لجريدة عمان:
2024-11-24@08:18:47 GMT

الأعداء يقصفون إسرائيل

تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT

أعادني مشهد عبور الصواريخ والمسيرات الإيرانية نحو الأراضي المحتلة، إلى مشهد سقوط صواريخ سكود العراقية على تل أبيب في فبراير 1991م. فأعداء الثمانينيات -إيران والعراق- اهتديا إلى العدو الحقيقي بعد تجرعهما علقم حرب ثماني سنوات، والتي قضت على الأخضر واليابس في البلدين الجارين ولم ينتصر فيها إلا الكيان الصهيوني الذي استغل الحروب العربية والخلافات الإقليمية لتدمير القوى الوطنية في المنطقة سواء بالتدخل المباشر كما حدث في اجتياح بيروت، أو تقويض الحركات السياسية المناهضة للكيان من الوصول إلى صنع القرار.

لا يخفى على ذي بصيرة بأن المشروعات السياسية في المنطقة واضحة لا ضباب يسترها ولا غبش يواريها، فالمشروع الأول تقوده الولايات المتحدة وإسرائيل، مشروع يبرئ الصهاينة من جريمة احتلال فلسطين ويقبل بالكيان الصهيوني عنصرا فاعلا في الأمن والاقتصاد ويراه شريكا مهما للقضاء على إيران، وأن القضية الفلسطينية قد وئدت في الاتفاقيات والصفقات السرية منها والمُعلنة، أما المشروع الثاني فهو المحور الإيراني السوري الداعم للمقاومة لاستعادة الأراضي المحتلة في فلسطين وسوريا ولبنان، محور يصارع الصهاينة وأدواتهم في أكثر من جبهة ولا يفرط في حقوق الفلسطينيين ولا يتاجر بمعاناتهم على طاولات المفاوضات، فأي المشروعين أقرب إلى المواطن العربي؟، لقائل أن يقول إن إيران تتدخل في الشؤون العربية ولديها أذرع في بعض العواصم العربية، وهذا صحيح ولكن ماذا عن الوجود الأمريكي والبريطاني والفرنسي والتركي في الكثير من القواعد الجوية والبحرية في المنطقة؟.

نعم لدى إيران مصالح في المنطقة مثلها مثل أي دولة، ولا أحد يثني دولة عن السعي خلف مصالحها ومشروعاتها، فالمصالح الأمريكية والبريطانية والفرنسية ينظر إليها بعين الرضا وهي التي زرعت وربت وحمت الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي، ولا تزال الدول الثلاث تحمي إسرائيل من المساءلة الدولية ومن قرارات مجلس الأمن الدولي.

بالعودة إلى الضربات الإيرانية فبصرف النظر عن تحقيق أهدافها أم لا فإن طهران نفذت تهديداتها وتعرف بأن الحرب مع الكيان الصهيوني مفتوحة على عدة جبهات، وتدرك القيادة الإيرانية أن العقوبات المفروضة عليها ليس فقط لإبطاء برنامجها النووي وإنما لموقفها الداعم للقضية الفلسطينية منذ وصول الثورة إلى سدة الحكم عام 1979م، وقطع العلاقات مع تل أبيب بعد زوال نظام الشاه الذي اعترف بإسرائيل عام 1953 لتكون بذلك ثاني بلد مسلم يعترف بإسرائيل بعد تركيا.

كم مرة علينا التذكير بأن العدو الفعلي في المنطقة قبل الكيان الصهيوني، هو الجهل فعدم التمييز بين الصديق والعدو سذاجة وغباء، مثله مثل التعامي عن خطر المشروع الصهيوني المتستر بالمشروع الإبراهيمي في إقامة علاقات كاملة مع الدول العربية والتخلي عن مشروعية استعادة الحق الفلسطيني لتحرير أرضه وعودة اللاجئين، فالمشروع الإبراهيمي مثل أي مشروع يجري تنفيذه في المنطقة العربية مثل تسفير المجاهدين العرب إلى أفغانستان وخوض معركة ضد السوفييت نيابة عن الولايات المتحدة، أو الحرب على اليمن ومقاطعة قطر وغيرها من الأزمات والويلات التي جرتها على المنطقة ولا تزال تعاني منها.

سنظل ندعو إلى عدم السير خلف المستعمرين وتنفيذ خططهم التي تستنزف الثروات ومقدرات شعوب المنطقة تحت أكثر من عنوان ولافتة مرة بالاستثمار ومرة بالحماية من أعداء وهميين.

وإلى أن تأتي اليقظة المنتظرة، نردد كلمات الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش (1941-2008) م

« من لغتي ولدتُ

على طريق الهند

بين قبيلتين صغيرتين

عليهما قمر الديانات القديمة

والسلام المستحيل

وعليهما أن تحفظا

فلك الجوار الفارسي

وهاجس الروم الكبير»

محمد الشحري كاتب وروائي عماني

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الکیان الصهیونی فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

التميمي: الكيان الصهيوني يخطط لجر العراق إلى حرب شاملة

وقال التميمي في تصريح لوكالة "المعلومة" العراقية: إن "الكيان الصهيوني سبق أن هدد بضرب الأراضي العراقية، وفي الأمس ذهب نحو مجلس الأمن لتقديم شكوى ضد العراق بهدف إخطار المجتمع الدولي بنواياه تجاه البلاد".

وأضاف: إن "الكيان الغاصب يحاول استفزاز العراق وضرب أراضيه، إلا أن الأمور لن تسير لـ"تل أبيب" كما يخطط لها نتنياهو بل إن ردة الفعل ستكون قوية، وخصوصاً من قبل المقاومة الإسلامية".

وأوضح أن "نتنياهو يعمل على صناعة حرب شاملة في المنطقة وفتح جبهات ضد جميع الدول التي ترفض الاحتلال الصهيوني، حيث أن وضع العراق في الخارطة من قبل النتنياهو دليل واضح على نواياه تجاه البلاد".

 وأشار إلى أن "الحكومة العراقية وجهت الأجهزة الامنية بالتعامل مع أي خرق لسيادة العراق، وبالتالي فإن الأجهزة الأمنية إلى جانب محور المقاومة ستوجه ضربة موحدة لكيان الاحتلال لو حاول المساس بسيادة البلاد".

مقالات مشابهة

  • الكيان الصهيوني يقتحم مدينة الخليل
  • مسمار في نعش الكيان الصهيوني
  • االخارجية العراقية تحذر الكيان الصهيوني من الاعتداء على العراق
  • بقائي: إيران ترحب بأي خطوة لتحقيق العدالة ووضع حد لإفلات الكيان الصهيوني من العقاب
  • بقائي: إيران ترحب بأي خطوة لمعاقبة الكيان الصهيوني
  • الجامعة العربية تعقد اجتماعا طارئا لبحث تهديدات إسرائيل للعراق
  • قائد الحرس الثوري: قرار المحكمة الجنائية يعني نهاية الكيان الصهيوني سياسيًا
  • حزب الله يواصل دك عمق الكيان الصهيوني الغاصب
  • رئيس الكيان الصهيوني هرتسوغ: يوم أسود للعدالة والإنسانية
  • التميمي: الكيان الصهيوني يخطط لجر العراق إلى حرب شاملة