بعد الموقف الإسرائيلي وقبله الإسباني من الصحراء... خبراء: فرنسا مدعوة لإعادة النظر في موقفها
تاريخ النشر: 29th, July 2023 GMT
بعد سلسلة من المواقف الدولية المعترفة بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية للمملكة، تتوجه الأنظار صوب فرنسا لاتخاذ موقف مماثل، قد ينهي أزمة مستمرة بين الرباط وباريس.
وتشهد علاقات الحليفين التاريخيين منذ عدة أشهر جفاء يكرسه فراغ منصب سفير المغرب في باريس، رغم نفي مسؤولين فرنسيين وجود أزمة مع الرباط.
يعود أصل التوتر الحاد إلى قرار السلطات الفرنسية عام 2021 خفض عدد تأشيرات الدخول للمغاربة على خلفية رفض المملكة إعادة مهاجرين غير مرغوب فيهم، وقد تراجعت باريس عن قرارها في الماضي.
وسرعان ما تعمق الجفاء في يناير عندما تبنى النواب الأوربيون قرارا ينتقد تدهور حرية الصحافة في المغرب، اعتبرته الرباط مؤامرة “دبرها” نواب حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في البرلمان الأوربي.
قبل ذلك، اتُهم المغرب في تحقيق نشرته وسائل إعلام دولية صيف 2021 باستعمال برمجية “بيغاسوس” الإسرائيلية للتجسس على هواتف سياسيين فرنسيين بينهم الرئيس ماكرون، وهو اتهام نفته الرباط.
كما أن من أسباب التوتر محاولات باريس، غير المجدية حتى الآن، المصالحة مع الجزائر الخصم الرئيسي للمغرب.
لكن الرباط تلوم فرنسا خصوصاً على عدم حذوها حذو كل من الولايات المتحدة وإسرائيل اللتين اعترفتا “بمغربية” الصحراء.
في هذا الصدد، يرى أستاذ العلوم السياسية عبد المغيث بنمسعود تريدانو أن “العلاقات مع القوى الدولية ينظر إليها في المغرب من زاوية الموقف من الصحراء”.
وكتب محرر موقع “بانورابوست” المغربي عزيز بوستة مقالاً تساءل فيه “على من الدور الآن؟” للاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء.
وأضاف “موقف فرنسا مهم لأن الموقف الأوربي يرتهن به … يمكن إذن أن نتوقع ضغطا أشد من طرف الرباط على باريس”.
بيد أن باريس تعتبر أن موقفها من هذا النزاع “واضح وثابت” ويقوم على إيجاد “حل سياسي عادل ودائم ويحظى بقبول متبادل، تماشيا مع قرارات مجلس الأمن الدولي”.
في الوقت نفسه، تعتبر باريس مقترح الحكم الذاتي المغربي “جادا وذا مصداقية”، منذ إعلانه عام 2007.
وقد أكد السفير الفرنسي في المغرب كريستوف لوكوتوريي في حوار أجراه مؤخرا مع صحيفة “ليكونوميست” المحلية، أنه “منذ البداية كان موقفنا مؤيدا بوضوح للمغرب”.
وتساءلت مجلة “فينانس نيوز إيبدو” المحلية “هل ستستمر فرنسا في دفن رأسها في الرمال؟”، معتبرة أنها “في نوع من الازدواجية تستعمل ملف الصحراء للحفاظ على مصالحها الاقتصادية في الجزائر”.
ويوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة محمد الخامس بالرباط حسن أوريد أن “بعض الصحف في المغرب تنتقد برودة الموقف الفرنسي من قضية الصحراء، والذي تعتبر الرباط أنه بات متجاوزا”.
في العام الماضي، أعلنت إسبانيا، تغيراً في موقفها من النزاع معتبرة المقترح المغربي للحكم الذاتي “القاعدة الأكثر جدية، وواقعية ومصداقية لحل هذا النزاع”.
