وسط توترات إقليمية.. بايدن يستقبل رئيس الوزراء العراقي في البيت الأبيض
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
يستضيف الرئيس الأميركي، جو بايدن، في البيت الأبيض، الاثنين، رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، لإجراء محادثات تأتي مع تصاعد التوترات في جميع أنحاء الشرق الأوسط بشأن الحرب في غزة والهجوم الإيراني غير المسبوق على إسرائيل.
وأثارت زيادة المخاوف الأمنية في المنطقة مزيدا من التساؤلات بشأن جدوى الوجود العسكري الأميركي المستمر منذ عقدين في العراق، والذي انطلقت من خلاله أجزاء من الهجوم الإيراني على إسرائيل.
وقال مسؤولون أميركيون إن بطارية "باتريوت" أميركية في أربيل بالعراق أسقطت صاروخا باليستيا إيرانيا واحدا على الأقل.
بالإضافة إلى ذلك، استهدف وكلاء إيران المصالح الأميركية في جميع أنحاء المنطقة من داخل العراق، ما يجعل اجتماع، الاثنين، بين بايدن والسوداني "أكثر أهمية"، بحسب أسوشيتد برس.
في سياق متصل، ينظر إقليم كردستان الذي يتمتع بالحكم الذاتي في العراق إلى هذه الزيارة "بتفاؤل".
وكتب رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، على منصة "أكس" قائلا: "إننا ندعم هذه الزيارة دعما كاملا، ونحن واثقون من أن مصالح جميع العراقيين ستكون ممثلة هناك".
وتشهد العلاقة بين الحكومة العراقية وسلطات إقليم كردستان توترا متصاعدا على خلفية قرارات قضائية صدرت مؤخرا ندّدت بها أربيل التي طالما حظيت بدعم من واشنطن ودول غربية أخرى، معتبرة أن هدفها "تقويض صلاحياتها".
وأفاد البيت الأبيض، الجمعة، بأن بايدن سيستقبل رئيس الحكومة العراقي للبحث في تعزيز "الشراكة الثنائية المتينة" و"تطوير مهمة" الائتلاف الدولي المناهض للجماعات المسلحة المتشددة بقيادة واشنطن والمنتشر في العراق وسوريا.
وكان مكتب السوداني ذكر في بيان سابق أنه يغادر بغداد متوجها إلى واشنطن في "زيارة رسمية بدعوة من الرئيس الأميركي جو بايدن".
ماذا على طاولة السوداني وبايدن في المكتب البيضاوي؟ جملة من الملفات الشائكة ينتظر أن يجري بحثها خلال الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لواشنطن منتصف الأسبوع وعلى رـأسها ملف الوجود الاميركي في العراق والصراع في الشرق الأوسط وقضايا أخرى تخص الطاقة والاقتصاد.وستشمل المحادثات مناقشة الاستقرار الإقليمي ونشر القوات الأميركية في المستقبل، لكنها ستركز أيضا على القضايا الاقتصادية والتجارية والطاقة التي أصبحت أولوية رئيسية للحكومة العراقية، وفقا لما نقلت أسوشيتد برس عن مسؤولين أميركيين.
ومن المتوقع أن يتطرق بايدن ووزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، في اجتماعاتهما مع السوداني إلى وجود القوات الأميركية بالعراق.
وقال أحد كبار المسؤولين الأميركيين، الأسبوع الماضي، "ليس هذا هو المحور الأساسي للزيارة ... لكن من المؤكد أنه سيتم طرحه".
وبدأت الولايات المتحدة والعراق محادثات رسمية في يناير حول إنهاء التحالف الذي تم إنشاؤه لمساعدة الحكومة العراقية في محاربة تنظيم "داعش"، مع بقاء حوالي 2000 جندي أميركي في البلاد بموجب اتفاق مع بغداد. ودعا المسؤولون العراقيون بشكل دوري إلى انسحاب تلك القوات.
وتتمتع الدولتان بعلاقة حساسة، ويرجع ذلك جزئيا إلى نفوذ إيران الكبير في العراق، حيث دعم تحالف من الجماعات المدعومة من طهران وصول السوداني إلى السلطة في أكتوبر 2022.
وفي الأشهر الأخيرة، حثت الولايات المتحدة العراق على بذل المزيد من الجهد لمنع الهجمات على القواعد الأميركية في العراق وسوريا والتي زادت من اضطراب الشرق الأوسط في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر.
