ليبيا- قال المحلل السياسي محمد امطيريد، إن الولايات المتحدة الأمريكية وإصرارها الأخير وتوليها الملف الليبي بشكل مباشر بعيدًا عن الوكالة التي كانت توليها أمريكا لحلفائها، وذلك في محاولة لوقف نفوذ دول أخرى في ليبيا، وبالتالي فإن أمريكا لديها مخاوف من فقدان ملف ليبيا وأفريقيا، لذلك قامت أمريكا بتدريب عسكري لبعض الكتائب في الغرب الليبي في محاولة لتمكين نفوذها في ليبيا.

امطيريد أضاف في تصريحه لوكالة “سبوتنيك”، أن أمريكا صرحت بضرورة توحيد الحكومات في ليبيا في محاولة منها للسيطرة على الطبقة الحاكمة وذلك بوضع شروط للسيطرة على المؤسسات الليبية، عن طريق حراك عسكري، وعن طريق تكليف المستشارة الأمريكية للمندوب الأممي في ليبيا عبد الله باتيلي الذي سوف تنتهي مهمته في أكتوبر المقبل، وسيتم تكليف مستشارته بمهام البعثة كما حدث مع المندوبة المُكلفة السابقة ستيفاني ويليامز.

وقال امطيريد إن تركيا وقعت اتفاقية تدريب قوات عسكرية للغرب الليبي، وأعتبرها شريكا لأمريكا في كل هذه الملفات، وقال في تصريح لمسؤول تركي سابق، إن “أمريكا تسعى للسيطرة على ليبيا وإلى أنها تتفاوض مع تركيا على الخروج من ليبيا مقابل أن تمدد صلاحيات تركيا في ليبيا، لأن أمريكا لا تريد فقدان الحليف التركي لها.

وأوضح امطيريد أن أمريكا تحاول الوصول للنفوذ الكامل على ليبيا عن طريق هيئة حاكمة جديدة بحجة الاستقرار في ليبيا، ولكن هل يصب هذا الأمر في صالح الملف الليبي، أم أنه يصب في مصلحة أمريكا فقط؟، لذلك أن أمريكا تريد الوصول للهيمنة الاستراتيجية على ليبيا لتكون بوابة أمريكا لليبيا بعد خسارة دول أفريقية كبيرة، وبذلك رأت أمريكا أن هناك فقدان لمصالحها في أفريقيا والبحر المتوسط، وإنهاء وجود أي خصم آخر.

وأشار إلى أن الجميع يعي بأن هناك أطماع كبيرة تجاه ليبيا، خاصة وأن ليبيا دولة مطلة على خمس حدود بالإضافة للكثير من المزايا التي تحظى بها، لذلك يراها الغرب بأنها هدف ومن الضروري أن تكون رهينة لهم، وأن أمريكا تسعى لخلق بيئة مناسبة لها حتى تستطيع أن تفرض مستقبلًا إنشاء قواعد أمريكية خاصة بعد الاتفاقية الأخيرة والتعاقد مع شركة أمريكية في المجال العسكري، وهذا مؤشر خطير على أن أمريكا تسعى لتأسيس معسكر لها في ليبيا كما حدث سابقًا في العراق.

وأكد امطيريد بأن الاتفاقيات الرسمية لا تتم إلا عن طريق المجالس التشريعية للدول، وبالتالي من المفترض ألا تقوم الحكومة بأي اتفاقية إلا عن طريق المصادقة الرسمية من البرلمان وبالإجماع حسب نصوص المواد الدستورية للبرلمان، وأن تكون مُعلنة ورسمية وواضحة وأن تكون مصالح متبادلة ولا تبنى على مصلحة طرف دون طرف، ولا تكون بهيمنة طرف على آخر، مثلما تعمل أمريكا اليوم مستغلة ضعف الدولة الليبية حتى تمرر مصالحها في المنطقة.

