لجريدة عمان:
2024-12-29@00:22:26 GMT

الأعداء يقصفون إسرائيل

تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT

أعادني مشهد عبور الصواريخ والمسيرات الإيرانية نحو الأراضي المحتلة، إلى مشهد سقوط صواريخ سكود العراقية على تل أبيب في فبراير 1991م. فأعداء الثمانينيات -إيران والعراق- اهتديا إلى العدو الحقيقي بعد تجرعهما علقم حرب ثماني سنوات، والتي قضت على الأخضر واليابس في البلدين الجارين ولم ينتصر فيها إلا الكيان الصهيوني الذي استغل الحروب العربية والخلافات الإقليمية لتدمير القوى الوطنية في المنطقة سواء بالتدخل المباشر كما حدث في اجتياح بيروت، أو تقويض الحركات السياسية المناهضة للكيان من الوصول إلى صنع القرار.

لا يخفى على ذي بصيرة بأن المشروعات السياسية في المنطقة واضحة لا ضباب يسترها ولا غبش يواريها، فالمشروع الأول تقوده الولايات المتحدة وإسرائيل، مشروع يبرئ الصهاينة من جريمة احتلال فلسطين ويقبل بالكيان الصهيوني عنصرا فاعلا في الأمن والاقتصاد ويراه شريكا مهما للقضاء على إيران، وأن القضية الفلسطينية قد وئدت في الاتفاقيات والصفقات السرية منها والمُعلنة، أما المشروع الثاني فهو المحور الإيراني السوري الداعم للمقاومة لاستعادة الأراضي المحتلة في فلسطين وسوريا ولبنان، محور يصارع الصهاينة وأدواتهم في أكثر من جبهة ولا يفرط في حقوق الفلسطينيين ولا يتاجر بمعاناتهم على طاولات المفاوضات، فأي المشروعين أقرب إلى المواطن العربي؟، لقائل أن يقول إن إيران تتدخل في الشؤون العربية ولديها أذرع في بعض العواصم العربية، وهذا صحيح ولكن ماذا عن الوجود الأمريكي والبريطاني والفرنسي والتركي في الكثير من القواعد الجوية والبحرية في المنطقة؟.

نعم لدى إيران مصالح في المنطقة مثلها مثل أي دولة، ولا أحد يثني دولة عن السعي خلف مصالحها ومشروعاتها، فالمصالح الأمريكية والبريطانية والفرنسية ينظر إليها بعين الرضا وهي التي زرعت وربت وحمت الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي، ولا تزال الدول الثلاث تحمي إسرائيل من المساءلة الدولية ومن قرارات مجلس الأمن الدولي.

بالعودة إلى الضربات الإيرانية فبصرف النظر عن تحقيق أهدافها أم لا فإن طهران نفذت تهديداتها وتعرف بأن الحرب مع الكيان الصهيوني مفتوحة على عدة جبهات، وتدرك القيادة الإيرانية أن العقوبات المفروضة عليها ليس فقط لإبطاء برنامجها النووي وإنما لموقفها الداعم للقضية الفلسطينية منذ وصول الثورة إلى سدة الحكم عام 1979م، وقطع العلاقات مع تل أبيب بعد زوال نظام الشاه الذي اعترف بإسرائيل عام 1953 لتكون بذلك ثاني بلد مسلم يعترف بإسرائيل بعد تركيا.

كم مرة علينا التذكير بأن العدو الفعلي في المنطقة قبل الكيان الصهيوني، هو الجهل فعدم التمييز بين الصديق والعدو سذاجة وغباء، مثله مثل التعامي عن خطر المشروع الصهيوني المتستر بالمشروع الإبراهيمي في إقامة علاقات كاملة مع الدول العربية والتخلي عن مشروعية استعادة الحق الفلسطيني لتحرير أرضه وعودة اللاجئين، فالمشروع الإبراهيمي مثل أي مشروع يجري تنفيذه في المنطقة العربية مثل تسفير المجاهدين العرب إلى أفغانستان وخوض معركة ضد السوفييت نيابة عن الولايات المتحدة، أو الحرب على اليمن ومقاطعة قطر وغيرها من الأزمات والويلات التي جرتها على المنطقة ولا تزال تعاني منها.

سنظل ندعو إلى عدم السير خلف المستعمرين وتنفيذ خططهم التي تستنزف الثروات ومقدرات شعوب المنطقة تحت أكثر من عنوان ولافتة مرة بالاستثمار ومرة بالحماية من أعداء وهميين.

