أجمعت صحف فرنسية، أو كادت، على أن الهجوم الإيراني على إسرائيل لم يكن هدفه التصعيد بين البلدين، وإنما كان أقرب إلى انتقام محسوب بعناية، يحفظ لطهران ماء وجهها ويتجنب إحداث خسائر كبيرة تضطر إسرائيل إلى رد عسكري قد ينتهي بحرب إقليمية لا يريدها أي من الأطراف ولا تريدها كذلك واشنطن.

وبالفعل، كان عنوان ميديا بارت صريحا في أن الهجوم الإيراني على إسرائيل كان انتقاما محسوبا بعناية، ورأت أن دافعه هو ضرورة حفظ ماء وجهها بعد الهجوم على قنصليتها في دمشق.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4واشنطن بوست: الإسرائيليون لم يغمض لهم جفن ليلة الهجوم الإيرانيlist 2 of 4مارتن غريفيث: أما آن للمجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته في السودان؟list 3 of 4يديعوت أحرونوت: 7 أمور مهمة استفادتها إسرائيل من الهجمات الإيرانيةlist 4 of 4أكاديمي أميركي: كيف تُحدث غزة تغييرا في الجامعات الأميركية؟end of list

كما رأت لوبس أنه تمت معايرته لتجنب سقوط عدد كبير من الضحايا على الجانب الإسرائيلي، وقالت إنه تم بطريقة خاضعة للرقابة، لتجنب التعرض لرد فعل كبير من جانب إسرائيل قد يعرض برنامج طهران النووي للخطر.

واستدلت لوبس على صحة ما قدمته بأن إيران أعلنت أنها لن تضرب من جديد ما لم تتعرض للهجوم، في الوقت الذي كان فيه الرئيس الأميركي جو بايدن يحث إسرائيل على ضبط النفس.

ورغم أن الجيش الإسرائيلي يظهر أنه جاهز لكل السيناريوهات، فإن لوبس ترى أنه من الناحية العقلانية، لا مصلحة لإسرائيل ولا إيران في استمرار التصعيد لأنه قد يؤدي إلى حرب إقليمية مع احتمال التصعيد النووي.

وقالت ميديا بارت إن الهجوم الإيراني كان بمثابة مسرحية مذهلة، سمحت لطهران بحفظ ماء وجهها.

ووصفت ليبراسيون البيان الصحفي الإيراني بأنه كان "تحفة فنية صغيرة"، مفادها أن إيران حققت لنفسها الانتقام، وأعلنت أنها تتوقف عند هذا الحد، موضحة أنها ستكون مستعدة للمعركة إذا قامت إسرائيل بالرد، لكنها لا تريد ذلك، مقيدة بذلك البيان، طوعا، رغبتها في الحرب.

مراجعة شروط الردع

وتطرقت عدة صحف إلى جوانب أخرى تتعلق بالهجوم الإيراني، حيث اعتبرت لوموند أن هذه هي لحظة الحقيقة، مشيرة إلى أنه اختبار لبايدن الذي دعم إسرائيل دون تحفظ في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ولم يرغب في تقييد جرائم الحرب التي ارتكبت في غزة، رغم مقتل أكثر من 32 ألف فلسطيني معظمهم من المدنيين، لأن أولويته القصوى، وهي تجنب اندلاع حريق إقليمي أصبحت الآن في خطر.

ورأت الصحيفة أن إيران اختارت الهجوم في وقت ضعف بالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة، وأنها عبرت طوعا عتبة تاريخية في عدائها لإسرائيل، ولكنها في نفس الوقت أخمدت الدعوات المتزايدة في الولايات المتحدة لفرض شروط على المساعدات العسكرية لتل أبيب.

وخلصت لوموند إلى أن الكلمة المفتاحية لفهم هذه المرحلة الجديدة هي الردع، لأن كلا من إسرائيل وإيران اضطرت إلى إجراء مراجعة جذرية لشروط أمنها وخطوطها الحمراء، ولكن طهران بهجومها هذا، تخوض مخاطر كبيرة، ليس فقط فيما يتعلق بالأعمال الانتقامية المحتملة على أراضيها، ولكن أيضا لردود الفعل الإقليمية.

