◄ إسرائيل ورطت نفسها مع إيران بعد قصف القنصلية في دمشق

◄ طهران اختارت النزول بنفسها إلى ساحة المواجهة دون وكلاء

◄ الاستراتيجية الإيرانية "الجديدة" تربك الحسابات الإقليمية والدولية

◄ إسرائيل في "عزلة تامة" بعد رفض أمريكا المشاركة في أي هجوم على إيران

◄ ضغوطات إقليمية ودولية على تل أبيب لعدم الرد على إيران

◄ إيران ترجح أن أمريكا "ستلجم" إسرائيل خوفًاً من الانزلاق إلى حرب إقليمية

◄ بعد "طوفان الأقصى".

. تل أبيب تتحول إلى ساحة حرب داخلية وخارجية

 

 

الرؤية- غرفة الأخبار

لأول مرة تختار إيران المُواجهة المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعدما تعرضت قنصليتها في دمشق إلى قصف أدى إلى مقتل قائدين في الحرس الثوري و5 مستشارين عسكريين آخرين، من بينهم العميد محمد رضا زاهدي أحد قادة فيلق القدس، ومساعده العميد محمد هادي حاج رحيمي.

وكان بإمكان إيران أن "تُعاقب إسرائيل"- حسب وصفها- باستهداف مصالح إسرائيلية خارج دولة الكيان، إلا أنها قررت خوض غمار المواجهة دون الاعتماد على الفصائل الموالية سواء في لبنان أو اليمن أو العراق كما جرت العادة، لتتحول سياسة طهران من "الصبر الاستراتيجي" إلى "الرد المُباشر" على أي اعتداء أو ما يسميه البعض بسياسة "البادي أظلم"، كما أنها أرادت الحفاظ على "هيبتها الدولية" كقوة إقليمية، حتى لا تتمادى إسرائيل في اعتداءاتها.

هذا القرار "الجريء" كان نتيجة لحالة من الاحتقان السياسي والعسكري في إيران، ونتيجة لانتهاء مخزون الصبر لديها على الممارسات الإسرائيلية المستندة إلى الدعم الأمريكي والغربي، إلا أن استهداف القنصلية في دمشق كان بمثابة "القشة التي قصمت ظهر البعير".

"هذا العمل سيؤدي إلى رد حاسم من جانبنا"، "إسرائيل تتحمل تداعيات هذه الخطوة"، "نتنياهو فقد توازنه العقلي"، "إسرائيل تعلم أنها وصلت إلى نهاية الطريق"، "الكيان الصهيوني يُريد توسيع نطاق الحرب في المنطقة بهذا الهجوم، لكن مخططاته ستحبط من دون شك بحنكة وتدبير المرشد علي خامنئي"، "على إسرائيل أن تعد نفسها لرد حازم من جانب إيران لأنها اعتدت على أراضينا".. كل هذه كانت تصريحات رسمية من المسؤولين الإيرانيين عقب قصف القنصلية في الأول من أبريل الجاري، ليأتي الرد بعد 12 يوما وتحديدا في الثالث عشر من أبريل بعشرات المسيرات والصواريخ في هجوم مركب من الأراضي الإيرانية واليمنية واللبنانية والعراقية.

وضمن مؤشرات تغير السياسة الإيرانية في تعاملها مع الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية، أنها أعلنت مسبقاً موعد الهجوم، وهو ما اعتبره محللون تحدياً غير مسبوق لدولة الاحتلال والولايات المتحدة والمجتمع الغربي الذي يقدم الدعم اللامتناهي لحليفتهم في الشرق الأوسط.

ووفقاً لهذه المعطيات، فإنَّ إيران خطت سياسة واستراتيجية جديدة ستتعامل بها مع إسرائيل، وذلك إذا ما حاولت الأخيرة الرد على الهجوم الإيراني.

وفي المقابل، وعلى الرغم من مشاركة عدد من "الحلفاء"- كما وصفتهم إسرائيل- في التصدي للهجوم الإيراني،  إلا أن دولة الاحتلال حينما صرحت أنها سترد على هذا الهجوم، وجدت نفسها وحيدة دون مساندة دولية للهجوم على الأراضي الإيرانية أو مصالح طهران حول العالم.

وعلاوة على ذلك، تواجه إسرائيل ضغوطات دولية لعدم الرد، باعتبار أنها هي من ورطت نفسها بهذا الموقف بقصف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، الذي يعد جزءًا من أراضي إيران وفقاً للأعراف الدبلوماسية.