وأضاف أوريد “السياق الدولي والإقليمي تغير، ويفترض أن تأخذ المقاربة الفرنسية هذه التغيرات بعين الاعتبار”.
في فرنسا نفسها، تطالب المعارضة اليمينية بالاعتراف “بمغربية” الصحراء الغربية.
في هذا السياق، تساءل الدبلوماسي الفرنسي السابق جيرار أرو على “تويتر” “فرنسا التي كانت دائما الداعم الأكثر ثباتاً للمغرب بخصوص هذه المسألة تجد نفسها اليوم متجاوزة من على يمينها بسلسلة من الاعترافات بمغربية الصحراء الغربية. فما العمل؟ هل نتبع ونخرق قرارات مجلس الأمن؟ أم نقاوم الضغوط؟”.
من جهته، يدعو أوريد “إلى ترك المسألة للوقت… أحيانا يكون عدم التحرك أو عدم رد الفعل، فعلا في حد ذاته”، معربا عن أمله في “العودة إلى وضع طبيعي”.
(أ.ف.ب + اليوم 24)
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: فی المغرب
إقرأ أيضاً:
إيران تعلن موقفها المبدئي من سوريا الجديدة
أكدت إيران اليوم الإثنين، دعمها سيادة سوريا بعد سقوط بشار الأسد، إثر هجوم لفصائل المعارضة، لافتة في الوقت نفسه إلى أنها "ليس لديها اتصال مباشر" مع القيادة السورية الجديدة.
وقال الناطق باسم الخارجية الإيراني إسماعيل بقائي، "موقفنا المبدئي حول سوريا في غاية الوضوح: المحافظة على سيادة سوريا وسلامة أراضيها، على أن يقرر الشعب في سوريا مستقبله من دون تدخل أجنبي مدمر" مضيفاً أن سوريا يجب ألا تصبح "ملاذاً آمناً للإرهاب".
صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، بأن طهران كانت "على اتصال منذ زمن بعيد" بالجماعات المسلحة المعارضة لبشار الأسد، لكنه أضاف: "لا يوجد ارتباط مباشر مع التيار الحاكم في سوريا حاليا".https://t.co/NhWnozgtM6 pic.twitter.com/j4PDXcAxyH
— إيران إنترناشيونال-عربي (@IranIntl_Ar) December 23, 2024في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) دخل تحالف فصائل مسلحة بقيادة "هيئة تحرير الشام" وبدعم من أنقرة، دمشق وإعلن إسقاط الحكم بعد هجوم خاطف مكّنه من السيطرة على قسم كبير من البلاد خلال 11 يوماً.
وتؤكد هيئة تحرير الشام التي أعلنت فك ارتباطها بتنظيم القاعدة أنها نأت بنفسها عن الجماعات المتطرفة وتحاول طمأنة الأسرة الدولية. لكنها تبقى مصنفة "منظمة إرهابية" من جانب الكثير من العواصم الغربية ومن بينها واشنطن.
بعدما تخلى عنه حلفاؤه الإيرانيون والروس، فرّ الرئيس السوري بشار الأسد الذي حكم سوريا مدى 24 عاماً إلى موسكو، لينتهي بذلك حكم عائلة الأسد الذي استمر لأكثر من 50 عاماً.
وكانت روسيا وإيران مع مليشيات مسلّحة تابعة خصوصاً لحزب الله، الداعم الأكبر لحكم بشار الأسد خلال الحرب التي بدأت في سوريا في العام 2011 وأسفرت عن مقتل أكثر من نصف مليون شخص وتشريد الملايين.
في المؤتمر الصحافي الإثنين، قال بقائي إن إيران "ليس لديها اتصال مباشر" مع القيادة الجديدة في سوريا، وذلك غداة لقاء بين القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان في دمشق.
منذ إسقاط الأسد، يتوافد دبلوماسيون إلى دمشق للقاء السلطات الجديدة.