"أطباء بلا حدود" تطالب بتوسيع عاجل وسريع للاستجابة الإنسانية في السودان
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
طالبت منظمة "أطباء بلا حدود" بتوسيع عاجل وسريع للاستجابة الإنسانية في السودان، الذي يواجه كارثة هائلة ومفتعلة، تزامنا مع مرور عام على الحرب الدائرة بها بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع".
وقالت في بيان لها حصلت "سبوتنيك" على نسخة منه، إنه "ضمن أحد أسوأ أزمات العالم من عقود، يواجه السودان كارثة هائلة ومفتعلة بعد عام من بدء الحرب بين القوات المسلحة السودانية بقيادة الحكومة، و"قوات الدعم السريع" شبه العسكرية، وأصبح السماح الفوري بالوصول الآمن إلى المساعدات الإنسانية مسألة حياة أو موت لملايين الأشخاص".
وأشار البيان إلى أنه "فيما تجتمع الحكومات والشخصيات الرسمية والمنظمات الإغاثية والجهات المانحة في 15 أبريل في باريس لمناقشة سبل تحسين إيصال الإغاثة الإنسانية، تطلق "أطباء بلا حدود" نداء عاجلا تدعوهم فيه إلى توسعة فورية لنطاق الاستجابة الإنسانية".
ولفتت المنظمة إلى أنه "فيما يواجه ملايين الأشخاص الخطر في السودان، إلا أن العالم غضّ الطرف، فيما تمنع الأطراف المتحاربة عامدة الوصول إلى الإغاثة الإنسانية وإيصال المساعدات، وعلى الأمم المتحدة والدول الأعضاء مضاعفة جهودها في سبيل التفاوض على وصول آمن ومن دون عوائق ومن أجل توسعة نطاق الاستجابة الإنسانية لمنع هذا الوضع المأساوي أساسا من التدهور أكثر".
وفي هذا الصدد، يقول رئيس بعثة "أطباء بلا حدود" في السودان، جين ستويل: "الناس في السودان يعانون بشدة مع تواصل القتال العنيف، من تفجيرات وقصف وعمليات ميدانية في مناطق سكنية مدنية وفي القرى، وقد انهار النظام الصحي والخدمات الأساسية بشكل كبير أو تضررت بفعل الأطراف المتحاربة. وفقط 20 إلى 30% من المرافق الصحية لا تزال تعمل في السودان، أي أن توفر الرعاية الصحية للأشخاص في كافة أنحاء البلاد محدود للغاية".
وأوضحت منظمة "أطباء بلا حدود" في بيانها، أن "فرقها عالجت النساء والرجال والأطفال المصابين بشكل مباشر خلال القتال في المناطق القريبة من أعمال العنف، سواء المصابين بالشظايا أو بفعل التفجير أو القنص أو الرصاص الطائش".
وأشارت إلى أنه "منذ أبريل 2023، استقبلت المرافق التي تدعمها "أطباء بلا حدود" أكثر من 22,800 إصابة بالغة، وأجرت أكثر من 4,600 تدخل جراحي، والكثير منها مرتبط بالعنف الذي وقع في الخرطوم ودارفور، وفي ود مدني، وهي بلدة محاطة بثلاثة خطوط جبهات مشتعلة، نشهد حاليا 200 مريض في الشهر بإصابات مرتبطة بالعنف".
ونقلت منظمة "أطباء بلا حدود" عن الأمم المتحدة، أن "أكثر من 8 ملايين شخص أجبروا على الهرب من منازلهم ونزحوا عدة مرات، ويُقدَّر أن 25 مليون شخص – أي نصف سكان البلاد – يحتاجون إلى مساعدات إنسانية".
وهنا يضيف رئيس بعثة "أطباء بلا حدود" في السودان، جين ستويل: "نرى كل يوم مرضى يموتون بسبب إصابات مرتبطة بالعنف، وأطفالا يحتضرون بسبب سوء التغذية ونقص اللقاحات، ونساء يعانين من المضاعفات إثر الولادات غير الآمنة، ومرضى ومريضات عانوا من العنف الجنسي، وأشخاصا متعايشين مع أمراض مزمنة لا يمكنهم الحصول على أدويتهم. وعلى الرغم من كل ذلك، هنالك فراغ إغاثي مرعب".