وسلطت الهجمات، التي شنتها إيران مطلع الأسبوع، على إسرائيل عبر المجال الجوي العراقي الضوء على المخاوف الأميركية، بالرغم من أن السوداني كان قد غادر بغداد بالفعل وكان في طريقه إلى واشنطن عندما تم إطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: على إسرائیل فی العراق
إقرأ أيضاً:
كيف ينظر المجنسون الأميركيون في العراق لسباق البيت الأبيض؟
يترقب العراقيون الحاملون للجنسية الأميركية والذين يعيشون حاليا في بلاد الرافدين، انتخابات الرئاسة الأميركية الحالية باهتمام كبير، لما ستسفر عنها من نتائج قد تنعكس سلبا أو إيجابا على واقعهم.
وقال، شوكت أحمد، الحاصل على الجنسية الأميركية منذ 27 عاما، ويعيش حاليا في محافظة دهوك مع عائلته، إنه أدلى بصوته خلال الانتخابات الأربع الأخيرة، مشيرا إلى أن ذلك يعد حقا من حقوقه كمواطن أميركي، ويريد أن يمارسه معترفا بأنه يدين للولايات المتحدة بالكثير.
وأردف أن الانتخابات الأميركية لها تأثيرها الكبير على الواقع السياسي والاقتصادي في العراق، لأن هناك اختلافا في البرنامج الانتخابي لكلا المرشحَين، حيث يهتم المرشح الجمهوري (دونالد ترامب) بسياسة خارجية تختلف عن السياسة الخارجية التي ستنتهجها المرشحة الديمقراطية (كامالا هاريس)، إذا ما فازت بالانتخابات الرئاسية.
وأضاف أحمد في حديثه لموقع "الحرة"، أن فوز ترامب قد يكون أفضل للمجنسين الأميركيين الذين يعيشون خارج الولايات المتحدة لأن الجمهوريين - بحسب تعبيره - يتعاملون بحزم مع الأحداث العالمية والتطورات الدولية، بعكس الديمقراطيين الذين يميلون إلى اتباع السبل السلمية والدبلوماسية في حل القضايا والمشاكل الدولية.
وقال أحمد إن الحملة الانتخابية الأخيرة قد استوقفه كثيرا، نظرا للمواقف الغريبة التي حصلت فيها، مثل استهداف المرشح الجمهوري (دونالد ترامب) وإصابته، وكذلك قيام المرشحَين بتوجيه الإهانات الصريحة إلى بعضهما، وهو "أمر قلّما لمسناه في الانتخابات الماضية".
في حين ذكر، بشير أحمد محمد، الحاصل على الجنسية الأميركية عام 2022، أنه كان عاش لسنوات عديدة في العاصمة واشنطن، وهذه أول انتخابات سيدلي فيها بصوته إلكترونيا، مؤكدا أن صوته لن يؤثر على نتائج الانتخابات، "لأن الولاية التي أعيش فيها وهي العاصمة واشنطن حُسِمَ أمرها للديمقراطيين".
وبين أنه كمجنس أميركي يمتلك جميع حقوق المواطن الأميركي، وهي مضمونة ولن تتأثر بنتائج هذه الانتخابات، لأن الدستور الأميركي قد تكفل بحماية كل حقوق المواطن إذا ما التزم بواجباته ودفع ضرائبه و لم يرتكب أية جريمة.
وأبدى محمد، في حديثه لموقع "الحرة"، تأييده للمرشحة الديمقراطية (كامالا هاريس)، وتمنى أن تفوز بالانتخابات، لأنها ستكون امتدادا للسياسة التي ينتهجها الرئيس الحالي (جو بايدن)، وهي سياسة حكيمة بحسب قوله "تميل إلى التعامل مع المشاكل الدولية بأساليب ديمقراطية بعيدة عن استخدام العنف".
وعبر عن قلقه من أن يفوز المرشح الجمهوري (دونالد ترامب)، لأنه توجهاته المتعلقة بالهجرة والمهاجرين الموجودين في أميركا غير مشجعة، وقد تضر بهم، مثلما حصل في عهدته السابقة (2016-2020) حيث أصدر قرارات أضرت بجميع بالكثير من المهاجرين الذين كانوا حينها موجودين في الولايات المتحدة.
تأرجح الناخبين
وأردف محمد أنه غير متفائل بنتائج هذه الانتخابات، لأنها قد تؤول لصالح دونالد ترامب، لا سيما بعد حصوله على دعم شخصيات مشهورة ولها ثقلها مثل إيلون ماسك، لأنه بحسب قوله "شخصية له شعبية كبيرة وذات نفوذ اقتصادي كبير في الولايات المتحدة الأميركية".
