بيرول: أوروبا تتخلف في مجال الطاقة بسبب أخطاء "فادحة"
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
وجه المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول نقدا لأوروبا بسبب تخلفها عن الصين والولايات المتحدة بعد ارتكابها خطأين تاريخيين هائلين فيما يتعلق بسياسة الطاقة وهما الاعتماد على الغاز الروسي، والابتعاد عن الطاقة النووية.
وفي حديث مع "فاينانشال تايمز"، قال بيرول إن الصناعة الأوروبية تدفع حاليًا ثمن هذه الأخطاء، وإن أوروبا بحاجة إلى خطة صناعية رئيسية جديدة من أجل التعافي".
يأتي تدخل بيرول، رئيس وكالة الطاقة الدولية ومقرها باريس، في الوقت الذي يستعد فيه قادة الاتحاد الأوروبي لمناقشة القدرة التنافسية الاقتصادية للكتلة هذا الأسبوع.
وفقًا لبيرول، يتأخر الاتحاد الأوروبي عن الصين والولايات المتحدة في مجالات مثل تصنيع التقنيات النظيفة بسبب مزيج من اللوائح المعقدة وأسعار الطاقة المرتفعة. حيث تبلغ أسعار الكهرباء في الاتحاد الأوروبي عادةً ضعفين إلى ثلاثة أضعاف أسعارها في الولايات المتحدة.
وقال بيرول: "تشهد الصناعات القائمة، وخاصة الصناعات الثقيلة، والتي تواجه بالفعل، مشكلة كبيرة في التكلفة مقارنة بالاقتصادات الكبرى الأخرى مثل الصين والولايات المتحدة."
وفي السابق كان الغاز الروسي يشكل أكثر من 40% من إمدادات أوروبا لكنه تراجع إلى 15% في عام 2023، بعدما حقق الاتحاد الأوروبي تحولاً ناجحًا بعيدًا عن الغاز الروسي بعد أزمة أوكرانيا.
لعبت الإمدادات من النرويج والولايات المتحدة الأميركية دورًا رئيسيًا في مساعدة الاتحاد الأوروبي على تجنب انقطاعات الكهرباء، حيث تمثل على التوالي 30 بالمئة و 19 بالمئة من إجمالي الواردات.
ساهم أيضًا النمو السريع للطاقة المتجددة في تعزيز أمن الطاقة بالاتحاد الأوروبي. وتعد مسألة الطاقة النووية أكثر إثارة للجدل داخل الاتحاد الأوروبي.
تدعم دول مثل فرنسا وهنغاريا والجمهورية التشيكية الاعتماد على الطاقة النووية، بينما تعارضها بشدة دول أخرى مثل ألمانيا والنمسا ولوكسمبورغ.
ترى الدول المعارضة أن المشاريع النووية عرضة للتأخير وتجاوز التكاليف، وأن الأموال المخصصة لها يمكن توجيهها بشكل أفضل نحو مصادر الطاقة المتجددة.
يرى أموند فيك، وهو مستشار سابق لوزير الطاقة النرويجي، أن "الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة يُعد أكثر صعوبة بدون الاعتماد على الطاقة النووية" وذلك لتوفير قاعدة ثابتة للطاقة لدعم توليد طاقة الرياح والطاقة الشمسية غير المتسقة.
ويؤكد فيك على أن النقاش حول الطاقة النووية مفيد لبعض الدول التي تحتاج بالفعل إلى هذا المصدر، لكنه ينتقد الآراء التي تدعو لاستبعاد الاستثمار في طاقة الرياح لصالح التركيز على بناء محطات نووية جديدة.
في عام 2019، حدد الاتحاد الأوروبي أحد أكثر الأهداف المناخية طموحًا في العالم مع الالتزام بخفض الانبعاثات بنسبة 55 بالمئة مقارنة بمستويات عام 1990 بحلول عام 2030 والوصول إلى صافي الصفر بحلول عام 2050.
وتم منذ ذلك الحين اعتماد معظم التشريعات اللازمة لتحويل اقتصاد الاتحاد الأوروبي بما يتماشى مع هذا الهدف، لكن السياسيين يخشون من رد فعل عنيف عندما تؤثر قوانين مثل حظر محركات الاحتراق الداخلي الجديدة أو معايير كفاءة الطاقة الأكثر صرامة على الناخبين قبل انتخابات الاتحاد الأوروبي المقبلة.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار والولایات المتحدة الاتحاد الأوروبی الطاقة النوویة
إقرأ أيضاً:
منظمات الصحة في العالم يحثوا الاتحاد الأوروبي على تمويل المساعدات الخارجية بعد الخفض الأمريكي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
حث قادة منظمات الصحة في العالم الاتحاد الأوروبي على تكثيف جهوده لحماية برامج الصحة المنقذة للحياة في ظل ما يعتبرونه "لحظة فاصلة" بعد أن خفضت الولايات المتحدة ودول أخرى إنفاقها على المساعدات الخارجية.