وأكدت منظمة "أطباء بلا حدود" في بيانها أنه "بينما تعمل بتعاون جيد مع وزارة الصحة، إلا أن الحكومة السودانية أعاقت عامدة الوصول إلى المساعدات الإنسانية بشكل مستمر، خاصة في المناطق الواقعة خارج نطاق سيطرتها، إذ منعت وبشكل ممنهج إصدار تصاريح السفر للطواقم الإنسانية وعبور الإمدادات عبر خطوط الجبهة، وضيقت على استخدام المعابر الحدودية، ووضعت عملية مليئة بالقيود لإصدار التأشيرات الإنسانية".
ويقول إبراهيم، أحد الأطباء العاملين مع "أطباء بلا حدود" في الخرطوم، وهي المدينة الواقعة تحت حصار منذ 6 شهور: "يكمن تحدينا الأكبر اليوم في ندرة الإمدادات الطبية، فقد نفدت المعدات الطبية، ونحن على شفير إيقاف عملنا بالكامل ما لم تصل الإمدادات". هذا وتعاني مدينة ود مدني من وضع مماثل للخرطوم منذ يناير.
و"في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع، حيث تنشط أيضا الكثير من المليشيات والجماعات المسلحة، نُهبت المرافق الصحية والمستودعات بشكل متكرر خلال الأشهر الأولى من النزاع، ولا زالت الحوادث مثل السطو على السيارات تقع باستمرار ويعاني العاملون في القطاع الطبي – وخاصة من وزارة الصحة – من المضايقات والاعتقالات"، وفقا لمنظمة "أطباء بلا حدود".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أطباء بلا حدود تطالب بتوسيع السودان الحرب أطباء بلا حدود فی السودان
إقرأ أيضاً:
“أطباء بلا حدود”: علامات واضحة على التطهير العرقي في قطاع غزة
#سواليف
أكدت منظمة ” #أطباء_بلا_حدود” وجود “علامات واضحة على #التطهير_العرقي”، في قطاع #غزة، حيث يتعرض #الفلسطينيون للتهجير القسري وظروف معيشية غير إنسانية تهدد حياتهم.
وأصدرت المنظمة اليوم الخميس، تقريرا شاملاً يسلط الضوء على الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، تحت عنوان: “غزة: أن تعيش مصيدة موت”، #الانتهاكات_الإسرائيلية المستمرة التي تشمل #القصف المكثف، #الحصار الخانق، والحرمان الممنهج من الخدمات الأساسية.
وجاء في التقرير أن العلامات الواضحة على التطهير العرقي الذي تنفذه إسرائيلي في غزة، يشمل ” #القتل_الجماعي والإصابات الجسدية والنفسية الشديدة والتهجير القسري والظروف المعيشية المستحيلة للفلسطينيين تحت الحصار والقصف”.
مقالات ذات صلة “رأيت شاحنات يسيل منها الدم”.. سوري يروي شهادته على مقبرة جماعية قرب صيدنايا 2024/12/19ووفقًا للتقرير، أدى الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة إلى انهيار شبه كامل للنظام الصحي. فبينما تعمل 17 فقط من بين 36 مستشفى في القطاع بشكل جزئي، أصبحت باقي المرافق خارج الخدمة تماما بسبب نقص الوقود والمياه النظيفة والإمدادات الطبية.
ونتيجة لهذا الوضع، يواجه المرضى والجرحى نقصا حادًا في العناية الطبية. ووثّقت المنظمة حالات اضطر فيها الأطباء إلى التخلي عن محاولة إنقاذ الأرواح بسبب نقص التخدير والإمدادات الأساسية.
