الجزيرة:
2025-02-23@01:49:07 GMT

يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل

تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT

يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل

تعد أفريقيا، التي تضم 54 دولة، موطنا لمجموعة واسعة من الديانات، وتظهر الكنائس المحلية الأفريقية التي نشأت حديثا المعروفة بـ "الكنائس الخمسينية" بوصفها واحدة من الفئات الدينية الأسرع نموًا في القارة، إذ تشكل حوالي ثلث المجتمع المسيحي في القارة.

وتبدي البنية الأساسية لهذه الكنائس انسجاما أوثق مع العقيدة اليهودية، كما أسلفنا في تقرير سابق، فقد توغلت إسرائيل بالمجتمعات المسيحية شرق أفريقيا ووسطها وجنوبها بالتعاون مع اليهود الأفارقة والكنائس الخمسينية.

ويأتي اليهود الأفارقة طليعة الدفاع عن إسرائيل، متبنين بشكل واسع السردية الدينية الإسرائيلية، وهو ما يسعى التقرير إلى تناوله.

تاريخ يهود أفريقيا

لعبت النصوص الكتابية والنبوءات الدينية دورا مهما في تشكيل الهوية الدينية والثقافية للعديد من المجتمعات الأفريقية، موفرة إطارا لربط اليهود الأفارقة بالعبريين القدماء.

ومن ذلك -تحديدا- الإشارة إلى نفي القبائل المفقودة إلى آشور، وذكر كوش أو إثيوبيا في الكتاب المقدس، ونبوءة إشعياء التي تتحدث عن عودة الشتات إلى صهيون. واعتبروا ذلك دلالة على جذورهم وهويتهم الروحية في العبرانية واليهودية.

وأوائل القرن العشرين، جرت مناقشات دينية بجنوب أفريقيا بين القاضي وعالم اللغات "جيمس إس كالاواي" و"لازاروس مكسابا" المثقف المنتمي لإثنية الزولو، أظهرت كيف استشهد الأخير بتاريخ إسرائيل واليونان القديمة لإعادة بناء تاريخ ديانة الزولو القديمة.

وكان مكسابا ومحيطه مقتنعين بأنهم ينحدرون من القبائل الضائعة لإسرائيل، مشيرين إلى عادات مشتركة كدليل على اتصالات قديمة بين الزولو والعبرانيين.

وفي كتابها "اليهود السود" استعرضت الباحثة إديث برودر عشرات المجموعات التي تدعي اليهودية، وتوضح أن تحليل الحمض النووي للمجموعة كشف عن أصولٍ غير أفريقية على الصعيد الأبوي، مما يشير إلى احتمالية قدوم رجالهم الساميين من خارج أفريقيا وزواجهم من أفريقيات، مما يعزز فكرة أن الهوية اليهودية الأفريقية ليست فقط مسألة تبنّ ديني، ولكنها قد تمتلك أيضا جذورا تاريخية وجينية.

إجراءات خاصة بالفلاشا في أديس أبابا عبر تعليمهم التوراة والاحتفال بالأعياد اليهودية (مواقع التواصل)

وبينما يتمتع يهود الفلاشا من إثيوبيا بشهرة واسعة، توجد مجتمعات يهودية أخرى في أفريقيا كيهود اللمبا أو وا-ريمبا، وهي مجموعة إثنية توجد بشكل أساسي بين زيمبابوي وجنوب أفريقيا، مع وجود ملحوظ في موزمبيق وملاوي، ويُعرفون بتبنيهم التقاليد اليهودية. وفي أوغندا، تبرز مجموعة يهود أبيودايا التي تستمد اسمها من اللغة اللوغندية وتعني "شعب يهوذا".

وفي الكونغو الديمقراطية، يشكل يهود لوبا أو بالوبا تجمعا آخر يدعي ارتباطه بالتقاليد اليهودية. وفي غرب أفريقيا، وتحديدا في تمبكتو بمالي، مجموعة زاخور، التي تعني "تذكر" بالعبرية، وقد أعلنت انتماءها لليهودية في الثمانينيات.

كذلك، في نيجيريا، قبائل من الإيغبو تُعرف نفسها بـ"إيبو بينيسي-إسرائيل". بينما في غانا، تشتهر مجموعة "بيت إسرائيل" التي تمزج بين اليهودية والديانات الأفريقية التقليدية.

وبالانتقال إلى شرق أفريقيا، يُعرف يهود قبائل التوتسي في رواندا وبورندي بـ"العبرانيين التوتسي من هافيلا". وفي زيمبابوي، يهود روسابي بالمثل، حيث يعتبرون جزءا من هذا الطيف المتنوع.

والقاسم المشترك بين هذه المجموعات هو كونهم جميعا من "الأفارقة السود" ويدعون الانتماء إلى اليهودية.