ولقد أبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اتصال هاتفي، الأحد، أن الولايات المتحدة لن تشارك في أي عمليات هجومية ضد إيران.

وتدرك الولايات المتحدة أن تهدئة المنطقة واستمرار تدفق البضائع والطاقة عبر ممراتها البحرية مرهون بضبط مستوى الصراع مع إيران، وهو ما تراعيه في سلوكها حيالها، كما أنه وفقا لهذه المصالح والأولويات الأمريكية، فإن اشتعال الصراع في الشرق الأوسط يشكل تهديدا لها واستنزافا لجهودها ومواردها السياسية والعسكرية بما يخدم مصالح خصومها الأهم، الصين وروسيا.

وترجح إيران أن الولايات المتحدة ستلجم إسرائيل عن أي رد غير محسوب على الضربة خوفاً من الانزلاق إلى حرب إقليمية لا تريدها واشنطن وكذلك الدول الحليفة لإسرائيل، وأرفقت ذلك بتحذيرات للولايات المتحدة في التمادي في دعم إسرائيل، كما رجحت طهران أن يسود "منطق واحدة بواحدة" بينها وبين إسرائيل، على اعتبار أن الوضع الدولي لا يحتمل حربًا شاملة أخرى في منطقة معقدة تضاف إلى الحرب في أوكرانيا وفي قطاع غزة.

وبعد عملية "طوفان الأقصى" والضربة الإيرانية، تحولت إسرائيل إلى ساحة حرب بجبهات متعددة داخلية وخارجية، ولم تعد تنعم تل أبيب بالاسترخاء الأمني، وفقد الإسرائيليون الشعور بالأمان ما دفع الكثير منهم إلى اتخاذ خيار الهروب من إسرائيل، التي باتت في نظرهم "أرض الخوف".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

قائد الحرس الثوري الإيراني: الرد على الاعتداء الصهيوني قادم ولا يمكن إنهاء حزب الله

يمانيون../ قال قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، اليوم الخميس، أنّ “إسرائيل هي مُخطئة إذا ظنّت أنّ “حزب الله” سيخرج من الساحة باغتيال قياداته”، وأشار إلى أنّ “الحزب” تيار عظيم لا يمكن إخماده أو إنهاؤه”.

وبحسب وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (ارنا)، هدّد سلامي في افتتاح مناورات “نصرالله” القتالية الأمنية العدو الصهيوني قائلاً: “الیوم، نضعكم نصب أعيننا، وسنقاتل حتى النهاية، ولن نسمح لكم بأن تتحكّموا في مصير المسلمين، وسننتقم، وستتلقّون ضربات موجعة، وعليكم أن تتنظروا”.

كما أشار إلى أن كيان العدو الصهيوني محكوم عليها بالفناء.
من جهته، أكد نائب قائد الحرس الثوري الإيرانيّ العميد علي فدوي، أنّ “الردّ على الاعتداء الصهيوني أمر قاطع، وايران لم ولن تتغاضى عن أيّ اعتداء عليها”.

وشدد فدوى على أنّ بلاده ستردّ على كيان العدو الصهيوني ردّاً قاسياً.

وأضاف فدوي: “الأمر لا يختلف بالنسبة إلينا؛ من يرأس جبهة الشر ترامب أو غيره، فلا فرق بينهم”.

مقالات مشابهة

  • سلامي: الرد قادم ولا يمكن إنهاء حزب الله
  • إيران أجّلت الردّ على إسرائيل .. تغييرٌ في الاستراتيجية بعد فوز ترامب؟
  • قائد الحرس الثوري الإيراني: الرد على الاعتداء الصهيوني قادم ولا يمكن إنهاء حزب الله
  • لجنة خاصة تابعة للأمم المتحدة: ممارسات “إسرائيل” في غزة تتسق مع خصائص الإبادة الجماعية كما أنها تستخدم التجويع كأسلوب من أساليب الحرب
  • توقيف موظف في CIA متهم بتسريب وثائق بشأن خطط إسرائيل لضرب إيران
  • قرار إيراني مفاجئ حول الرد على إسرائيل بعد فوز ترامب في الانتخابات
  • إيران تتراجع عن الرد على إسرائيل "بعد فوز ترامب"
  • كيف تمكنت إسرائيل من تحقيق أهداف استراتيجية؟
  • نتنياهو: إسرائيل لا تريد حربا مع إيران وتحقق في تسريب أسرار الدولة
  • نتنياهو: لا نريد حرباً مع إيران