عقد الدكتورعبد الله حمدوك رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، اليوم الإثنين 15 أبريل2024،  بالعاصمة الفرنسية باريس، اجتماعين مع كل من وزير التنمية الدولية الكندي أحمد حسين.

قالت الحكومة الفرنسية، إنها تأمل في أن يؤدي عقد مؤتمر دولي بشأن السودان في باريس، إلى كسر جدار الصمت حول الصراع المستمر منذ عام.

وأضاف وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني، أن الشعب السوداني كان ضحية اللامبالاة، مشيرًا إلي أن  الحرب بين الجيش والقوات شبه العسكرية تسببت في معاناة هائلة.

ونظمت فرنسا الاجتماع مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي لجمع الأموال الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها ودعم جهود الوساطة.

وشردت الحرب الأهلية الملايين وأثارت موجات من القتل ودفعت السودان إلى حافة المجاعة.

ويقول النقاد إن الرد الدولي كان يرثى له، في حين أن خطة استجابة الأمم المتحدة لم تتلق سوى جزء بسيط من الأموال التي تحتاجها.

مؤتمر دولي في باريس

يُفتتح اليوم الاثنين في باريس مؤتمر دولي حول السودان بعد عام على بدء الحرب، وسط آمال بإحياء التعبئة بشأن "أزمة منسية" ذات عواقب إنسانية كارثية ومخاطر جيوسياسية كبيرة.

ويشمل الاجتماع الذي تشارك ألمانيا خصوصًا في رئاسته، شقا سياسيا في الصباح، على المستوى الوزاري، لمحاولة إيجاد مخارج للنزاع، وشقا إنسانيا هدفه تعبئة التبرعات وتقديم معونة ضخمة لهذا البلد المدمر في القرن الإفريقي.

 كما يضم اجتماعا لنحو 40 شخصية من المجتمع المدني السوداني.

وقال كريستوف لوموان نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية "الفكرة هي إعادة الأزمة إلى صدارة جدول الأعمال. يجب ألا يُسمح بأن يصبح السودان أزمة منسية".

وشددت الخارجية الفرنسية على أن "الاهتمام الدولي ينصب على غزة وأوكرانيا أكثر من السودان"، مشيرة الى ان الأزمة السودانية "إنسانية ولكن جيوسياسية أيضًا". 

وقالت إن "خطر تفكك السودان وزعزعة استقرار القرن الإفريقي بكامله كبير جدًا".

يتأرجح السودان، الذي دمره الصراع المستمر منذ عام، على حافة المجاعة بينما يجتمع دبلوماسيون وجماعات إغاثة في باريس لحشد الدعم.

مؤتمر باريس

واندلع الصراع في أبريل الماضي بين الجيش والقوات شبه العسكرية، مما أغرق الخرطوم والأمة في حالة من الفوضى.

ومع وجود 24 مليون سوداني محتاج، لا يزال نداء الأمم المتحدة الإنساني البالغ 2.7 مليار دولار غير ملبى إلى حد كبير، مما يترك الملايين عرضة للخطر.

قادت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية في البداية الجهود لإيجاد مخرج تفاوضي من الصراع. لكن الجهود لم تنجح، ومنذ أكتوبر طغت الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة على القتال، والتي تهدد بالتوسع إلى صراع إقليمي أوسع.

وفي الوقت نفسه، يحذر عمال الإغاثة من أن السودان يندفع نحو كارثة مجاعة على نطاق أوسع، مع احتمال حدوث موت جماعي في الأشهر المقبلة. وقد انهارت شبكات إنتاج الأغذية وتوزيعها ولم تتمكن وكالات الإغاثة من الوصول إلى المناطق الأكثر تضررا.

واتسم الصراع أيضا بتقارير واسعة النطاق عن الفظائع بما في ذلك القتل والتشريد والاغتصاب، ولا سيما في منطقة العاصمة والمنطقة الغربية من دارفور.

ويعاني ما لا يقل عن 37٪ من السكان في مستوى الأزمة أو أعلى من الجوع، وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية. وحذرت منظمة إنقاذ الطفولة من أن نحو 230 ألف طفل وامرأة حامل وأم حديثة الولادة قد يموتون بسبب سوء التغذية في الأشهر المقبلة.

