«أمراء الطبلخاناه».. أحدث إصدارت هيئة الكتاب
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
«أمراء الطبلخاناه».. صدر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ضمن إصدارات سلسلة تاريخ المصريين كتاب «أمراء الطبلخاناه.. عصر سلاطين المماليك بمصر» للدكتورة إجلال علي سرور.
أمراء الطبلخاناه
تناول كتاب أمراء الطبلخاناه في مصر عصر سلاطين المماليك، معلومات مهمة عن أمراء الطبلخاناه في فترة تاريخ العصر المملوكي، وأمراء الطبلخاناه هم الطبقة الثانية من طبقات أرباب السيوف؛ وهم من أهم الأمراء العسكريين الموجودين بالجيش المملوكي في مصر وهم أقل في الرتبة من أمراء المائة مقدمي الألوف وأعلى من أمراء العشرات، وكان لهم العديد من الاستحقاقات الخاصة بهم، والتي تعطيها لهم الدولة المملوكية في مقابل تحملهم مسئولية الدولة المملوكية في نواح عدة، منها أنهم كانوا يلعبون دورًا عسكريا مهما داخل الجيش المملوكي آنذاك، من خلال تأديتهم لمهامهم القتالية أثناء التجريدات العسكرية التي كانت تخرجها الدولة المملوكية؛ بهدف توسيع أطرافها أو بهدف الدفاع عن نفسها وعن العالم الإسلامي ضد الأخطار الخارجية التي واجهتهما مثل خطري التتار والصليبيين.
وكان هذا الكتاب فى أصله رسالة نالت بها المؤلفة درجة الدكتوراه من قسم التاريخ بكلية الآداب - جامعة حلوان، وهو يحتوي على مقدمة وتمهيد، وأربعة فصول وخاتمة، وتناول التمهيد وعنوانه: أمراء الطبلخاناه قبل عصر سلاطين المماليك تعريف كلمة أمراء لغة واصطلاحًا، وتعريف كلمة الطبلخانة (الطبلخاناه) لغة واصطلاحا، ثم تناول الحديث عن رتب الجيش في مصر قبل عصر سلاطين المماليك.
وتناول الفصل الأول وعنوانه: الإنعام والترقية والتقاعد بإمرة الطبلخاناه الحديث عن عدد أمراء الطبلخاناه في العصر المملوكي، مع توضيح وجود طبقية داخل إمرة الطبلخاناه نفسها؛ وذلك بوجود أعيان لأمراء الطبلخاناه لهم من المكانة الاجتماعية والامتيازات المادية والألقاب الرسمية ما هو أكثر وأعلى مما يحصل عليه جمهور أمراء الطبلخاناه، مع ذكر طرق الوصول إلى إمرة الطبلخاناه، وأسباب الترقية لها من إمرة العشرة، وأسباب الترقية منها إلى إمرة المائة تقدمة الألف، مع ذكر دلائل على تولية بعض الأمراء لإمرة الطبلخاناه بالوراثة أو بالبذل والبرطلة، هذا مع توضيح أسباب تراجع بعض الأمراء من إمرة مائة تَقْدِمَة الألف إلى إمرة طبلخاناه ومن إمرة طبلخاناه إلى إمرة عشرة، هذا بالإضافة إلى ذكر فترات تولي إمرة الطبلخاناه وطرق الخروج منها.
أما الفصل الثاني وعنوانه: مُخصصات أمراء الطبلخاناه ودورهم الاجتماعي، فتناول الاستحقاقات التي كان يحصل عليها أمير الطبلخاناه بعد الإنعام عليه بالإمرة، وهي عبارة عن مخصصات مالية وعينية سميت في عصر سلاطين المماليك باسم الأرزاق؛ حيث كان منها ما هو مستمر دائم ومنها ما يتم أخذه من وقت لآخر، كما تناول هذا الفصل إطلالة على الحياة الاجتماعية الخاصة بأمراء الطبلخاناه فيما يخص مستواهم الاجتماعي الظاهر في أموالهم ومناسباتهم الاجتماعية الخاصة بزواجهم وسكنهم وجنازاتهم، وتناول الفصل أيضًا الدور الاجتماعي لأمراء الطبلخاناه نحو المجتمع المملوكي وذكر ما قاموا به من إسهامات في حل مشكلات هذا المجتمع آنذاك، إلى جانب ذكر إسهاماتهم العامة والخاصة في التشييد والبناء.
وأما الفصل الثالث وهو بعنوان: «وظائف أمراء الطبلخاناه»، فتناول الدور الإداري الذي كان يقوم به أمراء الطبلخاناه من خلال توليهم لكثير من الوظائف العسكرية المهمة داخل الحاضرة السلطانية وخارجها، وذلك بذكر مهام كل وظيفة من هذه الوظائف، وذكر أسماء أمراء الطبلخاناه الذين تولوا هذه الوظائف، مع توضيح تواريخ توليتهم وربطها بعهود سلاطين المماليك الذين كانوا يحكمون الدولة آنذاك.
