الشارقة: «الخليج»

أكّد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، استمرار العمل على إنشاء مزيد من الحضانات في المرحلة الثانية من هذا المشروع التربوي الكبير، وذلك لاستيعاب الأطفال ومراقبة هذه المؤسسات التربوية ومتابعتها لتقييم مستوياتها وتطويرها ورفدها بالكوادر المتخصصة العاملة من المعلمين والتربويين، وذلك لتقديم العلم الصحيح من المراحل الأولى للطفولة التي تشكل الأساس المتين تربوياً وعلمياً لمستقبل الطفل في التعليم، مشيراً سموه إلى أنّ المشروع يهدف للوصول إلى كافة المناطق في الإمارة ويشمل رعاية التعليم من الحضانة إلى الجامعة.


جاء ذلك خلال كلمة سموه التي ألقاها في افتتاح مبنى حضانة واسط، صباح الاثنين، وأشاد سموه بالدور الكبير لهيئة الشارقة للتعليم الخاص وأكاديمية الشارقة للتعليم في الإشراف والمتابعة المستمرة على الحضانات والمدارس الخاصة بالشارقة عبر توقيع الاتفاقيات مع بيوت الخبرة العالمية في هذه المجالات، وذلك للارتقاء بالمؤسسات التعليمية في مختلف الجوانب والخدمات المطلوبة للتدريس وكذلك تدريب وتأهيل المدراء والمعلمين فيها، والإشراف على تدريس اللغة العربية والدراسات الإسلامية في كافة المدارس عبر انتداب المعلمات المتخصصات وتكملة الرواتب لهن أسوة بموظفي الحكومة، وذلك لتحقيق الاستقرار المطلوب لتدريس هاتين المادتين لأهميتهما، وأعرب سموه عن رضاه عما قدمته المعلمات وظهر ذلك في نتائج الطلبة في اللغة العربية والدراسات الإسلامية.


ووجه سموه أكاديمية الشارقة للتعليم بالإشراف الإداري والتربوي والتعليمي على الحضانات التي تتبع الدوائر الحكومية في إمارة الشارقة، وذلك لتطوير مستوياتها لتصبح من أفضل الحضانات التربوية والتعليمية.
وتناول صاحب السمو حاكم الشارقة أهمية الرقابة وتقييم مستويات الحضانات وذلك من خلال ما توقعه هيئة الشارقة للتعليم الخاص من اتفاقيات مع الجهات المتخصصة في الرقابة، مشيراً سموه إلى كثرة الحضانات في الإمارة ما يدعو لضرورة تقييم ما تقدمه من مناهج وأساليب تؤثر في الأطفال وهم في بداية تكوينهم الفكري، لافتاً سموه إلى أنّ الرقابة الحكومية تُعتبر أحد الحلول لتقييم المناهج وما يتم تدريسه من مواد وكذلك أسلوب التدريس في هذه المراحل الأولى من الطفولة وللارتقاء بهذه الحضانات كي لا يقل معدل تقييمها عن جيّد وما فوق، كما حدث مع تجربة المدارس الخاصة في السابق، حيث ارتفعت مستويات عدد كبير من المدارس من مقبول إلى جيّد.


وأشار صاحب السمو حاكم الشارقة إلى متابعة سموه الشخصية وبصورة يومية لكل ما يخص العملية التربوية والسؤال عن الحضانات والمدارس، والاستعانة بكل من يستطيع المساعدة من الجهات الدولية بحيث يتم الاهتمام والتطوير للعملية التربوية من الحضانة إلى الجامعة.


وأضاف سموه: نأمل إن شاء الله من هذه الطلائع من الأطفال الذين شاهدناهم أن نستمر معهم ونضع منهجاً وبرنامجاً، بحيث يكون التعليم الراقي والتميز فيه هو الأساس، لأنّنا نأتي بالخبرة والعلم من الذين سبقونا ونضيف عليها ما نحن به من شخصيتنا ومن لغتنا ومن إسلامنا.


وقدم صاحب السمو حاكم الشارقة في ختام كلمته الشكر والتقدير إلى هيئة الشارقة للتعليم الخاص وأكاديمية الشارقة للتعليم على جهودهما الكبيرة، وكذلك الآباء والأمهات المتعاونون مع الحضانات والمدارس في متابعة أبنائهم وبناتهم ممن هم على مقاعد الدراسة، لأنّ العملية التربوية والتعليمية شراكة بين البيت والمدرسة، مشيراً إلى بدء المرحلة الثانية من الحضانات الحكومية والبالغ عددها 33 حضانة تستهدف كامل مناطق الشارقة.


