الوحدة نيوز:
2024-12-27@03:49:13 GMT

سامح عسكر*: موازين الردع والسلام تصنعها القوة

تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT

سامح عسكر*: موازين الردع والسلام تصنعها القوة

من أغبى الردود على عملية الأمس، أن المظاهرات ضد نتنياهو توقفت بسبب ضربات إيران، هي نفسها الردود الغبية التي ادعت بأن طوفان الأقصى يوم ٧ أكتوبر الماضي أدى لتوقف المظاهرات ضد نتنياهو ، وأن إسرائيل توحدت بسبب الهجوم..

وليكن في معلومك:

أولا: لا فارق بين حكام إسرائيل سواء ليكود أو عمل أو كاديما، جميعهم صهاينة يمتلكون احلام توسعية وطرد العرب والسكان الأصليين من فلسطين.

.

ثانيا: مصر حاربت إسرائيل عدة مرات في ظل حكم حزب العمل، بينما صنعت السلام معها في ظل حكم الليكود، وإسرائيل لم تنسحب من #غزة عام ٢٠٠٥ بقرار من حزب العمل بل من الليكود.

يعني مش قاعدة إن لازم نتنياهو يمشي أو حزب الليكود لكي تحصل على السلام..

ثالثا: موازين الردع والسلام تصنعها القوة وليس تبدل القيادات، والعرب خسروا كثيرا في ظل رهانهم على السلام مع شخوص وأحزاب معينة، والسبب الأصيل في ذلك جهل العرب بالمجتمع الإسرائيلي من الداخل..

رابعا: التطرف الديني الصهيوني يحكم إسرائيل منذ عقود، والأجيال الشابة الحالية في إسرائيل تأسست على هذا التطرف، فوفقا لآليات الديمقراطية يستحيل أن تنجب انتخابات إسرائيل قيادات معتدلة أو مؤمنة بالسلام..

خامسا: الذي يحكم اسرائيل عمليا هو الجيش، أما الأحزاب فتتولى مسؤولية القطاع المدني، لكن شؤون الحرب والدفاع والأمن القومي حصرا لقواتهم المسلحة، والذي يتحكم في هذه القوات هي عقيدة بن جوريون والعصابات المؤسسة للدولة..

لذا فإسرائيل ما زالت تنتهج أسلوب العصابات في الاغتيالات والتفجيرات الإرهابية ولم تتعامل مع خصومها بعد كدولة..

سادسا: الجيش هناك له احترامه وقدسيته وممنوع هناك الطعن فيه أو مواجهته ، فالحرية بإسرائيل محصورة في الأحزاب والعمل السياسي لكن الجيش هو الوعاء الذي يصهر الجميع في دولة إسرائيل..

والسبب الأساسي في هذا التكوين المعرفي الإسرائيلي هو فضل الجيش الأول ببقاء الدولة منذ الأربعينات، وعبورها العديد من المحطات والحروب بفضل ما يسموه جيش الدفاع..

سابعا: إسرائيل كيان احتلال من النوع الاستيطاني التوسعي القائم على أساس ديني، وهو أوسخ وأخطر أنواع الاحتلال على الإطلاق..

بريطانيا احتلت مصر لكنها لم تستوطن ، فرنسا احتلت الجزائر واستوطنت لكن ليس على أساس ديني، بينما إسرائيل جمعت كل هذا السوء وأضافت إليه البُعد الديني، ومثل هذا النوع من الاحتلال يضيق الخيارات بشدة ويضعك بين أمرين اثنين، إما تخضع وتقبل باستيلاء الصهاينة على فلسطين وطرد شعبها، وإما تقاومهم بما لديك من سلاح حتى لو كان ضعيفا..

الفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي في كتابه ” الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل” تعرض لهذا المعنى، وقال أن الدعم الغربي لإسرائيل لتخويف العرب أعطى انطباعا أسطوريا عنها بأنها لا تُقهر..لكن في الواقع هي ليست كذلك، فمجرد مواجهة بسيطة وشجاعة يظهر هذا الزيف..

تخيل حضرتك أمريكا وبريطانيا وفرنسا شاركوا أمس في صد الصواريخ عن إسرائيل ومع ذلك سقط العشرات منها على أهدافها..

