خطوط حمراء.. تداعيات ودلالات التصعيد بين إيران وإسرائيل
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
دقت ساعة الصفر، ونفذت إيران أول هجوم مباشر من نوعها داخل الأراضي الإسرائيلية، وذلك بإطلاقها نحو 100 صاروخ بالستي متوسط المدى وأكثر من 30 صاروخ كروز وما لا يقل عن 150 مسيّرة هجومية، وفقا لما كشفته وسائل الإعلام الأمريكية، وجاء هذا الهجوم ردًا على استهداف إسرائيل للقنصلية الإيرانية في دمشق ومقتل سبعة من أبرز قادة الحرس الثوري الإيراني من بينهم، العميد «محمد رضا زاهدي» والعميد «محمد هادي رحيمي»، وهو ما يشير إلى أن المنطقة ستشهد خلال الفترة المقبلة توترات أخرى سيكون محورها المواجهة المباشرة بين طهران وتل أبيب وذلك على غرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وهجمات وكلاء إيران بالمنطقة على إسرائيل.
ردود الفعل
وتجدر الإشارة أن الهجوم الإيراني أثار ردود فعل واسعة على المستويين الإقليمي والدولي، فهناك من ندد بالهجوم وعلى رأسهم أمريكا وبعض الدول الغربية الداعمة لإسرائيل، وعلى الصعيد الآخر، أعربت دول المنطقة العربية وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي عن قلقها العارم إزاء توسيع دائرة التصعيد بالمنطقة داعية جميع الأطراف بضبط النفس وتجنب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب، وجعل الدبلوماسية الوسيلة الأنسب للحوار وتكثيف الجهود الرامية لتعزيز الاستقرار الإقليمي وإحلال الأمن والسلم الدوليين.
ومن اللافت في هذا الهجوم هو أنه لم يستغرق سوى بضع ساعات فضلًا أن أمريكا وإسرائيل كان على علم بموعد التنفيذ، وهو ما أكده عددا من مسؤولي الاحتلال الإسرائيلي، قائلين أن "الهجوم مسرحية إيرانية فقد تلقت إسرائيل إنذارا مسبقا من إيران بشأن هذا الهجوم. الذي يهدف فقط لـ "حفظ ماء الوجه"، ومع ذلك فقد أكدت طهران بأن الهجوم حقق أهدافه بنجاح، في حين أن إسرائيل أفادت أن نجحت في التصدي لهجوم إيران بواسطة منظومة «حيتس» وهي واحدة من أحدث منظومات الدفاع في إسرائيل قادرة على اعتراض صواريخ بالستية حتى خارج المجال الجوي.
دلالات الهجوم
ولذلك فقد تباينت رؤي الخبراء حول فعالية الرد الإيراني، فهناك من أكد أنه محاولة من إيران لاستعراض القوة وحفظ ماء الوجه ردًا على هجوم قنصليتها في دمشق ومقتل عدد من أبرز قادتها، ويبررون هذه الرؤية بالقول أن إيران لم تستخدم أفضل الأسلحة المتطورة التي تمتلكها في شن هذا الهجوم وأنها أخبرت أمريكا وإسرائيل به قبل شنه.
والفريق الثاني يقول أن الهجوم نجح في الوصول إلى أهدافه أو على الأقل فقد كلف إسرائيل تكلفة كبيرة لصده بالاعتماد على «منظومة حيتس» في الوقت الذي يعاني فيه الاحتلال من خسائر اقتصادية جمة جراء حربه على قطاع غزة، ومن جهته، يقول الدكتور «محمد عبادي» الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، أنّ العملية الإيرانية لم تكن مسرحية أو لحفظ ماء الوجه؛ مخاطرة محسوبة لتحقيق عدة أهداف.
مشروع إيران
ولفت «عبادي» في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز» أن الهجوم الإيراني لا علاقة له بنصرة القضية الفلسطينية أو دعم غزة. كان لكسر سلسلة التمادي الإسرائيلي في سحق مشروع إيران في سوريا ثم لبنان، وولذلك جاء الرد الإيراني لإيصال رسالة بالنار لإسرائيل، لإعادة ضبط بوصلة خطوط الإشتباك بين الطرفين، وجرّها إلى مساحة تبادل الضربات في ظلال الحرب الرمادية الآمنة.
وحول التداعيات المحتملة لهذا الهجوم، أفاد «عبادي» رغم الرد الإسرائيلي المرتقب على الهجوم الإيراني، فإن واشنطن ستتولى ضبط معدل التصعيد واحتواء الانفجار، بالضغط على إسرائيل وتهديد إيران والتلويح بإغراءات التفاهمات، إضافة إلى أن هذا الهجوم لن يُلجم رئيس وزراء الاحتلال «نتنياهو» على استمرار مجازره الوحشيّة في غزة أو المضي قدمًا في مخططات تدمير القطاع.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إيران الهجوم الإيراني غزة دمشق استهداف القنصلية الإيرانية هذا الهجوم أن الهجوم
إقرأ أيضاً:
حماس قد تتمسك بخطتها إنهاء إسرائيل إذا استعادت قوتها
شنت إسرائيل عملية "حارس الأسوار"، في مايو (أيار) 2021، وهي حملة عسكرية استمرت 11 يوماً استهدفت إضعاف حركة حماس وحلفائها في غزة بعد إطلاقهم صواريخ أصابت منازل ومدارس إسرائيلية.
