بسبب ممثلة إباحية.. ترامب أول رئيس أمريكي يخضع لمحاكمة جنائية
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
بغداد اليوم- متابعة
سيصبح دونالد ترامب أول رئيس سابق في تاريخ الولايات المتحدة يمثل أمام محكمة جنائية، حيث من المقرر أن تنطلق، اليوم الاثنين، (15 نيسان 2024)، محاكمته في نيويورك بقضية شراء صمت ممثلة أفلام إباحية أثناء موسم الانتخابات الرئاسية، عام 2016.
وقد تنتهي المحاكمة، خلال الشهور القليلة المقبلة، بحكم إدانة يفضي إلى سجن الرئيس الجمهوري السابق، وهو ما ستكون له تداعيات كبيرة على موسم الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر تشرين الثاني المقبل.
ووصل ترامب بالفعل إلى محكمة مانهاتن في نيويورك، حيث من المقرر أن يبدأ اختيار هيئة المحلفين في قضية تمثل "لحظة فريدة في تاريخ الولايات المتحدة، حيث ستجرى أول محاكمة جنائية لرئيس أمريكي سابق"، وفق تعبير أسوشيتد برس.
ودفع ترامب بأنه غير مذنب في 34 تهمة جنائية تتعلق بتزوير سجلات لإخفاء دفع رشوة لممثلة الأفلام الإباحية، ستورمي دانييلز، حتى لا تعلن عن حصول لقاء جنسي بينهما بينما كان متزوجا من ميلانيا، وقال ترامب إن هذه الاتهامات صورية.
وواجه الرئيس السابق اتهامات بتعديل حسابات منظمة ترامب لإخفاء 130 ألف دولار دفعت في أكتوبر تشرين الأول 2016 إلى دانييلز لتلتزم الصمت بشأن علاقتهما الجنسية.
وأعلن ترامب، الجمعة الماضية، أنه يعتزم "الإدلاء بشهادته" في محاكمته الجنائية التي تتمحور حول 11 دفعة "رشوة" لممثلة الأفلام الإباحية، التي هددت، في الوقت الذي كان فيه ترامب يترشح لأول مرة للرئاسة، بالكشف عن العلاقة الجنسية المزعومة.
وتقول الدعوى القضائية إنه تم دفع مبالغ من منظمة ترامب إلى مايكل كوهين، محامي ترامب السابق، وقد وصفت منظمة ترامب المدفوعات زورا بأنها "خدمات قانونية"، لكنها وجهت إلى المحامي الذي نقلها سرا إلى الممثلة، وفق المدعين.
وردا على سؤال عما إذا كان يعتقد أن شهادته قد تكون محفوفة بالمخاطر من الناحية القانونية، قال الرئيس الأمريكي السابق من مقر إقامته في مارالاغو في فلوريدا الجمعة: "سأشهد. أنا أقول الحقيقة. أعني، كل ما يمكنني فعله هو قول الحقيقة".
ورفض القاضي، خوان ميرشان، مطالب محاميه بتأجيل المحاكمة، لمدة 90 يوما على الأقل، وأمر ببدء اختيار هيئة المحلفين في 15 أبريل نيسان.
ووجهت هيئة محلفين كبرى الاتهام إلى ترامب في ربيع العام الماضي، وكانت المرة الأولى التي يواجه فيها رئيس سابق أو حالي اتهامات جنائية.
توقيت حساس
وتقول الإذاعة الأمريكية العامة "أن بي آر" إن المحاكمة تأتي قبل أشهر فقط من الانتخابات الرئاسية في نوفمبر.
وتظهر معظم استطلاعات الرأي تقارب ترامب مع منافسه الرئيس الحالي، جو بايدن، الذي يسعى إلى إعادة انتخابه.
ويتعين على ترامب أن يوازن بين مشاكله القانونية مع السباق الانتخابي، مع مواجهته لعشرات التهم في محاكمات أخرى تتعلق بدوره في أحداث اقتحام مبنى الكابيتول، وتعامله مع الوثائق السرية، والتدخل المزعوم في الانتخابات الرئاسية في ولاية جورجيا، ومن غير المرجح أن يصدر حكم في أي منها قبل الانتخابات، لكن قد يصدر حكم في قضية نيويورك، بحلول صيف هذا العام.
وفي الوقت نفسه، ستستمع المحكمة العليا الأمريكية إلى مرافعات في وقت لاحق من هذا الشهر بشأن ما إذا كان ترامب يتمتع بحصانة عن أفعاله عندما كان رئيسا وهو ما قد تكون له تداعيات أيضا على موسم الانتخابات.
وتأجلت قضية الوثائق السرية في فلوريدا، وقضية التدخل في نتائج انتخابات الرئاسة في واشنطن، حتى تبت المحكمة العليا في مسألة الحصانة، وأسقط قاض ثلاث تهم في قضية جورجيا لكن يمكن للمدعين العامين استئناف الحكم.
وحصل ترامب على أحكام قضائية هذا العام في قضيتين مدنيتين، فقد أمره قاض بدفع أكثر من 455 مليون دولار بتهمة الاحتيال المالي، وأمرته محكمة بدفع 83 مليون دولار للكاتبة إي جان كارول بتهمة التشهير.