وحذر مسؤولو الصحة العالميون - في تصريحات خاصة لصحيفة "بوليتيكو" الأمريكية - من الضرر الناجم من خفض الولايات المتحدة للإنفاق على التنمية الدولية والمساعدات الخارجية، ما يهدد حياة ملايين الأشخاص ويؤثر على من يعيشون في المجتمعات الأكثر ضعفًا، بما في ذلك الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط ومناطق الحرب.
وقال الرئيس التنفيذي لـ "الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا"، بيتر ساندز، إن هناك حالة عدم يقين هائلة، لا تتعلق بالولايات المتحدة فقط، بل بما ستفعله الدول الشريكة والمانحة الأخرى أيضا، موضحا أن الأمر يتعلق في النهاية بمسألة الإرادة السياسية.
وأشار إلى أن الخطوة تأتي في ظل مواجهة خطر التراجع في الوقت الحالي في مجال علاج الملاريا والوقاية منها، بسبب تحديات مثل تغير المناخ ومقاومة الأدوية والصراعات المستمرة.
وأكدت الرئيسة التنفيذية لـ "التحالف العالمي للقاحات والتحصين"، سانيا نيشتار، أنه من المهم للغاية أن يُشير الاتحاد الأوروبي إلى أن التنمية لا تزال أولوية خاصة لأفريقيا، وأنه شريك جدير بالثقة، في ظل تراجع بعض دول العالم عن تقديم المساعدات الإنمائية.
وأوضحت نيشتار أنها تدرك أن الأمن أولوية بالغة الأهمية مع زيادة أوروبا لنفقاتها الدفاعية، لكن الأمن الصحي جانب بالغ الأهمية، لافتة إلى أن التطعيم أحد أكثر التدخلات فعالية لإنقاذ الأرواح، وأنه من المهم للغاية أن يكثف الاتحاد الأوروبي جهوده ليؤكد على أهمية هذا التدخل المنقذ للحياة.
كما شدد القائم بأعمال المدير العام لـ"هيئة التأهب والاستجابة لحالات الطوارئ الصحية" التابعة للاتحاد الأوروبي، لوران موشيل، على أن المفوضية الأوروبية ملتزمة بمواصلة دعم الصحة العالمية.
وقد حذّرت منظمة الصحة العالمية بالفعل من أن الخفض الأخير في تمويل المساعدات الخارجية سيكون له تأثير مدمر على برامج مكافحة السل في جميع أنحاء العالم، بالنظر إلى أن الولايات المتحدة كانت تاريخيًا أكبر مانح.
كذلك أعرب أندري كليبيكوف، المدير التنفيذي لتحالف الصحة العامة - إحدى أكبر المنظمات غير الحكومية التي تُركز على فيروس نقص المناعة البشرية والسل في أوكرانيا وأوروبا الشرقية - عن قلقه إزاء الشائعات التي تُفيد بأن البيت الأبيض يُفكر في إغلاق قسم الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية التابع لـ مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها".
وقال لصحيفة "بوليتيكو" أن الأمر سيكون كارثي، حيث إنه سيتم التعامل مع آلاف الأشخاص غير المُشخَّصين، وسيكون هناك عواقب ومضاعفات صحية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد قرر بعد فترة وجيزة من تنصيبه في يناير الماضي تفكيك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، متخليًا عن أكثر من 80% من برامجها، ومخفضًا تمويل العديد من المبادرات.
كما تُراجع الإدارة الأمريكية المساعدات الخارجية في إطار سياستها "أمريكا أولًا"، ما أثار قلق العديد من المنظمات التي تعتمد على الدعم المالي الفيدرالي، بشأن مستقبلها.
ويمتد التوجه إلى ما هو أبعد من الولايات المتحدة، حيث أعلنت المملكة المتحدة. في فبراير الماضي أنها ستخفض إنفاقها على التنمية الدولية، وستعزز ميزانيتها الدفاعية، كما أعلنت هولندا أيضًا أنها ستخفض مساعداتها الخارجية بمقدار 2.4 مليار يورو، كذلك خفضت ألمانيا وفرنسا ميزانيات المساعدات الخارجية العام الماضي، ما أدى إلى خفض آخر قدره 3 مليارات يورو.