وأضاف محمد أن أغلب الشخصيات الغنية، وأصحاب الشركات قد يؤيدون دونالد ترامب، لأن من ضمن برنامجه تقليص الضرائب أو إزالتها عن الشركات الكبرى، وهي سياسة تحاول أميركا انتهاجها لدفع الشركات التجارية والاقتصادية إلى التضخم وزيادة رؤوس أموالها.
وأكد محمد أنه يتابع هذه الانتخابات بشكل مكثف، وهو يريد أن تفوز المرشحة الديمقراطية، لأن سياساتها مؤيدة للصالح العام، بعكس "الجمهوريين الذين يهتمون بشكل كبير بالنخب الاقتصادية وتنمية الشركات وان كان ذلك على حساب الطبقات الفقيرة من المجتمع الأميركي".
فارس أحمد مصطفى (حاصل على الجنسية الأميركية عام 1997) أوضح، لموقع "الحرة"، أن لهذه الانتخابات أهمية كبيرة للمجنسين الأميركيين، وباعتباره كرديا فإنه يشجع "المرشح الذي يدعم القضية الكردية ويكون أكثر تعاطفا معنا كأكراد، وخاصة أن الرئيس الأميركي يمتلك قوة كبيرة على مستوى العالم".
بخصوص الحملة الانتخابية المتواصلة، أوضح مصطفى، أنها اتسمت بالعنف والغرابة نوعا ما، وكانت مختلفة عن بقية الحملات.
وهو يرى أن الحملات التي يشارك فيها (ترامب) تتخذ أشكالا غير تقليدية في الدعاية، موضحا أنه لا يتفق مع أسلوبه "وأنا مستغرب من هذا الأسلوب الغريب في الدعاية، وكنت أفضل أن يكون هناك مرشح آخر غير ترامب".
وبين أن تأثير هذه الانتخابات لن يكون مباشرا على المجنسين، وسيظهر ذلك من خلال السياسات الخارجية التي ستنتهجها أميركا، والتي قد "تتغير من دورة رئاسية إلى أخرى نتيجة صعود مرشحين جدد".
وقال أحمد مصطفى إنه يفضل فوز هاريس في هذه الانتخابات، مؤكدا أنه" إن لم تفز فإن الأمر لن يزعجني، وأنا متفائل بأن الانتخابات تجري بشكل طبيعي وهي في النهاية ممارسة ديمقراطية".
وبين أن الشعب الأميركي قد يدعم كمالا هاريس كونها سيدة، مؤكدا أن الكثير من المواطنين الأميركيين يرغبون في أن تولي امرأة زمام السلطة في البلاد، مؤكدا أن السياسة الأميركية لن تتغير بتغير الرؤساء.
الأمان في الخارج
من جانبه، يرى برور طارق جاسم، الذي هاجر إلى أميركا عام 1991، أن أغلب المجنسين الأميركيين وخاصة العراقيين سيدعمون مرشح الحزب الجمهوري، لأن هذا الحزب يولي اهتماما كبيرا بالسياسة الخارجية بعكس الديمقراطيين الذين يركزون على تقديم الخدمات وتحسين أوضاع الأمريكيين الموجودين في الولايات المتحدة.
وأضاف جاسم (مجنس أميركي يعيش في العراق) في حديثه لموقع "الحرة" أن فوز المرشح الجمهوري أفضل بالنسبة للمجنسين الأميركيين في جميع أنحاء العالم، لذلك فإن أغلبهم يدعمون المرشح الجمهوري، لأنه سيعمل على توفير الأمان خارج أميركا.
ويرى جاسم أن المنافسة قوية وحادة بين المرشحين، وسيكون للمجنسين الأمريكيين دور في هذه الانتخابات، لأن هناك أعدادا كبيرة منهم سيشاركون في الانتخابات الكترونيا ويدلون بأصواتهم لمرشحيهم.
وأكد الدكتور سرمد مجيد، المستشار العام للجامعة الأميركية في دهوك، أن المجنسين الأميركيين الموجودين داخل الولايات المتحدة يؤيدون المرشح الذي يحسن أوضاعهم الاقتصادية، أما الموجودين في الخارج فإنهم يهتمون بمعالجة أميركا في معالجة القضايا الدولية.
وأوضح مجيد أن المجنسين الموجودين في داخل الولايات المتحدة يؤيدون المرشح الديمقراطي، في حين أغلب المجنسين الموجودين في خارج الولايات المتحدة يؤيدون المرشح الجمهوري.
المصدر: الحرة