وكان صاحب السمو حاكم الشارقة قد قام فور وصوله بإزاحة الستار إيذاناً بافتتاح مبنى حضانة واسط، وتجول سموه في مرافق الحضانة، متابعاً سير العملية التدريسية وأبرز الأساليب التعليمية المتطورة المتبعة في الحضانة، ملتقياً سموه الكوادر التدريسية من خريجي برامج أكاديمية الشارقة للتعليم.
وزار سموه الصفوف الدراسية ملتقياً الأطفال منتسبي حضانة واسط بمختلف أعمارهم، الذين قدّموا لسموه فقرة ترحيبية عبروا فيها عن حبهم وامتنانهم لسموه، نظير دعمه للطفل من خلال توفير الخدمات التعلمية المبتكرة التي تساعد الأطفال في تعزيز الجانب الديني وتنمية مهاراتهم وتقويم سلوكهم، كما قدم عدد من منتسبي الحضانة فقرة شاركوا فيها أحلامهم وطموحاتهم والوظائف التي يتمنونها لخدمة الوطن في المستقبل، وتهدف حضانات الشارقة إلى توفير بيئة تعليمية عالية الجودة بما يلائم احتياجات الطلاب في مرحلة الطفولة المبكرة.


ويأتي افتتاح مبنى حضانة واسط امتداداً لمشروع حضانات الشارقة التي تعمل وفق رؤية وتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة الهادفة إلى تأسيس وإعداد مؤسسات تعليمية متكاملة تستقبل جميع الأطفال في الإمارة وتقدم لهم تجربة تعليمية متميزة، حيث صمم المبنى ليلبي أعلى معايير الأمن والسلامة العالمية، ويضمن توفير بيئة آمنة وصحية وجذابة تشجع الأطفال على الاستكشاف واللعب والتعلم.
ويحتوي المبنى على 4 غرف لرعاية الرضع، و4 فصول دراسية، وعيادة خاصة بالأطفال، وغرفة الأمومة، ومناطق لعب داخلية وخارجية، ومناطق لعب خاصة بكل فصل، ومناطق مخصصة لمتابعة العملية التعليمية بداخل الفصول، وصالة رياضية داخلية.
وشهد صاحب السمو حاكم الشارقة على هامش الافتتاح توقيع اتفاقيتين بين هيئة الشارقة للتعليم الخاص وأكاديمية الشارقة للتعليم ومؤسسة تشايلد بيس البريطانية، وتهدف الاتفاقية الأولى بين أكاديمية الشارقة للتعليم ومؤسسة تشايلد بيس إلى تعزيز الجودة وتطوير مهارات وكفاءات الكادر التعليمي والإداري في حضانات الشارقة، لمنح الأطفال تجربة تعليمية متكاملة وخلاقة، إضافةً إلى دعم وإعداد ثلاث حضانات توجيهية في إمارة الشارقة بإشراف فريق جودة متخصص من المؤسسة، ولتقديم ممارسة نموذجية تدعم تسريع جودة الخدمة، لتصبح تلك الحضانات مراكز للتميز ونموذجاً يحتذى به.


فيما تهدف الاتفاقية الثانية التي وُقعت بين هيئة الشارقة للتعليم الخاص ومؤسسة تشايلد بيس إلى إجراء زيارات مراجعة التحسن في الحضانات الحكومية والخاصة بالإمارة والبالغ عددها 138 حضانة ضمن برنامج «إتقان» التابع للهيئة. وتُعد تلك الزيارات بمنزلة أداة تطويرية لتحسين جودة المخرجات التعليمية في الحضانات.


ويُعتبر توقيع الاتفاقيتين خطوة في الاحتفاء بإنجازات الحضانات ونشر الممارسات التعليمية المميزة فيها، إلى جانب حصر الجوانب التي تحتاج إلى تحسين وتحديث خطط التدخل اللازمة لوضع السياسات التعليمية المناسبة، وذلك من خلال جمع البيانات والمعلومات والأدلة حول أداء الحضانات، والتي تُعد مؤشر قياس لمستوى جودة الحضانات في إمارة الشارقة.


