جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-22@20:49:55 GMT

من المسؤول عمّا حدث يوم 14 أبريل؟

تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT

من المسؤول عمّا حدث يوم 14 أبريل؟

 

ناصر بن سلطان العموري

abusultan73@gmail.com

14 أبريل 2024، سيظل تاريخًا محفورًا في الذاكرة، كيف لا وهو يوم المُصاب الجلل لكل عُمان مع فقدان 10 من فلذات أكبادها جراء الأنواء المناخية "منخفض المطير"، هذا غير عدد من المفقودين حتى كتابة هذه السطور نسأل الله أن يلطف بهم.

غالبية أفراد المجتمع وضعت المسؤولية على عاتق وزارة التربية والتعليم؛ كونها من المفترض أن تُصدر قرارًا بتعليق الدراسة ابتداءً من يوم الأحد، وذلك احترازًا من هذه الأنواء، ومنهم من حمّل المسؤولية لسائقي حافلات الطلبة، وآخرون أرجعوا ما حدث للقضاء والقدر.

. كلها أسباب ومسببات وإن الأمر مكتوب لدى رب العالمين.

وعلى الرغم من معرفة الجميع أن "منخفض المطير" قادم بعد إجازة عيد الفطر إلّا أن بعض الجهات الحكومية يبدو أنها كانت تقضي إجازاتها بعيدة كل البعد عن المنخفض الجوي وما سيحمله من مفاجآت.

السؤال هنا: أين كانت لجان الطوارئ في الولايات المتضررة؟ ولماذا لم تتحرك قبل حدوث الأنواء لتلافي بعض الأضرار على الأقل؟ على الرغم من تحذيرات الأرصاد من قوة الحالة الجوية، فأين كانت اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة مما حصل؟ كونها المسؤول الأول عن إدارة الحالات الطارئة، وأين قرارات وزارة التربية والتعليم كإجراء احترازي واستباقي، قد يكون منها ما يُنقذ الأرواح ويُقلِّل الأضرار، وكان من المفترض أن يُتخذ قرار تعليق الدراسة منذ مساء السبت وليس بعد حدوث الكارثة!

رأينا بأم أعيننا جثثًا غارقة- نسأل الله لها الرحمة- وسيارات تطفو فوق الماء ومواطنين محاصرين بين الأودية، ومنهم من دفع حياته ثمنًا لذلك، وأطفال يسبحون ويعانون من خوف وهلع للوصول لمنازلهم، ومنهم المحاصرون فوق أسطح المدارس بانتظار من ينتشلهم.

لا أفهم كيفية تفكير مديري المدارس وهم القريبون من البيئة وطبيعة الأودية التي يتعاملون معها، فيفترض في مديري المدارس التحلي بالحزم في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، وعدم انتظار القرارات المركزية من وزارة التربية ومسؤوليها، والذين ربما يكون البعض منهم لا يُدرك طبيعة كثير من المناطق القروية والجبلية والتي تتدفق أوديتها بعد وقت قصير من هطول المطر، وتتسبب في قطع أوصال الطرق.

إدارات المدارس تتحمل جزءًا من مسؤولية هذه الكارثة؛ لأنهم أعلم بطبيعة المكان وسرعة جريان الأودية وخطورتها، لكنهم للأسف لم يتخذوا القرار المناسب في الوقت المناسب، منتظرين قرار الوزارة، ربما أنهم كانوا متوجسين وخائفين من الإنذار أو التحذير الذي قد يأتي إليهم من المسؤولين! الأمر الذي يستلزم ضرورة إلغاء مركزية مثل هذه القرارات، وأن يكون القرار مناطًا بمدير كل مدرسة على حدة، وليس حتى على مستوى المديرية التعليمية.

ألم نستفِدْ من الأنواء المناخية السابقة مثل جونو وفيت وشاهين وغيرها؟! لماذا لم نُجهِّز لجاننا وفرقنا ونعد العدة لمثل هكذا أنواء مناخية، خاصة وأن دراسات المناخ والأبحاث المتعلقة به تحدثت وذكرت عن تغير المناخ في العالم أجمع؛ حيث سيشهد مزيدًا من الأعاصير والأنواء المناخية والمنخفضات جراء تغير الطقس، وهو ما يتطلب في الوقت الحالي إعادة النظر في مواصفات الطرق واختيار المسار الآمن لها لتجنب الأودية الكبيرة، والأمر نفسه ينطبق على التخطيط العمراني بمراجعة منح الأراضي بأن لا تكون على مسار الأودية والشراج دون حماية تذكر، وكأننا قد أمنا نوائب الدهر؟

النقطة الأكثر غرابة ودهشة أن هناك مدارس عديدة بُنيت في فوهة الأودية، يعني في فوهة البركان، وصدرت قرارات ببنائها من عدة جهات حكومية، دون الرجوع إلى رأي أهالي المنطقة؛ إذ رغم معارضة كثير من الأهالي فقد شُيِّدت تلك المدارس.. كيف ولماذا؟ الإجابة عند دائرة الإسكان التي منحت قطعة الأرض ورسمتها، وعند البلديات التي منحت إباحات البناء وعند وزارة التربية التي قامت بالبناء والتشييد.

أيضًا يجب أن نتحدث عن ملف الحافلات المدرسية القديم المتجدد، ووعود الوزارة بداية كل فصل دراسي بمعالجة هذه الملف، وأن الأمر قيد الدراسة والاهتمام، لكن ما زلنا حتى اليوم نرى حافلات متهالكة تحمل الطلاب إلى مدارسهم، تحسبهم في حافلات عتيقة الطراز، ووسائل التواصل الاجتماعي تمتلئ يوميًا بمنظر حافلات مدرسية مُتهالكة مُتعطلة في محافظات مختلفة، ولولا جهود قوات الدفاع المدني وقوات السلطان المسلحة التي أنقذت كثيرا من الأرواح من خلال توفير حافلات عسكرية ومعدات سحب الحافلات المتعطلة من بطون الأودية، لكانت الفاجعة أكبر من ذلك.