وأجبر ما يقرب من 9 ملايين شخص على الفرار من منازلهم إما إلى مناطق أكثر أمانا داخل السودان أو إلى البلدان المجاورة، وفقا للأمم المتحدة.

قام الجيش، برئاسة الجنرال عبد الفتاح برهان، وقوات الدعم السريع، بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو، بتقسيم الخرطوم وتبادل إطلاق النار العشوائي على بعضهما البعض. في عام 2021 ، كان البرهان ودقلو حليفين غير مستقرين قادا انقلابا عسكريا، لقد أطاحوا بحكومة مدنية معترف بها دوليا كان من المفترض أن تقود التحول الديمقراطي في السودان.

يُفتتح اليوم الاثنين في باريس مؤتمر دولي حول السودان بعد عام على بدء الحرب، وسط آمال بإحياء التعبئة بشأن "أزمة منسية" ذات عواقب إنسانية كارثية ومخاطر جيوسياسية كبيرة.

ويشمل الاجتماع الذي تشارك ألمانيا خصوصًا في رئاسته، شقا سياسيا في الصباح، على المستوى الوزاري، لمحاولة إيجاد مخارج للنزاع، وشقا إنسانيا هدفه تعبئة التبرعات وتقديم معونة ضخمة لهذا البلد المدمر في القرن الإفريقي.

 كما يضم اجتماعا لنحو 40 شخصية من المجتمع المدني السوداني.

وقال كريستوف لوموان نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية "الفكرة هي إعادة الأزمة إلى صدارة جدول الأعمال. يجب ألا يُسمح بأن يصبح السودان أزمة منسية".

وشددت الخارجية الفرنسية على أن "الاهتمام الدولي ينصب على غزة وأوكرانيا أكثر من السودان"، مشيرة الى ان الأزمة السودانية "إنسانية ولكن جيوسياسية أيضًا". 

وقالت إن "خطر تفكك السودان وزعزعة استقرار القرن الإفريقي بكامله كبير جدًا".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باريس أزمة السودان الحكومة الفرنسية الخارجیة الفرنسیة القرن الإفریقی مؤتمر دولی أزمة منسیة فی باریس

إقرأ أيضاً:

الحَرْبُ مُنْعَطَفٌ تِكْتِيكِيٌّ أَمْ مُطَبٌّ دْيالِكْتِيكِيٌّ (1)

المُبْتَدَأُ: -
(الحَقِيقَةُ هِيَ الضَحِيَّةُ الأُولَى لِلحَرْبِ) أسخيلُوس "525 – 456 ق.م"
وَالخَبَرُ: -

(1)
فجأة في يوم 15 أبريل 2023 م؛ داهمتنا الحرب البربرية في السودان؛ لنجد أنفسنا كشيوعيين سودانيين في موقف لا نحسد عليه؛ حرب (الإخوة الأعداء) التي اندلعت يصعب القول إنها قد داهمتنا على حين غرة؛ لأن قول ذلك يعد تدليسا فجا؛ فالكثير من الشواهد كانت تشي بقرب انفجار الاحتقان الذي تراكم بين الجيش السوداني؛ ومليشيا الدعم السريع؛ التي تم تأسيسها ورعايتها وتشريع وضعها الدستوري؛ على يد نظام الحركة الإسلامية؛ ورئيسها المخلوع عمر البشير، أما لماذا وجدنا أنفسنا كشيوعيين سودانيين في موقف لا نحسد عليه فذاك هو المطلوب توضيحه فيما يلي من أجزاء هذا المقال.

(2)
كثير من المراقبين للمشهد السياسي السوداني؛ بُعيد تنفيذ الجنرالين لانقلابهما المشؤوم على سلطة الانتقال المدني في 25 أكتوبر 2021 م؛ كانوا على قناعة بأن الصراع على السلطة لن يتوقف عند تلك المحطة؛ فكلا الجنرالين طامح وطامع في الاستفراد بكرسي السلطة؛ وما اتفاقهما المرحلي سوى مرحلة؛ اقتضتها ضرورة قطع الطريق على الانتقال المدني الديمقراطي؛ والتخلص من الطاقم المدني؛ وسرعان ما سينتهي شهر العسل بينهما إلى صدام عنيف.