واطلع سموه والحضور على عرض مرئي قدمه مايك طومسون الرئيس التنفيذي لمؤسسة تشايلد بيس البريطانية، تناول فيه أبرز الإنجازات والجهود والخدمات التي تقدمها المؤسسة للجهات التعليمية من حيث دراسة حياة الأطفال واستغلال أوقاتهم بما يعود عليم بالنفع، إضافةً إلى دعم الجهات التعليمية والحضانات في تطوير العملية التدريسية.
وقام صاحب السمو حاكم الشارقة بتدشين الموقع الإلكتروني الجديد لحضانات الشارقة، والذي يُعتبر وسيلة فعالة للتواصل بين الحضانات والآباء والأمهات المحتملين والحاليين، وذلك من خلال تقديم معلومات شاملة ومفصلة عن الخدمات والبرامج المقدمة في الحضانات.


وقام سموه بتبادل الإهداءات التذكارية مع الرئيس التنفيذي لمؤسسة تشايلد بيس، ملتقطاً سموه مع الوفد الصور الجماعية.
رافق صاحب السمو حاكم الشارقة خلال الافتتاح كل من: الشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، والدكتورة محدثة الهاشمي رئيسة أكاديمية الشارقة للتعليم، وعلي أحمد الحوسني مدير هيئة الشارقة للتعليم الخاص، وعدد من أعضاء الهيئة الإدارية للحضانة.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الشارقة هیئة الشارقة للتعلیم الخاص أکادیمیة الشارقة للتعلیم صاحب السمو حاکم الشارقة الحضانات فی من خلال

إقرأ أيضاً:

التعليم.. رسالة أساسية لبناء مجتمع مبدع

الشارقة: أمير السني

شكّل التعليم حجر الزاوية في الرؤية المستقبلية لصاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، منذ أن تولى مقاليد الحكم في الإمارة. ولم يكن مجرد أداة للنمو الاقتصادي والاجتماعي فحسب، بل كان أداة لتحرير العقول وتعزيز القيم الإنسانية وإعداد الأجيال لمواجهة جميع التحديات، حتى أصبح رسالة حية تحمل في طياتها أملاً كبيراً في بناء مجتمع متعلم ومبدع.
ولم يكن اهتمام سموّه العميق بالقيم التعليمية مجرد وعود، بل تجسد في مشروعات حقيقية، بدءاً من تحسين بيئة التعليم في المدارس، وصولاً إلى دعم الأبحاث العلمية وتطوير المناهج، بما يتناسب مع التطورات العالمية. ولم يكتف سموه بصنع مدارس وجامعات فقط، بل زرع في قلوب الناس حب العلم والشغف بالمعرفة، وجعل الشارقة مركزاً ثقافياً يشعّ نوراً ويغني العقول.
في إحدى مقولاته، أكد صاحب السموّ حاكم الشارقة، أن «الطفل أساس بناء المجتمع، وبتربيته وتعليمه في مراحل مبكّرة، نبني مجتمعاً قوياً وقادراً على مواجهة تحديات المستقبل»، وبهذه الرؤية الحكيمة أولى اهتماماً بالغاً بالحضانات، لدورها الحيوي في بناء شخصية الطفل منذ مراحل عمره الأولى، حيث تسهم بشكل كبير في تطوير مهاراته العقلية والاجتماعية والجسدية.
ولتنفيذ هذه الرؤية، افتتح سموّه عدداً من الحضانات في الشارقة بلغ 109، تتوفر فيها بيئات تعليمية وترفيهية آمنة، هدفها تنمية الطفل بشمول وتوازن. وبلغ عدد الأطفال المسجلين في حضانات الشارقة 23 ألفاً و996 طالباً وطالبة، وحرص سموّه على تعليم العربية في المرحلة المبكّرة، ووجه باعتمادها لغة التدريس المعتمدة في حضانات الشارقة الحكومية، إيماناً منه أن لغة الإنسان تتشكل في مرحلة طفولته.
محور الطالب
شهدت إمارة الشارقة نهضة تعليمية كبرى شكلت نقلة علمية ومعرفية وضعتها في مكانة متميزة على خريطة المدن المتقدمة علمياً، برؤية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بتقديم تعليم ذي جودة عالية للطلاب في مدارس التعليم الخاص، سواء أكانت مدارس دولية أو تتبع المناهج المحلية أو الخاصة. كما أنشأ هيئة الشارقة للتعليم الخاص لدعم العملية التعليمية وتجويد مخرجاتها وتضافر الجهود وتكاملها بين جميع الأطراف، لتخريج طلاب مزودين بكافة المهارات التعليمية والحياتية المطلوبة.
ووجه بإنشاء الهيئة بموجب المرسوم الأميري رقم (45) لسنة 2018، لتنضوي تحت مظلتها المدارس والمراكز الخاصة والحضانات والمعاهد في الإمارة، ومنطلقاً للمزيد من العمل والتطوير لتكون الذراع اليمنى والمكملة لمنظومة التعليم الحكومي. وتهدف الهيئة إلى تمكين المجتمع التعليمي من النمو وتحقيق مخرجات طموحة بالخدمات الداعمة والفعالة لتنشئة جيل واعٍ فكرياً، مبدع ومتميز أخلاقياً وعلمياً، متسلح بقيم النزاهة والابتكار.