نظام مضاد للصواريخ يتصدى لمسيّرات وصواريخ أطلقتها إيران باتجاه إسرائيل (رويترز) تغيير المعادلة

ومع أن معظم الصحف رأت في الهجوم نوعا من مواصلة التهدئة، وأن الولايات المتحدة بدت غير متحمسة لرد إسرائيلي قد يشعل المنطقة، فإن صحيفة لوفيغارو، تساءلت مع الصحافة الإسرائيلية "هل حان الوقت لتوجيه ضربة قاضية؟" لإيران، وقالت معها إن "الوقت ربما يكون قد حان لتغيير المعادلة" في أعقاب الهجوم الإيراني غير المسبوق على إسرائيل.

وأشارت الصحيفة إلى أن "إسرائيل لم تنجح حتى اليوم في تغيير المعادلة"، ورددت قول صحفي من "يديعوت أحرونوت" أن "إيران تهدد وإسرائيل خائفة، في حين أن العكس هو الذي يجب أن يحصل، وإيران هي التي ينبغي أن تخاف"، لأن إسرائيل إذا كان من الصعب عليها ضرب مخابئ التهديد النووي الإيراني تحت الأرض، فإنها تستطيع توجيه ضربة قاتلة للاقتصاد بشل مخزونات النفط.

ولكن لوفيغارو أوضحت أن الطائرات الإسرائيلية كانت "في الطريق بالفعل" للانتقام لولا أن الرئيس الأميركي اتصل برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للجمه عن تنفيذ ما كان يريده، وبالفعل أعلن البيت الأبيض من خلال التسريبات أن الولايات المتحدة تعارض أي عمل إسرائيلي عدواني ضد إيران، كما أوردت لوموند.

ومن جهة أخرى، قالت لوفيغارو إن إسرائيل يجب ألا تتعجل في ردها -كما قدر الجنرال السابق في الجيش الإسرائيلي، جيورا آيلاند- مضيفا أن البلاد "لديها إمكانية عدم التحرك على الإطلاق في الوقت الحالي" مع التركيز على "الحفاظ على ديناميكية الرأي العام المؤيد لها".

وأشار إلى أن على تل أبيب طمأنة الدول العربية التي دعمتها ضد الهجوم الإيراني، والتي أصبحت الآن "حلفاء فعليين"، وذلك بإنهاء الحرب في غزة بسرعة، كما نقلت الصحيفة من أعمدة صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليسارية.

وفي السياق نفسه الذي ذهبت فيه لوفيغارو، قالت "لو باريزيان" إنه تم تداول تصريحات تتحدث عن رد عسكري إسرائيلي وشيك، حيث قال عضو مجلس الحرب بيني غانتس "إننا سوف نبني تحالفا إقليميا ونحدد الثمن الذي ستدفعه إيران بالطريقة وفي الوقت الذي نريده"، ولكن بايدن حذر وقال إنه "من غير الوارد الآن الانخراط في التصعيد".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات الهجوم الإیرانی على إسرائیل إلى أن

إقرأ أيضاً:

القبائل اليمنية تدعو لحسم معركة استعادة الدولة وقطع ذراع إيران في اليمن .. عاجل

  

دعا عشرات من المشائخ والشخصيات السياسية والاجتماعية إلى ضرورة الإسراع في حسم معركة استعادة الدولة، وأكدوا على أهمية عقد مؤتمر قبلي شامل يضم جميع قبائل اليمن لدعم الحكومة الشرعية في جهودها لتحرير اليمن من مليشيات الحوثي الإرهابية، ومنع التوسع الإيراني في البلاد. وأعلن المشاركون عن استعدادهم التام للتعاون في مقاومة أفكار الحوثي وأنشطته، ومواجهته في ميادين البطولة والكفاح.

 

جاء ذلك خلال حلقة نقاشية عقدت في محافظة مأرب، وحضرها عدد من المشائخ والشخصيات الاجتماعية من مختلف المناطق والقبائل اليمنية.

 

كما وجه المشائخ رسالة إلى القيادة السياسية والعسكرية للشرعية والتحالف العربي، مؤكدين ضرورة عدم تفويت الفرصة التاريخية لقطع الذراع الإيرانية في اليمن. وطالبوا بتفعيل ودعم مصلحة شؤون القبائل للقيام بمهامها الرسمية في تنظيم وتوجيه جهود القبائل وتوحيدها ضمن المعركة الوطنية الشاملة.

