لا مصلحة للطرفين في التصعيد.. صحف فرنسية: هجوم إيران على إسرائيل انتقام محسوب بعناية
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
أجمعت صحف فرنسية، أو كادت، على أن الهجوم الإيراني على إسرائيل لم يكن هدفه التصعيد بين البلدين، وإنما كان أقرب إلى انتقام محسوب بعناية، يحفظ لطهران ماء وجهها ويتجنب إحداث خسائر كبيرة تضطر إسرائيل إلى رد عسكري قد ينتهي بحرب إقليمية لا يريدها أي من الأطراف ولا تريدها كذلك واشنطن.
وبالفعل، كان عنوان ميديا بارت صريحا في أن الهجوم الإيراني على إسرائيل كان انتقاما محسوبا بعناية، ورأت أن دافعه هو ضرورة حفظ ماء وجهها بعد الهجوم على قنصليتها في دمشق.
كما رأت لوبس أنه تمت معايرته لتجنب سقوط عدد كبير من الضحايا على الجانب الإسرائيلي، وقالت إنه تم بطريقة خاضعة للرقابة، لتجنب التعرض لرد فعل كبير من جانب إسرائيل قد يعرض برنامج طهران النووي للخطر.
واستدلت لوبس على صحة ما قدمته بأن إيران أعلنت أنها لن تضرب من جديد ما لم تتعرض للهجوم، في الوقت الذي كان فيه الرئيس الأميركي جو بايدن يحث إسرائيل على ضبط النفس.
ورغم أن الجيش الإسرائيلي يظهر أنه جاهز لكل السيناريوهات، فإن لوبس ترى أنه من الناحية العقلانية، لا مصلحة لإسرائيل ولا إيران في استمرار التصعيد لأنه قد يؤدي إلى حرب إقليمية مع احتمال التصعيد النووي.
وقالت ميديا بارت إن الهجوم الإيراني كان بمثابة مسرحية مذهلة، سمحت لطهران بحفظ ماء وجهها.
ووصفت ليبراسيون البيان الصحفي الإيراني بأنه كان "تحفة فنية صغيرة"، مفادها أن إيران حققت لنفسها الانتقام، وأعلنت أنها تتوقف عند هذا الحد، موضحة أنها ستكون مستعدة للمعركة إذا قامت إسرائيل بالرد، لكنها لا تريد ذلك، مقيدة بذلك البيان، طوعا، رغبتها في الحرب.
مراجعة شروط الردع
وتطرقت عدة صحف إلى جوانب أخرى تتعلق بالهجوم الإيراني، حيث اعتبرت لوموند أن هذه هي لحظة الحقيقة، مشيرة إلى أنه اختبار لبايدن الذي دعم إسرائيل دون تحفظ في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ولم يرغب في تقييد جرائم الحرب التي ارتكبت في غزة، رغم مقتل أكثر من 32 ألف فلسطيني معظمهم من المدنيين، لأن أولويته القصوى، وهي تجنب اندلاع حريق إقليمي أصبحت الآن في خطر.
ورأت الصحيفة أن إيران اختارت الهجوم في وقت ضعف بالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة، وأنها عبرت طوعا عتبة تاريخية في عدائها لإسرائيل، ولكنها في نفس الوقت أخمدت الدعوات المتزايدة في الولايات المتحدة لفرض شروط على المساعدات العسكرية لتل أبيب.
وخلصت لوموند إلى أن الكلمة المفتاحية لفهم هذه المرحلة الجديدة هي الردع، لأن كلا من إسرائيل وإيران اضطرت إلى إجراء مراجعة جذرية لشروط أمنها وخطوطها الحمراء، ولكن طهران بهجومها هذا، تخوض مخاطر كبيرة، ليس فقط فيما يتعلق بالأعمال الانتقامية المحتملة على أراضيها، ولكن أيضا لردود الفعل الإقليمية.
ومع أن معظم الصحف رأت في الهجوم نوعا من مواصلة التهدئة، وأن الولايات المتحدة بدت غير متحمسة لرد إسرائيلي قد يشعل المنطقة، فإن صحيفة لوفيغارو، تساءلت مع الصحافة الإسرائيلية "هل حان الوقت لتوجيه ضربة قاضية؟" لإيران، وقالت معها إن "الوقت ربما يكون قد حان لتغيير المعادلة" في أعقاب الهجوم الإيراني غير المسبوق على إسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن "إسرائيل لم تنجح حتى اليوم في تغيير المعادلة"، ورددت قول صحفي من "يديعوت أحرونوت" أن "إيران تهدد وإسرائيل خائفة، في حين أن العكس هو الذي يجب أن يحصل، وإيران هي التي ينبغي أن تخاف"، لأن إسرائيل إذا كان من الصعب عليها ضرب مخابئ التهديد النووي الإيراني تحت الأرض، فإنها تستطيع توجيه ضربة قاتلة للاقتصاد بشل مخزونات النفط.