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: أمریکا تسعى أن أمریکا فی لیبیا عن طریق

إقرأ أيضاً:

شيخ جنكي: أمريكا تعتبر العراق محافظة إيرانية في ظل الحكومات الإطارية

آخر تحديث: 15 مارس 2025 - 2:23 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- كشف السياسي الكوردي، لاهور شيخ جنكي، جملة من المواقف والتصريحات حول الأوضاع الإقليمية والدورين الأمريكي والإيراني في كل من العراق وسوريا ولبنان، فضلاً عن تطورات الملف الكوردي الداخلي والإقليمي.وقال شيخ جنكي في حديث لبرنامج “المقاربة في رمضان” على محطة دجلة، إنّ “الولايات المتحدة الأميركية لم تعترف حتى الآن بالحكومة السورية الجديدة”، مشيراً إلى أنّه “من المستحيل أن تسلّم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) سلاحها للإدارة السورية، كما أن اسم (قسد) كانت فكرتي، حتى لا يكون اسماً كوردياً بحتاً”.وتابع شيخ جنكي أنّ “التستّر على القتل الجماعي في سوريا أمرٌ لا يجوز”، كاشفاً عن “وجود علاقة بين الشرع وإسرائيل للحفاظ على الدروز والكورد”، في إشارة إلى التحركات الإقليمية المتبادلة لحماية الأقليات. كما لفت إلى أنّ “التغيير في المنطقة قد بدأ بالفعل في لبنان وسوريا، وينبغي الاستعداد لتحولات أكبر قادمة”.وفي السياق الكوردي، أفصح شيخ جنكي وهو رئيس مشترك سابق للاتحاد الوطني، عن أنه كان “أول شخص عراقي أسّس علاقات مع كورد سوريا”، مشيراً إلى أنَّ “مظلوم عبدي لم يُمنَح الجنسية العراقية، بل حصل على جواز سفر عراقي فقط”.وعن التدخّل الإيراني في الشأن الانتخابي، قال شيخ جنكي: “أبلغني إيرانيون أنّني لن أحصل سوى على مقعدين، وبالفعل حصلت على هذا العدد نتيجة تدخّلهم”، مضيفاً أنّه تلقى “عرضاً من جهات أمنية إيرانية بالحصول على 14 مقعداً مقابل الإطاحة بالبارتي” في إشارة إلى الحزب الديمقراطي الكوردستاني.وعلى صعيد العلاقات بين بغداد وواشنطن، ذكر شيخ جنكي أنّه نقل إلى الإطار التنسيقي “رسالة أمريكية غير مباشرة”، مبيناً أنّ “أمريكا تنظر إلى العراق على أنّه مجرّد آلة لإصدار الأموال لإيران”.وأردف بالقول: “العراق دُفِع إلى جبهة إيران، في حين لا تحب إدارة ترامب اللعب أو التراجع عن مصالحها”. كما كشف أنّ “الأمريكان أبلغوني بوجود عقوبات على شخصيات ومؤسسات عراقية”.وبشأن الحشد الشعبي، أوضح شيخ جنكي: “أنا أفتخر بأنني حاربت مع الحشد، لكن أمريكا لا تسمح بوجود قوّة تعتبرها مصدراً للتهديد”، منوّهاً إلى أنّ “واشنطن تريد إخضاع الحشد للحكومة الاتحادية أو استبدال الحكومة بأخرى قادرة على السيطرة عليه”، مشيراً إلى أنّ “السليمانية في نظر أميركا محسوبة على محور المقاومة”.واختتم شيخ جنكي حديثه بالتحذير من “مشاكل كثيرة سيواجهها العراق إن لم نكن حذرين”، مشدّداً في الوقت ذاته على “أهمية تحصين الوضع الداخلي الكوردي والعراقي تحسّباً للتغيّرات المقبلة”.

مقالات مشابهة

  • العراق: 5ملايين برميل من صادرات النفط إلى أمريكا
  • 5 ملايين برميل نفط صادرات العراق الى أمريكا خلال شهر
  • خبير تشريعات اقتصادية: أمريكا تدعم الإرهاب في البحر الأحمر حتى تقطع طريق التجارة الصينية
  • بن شرادة: السلطة التنفيذية في غرب ليبيا تقصّر في تمويل الانتخابات وقد تسعى لعرقلتها
  • مسئول إسرائيلي سابق.. باقون في سوريا حتى نشعر بالأمن
  • شيخ جنكي: أمريكا تعتبر العراق محافظة إيرانية في ظل الحكومات الإطارية
  • قنصل ليبيا: القضاء التونسي أصدر حكما جائرا بحق الليبي مهرب الكسكسي 
  • تعاون لتأسيس مقر "إجنايت إنيرجي أكسيس" العالمي في أبوظبي
  • الدبيبة: ليبيا لن تكون موطناً للهجرة غير النظامية
  • “ليبيا لن تكون موطنا لهم”.. الدبيبة ينفي نية الحكومة توطين المهاجرين