طبريا.. بحيرة فلسطينية من المياه العذبة تواجه الجفاف
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
توصف بأنها أخفض بحيرة مياه عذبة في العالم، وثاني أخفض مسطح مائي في العالم بعد البحر الميت، فهي تقع على عمق 213 متر تحت سطح البحر.
بحيرة طبريا أو (طبرية) بحيرة عذبة المياه تقع بين منطقة الجليل في شمال فلسطين وهضبة الجولان المحتلة، على الجزء الشمالي من مسار نهر الأردن.
يبلغ طول سواحلها 53 كم، وطولها 21 كم، وعرضها 13 كم، وتبلغ مساحتها 166 كم مربع، وأقصى عمق فيها يصل إلى 46 مترا.
شروق الشمس فوق بحيرة طبريا.
وتم تسمية مدينة طبريا، عند تأسيسها في عام 20 قبل الميلاد على الساحل الجنوبي الغربي من البحيرة، نسبة إلى الإمبراطور الروماني طيباريوس قيصر(الأول). وفي النسخ اليونانية واللاتينية لـ"العهد الجديد" تذكر البحيرة باسم "بحيرة الجليل" وهو الاسم الشائع اليوم في اللغة الإنجليزية.
وتراجعت أهمية البحيرة عندما فقد البيزنطيون سيطرتهم ودخول الدولة الأموية والإمبراطوريات الإسلامية اللاحقة إلى المنطقة. وشيد قرب البحيرة "قصر المنية" في عهد الخليفة الأموي الوليد الأول (705 ـ 715).
وفي عام 1187، هزم السلطان صلاح الدين الأيوبي جيوش مملكة بيت المقدس الصليبية في معركة حطين، إلى حد كبير لأنه تمكن من عزل الصليبيين عن المياه العذبة للبحيرة.
وكانت للبحيرة أهمية قليلة في بدايات الإمبراطورية العثمانية. وشهدت انتعاشا كبيرا لمجتمعها اليهودي في القرن السادس عشر، لكنها تراجعت تدريجيا، حتى دمرت المدينة بالكامل في عام 1660. وفي أوائل القرن الثامن عشر، أعاد ظاهر العمر بناء طبريا، وأصبحت مركز حكمه على الجليل، وشهدت أيضا إحياء مجتمعها اليهودي.
في عام 1908، أنشأ يهود مزرعة في طبريا، وفي نفس الوقت تأسس "موشافات كينيرت" بجوارها في المنطقة المجاورة مباشرة للبحيرة. وفي العام التالي تأسس " كفوتزات دجانيا" والتي تعتبر أول "كيبوتس" يهودي.
في عام 1917، هزم البريطانيون القوات التركية العثمانية وسيطروا على فلسطين، بينما سيطرت فرنسا على سوريا. وفي تقسيم الأراضي العثمانية بين بريطانيا وفرنسا، تم الاتفاق على أن تحتفظ بريطانيا بالسيطرة على فلسطين، بينما تسيطر فرنسا على سوريا. وتم تحديد الحدود بعبارات عامة من خلال اتفاقية الحدود الفرنسية البريطانية والتي تدعى "اتفاق بوليه - نيوكومب" في عام 1920، والتي رسمتها عبر منتصف البحيرة. وضغطت الحركة الصهيونية على الفرنسيين والبريطانيين لتخصيص أكبر عدد ممكن من مصادر المياه لفلسطين الانتدابية أثناء مفاوضات ترسيم الحدود، فسعى المفوض السامي لفلسطين، هربرت صموئيل، للسيطرة الكاملة على بحيرة طبريا.
وأدت المفاوضات إلى ضم كامل أراضي فلسطين إلى بحر الجليل، وكلا جانبي نهر الأردن وبحيرة الحولة ونبع دان وجزء من نهر اليرموك. وتمت الموافقة على الحدود النهائية في عام 1923 بعد شريط بعرض 10 أمتار على طول الشاطئ الشمالي الشرقي للبحيرة، مما أدى إلى فصل سوريا عن البحيرة.
ونصت الاتفاقية البريطانية الفرنسية على الحفاظ على الحقوق القائمة على استخدام مياه نهر الأردن من قبل سكان سوريا، وعلى أنه "سيكون للحكومة السورية الحق في إقامة رصيف جديد في سمخ على بحيرة طبريا أو الاستخدام المشترك للرصيف الحالي؛ وسيكون لسكان سوريا ولبنان نفس حقوق الصيد والملاحة في بحيرات الحولة وطبريا ونهر الأردن، في حين ستكون حكومة فلسطين مسؤولة عن مراقبة البحيرات".
وفي عام 1948، سيطرت القوات السورية على الأراضي الواقعة على طول بحيرة طبريا، بموجب اتفاقية الهدنة عام 1949 بين الاحتلال وسوريا على الساحل الشمالي الشرقي لبحيرة طبريا. ومع ذلك، نصت الاتفاقية على أن خط الهدنة "لا ينبغي تفسيره على أن له أي علاقة من أي نوع بالترتيبات الإقليمية النهائية". ظلت سوريا تسيطر على الساحل الشمالي الشرقي للبحيرة حتى حرب حزيران /يونيو عام 1967.