التحولات الثقافية والدينية

اكتسبت المجتمعات اليهودية تأثيراً كبيرًا رغم عددها الضئيل عبر ارتباطها بالكنائس الخمسينية الأفريقية، أما مسار احتضان الهوية اليهودية ضمن بعض الفئات الأفريقية فقد انبثق عبر مراحل مختلفة من حيث المدة الزمنية والتأثير، إذ استغرق الأمر ما يزيد على مئة عام حتى يُقبل يهود الفلاشا من إثيوبيا كجزء من الشتات اليهودي. وفي حالة اللمبا، استلزم قرابة عقدين للإقرار بهم كيهودٍ من أصول أفريقية.

يقول تيودور بارفيت، الرحالة والمؤرخ ذو الاختصاص في الدراسات اليهودية الذي قدر تعداد يهود اللمبا بما يقارب 70 ألفا عام 2010، إن تقاليدهم الشفهية تروي أن أجدادهم كانوا من اليهود القادمين من سيناء إلى جنوب أفريقيا.

وخلال الآونة الأخيرة، وفي ظل تزايد الاهتمام بالهويات الدينية لليهود الأفارقة، عملت مجتمعات غربية على نسج أواصر القبول بين اليهود الأفارقة مع المجتمعات المسيحية بأفريقيا، من خلال مؤسسات بارزة مثل مشروع "أفريقيا-إسرائيل" النرويجي، ومنظمة "المسيحيون المتحدون من أجل إسرائيل" (سي يو إف آي) بأميركا.

ومن هذا المنطلق، أتيحت لليهود الأفارقة فرصة التقارب مع المسيحية المحلية، مع ترويج رؤية إسرائيلية تعتبرهم شعب الله المختار، وذلك في سياق مجتمعي معزز بإغراءاتٍ روحانية أخرى مثل الحج المسيحي إلى القدس كعربون معنوي.

وعبر هذا النهج، تحولت إسرائيل إلى رمزٍ ديني، قبسًا من الأمل في منظورهم، حيث يُعتبر التأييد لليهود كتأييد للذات الإلهية، مع الإيمان بأنّ دعم إسرائيل يجلب البركات السماوية. وهذا النظر غير النقدي لإسرائيل فتح المجال لتوسع نفوذها الروحي في أفريقيا.

وفي هذا السياق، يُمكن الإشارة إلى تصريح جدعون بهار، رئيس مكتب أفريقيا في وزارة الخارجية الإسرائيلية سابقًا، والذي قال "نعطي أولوية للعلاقات مع الجماعات الدينية والعرقية والسياسية سواء.. غير أن الزيادة في حجم وتأثير المجتمعات الدينية بأفريقيا في الآونة الأخيرة الداعمة، تسهم تلقائيًا في تعميق الصلات مع إسرائيل وتنمية الإقبال على التواصل معنا..".

دور يهود أفريقيا في دعم إسرائيل

ومن خلال التأثير على القساوسة ذوي النفوذ الكبير في المجتمعات المسيحية، بالإضافة إلى مجموعات ضغط دينية تسعى لكسب دعم النخب الحاكمة لإسرائيل ومواقفها دوليًا، أصبح اليهود قوةً داعمةً يعززون الرواية الإسرائيلية في أفريقيا.

وفي جنوب أفريقيا مثلا، سعت إسرائيل والاتحاد الصهيوني الجنوب أفريقي "إس إيه زد إف" بشكل مستمر للتعاون مع الكنيسة المسيحية الصهيونية القديمة "زد سي سي" وهي جماعات إيمانية ناشطة، في محاولة لمواجهة الدعم السياسي لفلسطين والحدّ من الزخم الشعبي لحملة المقاطعة والعقوبات.

"أعينونا على مقاومة هذه الظاهرة والجنون الذي استولى على الحزب الحاكم.. إذْ نحن لا نرغب في أن تطالنا اللعنات الناتجة عن هذه الممارسات، بل نطمح لأن نجلب البركات التي تستحقها جنوب أفريقيا بالفعل" بهذه الكلمات طلب رئيس الاتحاد الصهيوني بن سوارتز دعم الحاضرين بشغفٍ، في مؤتمر مؤيد لإسرائيل نُظم في جوهانسبرغ عام 2018، في إشارةٍ منه إلى دعم حكومة رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا للقضية الفلسطينية.

ورأينا مثله من ردود هجومية إسرائيلية على جنوب أفريقيا عقب رفعها قضية جنائية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، والتي قامت بها بعد استشهاد ما يزيد على 21 ألف فلسطيني نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وهكذا، ورغم نسبتهم القليلة في القارة، استطاع اليهود الأفارقة التأثير بشكل ملحوظ على الرأي العام في أفريقيا. لكن، يظل الإنجاز الأخطر هو قدرتهم على جعل الكنائس الخمسينية في أفريقيا تُعبّر عن قناعاتهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات جنوب أفریقیا فی أفریقیا

إقرأ أيضاً:

الزراعة: القيادة المصرية تولي اهتماما كبيرا بتقديم الدعم الفني للأشقاء الأفارقة

القاهرة - أ ش أ

أكد المشرف على العلاقات الزراعية الخارجية بوزارة الزراعة الدكتور سعد موسى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، والحكومة المصرية يوليان اهتماما كبيرا بتقديم كافة الدعم الفني للأشقاء الأفارقة في مختلف المجالات.

