المناطق الاقتصادية الخاصة والحرة واحات عصرية تلبي تطلعات الأفراد والمستثمرين
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
سجلت المناطق الاقتصادية الخاصة والحرة في سلطنة عمان نقلة مهمة ونوعية في نمو الناتج المحلي، مما حققت العديد من المحفزات للاقتصاد الوطني، التي تسرع عجلة الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتعزز التجارة الخارجية مع تسجيل زيادة في الصادرات، وتحفيز في النشاط الصناعي.
ويشهد العالم تسارعا ملحوظا في نمو عدد المناطق الاقتصادية، والتي تجاوز عددها 5 آلاف منطقة موزعة على ما يقارب 150 دولة، وتأتي هذه الأرقام الكبيرة لتعكس أهمية المناطق الاقتصادية في تسريع التنمية، وتنويع الاقتصاد، وإيجاد بيئة عصرية ترتبط بهذه المناطق.
مشاريع تعزز الحياة المعيشية
وتنفذ الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة العديد من مشروعات البنية التحتية المتكاملة في هذه المناطق حيث تم العام الفائت الانتهاء من تنفيذ عدد من الطرقات الداخلية وشبكات الصرف الصحي مع إقامة الحدائق وتطوير المواقع الخدمية، كما تم افتتاح منشئات فندقية جديدة في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، كما يتم خلال العام الجاري تواصل تنفيذ مشاريع جديدة تساعد على تأهيل وتطوير البنية الأساسية في هذه المناطق مع مراعاة القاطنين فيها والاستثمارات الضخمة التي أنشئت أو قيد الإنشاء، كما تحظى هذه المناطق التي تشرف عليها الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة ببنية أساسية عالية وخدمات متنوعة وفي تزايد مستمر بما يتواكب مع الحياة العصرية، وخصصت أجزاء واسعة لتوفير أنماط حياة محفزة وأخرى استثمارية، مما جعل منها واحات تشجع على توفير أنماط معيشية مختلفة.
فالمنطقة الاقتصادية الخاصة الدقم، من أبرز مناطق سلطنة عمان التي تعكس نمو نمط المعيشة وتستقطب سنويا العديد من الجنسيات للعيش فيها مما يسهم في نمو الحركة التجارية، وعامل جذب للمعيشة، ووصلت الاستثمارات في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم إلى 6 مليارات ريال عماني حتى عام 2023 م.
كما استطاعت الدقم التي تجمع بين كفيها مشاريع اقتصادية عالمية ونمط حياة عصرية من تلبية احتياجات الحياة الحديثة، مع مواءمة المشاريع الاقتصادية لأنماط الحياة الجديدة، وذلك عبر تنفيذ مقومات سياحية ومعيشية مختلفة، مما جعل منها جاذبة للاستقرار فيها، ويصبح العامل مطمئنا بموقع عمله وحافز مهم لجلب عائلته للاستقرار في هذه المناطق الاقتصادية، ومحطة محفزة لتنفيذ العديد من المشاريع المتوسطة والصغيرة والمشاريع الأهلية.
الدقم تجمع الاستثمارات والمقومات السياحية
فالدقم تجمع المقومات المعيشية والسياحية وتتميز بالمساحات الشاسعة التي تلبي احتياجات الجميع مع أهمية اعتدال الأجواء على مدار السنة وبروز جمالية الشواطئ واحتضانه لعدد من الفنادق العالمية، كما تتميز بتنوع تضاريسي وطبيعي فريد في المنطقة، فرغم ارتباط الدقم بمسمى المنطقة الاقتصادية الخاصة، إلا أن المقومات السياحية والسكنية مهيئة بشكل كبير وتشجع السائح والزائر بالاستمتاع بجمالها، حيث تحتضن العديد من المعالم السياحية والمرافق الفندقية والخدمية، التي يمكن للزائر أو السائح قضى أوقات ممتعة ومشاهدة جمال الشواطئ التي تزين كل أركان ولاية الدقم.
وخلال السنوات الماضية شهدت المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم ارتفاعًا في حجم الاستثمارات التي دخلت مرحلة التشغيل نتيجة انتقال مشروع مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية إلى مرحلة التشغيل التجاري مع نهاية عام 2023 كما أن الدقم أصبحت محطة أنظار العالم فهي تحتضن منطقة خاصة لمشاريع الطاقة المتجددة وتدعم التحولات العالمية في الصناعات الخضراء ومنها إنتاج الحديد الأخضر بالمنطقة والذي يهدف لإنتاج 5 ملايين طن متري من الحديد الأخضر سنويًا، حيث سيوفر الحديد عالي الجودة لقطاع السيارات والصناعات المرتبطة بطاقة الرياح وكذلك السلع الاستهلاكية، كما يتم حاليا الأعمال التحضيرية لمشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر في الدقم، ومنها للالتزام باستيراد 100 طن سنويًا من الأمونيا الخضراء من الدقم بحلول عام 2027، حيث تعد المحفزات وسرعة نهوض الاستثمارات أداة لجذب العديد من الأفراد والمستثمرين للعيش في هذه المنطقة، كما أنها تسهم في خلق بيئة عصرية جاذبة، تساعد على تلبية الاحتياجات وتحقيق التكاملية في الخدمات.