الأغرب من كل ذلك أن وزارة التربية والتعليم لم تصدر بيانًا توضحيًا عمّا حصل عبر مواقعها الرسمية، ويبدو أنها اكتفت بحديث المتحدث الرسمي باسم الوزارة عبر تلفزيون سلطنة عُمان. لكن ما حدث في يوم 14 أبريل يُفترض ألّا يمر مرور الكرام، ويجب أن تكون المحاسبة حاضرة بعد انتهاء الأنواء المناخية، فما حصل دفع ثمنه المواطنون الذين فقدوا أرواحًا بريئة، وعلينا الاستفادة من الأخطاء وتقييم ما حدث، ومُحاسبة كل مُقصِّر، وأن يكون ما حصل درسًا بليغًا يستفيد منه الجميع، لمواجهة أية أنواء مناخية مستقبلًا. نسأل الله السلامة لعُمان وشعبها وأن يكفيها شر الأخطار.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

السعودية.. التعليم تُمنح مديري المدارس صلاحية حماية الطلاب من تقلبات الطقس

أوضحت وزارة التعليم السعودية أن هناك حالات جوية تستدعي تعليق العمل في المباني التعليمية وتحويل الدراسة إلى التعليم عن بُعد حفاظًا على سلامة الطلاب والطالبات ومنسوبي المدارس.وتشمل هذه الحالات الأمطار الغزيرة التي تصل كمياتها إلى خمسين مليمترًا أو أكثر، والرياح الشديدة التي تتجاوز سرعتها ستين كيلومترًا في الساعة، وارتفاع الأمواج إلى أكثر من ثلاثة أمتار، والضباب الكثيف الذي يقل مدى الرؤية فيه عن كيلومتر واحد.بالإضافة إلى موجات البرد التي تصل إلى سبع درجات تحت الصفر، وموجات الحر التي تزيد على إحدى وخمسين درجة مئوية، والعواصف الثلجية التي يتجاوز ارتفاعها خمسة سنتيمترات.

وأكدت وزارة التعليم أن إدارات التعليم في جميع المناطق والمحافظات تمتلك الصلاحيات الكاملة لتعليق الدراسة الحضورية وتحويلها إلى التعليم عن بُعد من خلال المنصات التعليمية.كما يمكن لهذه الإدارات تقديم وتأخير أو إلغاء الاصطفاف الصباحي بما يتلاءم مع الظروف المناخية المحيطة ويتم اتخاذ هذه القرارات من خلال لجان متخصصة لإدارة الأزمات في كل إدارة تعليمية مع مراعاة سلامة الجميع.

وأوضحت الوزارة أن مديري التعليم يتمتعون بصلاحية تحويل التعليم الحضوري إلى التعليم عن بُعد وفقًا للتعليمات المنظمة لذلك في حالات تشمل المخاطر التي تهدد سلامة الطلاب، مثل تأثير الأمطار الغزيرة على المباني المدرسية أو انتشار الأمراض المعدية أو الأوبئة التي تصنفها وزارة الصحة، أو الأوضاع الوطنية أو العالمية التي تستدعي إغلاق الطرق أو المناطق المحيطة بالمباني المدرسية، بالإضافة إلى إمكانية تعليق الدراسة مؤقتًا لمدة تصل إلى ستة أسابيع لأسباب مرتبطة بتطوير البنية التحتية للمباني.ومنحت الوزارة مديري المدارس صلاحية تحويل الدراسة الحضورية إلى التعليم عن بُعد في حالات الطوارئ مثل الصيانة العاجلة أو انقطاع التيار الكهربائي أو المياه لمدة يوم واحد أو وجود مخاطر تؤثر على سلامة الطلاب والطالبات سواء داخل المبنى المدرسي أو في طريقهم إليه مثل حوادث الحريق أو انهيار أجزاء من المبنى أو التلوث البيئي أو تسرب مواد خطرة تستوجب عمليات تطهير.تأتي هذه الإجراءات ضمن الجهود المستمرة التي تبذلها وزارة التعليم لضمان استمرارية العملية التعليمية وتوفير بيئة آمنة لجميع الطلاب والطالبات ومنسوبي المدارس مع مراعاة الظروف الجوية الطارئة وتوظيف المنصات الرقمية لتحقيق استمرارية التعليم في كافة الظروف.

صحيفة اليوم السعودية

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • إحالات كبيرة على التقاعد في وزارة التربية / أسماء
  • حافلات ”تحت الطلب“ لنقل موظفي الجهات الحكومية في الرياض
  • السعودية.. التعليم تُمنح مديري المدارس صلاحية حماية الطلاب من تقلبات الطقس
  • أجازة نصف العام الدراسي 2025.. 5 معلومات رسمية لطلاب المدارس
  • وزارة التربية والتعليم تعقد ورش عمل لإعداد مصفوفة البرامج التدريبية للترقي
  • ما سبب تأخر بناء المدارس الجديدة في نينوى؟.. التربية توضح
  • موعد إجازة نصف العام الدراسي 2025 في مصر لطلاب المدارس والجامعات| قرارات نهائية
  • مسابقة التربية والتعليم 2025.. الموعد والتخصصات المطلوبة
  • قرار رائع “عشية رأس السنة” من وزارة التربية التركية
  • عمرو دياب يحيي حفلا في أبو ظبي أبريل القادم