جاء ذلك خلال تسليم الدكتور موسى - بتكليف من وزير الزراعة واستصلاح الأراضي علاء فاروق - شهادات التخرج لـ 20 متدربا من 10 دول أفريقية في البرنامج التدريبي تحت عنوان "الصناعات الغذائية ومعاملات ما بعد الحصاد".

ونقل موسى تحيات وزير الزراعة إلى المشاركين في البرنامج التدريبي، وأشار إلى أن ذلك يأتي في إطار تفعيل التعاون بين الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية المصرية، والمركز المصري الدولي للزراعة بوزارة الزراعة.

وأوضح أن عدد الدول المشاركة في البرنامج يبلغ 10 دول أفريقية هي: الصومال، بنين، بوركينافاسو، تنزانيا، توجو، جيبوتي، زيمبابوي، الكونغو برازافيل، ليبيريا، مالي.

وقال الدكتور سعد موسى إنه إيمانا من الدولة المصرية بأهمية تحقيق الأمن الغذائي الأفريقي، فقد تم إنشاء المركز المصري الدولي للزراعة ليكون الذراع الرئيسي لتدريب الأشقاء في أفريقيا والدول العربية وجنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية، ونقل الخبرة الزراعية المصرية في قطاع الزراعة للمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي خاصة بدول العالم النامي.

وقدم المشرف على العلاقات الزراعية الخارجية الشكر للمهندسة سهير الحفني مدير عام المركز المصري الدولي للزراعة ولكل القائمين على تنظيم هذه البرامج التدريبية على ما يقدموه من مجهودات تهدف إلى رفع كفاءة وبناء قدرات العاملين بقطاع الزراعة بدول القارة الأفريقية، بالتعاون مع للوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية المصرية، لدعمها هذه البرامج التدريبية، وللمساهمة في تطوير قطاع الزراعة بتلك الدول.

وفي كلمة ألقاها ممثلو الدول الأفريقية المشاركين، أكدوا شكرهم للدولة المصرية والجهود المبذولة في دعم الدول الأفريقية والنهوض بالقطاع الزراعي ورفع كفاءة التدريب ونقل الخبرات للمبعوثين الأفارقة.

كما أشادوا بالدور الهام الذي يلعبه المركز المصري الدولي للزراعة في تعزيز أواصر التعاون مع الدول الأفريقية ونقل الخبرات المصرية إلى الدول الصديقة.

هذا المحتوى من

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

الدكتور سعد موسى وزارة الزراعة الرئيس عبدالفتاح السيسي وزير الزراعة وزارة الخارجية المصرية المركز المصري الدولي للزراعة

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة حدث في 8ساعات| السيسي يصل الرياض لحضور اجتماع حول القضية الفلسطينية.. والأرصاد أخبار وزير الزراعة: 379 منفذًا و18 خيمة تابعة للوزارة ستشارك في "أهلًا رمضان" أخبار الرئيس السيسي يشكر ملك إسبانيا على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة أخبار مركز بحوث الصحراء يتابع الأنشطة البحثية في محطة توشكى لتعزيز الزراعة المستدامة أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

"الزراعة": القيادة المصرية تولي اهتماما كبيرا بتقديم الدعم الفني للأشقاء الأفارقة

أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات

© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى

إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك للإعلان كامل للإعلان كامل 16

القاهرة - مصر

16 11 الرطوبة: 39% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • الرئيس اللبناني: انسحاب إسرائيل وإعادة الأسرى يحققان الاستقرار على الحدود  
  • ما هو المخفي خلف عودة “اليهود السوريين” لسورية بعد سُقوط الأسد وكيف بارك نظام الشرع عودتهم؟
  • الاحتلال يخفي هوية يهود اعتقلوا لصلتهم بتفجيرات تل أبيب
  • الزراعة: القيادة المصرية تولي اهتماما كبيرا بتقديم الدعم الفني للأشقاء الأفارقة
  • انفجارات تهزّ تل أبيب.. إسرائيل تعلن: إحدى الجثث التي تم تسليمها «مجهولة الهوية» وتتوعد!
  • الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث التي تسلمتها إسرائيل من حماس ليست للرهينة شيري بيباس
  • جنوب أفريقيا: لن نتراجع عن دعوى الإبادة ضد إسرائيل رغم ضغوط ترامب
  • إسرائيل تؤكد هوية أحد الجثامين التي استلمتها من حماس
  • الكشف عن عدد الجثامين التي تحتجزها إسرائيل
  • يهود حريديم يتسللون إلى الحدود اللبنانية ويرشقون جيش الاحتلال بالحجارة