وفي خمسينيات القرن الماضي، صاغ الاحتلال خطة لربط طبريا ببقية البنية التحتية للمياه في فلسطين المحتلة عبر الناقل الوطني للمياه، من أجل تلبية الطلب على المياه في مدنها المتنامية. واكتمل الناقل في عام 1964. وأثارت الخطة الإسرائيلية، التي عارضت فيها جامعة الدول العربية خطتها لتحويل منابع نهر الأردن، مواجهات سياسية وأحيانا مسلحة حول حوض نهر الأردن.
بالإضافة إلى نهر الأردن يصب في البحيرة وديان منها: وادي العشة (المسلخة)، وادي عبدان، وادي الجاموسة، وادي العمود، وادي الريضية (ويعرف أيضا بوادي التفاح ووادي سلامة)، ووادي الحمام.
صيد السمك في بحيرة طبريا.
ونتيجة لسياسات الاحتلال فقد شهدت طبريا في السنوات الأخيرة فترة جفاف طويلة أضرت مباشرة بمنسوب مياه البحيرة بحيث كادت أن تجف بالكامل خاصة مع بروز جزيرة صغيرة في وسطها وانخفاض نسبة مياهها إلى أدنى مستوى لها لم تشهده طيلة قرن كامل.
وكثرت الأحاديث حول احتمال تعرض بحيرة طبريا للجفاف، وتساءل الكثيرون عن الأسباب التي قد تتسبب بهذا الجفاف، ويمكن القول أن الأسباب المؤدية لجفاف بحيرة طبريا هي: مشكلة الانحباس الحراري، وانخفاض معدلات الهطولات المطرية السنوية، وجفاف نهر الأردن الذي يصب فيها ويغذيها ويعد أحد أهم روافدها، الاستهلاك الكبير لمياه البحيرة من قبل الاحتلال.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير تقارير بحيرة طبريا فلسطين فلسطين تاريخ بحيرة طبريا تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بحیرة طبریا نهر الأردن فی عام على أن
إقرأ أيضاً:
مصادر فلسطينية: مقتل مسؤول العمليات الداخلية في غزة بهجت أبو سلطان
كشفت مصادر فلسطينية عن مقتل عدد من القياديين البارزين في حركة "حماس"، جراء غارات جوية إسرائيلية مكثفة استهدفت مواقع عدة في قطاع غزة، في تصعيد عسكري هو الأشد منذ اتفاق وقف إطلاق النار في يناير الماضي.
ووفقًا للمصادر، فقد قُتل أبو عبيدة الجماصي، عضو المكتب السياسي في حماس ورئيس لجنة الطوارئ، خلال استهداف جوي مباشر لموقع تابع للحركة.
كما أكدت المصادر مقتل العميد بهجت حسن أبو سلطان، مسؤول العمليات الداخلية في غزة، إثر غارة استهدفت منزله في شمال القطاع.
وفي تطور آخر، أعلنت وسائل إعلام تابعة لحماس مقتل محمود أبو وطفة، أحد كبار المسؤولين الأمنيين في الحركة، ضمن سلسلة الاغتيالات التي نفذها الجيش الإسرائيلي فجر اليوم.
وفي سياق متصل، نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن الجيش الإسرائيلي أبقى خطته العملياتية لضرب غزة سرية للغاية، محصورًا تنفيذها ضمن دائرة ضيقة لضمان عنصر المفاجأة. وأضاف المصدر أن حماس كانت بصدد التحضير لهجمات ضد إسرائيل، واتخذت خطوات متقدمة لإعادة التسلح خلال الأيام الأخيرة.
وفي تطور لافت، كشفت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، أن إسرائيل أجرت مشاورات مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل تنفيذ الضربات الجوية على غزة، مؤكدة في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" أن هناك تواصلاً مستمرًا بين الجانبين حول التطورات الميدانية.
وأفاد مسعفون فلسطينيون في غزة بأن الغارات الإسرائيلية خلفت عشرات القتلى والجرحى، في واحدة من أعنف الهجمات الجوية منذ إعلان وقف إطلاق النار في 19 يناير الماضي. في المقابل، صرح قيادي في حركة حماس لوكالة "رويترز" بأن إسرائيل أنهت اتفاق وقف إطلاق النار من جانب واحد، مما ينذر بتصعيد جديد في الأيام المقبلة.
من جهتها، نقلت قناة "كان" الإسرائيلية أن الضربات الجوية استهدفت قيادات عسكرية متوسطة وقيادات سياسية بارزة في حماس، فيما هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن "أبواب الجحيم ستفتح على غزة" إذا استمرت الحركة في تهديد الأمن الإسرائيلي.
يأتي هذا التصعيد في وقت تعيش فيه غزة أوضاعًا إنسانية صعبة، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية نتيجة القصف المكثف واستمرار الحصار على القطاع.