الاستثمار في المستقبل
تعكس رؤية صاحب السموّ حاكم الشارقة، في إنشاء «مدارس فكتوريا» الاهتمام العميق بتطوير النظام التعليمي وتوفير أفضل الفرص للطلاب، وتقديم نموذج متميز يجمع بين الجودة الأكاديمية والتربية الشاملة.
وقد توسعت هذه المدارس في أنحاء الإمارة، حيث تقدم منهجاً أكاديمياً دولياً رفيعاً، مثل البريطاني (IGCSE)، لتوفير تعليم معترف به عالمياً يعزز قدرة الطلاب على التميز في مختلف المجالات، ويساعد في الحصول على فرص أكاديمية وعملية محلياً وعالمياً. ويأتي إنشاء «مدارس فكتوريا» جزءاً من استراتيجية تطوير التعليم الهادفة إلى توفير بيئة تعليمية متكاملة تعكس الطموحات العالية لرؤية الإمارة في أن تصبح مركزاً رائداً في التعليم في المنطقة والعالم، والمدارس، خصوصاً أن هذه المدارس تسعى إلى تلبية احتياجات الطلاب من جميع الخلفيات الثقافية، ما يعزز التنوع الثقافي والفكري في المجتمع.
رمز العلم والتقدم
رأى صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، أن المعلم رمز للعلم والتقدم، لذا أولاه مكانة كبيرة داخل المجتمع، وقد تجلى اهتمامه العميق بالمعلم في كثير من المبادرات والقرارات الهادفة إلى تعزيز دوره في العملية التعليمية، إيماناً بأنه حجر الزاوية في بناء الأجيال القادمة وتطويرها. ومن أجل تطوير المعلمين ليواكبوا أحدث التطورات، جاءت توجيهاته بإنشاء «أكاديمية الشارقة للتعليم» لنشر ثقافة التحسين المستمر في جميع المؤسسات التعليمية، وتوفير مجموعة متنوعة من البرامج لتمكين الكوادر التعليمية من الحصول على أفضل مؤهلات التطوير المهني المتاحة محلياً وعالمياً، ومساعدة المعلمين على تطوير المهارات ذات الصلة والفعالة من أجل مواكبة عالم دائم التطور. وتأتي مساعي الأكاديمية نحو تحقيق التميز الأكاديمي عبر طرح سلسلة من البرامج بدرجتي الدبلوم والماجستير، والشهادات التخصصية في التربية للطفولة المبكرة.
وتطرقت إلى طرح عدد من البرامج المستقبلية وتشمل برنامجين للقيادة التربوية بدرجتي الدبلوم والماجستير، وعدد من البرامج التي ستتناول جميع المجالات المهنية، بما في ذلك التعليم في مرحلة الطفولة المبكّرة، والتعليم الخاص والإرشاد المدرسي والتعليم العالي.
التعليم العالي
أسس صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، جامعة الشارقة عام 1997، وعمل على رعايتها ودعمها وتوجيهها لتكون لها المكانة العالمية أكاديمياً وعلمياً ومنهجياً، ويترأس الجامعة سموّ الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، نائب حاكم الشارقة، حيث يحرص على أن تحافظ على تطورها وارتقائها إلى مكانة مرموقة بين الجامعات الرائدة إقليمياً وعالمياً.
ونجحت الجامعة في التقدم المستمر وتطوير أدواتها التعليمية والتدريسية، فضلاً عن التحسن في الأداء البحثي الذي أثمر احتفاظها بالمرتبة الأولى في الدولة، في النشر العلمي والاستشهادات في قواعد البيانات العالمية، وفي تصنيف الجامعات الدولية، فضلاً عن حصول برامجها الأكاديمية، على اعتمادات دولية من هيئات مرموقة.
ووفقاً لعدد من التصنيفات العالمية، فقد احتلت الجامعة المركز الأول في دولة الإمارات، وحلت في المركز الرابع عربياً، كما جاءت في المركز ال 55 آسيوياً، وفي المركز 261 عالمياً، في القائمة التي ضمت 2250 جامعة ومعهداً.
كما تفوقت الجامعة على كبرى الجامعات العريقة، في كثير من التخصصات والمجالات، منها: العلوم والتكنولوجيا الخضراء المستدامة والعلوم الهندسية، وعلوم الطاقة والوقود والنشر العلمي.