وتناول الفصل الرابع وهو بعنوان: «الدور العسكري والسياسي الأمراء الطبلخاناه»، ذلك الدور المهم الذي كان يلعبه أمراء الطبلخاناه داخل الجيش المصري في عصر سلاطين المماليك، والذي قاموا به من خلال تأديتهم لمهامهم القتالية أثناء التجريدات العسكرية التي كانت تخرجها الدولة المملوكية بهدف توسيع أطرافها أو قهر أعدائها، وتناول هذا الفصل هذه التجريدات بتفاصيل أسبابها وذكر أسماء أمراء الطبلخاناه التي شاركت فيها، مع ذكر نفقة السفر التي كان يأخذها أمراء الطبلخاناه في كل تجريدة، كما أوضح هذا الفصل الدور السياسي الذي لعبه أمراء الطبلخاناه في أحداث الفتن والثورات والصراعات الداخلية التي كانت موجودة في العصر المملوكي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أمراء الطبلخاناه الهيئة المصرية العامة للكتاب تاريخ المصريين المماليك إلى إمرة التی کان
إقرأ أيضاً:
عن تجربة نواف سلام مع أمراء الطوائف
كتب علي العزيز في" النهار": بإمكان تجربة تشكيل الحكومة التي يخوضها الرئيس نواف سلام أن تكشف الكثير من الحقائق المتصلة بالتركيبة اللبنانية. وأن تثبت أن أهلها يحيطون بالكثير من المسائل العالقة والمعيقة في صيغة الحكم، ويعترفون بكونها مسؤولة عن فشل سياساتهم، لكنّهم لا يدارون حرصهم عليها، وتمسكهم بها. ومجاهرتهم بكونها تمثل، بالنسبة إليهم، خطوطاً دفاعية تمنعهم من السقوط. هم لا يجدون ضيراً في الإعلان أنهم يحمون الصيغة المهترئة لكي يجدوا، في الظروف الصعبة، ما يؤمّن لهم سبل الحماية.
يقدم أحدهم قراءة تحليلية لموقف الرئيس المكلف فيكشف أنه يواجه التركيبة السلطوية بمختلف تجلياتها، هو لا يجاري الثنائي الشيعي في إصراره على حقيبة المالية، ولا القوات اللبنانية في افتراضها أنها شريكة في النصر على "حزب الله"، ولا يتوافق مع "التيار الوطني الحرّ" في اعتبار تسميته له، في الاستشارات الملزمة. حتى انه لا يتفق مع أبناء طائفته السنية في مشروعيه حصولهم على حقيبة سيادية. كما أنه لا يبدي حرصاً على نيل بركة مفتي الجمهورية، بوصفه مرجعه الروحي، فيحجم عن زيارته كما اعتاد أمثاله أن يفعلوا، ولا يتردد في الحديث عن قانون جديد للأحوال المدنية، وعن فصل الدين عن الدولة.
بالرغم أن المواصفات السابقة هي ممّا يندر توافره في أيّ شخصية سياسية لبنانية، وأن من شأنها بالتالي أن تجعل من نواف سلام الخيار الأمثل بالنسبة لكل اللبنانيين الطامحين إلى لبنان الوطن في موازاة المزرعة القائمة، إلا أن التحليل يهدف إلى الإثبات بأن الرجل هو مجرد حالم تعوزه الواقعية، وأنه أحد العابرين في سياق التسويات الإقليمية والدولية، وأنه مكلف بملء الفراغ في الوقت المستقطع المفروض بإرادة خارجية. برأي المحلل، وهو مدافع طليعي عن خيارات أحد أفرقاء السلطة المهيمنة، لا يتعدى نواف سلام أن يكون مجرد عنصر غريب عصي على الاندماج مع النسيج السلطوي السائد. فهو، ومهما امتلك من مقومات الفرادة والتميز، يبقى أقرب إلى غصن مقطوع من أيّ شجرة طائفية تمدّه بأسباب الحياة في ظل المناخ المهيمن.
صلافة التحليل تحرض على استعادة المقولة التي تتقاطع عندها كل أحاديث جماعة السلطة، وتجمع عليها فلولهم الإعلامية: "في لبنان لا يمكن لأحد أن يلغي أحداً". لكنّها تسمح باستنباط دلالتها الصحيحة والعميقة أيضاً، هي تعني أنه ليس بوسع محمية طائفية أن تقصي مثيلتها عن حفل اقتسام الجبنة. وإن تكن اللحظة التاريخية تغوي أحياناً بتعزيز حصة واحدة منها على حساب أخرى. لكن العبارة المأثورة لا تشمل أولئك المنفيين من جنة التعايش الطائفي، ممن يرون في نواف سلام معبراً عنهم، وحاملاً لهواجسهم. مثل هؤلاء يجري إلغاؤهم دون الاعتراف بهم حتى كضحايا. بوسع المقولة الرائجة أن تكتسب، في سياق تجربة نواف سلام، مدلولاً إضافياً، مفاده أنّ إلغاء لبنان بكليته أسهل على أمراء الطوائف من التنازل عن حفنة، مهما كانت ضئيلة، من امتيازاتهم.