 

وحيا المشاركون في اللقاء صمود القبيلة في مناطق سيطرة الحوثي، مشيدين بالدور المهم الذي تلعبه في رفض أساليب هدم الدولة وعودة الكهانة والعبودية والتقديس.

 

وفي اللقاء الذي نظمه مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية بالتعاون مع مصلحة شؤون القبائل، تحت عنوان "القبيلة ودورها الاستراتيجي في حسم الصراعات في اليمن"، دعا الشيخ عبدالحق القبلي نمران، رئيس مؤتمر مارب الجامع، إلى استكمال تنظيم صفوف القبيلة واستيعاب جهود الجميع لمواجهة مليشيا الحوثي، وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن القبيلة.

 

من جانبه، دعا الشيخ ناجي بن غريب العبيدي، مدير فرع مصلحة شؤون القبائل في مأرب، إلى ضرورة تكاتف الجميع لمواجهة المشروع الحوثي الإيراني.

 

بدوره، أشار الدكتور ذياب الدباء، المدير التنفيذي لمركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية، إلى أهمية تكامل وتنسيق الجهود مع قيادة الشرعية وأشقائنا في التحالف العربي.

 

وفي كلمة المركز رحب عمار التام بالحضور واشاد بجهود مصلحة شؤون القبائل واكد على اهمية تفعيل دورها في المعركة الوطنية.

 

وخرج المجتمعون بتوصيات أهمها :- 

1-ضرورة احياء وتفعيل الدور القبلي والاجتماعي المساند للشرعية من خلال مصلحة شؤون القبائل.

2-الدعوة لمؤتمر قبلي عام لجميع قبائل اليمن.

3-تقدير دور وتضحيات القبيلة في الحفاظ على الدولة وايقاف التمدد الايراني في اليمن.

4-تفعيل ودعم مصلحة شؤون القبائل للقيام بمهامها الوطنية.

5-استمرار النقاشات واللقاءات القبلية التي تساهم في تعزيز التماسك والتعاون بين القبائل وتصحح المفاهيم والتصورات الخاطئة عن القبيلة.

6-دعوة القبائل الى تجاوز الصراعات القبلية البينية وحل المشكلات بما يضمن بقاء القبيلة قوية ومتماسكة.

  

حضر وشارك في الندوة والحلقة النقاشية عشرات المشايخ من العديد من المحافظات وقيادات في المقاومة وشخصيات حزبية وسياسية وإعلامية تمثل مختلف القوى الاجتماعية والسياسية..

 

وتمثل هذه الندوة وحلقة النقاش اهمية بالغة حول الحديث والنقاش في مايتعلق بالدور الهام والاستراتيجي للقبيلة اليمنية عبر كل المراحل الوطنية وعلى وجه الخصوص المرحلة والظروف الحالية والمشهد المعقد الذي يعيشه الوطن.

مقالات مشابهة

  • المركزي الإيراني: النمو الاقتصادي في إيران انخفض إلى النصف تقريبا
  • خبراء إيرانيون يقيّمون التصعيد بين طهران وتل أبيب
  • القبائل اليمنية تدعو لحسم معركة استعادة الدولة وقطع ذراع إيران في اليمن
  • القبائل اليمنية تدعو لحسم معركة استعادة الدولة وقطع ذراع إيران في اليمن .. عاجل
  • الهجوم الكيميائي على دوما.. شهادات تدين نظام بشار الأسد
  • هل بدأ انتقام إسرائيل من أردوغان وهل أصبحت تركيا الهدف المقبل للدولة العبرية؟
  • تقرير: إسرائيل تدرس خيار الهجوم المباشر على إيران
  • صهيوني ومؤيد لإسرائيل.. الكشف عن دوافع الهجوم الذي نفذه سعودي في ألمانيا
  • ألمانيا تبدأ "عملية مراجعة" بعد هجوم ماغدبورغ
  • عاجل | يديعوت أحرونوت: رئيس الموساد أوصى بشن هجوم على إيران وليس على الحوثيين ردا على إطلاق الصواريخ على إسرائيل