تخصصات مختلفة
تضم جامعة الشارقة 14 كلية: الطب والصيدلة وطب الأسنان والعلوم الصحية والهندسة والحوسبة والمعلوماتية، وكليات العلوم وإدارة الأعمال والقانون والاتصال والآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، والشريعة والدراسات الإسلامية، والفنون الجميلة والتصميم، والدراسات العليا.
وتطرح الجامعة 127 برنامجاً أكاديمياً معتمداً في مختلف التخصصات، منها 57 برنامجاً في البكالوريوس، و50 في الماجستير، و17 في الدكتوراه، و3 برامج لدبلوم الدراسات العليا، ويبلغ عدد الطلبة الدارسين بالجامعة في مختلف المراحل نحو 18500 طالب وطالبة ينتمون إلى 98 جنسية. ويتجاوز عدد الخريجين 45 ألفاً من مختلف أنحاء العالم. كما يعمل فيها 730 عضو هيئة تدريسية من 50 جنسية.
الجامعة الأمريكية
تُعد الجامعة الأمريكية بالشارقة، من أبرز الجامعات في دولة الإمارات والمنطقة العربية، وأصبحت بفضل رؤية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الذي أسسها عام 1997، مركزاً للتميز الأكاديمي والعلمي والثقافي، وحرص على وضع رؤية الجامعة، ومتابعة تنفيذها بزيارات متواصلة ولقاء الطلاب والاستماع إلى آرائهم، ما يعكس اهتمامه الشخصي بالجامعة ومستقبلها.
ومنذ تولي سموّ الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، في أغسطس عام 2024، رئاسة الجامعة بمرسوم أميري أصدره سموّ الحاكم، شهدت الجامعة تطوراً أكاديمياً في أبحاثها وجاء تصنيفها الأخير حسب «كيو إس» العالمية للجامعات لعام 2025 ضمن أفضل 22% من المؤسسات في العالم، ومن بين أفضل ثلاث جامعات في الإمارات، وتقدمت في السمعة الأكاديمية 17 مركزاً، وفي الاقتباسات البحثية لأعضاء هيئتها التدريسية 48 مركزاً، وشملت تصنيفات «كيو أس» تقييماً ل 5,663 مؤسسة عالمية في 106 مواقع جغرافية.
أما في دولة الإمارات، فقد صنفت الجامعة بين أفضل ثلاث جامعات، وجاءت في المرتبة الثانية من حيث السمعة التوظيفية لدى أصحاب العمل ونتائج التوظيف، والثالثة في الاقتباسات البحثية لهيئتها التدريسية وتنوع جنسيات أعضاء هيئتها التدريسية وفي الاستدامة. وشهدت الجامعة ارتفاعاً ملحوظاً في مكانتها الدولية هذا العام ضمن مختلف التصنيفات العالمية، حيث صنفت ضمن أفضل 150 جامعة في آسيا، بناءً على تصنيفات مجلة «تايمز» للتعليم العالي في آسيا لعام 2024، ومن بين أفضل 125 جامعة في تصنيفات المجلة للجامعات الشابة لعام 2024. كما صنّفت ضمن أفضل 10 جامعات عربية على مدى السنوات التسع الماضية، بحسب تصنيف «كيو إس» لجامعات المنطقة العربية لعام 2024.