وأفاد التقرير بأنه خلال فترة السنة التي يغطيها التقرير – من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى تشرين الأول/ أكتوبر 2024 – تعرض موظفو “أطباء بلا حدود” وحدهم لـ 41 هجوما، وحادث عنف، بما في ذلك الغارات الجوية والقصف والتوغلات العنيفة في المرافق الصحية، وإطلاق النار المباشر على مراكز إيواء المنظمة وقوافلها، والاحتجاز التعسفي لأفراد من طواقمها من قبل القوات الإسرائيلية”.
وقالت المنظمة إن “طاقمها الطبي والمرضى على حد سواء اضطروا إلى إخلاء المرافق الصحية بشكل عاجل في 17 حادثة منفصلة، وغالبًا ما كانوا يركضون فعليًا للنجاة بحياتهم”، مشددة على أن “الأعمال القتالية بالقرب من المرافق الطبية، تعرّض المرضى ومقدمي الرعاية والموظفين الطبيين للخطر”.
كما أشارت إلى تزايد الأمراض المعدية مثل الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي، التي تسببت في وفاة المئات، خصوصا الأطفال والنساء الحوامل؛ محذرة من تزايد الأمراض “مع انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء”.
وأفادت بأن “الأطفال يفتقرون إلى التطعيمات الضرورية، ما يجعلهم عرضة لأمراض مثل الحصبة وشلل الأطفال”. وأشارت إلى “زيادة في عدد حالات سوء التغذية، ومع ذلك فمن المستحيل إجراء فحص كامل لسوء التغذية في غزة بسبب انعدام الأمن على نطاق واسع وعدم وجود تدابير مناسبة لتخفيف حدة النزاع”.
ودعت منظمة “أطباء بلا حدود” المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإنقاذ سكان غزة، مطالبة برفع الحصار المفروض على القطاع فورا ووقف العمليات العسكرية الإسرائيلية بشكل كامل ومستدام. وشددت المنظمة على ضرورة إيصال المساعدات الطبية والإنسانية دون قيود، وإجراء تحقيق دولي مستقل في الانتهاكات الموثقة.
وشدد التقرير على أن السياسات الإسرائيلية في غزة تحمل “علامات واضحة على التطهير العرقي”، حيث يُجبر السكان على ترك منازلهم بسبب القصف المتواصل، الذي أدى إلى تدمير آلاف المنازل وتشريد عشرات الآلاف، مما دفع العائلات الفلسطينية إلى البحث عن مأوى في مدارس ومرافق عامة مكتظة، تفتقر بدورها إلى أدنى مقومات الحياة.
وأضاف أن القوات الإسرائيلية استهدفت المرافق الصحية والإيوائية بشكل مباشر، مما أدى إلى استشهاد وإصابة مئات الآلاف من المدنيين. كما وثّقت المنظمة شهادات تُظهر استهدافًا متعمدًا للبنية التحتية الأساسية في محاولة لتقويض أي فرصة للحياة في القطاع.
ويكشف التقرير أن أكثر من 90% من سكان غزة يعانون من انعدام الوصول المنتظم إلى المياه النظيفة، حيث تضررت مرافق الصرف الصحي والمياه بشكل كبير نتيجة القصف. وأشار إلى أن الأطفال يعانون بشكل خاص من تداعيات هذا الوضع، حيث تتسبب المياه الملوثة في انتشار الأمراض.
ووثقت المنظمة شهادات مروعة لأطباء تحدثوا عن حالات وفاة مرتبطة بسوء التغذية والجفاف. كما أكد التقرير أن السكان يواجهون نقصا مستمرا في الغذاء، ما يؤدي إلى سوء التغذية الحاد لدى العديد من الفئات، بما في ذلك الأطفال والنساء الحوامل.
وأكدت منظمة “أطباء بلا حدود” في ختام تقريرها على أن الوضع الإنساني المتدهور يتطلب تحركا فوريًا لإعادة بناء ما دمره القصف والحصار، وحماية حياة مئات الآلاف من المدنيين.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وخلّف العدوان نحو 152 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.