تحل اليوم ذكرى ميلاد الشيخ محمد متولي الشعراوي ، إمام الدعاة، وصاحب الشهرة الواسعة والقدم الراسخة في العلم والدعوة، ونال الشيخ  الشعراوي تلك المكانة لإخلاصه وتجرده، حيث حفظ الشيخ الشعراوي القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، و«أسلوبه في التفسير» علامة بارزة في مسيرة الشيخ الشعراوي.

 

وترك الشيخ الشعراوي وراءه مكتبة إسلامية تعد ذخرًا لطلاب العلم في شتى أنحاء العالم، وما زال يتذكره المصريون ويجتمعون لسماع خواطره في تفسير القرآن الكريم بأسلوب ميسر يفهمه المتبحر في علوم الدين وغير المتخصصين في الوقت ذاته، رحم الله الإمام.

ميلاد الشيخ الشعراوي

ولد الشيخ محمد متولي الشعراوي، عام 1911م، بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بمصر، والذي فسر القرآن الكريم بطرق مبسطة وعامية، مما جعله يستطيع الوصول لشريحة أكبر من المسلمين في جميع أنحاء العالم العربي، ولقبه البعض بإمام الدعاة. 

 

وفاة الشيخ الشعراوي

وتوفى فى 17 يونيو عام 1998م، تاركًا وراءه مكتبة إسلامية تعد ذخرًا لطلاب العلم في شتى أنحاء العالم، وما زال يتذكره المصريون ويجتمعون لسماع خواطره في تفسير القرآن الكريم بأسلوب ميسر يفهمه المتبحر في علوم الدين وغير المتخصصين في الوقت ذاته، رحم الله الإمام.


وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو للشيخ عبد الرحيم الشعراوي، نجل إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي، وهو يروي تفاصيل آخر 18 يومًا في حياة الإمام.


وقال عبد الرحيم الشعراوي: إن والده كان يكره المستشفيات والتواجد بها، وإنه قبل وفاته بحوالي 18 يومًا انفصل تمام عن العالم الخارجي، ورفض الطعام والشراب والدواء، وحتى الرد على الهاتف المحمول، واكتفى فقط بتواجد أبنائه وأحفاده من حوله.

 

وأضاف: أنه قبل وفاة والده بيومين، طلب منه والده أن يجري تجهيزات الجنازة الخاصة به، وعندما رأى الشيخ الشعراوي الدموع في عين نجله قال له: «نعم؟.. من أولها؟.. قد المسئولية ولا مش قد المسئولية.. ربنا هيعينك إن شاء الله.. أنا عارف إن أنت اللي هتتحمل ومتتفاجئش وتبقى رابط الجأش».

 

وتابع: إنه مع بدء الساعات الأولى لليوم الذي حدد الشعراوي أنه اليوم الذي سيقابل فيه ربه بدأ يقلق على والده، طلب في هذا اليوم تقليم أظافره وأن يستحم ويلبس ملابس جديدة تمامًا، وطلب من أولاده أن يتركوه بمفرده، قائلًا له «عاوز أقعد مع ربنا شوية».


وبيّن تفاصيل لحظة وفاته، قائلًا: «بص والدي لفوق وقعد يقول أهلًا سيدي أحمد.. أهلا سيدي إبراهيم.. أهلًا السيدة زينب.. أهلًا والله أنا جايلكم.. أنا استاهل كل ده؟.. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك محمدًا رسول الله وطلع السر الإلهي».

قصة رفض الشيخ الشعراوي نقل مقام إبراهيم 

 

وألمح الدكتور أحمد الشعراوي، نجل الشيخ محمد متولي الشعراوي، إلى أن السعودية أرادت توسعة الحرم المكي في عام 1954، بعدما زاد عدد الحجاج بشكل كبير خلال تلك السنوات، وقررت بالفعل تنفيذ مشروع توسيع الحرم المكي لكي يسع الجميع.

 

وذكر «نجل الشعراوي»، في تصريح له: «أنه بينما يتم توسيع الحرم المكي وصلت شكوى إلى ملك السعودية تخطره بأن مقام «إبراهيم» عليه السلام، وهو حجر يشبه المكعب، يؤدي إلى إعاقة الطائفين وخاصة في الأيام التي يكون فيها الحرم مزدحما مثل أوقات الحج والعمرة في شهر رمضان، ولهذا قام بعض العلماء بتقديم اقتراح بأن يتم نقل المقام إلى الخلف بجوار الرواق، ووافق الملك وبالفعل تم اتخاذ إجراءات النقل.