البحث العلمي
ووضعت الجامعة البحث العلمي ضمن أولوياتها، حيث تموّل مشاريع بحثية متعددة تتناول التحديات المحلية والعالمية، بدعم مباشر من صاحب السموّ حاكم الشارقة، كما أنها تقدم برامج أكاديمية معتمدة دولياً في مختلف التخصصات، مع التركيز على جودة التعليم، وتتميز بتبني معايير تعليمية أمريكية مدمجة مع السياق الثقافي المحلي والإقليمي.
وبفضل دعم صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، توفر الجامعة مرافق عالمية المستوى، بما في ذلك المكتبات والمختبرات وقاعات المحاضرات الحديثة، ومرافق رياضية وترفيهية. وعلى الرغم من تبنيها نموذجاً أكاديمياً أمريكياً، فهي تركز على تعزيز الهوية الثقافية العربية والإسلامية ببرامج وأنشطة تعزز التراث والقيم المحلية، وتعمل جسراً يربط بين التعليم العالي واحتياجات المجتمع المحلي والإقليمي، وتسهم في تنمية الاقتصاد المحلي، بتخريج كوادر مؤهلة.
الجامعة القاسمية
تأتي رؤية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، لنشر الإسلام الوسطي المعتدل والسموّ بقيم الحوار بين الأديان والثقافات، وتعزيز المكانة العالمية للغة العربية بدعمه غير المحدود للجامعة القاسمية، لا سيّما في الدراسات المعنيّة بالقرآن الكريم وعلومه، واللغة العربية وآدابها وفنونها بكل مناحي التطوير والتحديث الأكاديمي والإداري، وطرح برامج أكاديمية جديدة، قائمة على نفع الإنسان.
ونجحت الجامعة القاسمية، أخيراً، في حصاد ثمار جهودها في الحصول على موافقة اللجان العلمية الدولية المختصة لمفوضية الاعتماد الأكاديمي، التابعة لوزارة التربية والتعليم، على تطوير برامجها الأكاديمية في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية، وكلية القرآن الكريم، بهدف التوافق مع أفضل الممارسات العلميّة والإدارية ضمن أعلى المتطلبات العالمية في ضمان جودة التعليم الجامعي.
وحصلت الجامعة على موافقة «مفوضية الاعتماد الأكاديمي»، على تطوير برنامج بكالوريوس الشريعة والدراسات الإسلامية، ليصبح في برنامجين متخصّصين، ، أحدهما في الفقه وأصوله، وثانيهما في أصول الدين، ما يتيح تخريج طلبة على مستوى عالٍ من التخصص. كما يتيح لها التفكير بإنشاء برامج دراسات عليا متخصصة مستقبلاً. وقد أدى التطوير التخصصي إلى خفض عدد الساعات المعتمدة المطلوبة للتخرّج، بمقدار خمس عشرة ساعة، ما يؤدي إلى ترشيد العبء الدراسي للطلبة، وزيادة جاذبية البرنامج محلياً وإقليمياً ودولياً، حتى يتخرج الطلبة في أربعة أعوام أكاديميّة من غير إرهاق.
اعتماد أكاديمي
حصلت الجامعة القاسمية على موافقة مفوضية الاعتماد الأكاديمي، على تطوير برنامج كليّة القرآن الكريم، في علوم القرآن الكريم، وقسمته إلى برنامجين متخصّصين، أحدهما في التفسير وعلوم القرآن، والثاني في القراءات، ليكون أوّل برنامج جامعي يطرح في الدولة، في خطوة نوعية تحقّق للكلية تفردها وتميزها.
كما حصلت الجامعة على موافقة المفوضية على تطوير برنامج البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، وخفض عدد ساعاته بمقدار ستّ ساعات معتمدة، بما يحقق للبرنامج مزيداً من الجاذبية العلمية للطلبة، مع المحافظة على مستواه العلمي المتميّز، والانسجام مع البرامج المناظرة في الجامعات المحلية والإقليمية والعالمية.
وعلى صعيد آخر، نجحت الجامعة في الحصول على موافقة مفوضية الاعتماد الأكاديمي، على طرح برنامج بكالوريوس الآداب في الحضارة والتاريخ الإسلامي، ليكون ترجمة عملية لاجتماع كثير من الثقافات في حرمها الجامعي البهيج، التقت في بناء الحضارة والتاريخ الإسلامي ضمن الحضارة الإنسانية.


