لجريدة عمان:
2025-03-10@22:03:04 GMT

الأعداء يقصفون إسرائيل

تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT

أعادني مشهد عبور الصواريخ والمسيرات الإيرانية نحو الأراضي المحتلة، إلى مشهد سقوط صواريخ سكود العراقية على تل أبيب في فبراير 1991م. فأعداء الثمانينيات -إيران والعراق- اهتديا إلى العدو الحقيقي بعد تجرعهما علقم حرب ثماني سنوات، والتي قضت على الأخضر واليابس في البلدين الجارين ولم ينتصر فيها إلا الكيان الصهيوني الذي استغل الحروب العربية والخلافات الإقليمية لتدمير القوى الوطنية في المنطقة سواء بالتدخل المباشر كما حدث في اجتياح بيروت، أو تقويض الحركات السياسية المناهضة للكيان من الوصول إلى صنع القرار.

لا يخفى على ذي بصيرة بأن المشروعات السياسية في المنطقة واضحة لا ضباب يسترها ولا غبش يواريها، فالمشروع الأول تقوده الولايات المتحدة وإسرائيل، مشروع يبرئ الصهاينة من جريمة احتلال فلسطين ويقبل بالكيان الصهيوني عنصرا فاعلا في الأمن والاقتصاد ويراه شريكا مهما للقضاء على إيران، وأن القضية الفلسطينية قد وئدت في الاتفاقيات والصفقات السرية منها والمُعلنة، أما المشروع الثاني فهو المحور الإيراني السوري الداعم للمقاومة لاستعادة الأراضي المحتلة في فلسطين وسوريا ولبنان، محور يصارع الصهاينة وأدواتهم في أكثر من جبهة ولا يفرط في حقوق الفلسطينيين ولا يتاجر بمعاناتهم على طاولات المفاوضات، فأي المشروعين أقرب إلى المواطن العربي؟، لقائل أن يقول إن إيران تتدخل في الشؤون العربية ولديها أذرع في بعض العواصم العربية، وهذا صحيح ولكن ماذا عن الوجود الأمريكي والبريطاني والفرنسي والتركي في الكثير من القواعد الجوية والبحرية في المنطقة؟.

نعم لدى إيران مصالح في المنطقة مثلها مثل أي دولة، ولا أحد يثني دولة عن السعي خلف مصالحها ومشروعاتها، فالمصالح الأمريكية والبريطانية والفرنسية ينظر إليها بعين الرضا وهي التي زرعت وربت وحمت الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي، ولا تزال الدول الثلاث تحمي إسرائيل من المساءلة الدولية ومن قرارات مجلس الأمن الدولي.

بالعودة إلى الضربات الإيرانية فبصرف النظر عن تحقيق أهدافها أم لا فإن طهران نفذت تهديداتها وتعرف بأن الحرب مع الكيان الصهيوني مفتوحة على عدة جبهات، وتدرك القيادة الإيرانية أن العقوبات المفروضة عليها ليس فقط لإبطاء برنامجها النووي وإنما لموقفها الداعم للقضية الفلسطينية منذ وصول الثورة إلى سدة الحكم عام 1979م، وقطع العلاقات مع تل أبيب بعد زوال نظام الشاه الذي اعترف بإسرائيل عام 1953 لتكون بذلك ثاني بلد مسلم يعترف بإسرائيل بعد تركيا.

كم مرة علينا التذكير بأن العدو الفعلي في المنطقة قبل الكيان الصهيوني، هو الجهل فعدم التمييز بين الصديق والعدو سذاجة وغباء، مثله مثل التعامي عن خطر المشروع الصهيوني المتستر بالمشروع الإبراهيمي في إقامة علاقات كاملة مع الدول العربية والتخلي عن مشروعية استعادة الحق الفلسطيني لتحرير أرضه وعودة اللاجئين، فالمشروع الإبراهيمي مثل أي مشروع يجري تنفيذه في المنطقة العربية مثل تسفير المجاهدين العرب إلى أفغانستان وخوض معركة ضد السوفييت نيابة عن الولايات المتحدة، أو الحرب على اليمن ومقاطعة قطر وغيرها من الأزمات والويلات التي جرتها على المنطقة ولا تزال تعاني منها.

سنظل ندعو إلى عدم السير خلف المستعمرين وتنفيذ خططهم التي تستنزف الثروات ومقدرات شعوب المنطقة تحت أكثر من عنوان ولافتة مرة بالاستثمار ومرة بالحماية من أعداء وهميين.

وإلى أن تأتي اليقظة المنتظرة، نردد كلمات الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش (1941-2008) م

« من لغتي ولدتُ

على طريق الهند

بين قبيلتين صغيرتين

عليهما قمر الديانات القديمة

والسلام المستحيل

وعليهما أن تحفظا

فلك الجوار الفارسي

وهاجس الروم الكبير»

محمد الشحري كاتب وروائي عماني

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الکیان الصهیونی فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تدمّر "وسائل قتالية" في المنطقة العازلة بجنوب سوريا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، مساء أمس السبت، إن قوات "لواء الجولان 474" دمرت وسائل قتالية ونفذت أعمال تمشيط وأنشطة دفاعية في المنطقة العازلة في جنوب سوريا.

وأوضح «أدرعي» في منشور على حسابه في "تلجرام"، أن "قوات لواء 474 تحت قيادة الفرقة 210، تواصل أعمالها الدفاعية والانتشار في نقاط مسيطرة داخل سوريا حيث قامت القوات على مدار الأسبوع المنصرم بأعمال تمشيط محددة داخل الأراضي السورية وذلك في ضوء ورود مؤشرات استخبارية".

وأضاف: "كشفت القوات وصادرت ودمرت وسائل قتالية عديدة منها بنادق وذخيرة وصواريخ وعتاد عسكري آخر".

وأكد أن "قوات جيش الدفاع ستواصل العمل لإزالة أي تهديد ولتعزيز أمن مواطني دولة إسرائيل".

مقالات مشابهة

  • لبنان في مركز مُتقدّم.. إليكم ترتيب الدول العربية التي لديها نساء متعلمات أكثر من رجالها
  • هل بدأت إسرائيل بمخطط تقسيم دول المنطقة؟
  • ترامب يعلق على مناورات "خليج عمان" بين إيران وروسيا والصين
  • الحوثي الطلقة الأخيرة لمدفعية إيران
  • إيران تجري مناورات عسكرية بحرية بمشاركة روسيا والصين
  • هل تغيّر موقف إسرائيل من إيران بعد عودة ترامب؟
  • عبدالله نعمة: انعدام الأمن في سوريا يصب في مصلحة الكيان الصهيوني
  • إسرائيل تدمّر "وسائل قتالية" في المنطقة العازلة بجنوب سوريا
  • البرلمان العربي ينوه بالإسهامات التي حققتها المرأة العربية على كافة الأصعدة
  • هل تخلت إسرائيل عن ضرب منشآت إيران النووية بسبب ترامب؟