لجريدة عمان:
2025-01-23@19:44:04 GMT

الوعي وقت الأزمات

تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT

ما تمر به سلطنة عُمان من تقلبات في الأنواء المناخية بين فترة وأخرى ممثلة في هطول الأمطار ليس استثناءً، بل إنه يمثل تغيُّرا في تركيبة المناخ التي تمر بها دول الشرق الأوسط ودول الخليج منذ قرابة 6 سنوات، حيث تلاحقت الأعاصير على سلطنة عُمان من جهتي بحر العرب جنوبا وشرقا وهي المنطقة المفتوحة على المحيط الهندي، بدءا من جونو وفيت ومكونو وشاهين وغيرها.

وكان المفهوم السائد لدينا «أن المطر حالة استثنائية» نظرا لموقع هذا الإقليم في المنطقة الحارة والجافة وقليلة الأمطار، لكن هذا المفهوم بدأ يتغيّر لدى الكثير من العلماء والمهتمين بأحوال الطقس وأصبحت الأعاصير والأمطار نتيجة التقلبات المناخية أمرا أقرب منه للواقع.

ذلك يعني أن التعامل مع الحالات المناخية يترتب عليه وعي أكبر من السابق ولم تعد الحالة استثنائية بل جزء من المعايشة اليومية، خاصة أن تقدم العلم يعطي فرصة أكبر لمعرفة أضرار تلك الأحوال على كامل مساحة سلطنة عمان، لكن تلك التوقعات الاستباقية في بعض الأحيان يشوبها عدم الدقة على ضوء المعطيات الحسابية ومعرفة الواقع، وهذا أيضا استثناء لا يعني أنها تنطبق على كل الحالات.

اليومان الماضيان تعرضنا فيهما لحالة ماطرة في شمال البلاد وزهقت نتيجة عدم التقديرات الدقيقة أرواح عدد من طلبة المدارس الأبرياء. وهذا لا يعود لسبب مباشر بل لأسباب شاركت فيها أطراف عدة لعل أبرزها وعي هذه الأطراف بخطورة الحالة، التي ما زالت لدى البعض لا تعدو كونها حالة ماطرة عادية وتمر بينما هي مخالفة لذلك المفهوم.

الوعي الذي نحتاج له -بما أننا نتعرّض لمثل هذه الحالات باستمرار- هو مبدأ السلامة كسلوك وممارسة، ليس على الطلبة فقط بل ولمستخدمي الطرق والموظفين في جميع المؤسسات، وعبور مجاري الأودية؛ فـ«العنتريات» لا تُجدي مع قوة التيارات المائية المندفعة، والحرص على عدم خروج الأطفال والنساء خارج المنازل والبقاء في الأماكن الآمنة حتى عبور الحالة، واختيار أماكن السكنى بعيدا عن مسارات الأودية وكذا إقامة منشآت المؤسسات التعليمية والخدمية، والحرص على الابتعاد عن الأماكن التي قد تسبب كارثة إنسانية وذلك من خلال شروط رفع مستوى المباني.

من المهم إعادة صياغة مفهوم الوعي لدى الفرد والمؤسسة خلال المرحلة المقبلة، وغرس ذلك كمبدأ في الناشئة ومقدمي الخدمات للجمهور والتركيز على أن السلامة لا للمساومة فيها ولا تساوي شيئا أمام احتياجات الإنسان الآنية، ولا يمكن مفاضلتها بين المصالح لأنها أساس بقاء الإنسان على قيد الحياة، يعمّر في هذا الوطن ويشارك في الحضارة الإنسانية.

سالم الجهوري كاتب صحفي عماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الجسر المنهار …؟؟

بقلم : الخبير المهندس حيدر عبدالجبار البطاط ..

الجسر المنهار هي استعارة ساخرة تسلط الضوء على طريقة تعامل بعض الأفراد أو المؤسسات مع مشكلة واضحة حيث يفضلون تجاهل الحقيقة الواضحة والتفنن في تبرير الفشل بدل الاعتراف به ومعالجته.
الفكرة ببساطة
إذا اكتشفت أن الجسر الذي تعتمد عليه منهار فإن أفضل حل وأبسطه هو بناء جسر جديد أو إيجاد بديل مناسب. لكن الواقع للأسف يكشف عن سلوكيات غريبة يقوم بها البعض بدلاً من حل المشكلة الجذرية مثل
1- طلاء الجسر بألوان جديدة لإعطائه مظهراً جيداً.
2- وضع لافتات تحذر الناس من استخدام الجسر بدلاً من إصلاحه.
3- تغيير المهندس الذي صمم الجسر دون معالجة المشكلة الأساسية.
4- إقالة المشرفين على الجسر وتعيين آخرين.
5- عقد اجتماعات مطولة لمناقشة أسباب انهيار الجسر واقتراح حلول نظرية.
6- تشكيل لجان متخصصة لدراسة الوضع تستغرق شهوراً في كتابة تقارير تصف الحالة بوضوح الجسر منهار !!
7- تجاهل هذه التقارير والبدء بحملة مقارنة بين هذا الجسر وجسور منهارة أخرى لتخفيف الشعور بالفشل.
8- إلقاء اللوم على عوامل خارجية مثل الطقس أو الرياح غير العادية !!
9- تخصيص ميزانيات إضافية لتحسين مظهر الجسر بدلاً من بناء واحد جديد.
10- في النهاية يعيدون تعريف معنى منهار لإقناع أنفسهم والآخرين بأن الجسر ما زال صالحاً.

تكشف هذه الحالة عن ميل بعض الناس والمؤسسات للبقاء في حالة إنكار للواقع مما يؤدي إلى هدر الجهود والموارد والوقت في محاولات عبثية بدلاً من مواجهة المشكلة بجرأة وإيجاد حلول فعالة.

ما يميز هذه الاستعارة هو أنها تنبهنا إلى أهمية الاعتراف بالمشكلة في وقت مبكر لأن الإصرار على الإنكار أو تأجيل الحلول الجذرية لا يؤدي إلا إلى تعقيد الأمور وإضاعة الفرص.

حيدر عبد الجبار البطاط

مقالات مشابهة

  • حزب الوعي يٌعلن تشكيل هيئته العليا- تفاصيل
  • رئيس الطائفة الإنجيلية يشارك في حلقة نقاشية حول مواجهة التغيرات المناخية.. صور
  • جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز ترفع الوعي بأهمية إدارة النفايات
  • ألم الظفر المغروس في اللحم.. ما الحل؟
  • الصحة تعزز الوعي حول أهمية التبرع بالأعضاء
  • وفد صيني يبحث مع «الأرصاد» التعاون العلمي والتقني لمواجهة التغيرات المناخية
  • محافظ كفر الشيخ يتابع رفع مياه الأمطار وجاهزية المعدات لمجابهة التغيرات المناخية
  • الجسر المنهار …؟؟
  • تعرف على الحالات التي يجوز فيها الحبس الاحتياطي
  • وماذا بعد صفقة غزة؟