(3)
العديد من المؤشرات كانت تلوح في الآفاق؛ وتشي بقرب اندلاع الصراع العنيف؛ ورغم ذلك تفاجأت الساحة السياسية السودانية بانفجار الحرب؛ وساد الإرباك كل قواها الفاعلة؛ عدا عضوية الحركة الإسلامية؛ وفلول النظام القديم؛ مما يفضح أمر علمهم المسبق؛ والجدير بالذكر أن العديد من قيادات الحركة الإسلامية؛ قد قضت الشهور التي سبقت الحرب؛ وهي تتوعد وتهدد بإشعالها؛ مسببي ذلك برفضهم لما عرف "بالاتفاق الإطاري"؛ الذي توافقت عليه بعض أحزاب تحالف الحرية والتغيير مع المكون العسكري بطرفيه- الجيش والدعم السريع- اللذان يمثلان طرفا الحرب الدائرة اليوم!!.

(4)
المتمعن لبانوراما القوى الداعمة لاستمرار الحرب؛ يجد أنها نفس قوى الثورة المضادة؛ المكونة من المكون العسكري بجنحيه (الجيش والدعم السريع)؛ الذي تغول على ثورة 19 ديسمبر؛ وفرض نفسه كشريك في السلطة؛ باتفاق معيب مع بعض القوى السياسية الإصلاحية؛ من خلف ظهر القوى الثورية. وما لبث إلا قليلا وانقلب عسكريا على ذات القوى التي حالفته؛ قاطعا طريق التحول المدني الديمقراطي؛ بإسناد ودعم من قوى الردة؛ من فلول نظام الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني المحلول؛ وعون جماعات انتهازية ثانوية؛ من عوالق السياسة السودانية المتسولة تاريخيا؛ فضلات موائد نظم الفساد العسكرية.

(5)
من هنا يتضح جليا أن القوى المشعلة للحرب؛ والداعمة لاستمرارها هي قوى الثورة المضادة؛ وهي ذات القوى التي تورطت من قبل في فض اعتصام القيادة العامة؛ وقتل وتصفية الثوار وسعت سعي محموم من أجل وأد الثورة؛ ومحاولة القضاء على شعاراتها؛ وتجريف طريق التغيير المدني الديمقراطي. وببساطة يمكن اختصار مكونها الأساسي في مثلث شر "قائم الزاوية" قاعدته الجيش وضلعه القائم مليشيا الدعم السريع ووتره الحركة الإسلامية.

(6)
لقد مثلت الحرب فرصة تاريخية لكافة أطرافها؛ الساعية لود ثورة 19 ديسمبر والتخلص من القوى المدنية للاستفراد بالسلطة. قائد الجيش وجنرالاته لم يخفوا طمعهم في السلطة المطلقة والمماحكات والتسويف في الالتزام ببنود الوثيقة الدستورية كانت تشي بذلك؛ وقائد مليشيا الدعم السريع لم يخف أيضا الطمع في إزاحة الجميع وتأسيس دولة العطاوة الكبرى؛ وما الاجتهاد في تخرج أكبر كم من الجنود؛ وشراء أكبر كم من الأسلحة النوعية التي لا يمتلكها الجيش إلا دليلا واضحا "لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ".

(7)
مع انطلاق الرصاصة الأولى المجهولة الهوية؛ والمنكورة من الجميع؛ كانت كتائب الذباب الإلكتروني لطرفي الصراع؛ على أهبة الاستعداد للعب الدور المعد لها؛ وعوضا عن التعامل المسؤول مع الأزمة ومحاولة احتوائها؛ انطلقت صيحات الإدانة المتبادلة من كلا الطرفين، لتصب الزيت على النار، لقد أثارت أبواق طرفي الصراع غبار كثيفاً حول مسألة من الذي أطلق الرصاصة الأولى؛ وتبادلا الاتهامات في محاولة بائسة لتجريم كل طرف للآخر.