المناطق الحرة والحياة العصرية
أما بقية المناطق الحرة في سلطنة عمان والتي تتوزع على ولايات صحار والمزيونة وصلالة فقد حققت استثمارات عالية العام الفائت، والتي قاربت 800 مليون ريال عماني، ويرتبط ارتفاع نسبة الاستثمارات بمدى اهتمام المستثمرين بهذه المناطق المتكاملة التي تتوفر بالقرب منها الخدمات والحياة المعيشية الأمنة للأفراد، كما يفضل العديد من الأسر بالإقامة بالقرب من هذه المناطق مما يسهل الحصول على متطلبات الحياة اليومية بالإضافة إلى القرب من مواقع الأعمال، وتمكنت المنطقة الحرة بصحار من التوقيع على العديد من الاتفاقيات التي تهتم بالبنية الأساسية وتقدم مشاريع خدمية ذات نوعيات محفزة لجذب الأسر والمستثمرين.
كما أن الاهتمام بالاستثمارات التي توفر أيدي عاملة وتزيد من استقطاب العمال في المنطقة الحرة بصحارة في ارتفع متزايد حيث تم العام الفائت التوقيع على 10 اتفاقيات جديدة بحجم استثمار بلغ 126 مليون ريال عماني من أهمها مشروعان لتدوير المواد ضمن توجه سلطنة عمان لاستقطاب مشاريع نوعية في الاقتصاد الدائري، مما يخلق وظائف جديدة وأيادي عاملة ماهرة تبحث عن الاستقرار بالمنطقة.
إيجاد أراض للاستثمارات
ولمواكبة الطلب المتزايد على إقامة المشاريع الصناعية بالمنطقة، فقد باشرت إدارة المنطقة الحرة بصحار إجراءات استصلاح 630 هكتارًا كتوسعة إضافية للمرحلة الحالية. فيما تمكنت المنطقة الحرة بصلالة من توطين عدد من المشروعات من أهمها 3 مشروعات في مجالات الصناعات الغذائية والتعدينية والمستلزمات الطبية باستثمار يقدر بـ 24 مليون ريال عماني لهذه المشاريع، فهي استثمارات نوعية ذات أهمية اقتصادية عالية وتضاف على الاستثمارات القائمة في هذه المنطقة منها الخاصة بالمجالات الدوائية والتي تعني أيضا بطاقة الرياح.
كما تعزز هذه المناطق التنويع الاقتصادي من خلال جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية في قطاعات متنوعة مثل قطاع الصناعات الخضراء، وقطاع الصناعات الدوائية، وقطاع البتروكيماويات والمواد التعدينية، والصناعات الغذائية، بالإضافة إلى تخصيص مناطق للذكاء الاصطناعي، لتصبح هذه الاستثمارات المتنوعة في مختلف المناطق الاقتصادية والحرة في سلطنة عمان عامل جذب مهم لإنعاش الحياة العصرية، كما أنها تخلق العديد من المشاريع المحلية التي تلبي احتياجات الأفراد، مما يحرك بوصلة الحياة العصرية لتبقى المناطق الاقتصادية الخاصة والحرة أداة مهمة لزيادة حجم الاقتصاد الوطني في جميع مجالاته، وترسم صورة رائعة كواحة عصرية تقدم جميع الخدمات أسوة بالمناطق الاقتصادية العالمية في الدول المتقدمة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المناطق الاقتصادیة الخاصة والحرة المنطقة الاقتصادیة الخاصة فی هذه المناطق المنطقة الحرة المناطق الحرة العام الفائت فی المنطقة ریال عمانی بالقرب من العدید من
إقرأ أيضاً:
القائد العام للقوات الأوكرانية: التعبئة الجارية لا تلبي احتياجات الجيش
قال ألكسندر سيرسكي، القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، بأن التعبئة الجارية في أوكرانيا، لا تلبي احتياجات الجيش على الجبهات.
والتز: ترامب يعتزم إنهاء النزاع في أوكرانيا روسيا تُعلن سيطرتها على بلدتين جديدتين في أوكرانياوبحسب روسيا اليوم، أوضح سيرسكي، في بيانه، "لدينا من حيث المبدأ احتياج في الجبهة، ويجب علينا زيادة عدد الأفراد في ألويتنا الميكانيكية بشكل كاف، التعبئة لا تغطي هذه الاحتياجات، لذلك نحن نقوم بتقليص عناصرنا في المجال اللوجيستي وعناصر الدعم والعناصر التي تتعامل مع الصيانة".
وقال نائب البرلمان الأوكراني رسلان غوربينكو، في وقت سابق من يناير الجاري، أنه سيتم نقل حوالي ألفي جندي من القوات المسلحة الأوكرانية من المواقع الخلفية في القوات الجوية إلى المواقع الأمامية القتالية، كما ذكرت في وقت سابق، النائبة في البرلمان الأوكراني ماريانا بيزوغلايا، إن هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية تقوم بنقل عدد كبير من الفنيين والميكانيكيين في القوات الجوية إلى وحدات المشاة، من أجل الحفاظ على الجبهة.
ويذكر أيضا، أن النائب الأوكراني أليكسي غونتشارينكو (المدرج على قائمة الإرهاب في روسيا) أشار إلى أن القيادة العسكرية تحاول نقل المتخصصين من قوات الدفاع الجوي في تحديد الأهداف الجوية أو من يدربونهم على ذلك إلى وحدات المشاة، كما لفت الجنرال المتقاعد سيرجي كريفونوس في أكتوبر الماضي، إلى أن سلاح المشاة الأوكراني كفرع منفصل من الجيش بدأ ينقرض لأنه "لا يوجد من يقاتل".
ونقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية، عن مصادر في القوات الأوكرانية في ديسمبر الماضي، قولها إن النقص في عديد الجنود على خط التماس كان حادا، لدرجة أن هيئة الأركان أمرت وحدات الدفاع الجوي، المستنفرة أصلا، بتخصيص المزيد من الأفراد لإرسالهم إلى خط التماس كمشاة.