الصعود إلى الفضاء
سعياً للوصول إلى الفضاء والتبحّر في علومه ولأجل أن تصبح دولة الإمارات رائدة عالمياً، جاءت رؤية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بإنشاء أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك في 7 مايو 2015 مشروعاً قومياً وطنياً ومقراً علمياً بحثياً، يسعى إلى توعية المجتمع في جميع مجالات علوم الفضاء ولتكون رائدة عالمياً في أبحاث علوم الفضاء وترسيخ دولة الإمارات مركزاً علمياً في منطقة الخليج العربي والعالم. وتعمل الأكاديمية على إطلاق سلسلة من الأقمار الصناعية المكعبة تحت مسمى «الشارقة - سات»، بإطلاقها أول قمر صناعي «الشارقة-سات-1» في 2023، وإطلاق «الشارقة سات 2» منتصف 2024.
وتضم الأكاديمية مجموعة من المرافق كمختبرات الأبحاث والمرصد الفلكي والقبة الفلكية، ومعارض الفضاء، وتتفوق كل المرافق في مجال تخصصها وتقدم لمجتمعي الباحثين والزوار تجربة فريدة، حيث تعد رائدة في التكنولوجيا التي تستخدمها وتعد تجربة تعليمية وتثقيفية ممتعة.
مبادرة «قم للمعلم»
بتوجيهات صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، أطلقت «أكاديمية الشارقة للتعليم» و«هيئة الشارقة للتعليم الخاص» المبادرة المجتمعية «قم للمعلم»، للإضاءة على جهود الكوادر التعليمية، لأنهم شريان العملية التعليمية والقامة الأساسية التي تصقل المستقبل، وتثميناً لجهودهم بطرائق ملموسة، تنعكس إيجاباً على جودة حياتهم وتطورهم المهنيّ.
وتدعو المبادرة التي تعد أحد أهمّ مخرجات الدورة الثالثة لقمّة الشارقة الدولية، لتطوير التعليم في فبراير من العام الماضي، الطلاب وأولياء أمورهِم، وملّاك المدارس والإدارات المدرسية، والجامعات والهيئات والوزارات التعليمية المختصّة، إلى دعم المعلّم وتعزيز مكانته، كل وفق دوره واختصاصه، في خطوة مؤثرة تعكس الاعتراف بالدور المحوري الذي يؤديه المعلم في نسيج المجتمع وتشكيل مستقبل الأجيال.
الحضانات
وجّه صاحب السموّ حاكم الشارقة، باعتماد العربية لغة التدريس المعتمدة في حضانات الشارقة الحكومية، وتحت مظلة مقولته: «إذا أحسنّا في البداية نكون قد وضعنا يدنا على الطريق الصحيح في التعلم لهذا الإنسان»، أولى أهمية كبرى بالحضانات، كونها الانطلاقة الأولى لتعليم الأجيال. وحرص على أهمية عملية التأهيل المهني لأكاديمية الشارقة للتعليم، لتخريج المعلمين والمعلمات وتدريبهم، للعمل في الحضانات، حيث يتخرجون متخصصين في التربية والتعليم. وقد قال سموّه خلال ترؤسّه اجتماع مجلس أمناء الأكاديمية: «نحن نرى نتائج ذلك في مستويات الأطفال بالحضانات، حيث يكون التعامل معهم وتدريسهم وفق أحدث الطرائق والأساليب العلمية في التعليم المبكّر».

مقالات مشابهة

  • 53 عاماً من حكم سلطان... مسيرة حافلة بالإنجازات
  • مقالات سلطان في «الخليج».. إبداع أدبي ومعرفي عنوانه التشويق
  • التعليم.. رسالة أساسية لبناء مجتمع مبدع
  • مشروع سلطان الثقافي.. عابر للحدود ومنفتح على العالم
  • المسرح.. عشق سلطان الأول وحلمه لغد أفضل
  • سلطان والثقافة
  • سلطان بن محمد.. 26 عاماً من ولاية العهد والوفاء بالوعد
  • سلطان بن أحمد.. رؤية استشرافية بروح الحداثة
  • دبا الحصن.. مدينة على ركب التحضر والسياحة
  • حاكم الشارقة يلغي عدد من المسميات الوظيفية .. فيديو