ماذا لو لم تشارك هذه الدول في حماية إسرائيل ؟ بالتأكيد لرأينا أضعاف ما سقط أمس يسقط على قواعد اسرائيل ويدمرها ، فهذه الدولة بائسة للغاية ولولا الدعم المقدم لها من مجموعة السبع الكبار لسقطت بفعل التحلل الذاتي والخوف وحالة الطوارئ المستمرة التي لم ولن تتوقف..

الخلاصة: أن الرهان على سقوط نتنياهو بالانتخابات أو المظاهرات هو رهان خاسر، والذي ينتظر السلام مع إسرائيل وانسحابها وقبولها باستقلال فلسطين في ظل قيادة معينة سينتظر إلى ما لا نهاية، فلا حل مع هذه الدولة سوى القوة..

فالردع لا يصنعه الصندوق الانتخابي ولا التوسل والتذلل لقيادات بعينها، ولكن الردع ينشأ فقط بالقوة، والسلام لا تحصل عليه الأمم سوى بالسلاح.

 

كاتب وباحث مصري

 

 

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي

إقرأ أيضاً:

زوجة نتنياهو في المحاكم بسبب نصر الله.. ومطالبات في إسرائيل بفحص قواها العقلية

تقدمت زوجة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، سارة نتنياهو، أمس الاثنين، برفع قضية «تشهير» ضد مجموعة من القنوات الإسرائيلية بسبب معلومات نُشرت مؤخرا وطالبت بتعويض يصل إلى نصف مليون شيكل، بحسب موقع «I24 News».

تفاصيل الدعوى

واستندت الدعوى على أن سارة نتنياهو اتهمت وسائل إعلام إسرائيلية بتردديها معلومات تفيد بأن زوجة رئيس الحكومة تنقل معلومات استخبارية حساسة إلى شركات وجهات غير مصرح لها بمعرفة هذه المعلومات، ومنها إبلاغ سارة صديقاتها وشركات عن نية إسرائيل اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله قبل أيام من تنفيذ العملية نهاية سبتمبر الماضي في لبنان مستخدمة إسرائيل أطنان كبيرة من المتفجرات.

تسريب معلومات حساسة

وقبل أيام قليلة، ضمت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية مقالا يتناول تلقي 3 أشخاص يديرون حسابات على موقع «تليجرام» الروسي معلومات حساسة وسرية من سارة وذكر المقال أن سارة تخبر أصدقاءها بأشياء ينوي الأمن الإسرائيلي فعلها أو إلى صواريخ سيتم قصفها على تل أبيب خلال ساعات وبالفعل سقط قصف في منطقة كانت حذرت أهلها من السقوط فيها وبعد أيام فعلا جرى اغتيال حسن نصر الله.

 وأشارت الدعوى إلى أن «المتهمين قدموا أشياء غير صحيحة على أنها حقائق، وتصرفوا بسوء نية وفعلوا ما فعلوه بقصد الحاق الضرر».

سارة نتنياهو في مرمى الاتهام

وتتعرض سارة نتنياهو لمرمى الاتهام مؤخرا بعد تقديم مجموعة أطباء نفسيين في إسرائيل طلبا ضدها من أجل الكشف على قواها العقلية ومعرفة مدى قدراتها على استمرار مزوالتها لمهنة الطب النفسي في ظل الضغوط التي تتعرض لها مؤخرا مع استمرار الحرب الإسرائيلية للشهر الـ 15.

مقالات مشابهة

  • ضجة في إسرائيل بسبب صدور أمر بالتحقيق مع زوجة نتنياهو
  • نتنياهو: لن نسمح للحوثيين بمهاجمة إسرائيل
  • ورطة إسرائيل مع القوة التركية المتصاعدة في سوريا
  • نتنياهو يستعد لمهاجمة اليمن.. إسرائيل تكافح لوقف صفارات الإنذار في تل أبيب  
  • سامح عسكر*: حقيقة سقوط الطائرة الأمريكية في البحر الأحمر
  • الجيش تدخل.. غضب في مستشفى السلام بطرابلس بعد وفاة طفل
  • خطوة لو فعلها نصرالله لكان قد قلب موازين الحرب وأتعب إسرائيل.. خبير يكشف
  • بعد فرار الحاملات الغربية.. ماذا تبقى من الردع الأمريكي؟
  • العجري: تهديدات المرتزقة جعجعة بلا طحين والسلام خيارنا حتى النهاية
  • زوجة نتنياهو في المحاكم بسبب نصر الله.. ومطالبات في إسرائيل بفحص قواها العقلية