وإلى أن تأتي اليقظة المنتظرة، نردد كلمات الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش (1941-2008) م

« من لغتي ولدتُ

على طريق الهند

بين قبيلتين صغيرتين

عليهما قمر الديانات القديمة

والسلام المستحيل

وعليهما أن تحفظا

فلك الجوار الفارسي

وهاجس الروم الكبير»

محمد الشحري كاتب وروائي عماني

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الکیان الصهیونی فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

مؤسسة البحر الأحمر تحمل المجتمع الدولي مسؤولية استهداف الكيان الصهيوني لموانئها

الثورة نت/..
حذرت مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية، من خطورة تصعيد العدوان الاسرائيلي للجرائم غير المبررة التي يواصل ارتكابها بحق موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، ومعاودة تدمير بناها التحتية والمعدات التشغيلية، واستهداف العاملين فيها.

وحمل بيان صادر عن المؤسسة، المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة تجاه ما تتعرض له الموانئ التابعة لها من أضرار كبيرة جراء الجرائم الارهابية المتواصلة التي يشنها العدو الاسرائيلي وتحويل هذه المنشآت التي تقدم خدماتها لملايين الشعب اليمني إلى أهداف عسكرية على مرأى ومسمع دول العالم.

واعتبر البيان، تعمد كيان العدو الصهيوني في ارتكاب المزيد من الجرائم بحق هذه الموانئ الحيوية، واخرها استهداف مينائي رأس عيسى والحديدة، وما نجم عنها من أضرار بالغة وسقوط ضحايا، بعد أقل من أسبوع من استهداف موانئ الحديدة، جرائم حرب ضد الإنسانية هدفها تعطيل النشاط التجاري والملاحي ومضاعفة معاناة اليمنيين.

كما حذر البيان من تبعات استمرار الدعم والتواطؤ الأمريكي وتماهيه مع الإرهاب الصهيوني، الذي يشجع هذا الكيان المتغطرس على الإمعان في هذه الجرائم التي تطال الموانئ المدنية وتدمير مقدرات ومصالح الشعب اليمني، والإصرار على تحدي القانون الدولي الانساني والمواثيق الدولية التي تجرم الانتهاكات والاستهداف للمنشآت الخدمية والموانئ.

واعتبرت مؤسسة الموانئ، ما تتعرض له موانئ البحر الأحمر من تداعيات وانعكاسات وأضرار بالغة جراء هذه الهجمات، في ظل تواجد فريق بعثة الأمم المتحدة واستمرار أعماله الرقابية على موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، دليلا واضحا على الشراكة والدور الأمريكي الذي يتحكم بالقرار الدولي لممارسة الإرهاب العالمي وتدمير مصالح ومقدرات الشعوب.

وجددت، استنكارها الشديد، لتنصل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي تدعي حماية حقوق الانسان وكل المنظمات المعنية، عن المسؤولية وعدم اتخاذ أي موقف لإدانة مثل هذه الجرائم الصهيونية الممنهجة بحق موانئ الشعب اليمني لإعاقة عملها بهدف تجويع اليمنيين.

ونبه البيان إلى عواقب استهداف منظومة البنى التحتية والمعدات والمرافق الحيوية لموانئ البحر الأحمر في الحديدة، وما يترتب عليها من تبعات إنسانية، وحرمان الشعب اليمني من الحصول على الغذاء والدواء والوقود، فضلا عن الاستهتار بأرواح العاملين والموظفين، في الموانئ.

وجدد مؤسسة موانئ البحر الأحمر، مطالبة الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها بالخروج عن صمتها والاضطلاع بمسؤولياتها، تجاه هذا الصلف الصهيوني الذي يواصل الإضرار بمصالح الشعب اليمني ومعاودة استهداف الموانئ، والقيام بدورها وفق ما ينص عليه القانون الدولي الإنساني والمواثيق الدولية، التي تجرّم استهداف الموانئ والأعيان المدنية وتشدد على حمايتها والحفاظ عليها.

مقالات مشابهة

  • الإعلام الصهيوني يكشف حجم العمليات اليمنية ضد الكيان خلال ديسمبر
  • العجري: موقع سوريا من الصراع مع الكيان الصهيوني هو الأهم وليس الخلفية الطائفية
  • سمير فرج: عدو إسرائيل في المنطقة إيران
  • “سرديات الهزيمة” بلسان جنرالات الكيان الصهيوني
  • تداعيات “طوفان الأقصى” على مسار التطبيع مع الكيان الصهيوني
  • جيش الكيان الصهيوني يوجه إنذارًا لسكان منطقة بيت حانون
  • ائتلاف القانون يحذر من مخطط الكيان الصهيوني لتقسيم العراق عبر إشعال حرب أهلية
  • الكيان الصهيوني يعتقل فلسطينيا من طولكرم
  • مؤسسة البحر الأحمر تحمل المجتمع الدولي مسؤولية استهداف الكيان الصهيوني لموانئها
  • موانئ البحر الأحمر تحمل المجتمع الدولي مسؤولية استهداف الكيان الصهيوني لموانئها