وعلى النقيض من محاكماته المدنية، حيث لم يكن مطلوبا منه حضور جلسات الاستماع شخصيا، بات لزاما على ترامب حضور جلسات المحاكمة الجنائية في قاعة المحكمة في قضية شراء الصمت ما لم يحكم القاضي بخلاف ذلك.
وتقول "آن بي آر" إن ترامب سيحضر كل يوم اثنين وثلاثاء وخميس وجمعة تقريبا طوال الشهرين المقبلين.
وفي حديثه للصحفيين في محكمة مانهاتن الجنائية، تعهد ترامب بالحضور إلى المحكمة خلال النهار وحضور فعاليات الحملة الانتخابية ليلا.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسیة فی قضیة
إقرأ أيضاً:
الانتخابات الرئاسية: الآية إنقلبت
من دون أدني شكّ، عاد الحراك الرئاسي الى نوع مختلف من النشاط والجدية مع انتهاء الحرب الاسرائيلية على لبنان، لكن الاكيد أيضاً أن احداً من القوى السياسية في لبنان ليس لديه اجابات واضحة عن نتيجة هذا الحراك وما اذا كان سيؤدي الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية ام الى مزيد من المماطلة السياسي والفراغ.
بات الحديث عن الاسماء بتماشى بشكل لافت مع تغيّر التوازنات السياسية في المنطقة، ومن كانت حظوظه عالية في السابق تراجعت اليوم لترتفع في المقابل حظوظ آخرين، لكن الاختلاف ليس بالحظوظ الرئاسية فقط بل بمواقف القوى والاحزاب والكتل النيابية من اصل الاستحقاق وحصوله.
لم تعد قوى المعارضة مستعجلة على الانتخابات الرئاسية، اذ وبالرغم من تقدم مشروعها السياسي في المنطقة وتالياً انعكاس الامر على واقعها في لبنان وامكانية ايصال مرشح قريب منها الى قصر بعبدا، الا ان هذه القوى تريد المزيد من الوقت، لا بل باتت في العمق تشجع الذهاب الى عملية تأجيل لجلسة الانتخاب الى ما بعد وصول الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب الى البيت الابيض وبدء ولايته الرئاسية. هذا الامر يظهر بشكل جلّي من خلال عدم خوض قوى المعارضة لنقاش فعلي في ما بينها من اجل الاتفاق على مرشح واحد ودعمه في جلسة 9 كانون الثاني بهدف الفوز بالمعركة الدستورية.
من وجهة نظر قوى المعارضة، فإن التطورات الحاصلة اليوم والتي حصلت في الاسابيع الماضية، والتي فرضت على "حزب الله" عملياً التخلي عن مرشحه الرئاسي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، قد تتفاعل وتتوسع في الاسابيع المقبلة وتحديداً من خلال توجيه اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية ضربة عسكرية كبرى ضدّ ايران، وهذا ما سيجعل حظوظ ايصال رئيس من صفوف المعارضة اكبر ولن يكون ممكناً الاكتفاء بإنهاء حظوظ فرنجية، وعليه لماذا الاستعجال اليوم؟ من الواضح ان المعارضة تتراجع بشكل حذر عن مرشحين كانت قد دعمتهم ضمناً في المرحلة السابقة أمثال قائد الجيش العماد جوزيف عون، وهو ما فتح الباب امام لعبة مضادة من قبل "قوى الثامن من اذار".
قد يكون من مصلحة" الثنائي الشيعي" تحديداً ان تقوم المعارضة بحرق اسم قائد الجيش، لكن في الوقت نفسه لا يمكن لقوى الثامن من اذار القبول بعملية تأجيل الاستحقاق الرئاسي مجدداً، اولاً لسبب اعلامي – سياسي، وهو توجيه ضربة جيدة للخطاب السياسي للمعارض التي تحمل فيه قوى الثامن من اذار مسؤولية التعطيل، لذلك سنرى خلال جلسة التاسع من كانون الثاني حضوراً كاملاً لكتل الثامن من اذار وجلسات متتالية من قبل رئيس المجلس النيابي نبيه برّي الى حين تطيير نواب المعارضة للنصاب او انتخاب رئيس جديد وهذا ما لا يمكن حصوله الا من خلال توافق بين الاطراف المتنازعة على اسم وسطي.
اما السبب الثاني الذي يجعل قوى الثامن من اذار مستعجلة لانتخاب رئيس، فهو تجنب حصول تطورات جديدة في المنطقة، وتحديداً استهداف ايران، واذا كان تبدل موازين القوى امر ممكن ومتاح لطرفي النزاع، الا ان فكرة استمرار اسرائيل بالتصعيد تبقى اكثر ترجيحاً. وحتى لو تمكنت طهران من توجيه ضربات جدية وافشلت الهجوم عليها، فإن اقصى ما قد يحصل عليه الفريق المتحالف مع "حزب الله" اليوم هو رئيس وسطي وعليه لماذا لا يتم انتخابه الآن وتجنب المخاطرة؟
المصدر: خاص "لبنان 24"