. ليس كل ما يعرف يُقال
  • ثورة ٣٠ يونيه.. والإخوان المسلمين