من يتحمل مسؤولية وفاة الطلبة؟
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
حمد الحضرمي **
الأحداث والوقائع المؤلمة والمحزنة التي تعرض لها أبناؤنا الطلبة بمدرسة الحواري للتعليم الأساسي بتعليمية محافظة شمال الشرقية والتي راح ضحيتها عشرة من الطلبة الأبرياء نتيجة الأمطار الغزيرة التي تعرضت لها المحافظة يوم الأحد، لهي أمر مؤسف ومحزن حقًا قد تألم الجميع لحدوثه. وتتحمل الجهة المعنية ومسؤولوها المعنيون بالأمر مسؤولية ما حدث، نتيجة فشلهم في اتخاذ القرار اللازم والمناسب في وقته، حفاظًا على أمن وسلامة وأرواح الطلبة من أي ضرر يلحق بهم.
والثابت من الوهلة الأولى أنَّ الوزارة المعنية قد فشلت في القيام بمسؤولياتها وواجباتها الموكولة إليها، ولم تقم باتخاذ الإجراءات الاحترازية والاستباقية لمثل هذه الحالات، كتعليق الدراسة وتحويلها عن بعد، رغم التنبيهات الصادرة من المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة، والذي أصدر تنبيهاته بغزارة الأمطار المتوقعة.
ما حدث يثبت من الوهلة الأولى وبالدليل الإهمال والتقصير من مسؤولي الوزارة المعنية، الذين يتحملون المسؤولية نتيجة أخطائهم والتبعات المأساوية التي لحقت بأرواح الطلبة وأسرهم المفجوعة بوفاة أبنائهم المفاجئة والذين ما زالوا ببهجة وفرحة العيد. والمصيبة أن الوزارة كما يبدو بأنها قد أولت بروتوكولها الإداري أولوية واهتماماً أكبر من بروتوكول السلامة وأمن وحماية أرواح الطلبة، وقد تسببت بهذا الموقف السلبي بأضرار بالغة راح ضحيتها طلبة صغار السن أبرياء، وتعرض طلبة آخرون لأضرار نفسية كبيرة وهم يحاولون النجاة من الموت ومصارعة الأودية الجارفة والأمطار الغزيرة.
وقد ضاقت وانقطعت السبل بعدد كبير من الطلبة فوجدوا أنفسهم عالقين ومحتجزين بين الأودية، وخاطر بعضهم بحياته للوصول لمكان آمن. وقد أصبح الناجون من الطلبة في حالات نفسية صعبة من الخوف والفزع والرعب والقلق والتوتر الشديد، وستبقى هذه الأحداث الصعبة عالقة في عقولهم لفترات طويلة وستؤثر على حياتهم النفسية، لأنها أحداث مؤلمة ومؤثرة تتجاوز ما يمتلكه هؤلاء الطلبة الصغار من قدرات وإمكانيات ومهارات عقلية وبشرية في التعامل مع مثل هذه الأحداث العصيبة.
كما كشفت المعطيات والشواهد على أرض الواقع فشل الوزارة المعنية في التصرف السليم في الوقت المُناسب، وعدم تمكنها من القيام بمسؤولياتها وواجباتها في تحديد المخاطر وتقييمها وتأثيرها وعواقبها المحتملة، لكون هذه الحالة المناخية حدوثها متكرر وليس بجديد، والمركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة قد أصدر تنبيهاته بغزارة الأمطار المتوقعة لأخذ الحيطة والحذر من الجميع، فكان لازمًا على الوزارة المعنية اتخاذ الإجراءات الاحترازية السريعة في وقتها المناسب وقبل فوات الأوان لمنع حدوث خطر متوقع حدوثه، ولتجنب العواقب الوخيمة والسلبية التي تؤثر على الآخرين، ولحفظ أمن وسلامة وأرواح الطلبة.
ما حدث كان سببه الرئيسي عدم اتخاذ القرار المناسب من الوزارة المعنية بالأمر في وقته، وهذا دليل عدم القدرة والكفاءة من المسؤولين في تحمل المسؤولية والواجبات والأمانة، وضعف في القيادة والإدارة، وهذا الحدث المأساوي يتطلب من أصحاب القرار تشكيل لجنة تحقيق من الجهات المختصة للتحقيق في الواقعة وكشف ملابساتها ومساءلة ومحاسبة كل مسؤول قد قصَّر أو أهمل في القيام بمسؤولياته وواجباته وعن من يتولى رقابته والإشراف عليه، وإرجاع الحقوق لأصحابها وجبر الأضرار التي لحقت بالأرواح والممتلكات، من منطلق المبدأ الإسلامي العظيم "لا ضرر ولا ضرار والضرر يزال".
وفي هذا الحدث الحزين نتقدم بخالص العزاء والمواساة لأهل وذوي طلبة مدرسة الحواري للتعليم الأساسي بتعليمية محافظة شمال الشرقية الذين وافتهم المنية يوم أمس، وندعو الله أن يتغمد الطلبة بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا، "إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ".
** محامٍ ومستشار قانوني
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
لبنان.. أنباء متضاربة حول «نزع السلاح» وتحميل الحكومة مسؤولية وقف الاعتداءات
نقلت وكالة “رويترز”، عن “مسؤول كبير في “حزب الله”، قوله إن “الحزب مستعد لمناقشة مستقبل سلاحه مع الرئيس جوزيف عون، إذا انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان وأوقفت ضرباتها”.