هذا التقييم يكشف عن طبيعة تفكير الجماعات المعادية لإسرائيل
كانت هذه المواجهة الرابعة بين الطرفين منذ انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005، لكنها انتهت كما انتهت المواجهات السابقة: بقيت حماس في السلطة، تحكم غزة بقبضة حديدية وتخطط لمزيد من الهجمات ضد إسرائيل.
تحول في رؤية حماس
وفي هذا الإطار، قال قال لورانس جاي. هاس"، زميل أول في مجلس السياسة الخارجية الأمريكية، في مقاله بموقع مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية: "بعد هذه المواجهة، وكما كشفت وثائق تم الاستيلاء عليها لاحقاً، ترسخت لدى قيادة حماس قناعة بأن إسرائيل يمكن تدميرها. بدأت الحركة في وضع خطط بالتنسيق مع أعضاء آخرين في "محور المقاومة" المدعوم من إيران، وناقشت تلك الخطط مع إيران وحزب الله قبل هجومها في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
الاستعداد لجولة جديدةومع انتهاء هدنة الشهرين بين إسرائيل وحماس، استعادت الأخيرة سيطرتها على غزة، وعملت على إعادة بناء قدراتها العسكرية استعداداً لجولة جديدة من العنف.
ووفق وثائق استخباراتية نشرها مركز "مئير عاميت للمعلومات حول الاستخبارات والإرهاب"، تحتاج إسرائيل بشكل عاجل إلى استعادة قوة الردع ضد أعدائها الأكثر شراسة.
Hamas is trying to portray a sense of normalcy in Gaza, presenting itself as the region’s future leadership.
Meanwhile, Israel is amassing a massive force just outside Gaza, preparing for a renewed offensive.
Defense Minister Katz warns that if fighting resumes, it will be on a… pic.twitter.com/iN2Z3UQZUH
وتشير التقارير الواردة إلى أن إسرائيل قتلت نحو 20000 من مقاتلي حماس منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول)، لكن الحركة جندت أكثر من 25000 مقاتل جديد خلال الـ17 شهراً الماضية. كما أن حركة الجهاد الإسلامي، الحليف القوي لحماس في غزة، تضم الآن أكثر من 5000 مسلح.
رؤية نتانياهو: القضاء على حماس
في ظل هذه التطورات، يظل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مصمماً على "القضاء" على حماس، رغم الانتقادات الدولية المتوقعة بسبب خرق الهدنة.
وترى إسرائيل أن القضاء على الحركة ليس مجرد خيار سياسي، بل ضرورة استراتيجية لمنع تجدد الهجمات.
????Extent of Hamas exploitation of civilian Gaza is deeper than anticipated. Hamas' battle strategy explains massive destruction in Gaza. Here are key aspects of strategy which forces IDF to act with destructive force (much based on this article). 1/10 https://t.co/459AhUM5lk pic.twitter.com/8P51U50FfE
— Aizenberg (@Aizenberg55) March 12, 2024بعد عملية "حارس الأسوار"، نشر الجناح العسكري لحماس كتاباً ذكر فيه: "هزيمة العدو باتت في المتناول، أو حتى أقرب، بمشيئة الله". كان هذا تعبيراً واضحاً عن تحول في رؤية قادة حماس، حيث باتوا يرون أن تدمير إسرائيل لم يعد مجرد حلم بعيد المنال، بل صار احتمالاً قريب التحقيق.
وفي سبتمبر (أيلول) 2021، عقد القيادي في حماس يحيى السنوار، مؤتمراً بعنوان "وعد الآخرة: فلسطين بعد التحرير"، حيث أعلن أن "النصر بات قريباً."
وضع خطط الحرب متعددة الجبهات
في 19 يونيو (حزيران) 2022، أرسل السنوار رسالة إلى إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، يقترح فيها ثلاث سيناريوهات لهجوم متعدد الجبهات على إسرائيل: أولاً؛ الهجوم الواسع: وتشارك فيه جميع عناصر "محور المقاومة"، باستثناء إيران.
ثانياً؛ التدخل الجزئي: تشن فيه حماس الهجوم الأساسي، مع مشاركة جزئية من حزب الله وانضمام مقاتلين من الضفة الغربية ومناطق أخرى. ثالثاً؛ الهجوم التدريجي: وتبدأ فيه حماس الهجوم وحدها، على أن ينضم حزب الله وجماعات أخرى لاحقاً. في غضون أسابيع، وافقت قيادة حزب الله على السيناريو الأول.
ورغم أن الهجمات الإسرائيلية على حماس وحزب الله خلال الأشهر الماضية أبطأت خططهما، يحذر مركز "مئير عاميت" من أنه إذا استعادت حماس قوتها، فقد تعيد النظر في تدمير إسرائيل كخطة عملية.
وخلص الكاتب إلى القول إن هذا التقييم يكشف عن طبيعة تفكير الجماعات المعادية لإسرائيل في الجنوب والشمال، كما أنه يوضح لماذا ترى القيادات الإسرائيلية، رغم خلافاتها الداخلية، أن السماح ببقاء حماس، ناهيك عن ازدهارها، أمر غير مقبول على الإطلاق.