(8)
ولم تتأخر قوى الظلام وكانت في الميعاد؛ فقد نشطت الحركة الإسلامية؛ وبرزت من جحورها بجميع مكوناتها المدنية وكتائب ظلها الارهابية؛ إضافة للكوادر العسكرية المحترفة الموجودة أصلا في قيادة المؤسسة العسكرية؛ لتصب مزيدا من الزيت على نار الخطاب الشعبوي، تعوي وتصرخ داعية لاستمرار الحرب؛ إلى حين القضاء المبرم على قوات الدعم السريع؛ مطلقة وصف (الكرامة) على الحرب اللعينة التي اندلعت إمعانا في التحشيد وإثارة النعرة العنصرية.

(9)
ومن جانب آخر لم تتوان أبواق مليشيا الدعم السريع؛ فقد انبرت متهمة الجيش بالانحياز للحركة الإسلامية؛ واتهام قادته بعضوية حزب المؤتمر الوطني المحلول؛ وبأنهم معادين لثورة 19 ديسمبر وللمسار المدني الديمقراطي. هذا زعم من حيث المبدأ تدعمه شواهد كثيرة، ولكن رغما عن ذلك تفوح منه رائحة النفاق؛ فالمناضل الحق من أجل “القيم الديمقراطية”، لا يمكن أن يتواطأ في شل مسار الانتقال المدني الديمقراطي؛ ولا المشاركة في الانقلاب عليه؛ كما لا يمكنه بأي حال من الأحوال؛ أن يرتمي في أحضان العمالة للخارج؛ سوى كانت عمالة للأوليغارشية الإماراتية أو غيرها.

(10)
خاض طرفا الصراع حربهما الدعائية الكاذبة لتبرير سوء أفعالهما؛ مع التركيز على اتهام كل من يجرؤ على الدعوة إلى إيقاف الحرب وحقن الدماء؛ بالخيانة والعمالة!!. إن تبرير طرفي الصراع لويلات الحرب التي أشعلوها، تحت راية "الكرامة" من طرف؛ ورايات "الديمقراطية والحرية" من الطرف المضاد، أمر مضحك مبكي لكنه متوقع. فالمعتدون على ثورة الشعب وقيمها وأهدافها؛ لهما الجرأة على مهاجمة بعضهم البعض بكل صفاقة متى تضاربت مصالحهما؛ ومهاجمة المعارض لمصالحهما مجتمعين أيضا بكل وقاحة. وهم في هذا يتلاعبون بحياة الملايين من الأبرياء، الذين يُسْتَخْدَمُون كوقود للحرب؛ ثم يُتَخَلَّص منهم بشكل انتهازي في الوقت الملائم؛ متى انتهت الحاجة.
يَتْبَعُ

تيسير ادريس

tai2008idris@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • سفارة باريس: مبادرة لتطوير تدريس اللغة الفرنسية في ليبيا
  • أزمة غاز خانقة واسعة في مناطق حكومة عدن
  • بريطانيا وفرنسا تتجهان لإعداد خطة لوقف الحرب الروسية الأوكرانية
  • تحذير.. وزير الخارجية الروسي: واشنطن تريد إنهاء الصراع في أوكرانيا وأوروبا ترفض
  • أزمة الغاز المنزلي تخنق عدن مع بداية رمضان.. والمواطنون يبحثون عن حلول بديلة
  • مسلوق يعقد أول اجتماع مع المكتب التنفيذي الجديد للرابطة
  • الحَرْبُ مُنْعَطَفٌ تِكْتِيكِيٌّ أَمْ مُطَبٌّ دْيالِكْتِيكِيٌّ (1)
  • ردّاً على القيود الفرنسية.. الجزائر: سنطبق المعاملة «بالمثل» بشكل فوري
  • معركة القصر الرئاسي السوداني: كيف تطورت الأحداث وما التالي؟
  • وزير السياحة يعقد اجتماعًا مع المدير الإقليمي لمؤسسة التمويل الدولية "IFC"