وحسب الوكالة، “فإن المسؤول أبدى استعداد “حزب الله” لمناقشة مسألة سلاحه في سياق استراتيجية دفاع وطني، لكن هذا يتوقف على انسحاب إسرائيل من خمس مواقع في جنوب لبنان”.
وقالت الوكالة: “حزب الله” مستعد لمناقشة مسألة سلاحه في حال انسحبت إسرائيل من خمس نقاط، وأوقفت عدوانها على اللبنانيين”.
وردّا على ذلك، نفت العلاقات الإعلامية في “حزب الله” اللبناني، ما يتم تداوله من أخبار ومعلومات منسوبة إلى مصادر في الحزب أو مسؤولين فيه.
وقالت العلاقات الإعلامية في بيان: “تتداول بعض وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة وبشكل لافت جدا، أخبارا ومعلومات منسوبة إلى مصادر في حزب الله أو إلى مسؤولين فيه، إن تلك الادعاءات هي عارية عن الصحة جملة وتفصيلا”.
وجددت التأكيد على “ما بات معلوما، أنه لا يوجد مصادر في حزب الله، وأن مواقف حزب الله تصدر حصرا عبر البيانات الرسمية الصادرة عن العلاقات الإعلامية في حزب الله أو عبر تصريحات مسؤوليه في المواقع الرسمية والحزبية.”.
ودعت وسائل الإعلام إلى “توخي أقصى درجات الدقة والموضوعية، والامتناع عن نشر أو تبنّي ما لم يصدر عن الجهات المعنية بشكل رسمي”، مؤكدة استعدادها لتقديم “كل الإيضاحات والاستفسارات لتعزيز المهنية والمصداقية وتجنّبًا للوقوع في مغالطات من شأنها تضليل الرأي العام”.
الرئيس عون: “حزب الله” أبدى الكثير من المرونة بمسألة التعاون حول موضوع السلاح
نقل مصدر عن الرئيس اللبناني جوزيف عون، أن “حزب الله” أبدى الكثير من المرونة بمسألة التعاون حول موضوع السلاح وفق خطة زمنية معينة”.
ونقل النائب سجيع عطية عن الرئيسعون، قوله إن “حزب الله” ابدى الكثير من الليونة والمرونة في مسألة التعاون حول موضوع السلاح وفق خطة زمنية معينة”.
“حزب الله”: الحكومة اللبنانية مسؤولة عن وقف الاعتداءات الإسرائيلية
شدد النائب عن كتلة “حزب الله” في البرلمان اللبناني حسن فضل الله، “على أن الحكومة اللبنانية هي المسؤولة عن أي جهد رسمي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية”.
وقال فضل الله، “إنه على الحكومة الالتزام بما جاء في بيانها الوزاري، مشيرا إلى أن “هناك بندا أساسيا يجب أن يكون على جدول أعمال الحكومة وهو وقف استباحة لبنان وهذه هي الأولوية الوطنية”.
وشدد على أن “الجيش الإسرائيلي ارتكب جرائم حرب ضد مدنيين عزل أمام مرأى لجنة مراقبة وقف النار والأمم المتحدة والدولة اللبنانية”، لافتا إلى إلى أن “النقاش الجدي يجب أن يركز على الحقائق المرتبطة بالاعتداءات الاسرائيلية وكيفية مواجهتها ضمن استراتيجية وطنية وحوار بين الحريصين على هذه الوطنية”،
وأضاف: “مشكلة لبنان هي في الاحتلال الإسرائيلي والاعتداء على سيادته وهذا يتطلّب تضافر جهود المخلصين لمعالجته”.
صحيفة لبنانية: الأمريكيون أبلغوا دولا خليجية بضرورة عدم تقديم أي دعم مالي إلى لبنان
نقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن “مصادر دبلوماسية عربية” أن “الأمريكيين أبلغوا دولا خليجية بينها قطر والسعودية بضرورة عدم تقديم أي دعم مالي للبنان في المرحلة الحالية”.
وذكرت المصادر الدبلوماسية العربية “أن تعليق تقديم الدعم للبنان في انتظار التطورات مع إيران وما سيقوم به اللبنانيون لتنفيذ الشروط الأمريكية، الاقتصادية والسياسية والأمنية”.
وبحسب المصادر، فإن هذا “الفيتو” غير المعلن “جزء من سياسة الضغط الأقصى حتى تحقيق الأهداف المتمثلة بإزالة أي عائق أمام فرض تسوية مع لبنان تنهي حالة الصراع مع إسرائيل ولا سيما سلاح حزب الله، مهما كانت العواقب على لبنان، مع تبني الموقف الإسرائيلي تجاه بيروت”.
وأكد المصدر أن “هذا القرار الأمريكي لا يقتصر على لبنان، بل يشمل أيضا سوريا التي يطالبها الأمريكيون بتنفيذ لائحة مطالب أعلنوها بوضوح”.
يذكر أن نائبة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، “زارت لبنان قبل أيام والتقت عددا من المسؤولين بينهم رئيس الجمهورية جوزيف عون”، وأكدت “أن السلطة والشعب في لبنان عليهم الاختيار بين “التعاون معنا لنزع سلاح “حزب الله” أو التباطؤ من قبل الحكومة وفقدان شراكتنا”.
هذا وتستهدف إسرائيل يوميا مناطق عدة في جنوب لبنان ما نتج عنها عشرات القتلى والمصابين، بعد تنصلها من استكمال انسحابها من المنطقة بحلول 18 فبراير الماضي، خلافا لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم في نوفمبر الماضي.