 

واستطرد: وعلم الشيخ محمد متولي الشعراوي بأمر نقل المقام من مكانه إلى الخلف قبل الموعد الذي تم تحديده للنقل بخمسة أيام، كما قيل له بأن علماء السعودية استندوا في قرار النقل بسيدنا محمد حيث سبق أن نقله حيث كان ملاصقًا للحرم في بداية الأمر.

 

واستكمل: فاعترض الشيخ «الشعراوي» على فكرة نقل المقام، حيث رأى أنها مُخالفة للشريعة وقام بالاتصال بالعلماء في المملكة العربية السعودية ومصر ولكنهم قالوا إن الأمر انتهى وأن المكان الجديد للمقام تم الانتهاء منه، فقام بإرسال خطاب إلى الملك سعود قائلًا فيه: «يا جلالة الملك سعود لا يصح أن يتم نقل مقام سيدنا إبراهيم من مكانه، حيث إنه مكان ومكين وأن مكان المقام محدد والحجر الذي صعد عليه أبونا إبراهيم عليه السلام محدد أيضًا، لذلك فلا يصح نقله إلى الخلف».

 

وواصل: وروى الشيخ الشعراوي لملك السعودية سعود بن عبد العزيز آل سعود، قصة سيدنا عمر بن الخطاب عندما جاء سيل في الحرم، وأدى إلى إزاحة الحجر من مكانه، فقام خليفة المؤمنين بإعادته إلى نفس المكان، دون أى تغيير حيث كان من الصحابة من قام بقياس المسافات التي بين الكعبة وبين موقع الحجر، وتمت إعادته إلى مكانه من جديد.


وأردف: وعندما قرأ الملك سعود الرسالة قام بدراسة الأمر مرة أخرى مع علماء المملكة العربية السعودية، وعلى الفور أصدر قرارًا بإبقاء الحجر فى مكانه، بل وتناقش مع الشعراوى فى قرار التوسعة وأخذ بآرائه فى ذلك الأمر.

 

 

الشيخ الشعراوي صاحب الكرامات

وقال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن الإمام الراحل الشيخ الشعراوي لم يكن عالمًا عاديًا بل ولي من الصالحين الذين كُشف عنهم وكانت له كرامات كثيرة.


ونبه «هاشم» في تصريح له، على أنه عمل مع الشيخ الشعراوي في جامعة مكة بالمملكة العربية السعودية، وذات يوم وجد جماعة يبكون من كرب نزل بهم، وطلبوا من الشعراوي أن يذهب معهم إلى مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- ليدعو لهم أمام الحجرة النبوية الشريفة.

 

وتابع: «فذهب الشعراوي معهم ووقف أمام الحجرة النبوية الشريفة في الروضة، ودعا لهؤلاء المكروبين، وتوسل إلى الله تعالى، قائلًا: «مولاي -مخاطبًا الرسول- ضيفك من كل الدنُى جاءوا، فامنن عليهم بما شاءوا وفوق ما عرفوا من فضل ربهم ما قد عرفت، وكم لله آلاء من علوم الفضل أنت قاسمها والله معطاء، وأخذ الشعراوي يدعو في الروضة حتى إذا ما وصل هؤلاء المكروبون إلى مكة وجدوا الكرب قد كشفه الله بفضل دعائه».

 

أمنية الشيخ الشعراوي التي لم تتحقق

وكشف محمد عبد الرحيم الشعراوي، الحفيد الأكبر لإمام الدعاة، عن أن جده الإمام محمد متولي الشعراوي كان يعتزم إنشاء فرع لجامعة الأزهر في قريته دقادوس، ولكنه توفى قبل أن يحقق أمنيته.



ونوه «عبد الرحيم» في تصريح له، بأن الشعراوي أنشأ العديد من المشروعات الخيرية، وله مؤسسة خيرية قائمة حتى الآن، منوهًا بأنه أنشأ في قريته دقادوس -مسقط رأسه- بمحافظة الدقهلية مجمعًا إسلاميًا، ومعهدًا دينيًا، ومسجدًا كبيرًا، وأنفق على عدة مشروعات كرصف القرية وإدخال الصرف الصحي إلى المنازل.

وأكمل: إن من العادات الأساسية للشيخ الشعراوي أنه كان حريصًا على الاجتماع بكامل العائلة، وكان من عاداته إطعام الفقراء.

 

قصة فقد الشيخ الشعراوي 50 ألف جنيه 

أفاد الدكتور الراحل محمد وهدان، الأستاذ بجامعة الأزهر، بأنه كان متواجدًا في منزل الشيخ محمد متولي الشعراوي -رحمه الله-، وأعطى الشيخ الراحل خادمه بالمنزل 50 ألف جنيه لوضعها بالداخل، فبعد ساعات احتاج الإمام للمبلغ، فقال للخادم احضر لي المبلغ من الداخل فإذا بالخادم لم يجده.


ولفت «وهدان» في تصريح له، إلى أن الإمام استدعى الخادم الآخر، فقال له: «ابحث عن المبلغ مع صديقك فلم يعثر عليه، فما كان من الإمام إلا أن استقبل القبلة ورفع يديه إلى السماء وقال: «الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله، ما أخذ الله إلا ليعطي».

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الشعراوي الشيخ الشعراوي ذكرى ميلاد الشعراوي الشیخ محمد متولی الشعراوی الشیخ الشعراوی القرآن الکریم فی تصریح له عبد الرحیم قائل ا

إقرأ أيضاً:

ذكرى ميلاد "رأفت الهجان".. أخطر جاسوس مصري في إسرائيل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عرض برنامج "صباح الخير يا مصر"، المذاع على القناة الأولى والفضائية المصرية، من تقديم الإعلاميين محمد الشاذلي ومنة الشرقاوي، تقريرا بعنوان "ذكرى ميلاد رفعت الجمال.. أخطر جاسوس مصري في إسرائيل".

تحل اليوم ذكرى ميلاد البطل المصري رفعت الجمال المعروف باسم "رأفت الهجان" أخطر جاسوس مصري حيّر إسرائيل في فترة كانت شديدة الحساسية بالنسبة للتاريخ المصري.

وُلد البطل المصري رفعت الجمال في دمياط 1 يوليو 1927 وكان والده يعمل في تجارة الفحم ووالدته ربة منزل، وانتقل والده إلى القاهرة.

أسهم "الجمال" في توجيه أكبر ضربة مخابراتية تدرس في المعاهد العليا لتعليم علوم التجسس في العالم، ونجح في الوصول لأعلى المراتب داخل إسرائيل وجنّد عددا من الضباط الإسرائيليين للعمل لصالح المخابرات العامة المصرية، وكان له دور كبير في كشف أسرار العدو الإسرائيلي في تلك الفترة.

خضع بعد موافقته على التجسس لصالح مصر في إسرائيل لعمليات تدريب طويلة تلقى خلالها شرحا في علم الاقتصاد وسر نجاح الشركات متعددة القوميات، إضافة إلى عادات وسلوكيات وتاريخ وديانة اليهود، أعقب هذا تدريب على القتال في حالات الاشتباك المتلاحم والكر والفر والتصوير بآلات تصويرية دقيقة جدا وتحميض الأفلام، وحل شفرات رسائل أجهزة الاستخبارات والكتابة بالحبل السري، ودراسة سريعة عن تشغيل الراديو وفروع وأنماط أجهزة المخابرات والرتب والشارات العسكرية والأسلحة الصغيرة وصناعة القنابل والقنابل الموقوتة.

مقالات مشابهة

  • في ذكرى ميلاد الليدي ديانا.. اشتهرت بأعمال الخير ولُقبت بعدة ألقاب
  • شريف رمزي يحيي ذكرى ميلاد والده:يوم ميلاد أهم وأعظم وأجمل راجل في حياتي
  • بهذه الكلمات.. مروان حامد يحيي ذكرى ميلاد والده
  • «والدي الحبيب».. مروان حامد يحيي ذكرى ميلاد والده
  • ذكرى ميلاد "رأفت الهجان".. أخطر جاسوس مصري في إسرائيل
  • ذكرى ميلاد رفعت الجمال... أخطر جاسوس مصري في إسرائيل
  • في ذكرى رحيله.. هل أصيب عزت أبو عوف بسرطان الكبد؟
  • رئيسة حزب مصر أكتوبر تزور مجمع خدمات الشيخ الشعراوي بالدقهلية (صور)
  • «مصر أكتوبر» يطلق مبادرة لدعم ومساندة مجمع الشيخ الشعراوي الطبي بالدقهلية
  • نساء في حديث خاص لـ (الأسرة): الولاية إكمال للدين وإتمام النعمة لأمة محمد وغلبة وفلاح للموالين