ولكن لوفيغارو أوضحت أن الطائرات الإسرائيلية كانت "في الطريق بالفعل" للانتقام لولا أن الرئيس الأميركي اتصل برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للجمه عن تنفيذ ما كان يريده، وبالفعل أعلن البيت الأبيض من خلال التسريبات أن الولايات المتحدة تعارض أي عمل إسرائيلي عدواني ضد إيران، كما أوردت لوموند.
ومن جهة أخرى، قالت لوفيغارو إن إسرائيل يجب ألا تتعجل في ردها -كما قدر الجنرال السابق في الجيش الإسرائيلي، جيورا آيلاند- مضيفا أن البلاد "لديها إمكانية عدم التحرك على الإطلاق في الوقت الحالي" مع التركيز على "الحفاظ على ديناميكية الرأي العام المؤيد لها".
وأشار إلى أن على تل أبيب طمأنة الدول العربية التي دعمتها ضد الهجوم الإيراني، والتي أصبحت الآن "حلفاء فعليين"، وذلك بإنهاء الحرب في غزة بسرعة، كما نقلت الصحيفة من أعمدة صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليسارية.
وفي السياق نفسه الذي ذهبت فيه لوفيغارو، قالت "لو باريزيان" إنه تم تداول تصريحات تتحدث عن رد عسكري إسرائيلي وشيك، حيث قال عضو مجلس الحرب بيني غانتس "إننا سوف نبني تحالفا إقليميا ونحدد الثمن الذي ستدفعه إيران بالطريقة وفي الوقت الذي نريده"، ولكن بايدن حذر وقال إنه "من غير الوارد الآن الانخراط في التصعيد".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات الهجوم الإیرانی على إسرائیل إلى أن
إقرأ أيضاً:
“بدا وكأن إسرائيل اقتربت من الزوال”.. ما دلالة تصريحات نتنياهو عن 7 أكتوبر؟
#سواليف
اعتبر محللون سياسيون أن #تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو حول الهجوم الذي وقع في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، والتي وصف فيها الهجوم بأنه “تهديد وجودي” لإسرائيل، تُعد تحولًا هامًا في الخطاب الرسمي الإسرائيلي، وهو بمثابة اعتراف من نتنياهو بفشل حكومته في التعامل مع الحدث المفاجئ، الذي شكل صدمة كبيرة للدولة العبرية.
وأشار المحللون اليوم السبت، إلى أن هذا الاعتراف “يعكس عمق الأزمة التي واجهتها إسرائيل ويُعتبر نقطة تحول في فهم إسرائيل لأمنها واستراتيجياتها العسكرية، ما يبرز حجم التهديد الذي لحق بالدولة الصهيونية خلال تلك الهجمات”.
تصريح غير مسبوق
مقالات ذات صلة الخبير الفلكي مجاهد: عيد الفطر في الأردن الاثنين 2025/03/29في هذا السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا إن “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحدث لأول مرة بوضوح عن أن ما جرى في السابع من أكتوبر شكّل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل، وهو ما يتناقض مع التقديرات الإسرائيلية السابقة التي سبقت ذلك اليوم”.
وأضاف القرا، أن “أهمية هذا التصريح تكمن في أن نتنياهو يسعى إلى امتصاص موجة الاحتجاجات المستمرة ضده، خاصة فيما يتعلق برفضه الاعتراف بفشله في التعامل مع الأحداث”
وتابع “رغم أنه لا يزال يُلقي باللوم على قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية، مدعيًا أنه لم يكن على علم مسبق بما سيحدث، إلا أن آخر اتهاماته شملت رئيس جهاز ” #الشاباك ” رونين بار، زاعمًا أنه كان على علم بهجوم #حماس منذ الساعة الخامسة والنصف صباحًا، أي قبل أقل من ساعة من بدء العملية، وكان بإمكانه اتخاذ إجراءات للتصدي لها جزئيًا على الأقل”.
وأشار القرا إلى أن “التطور الأبرز هو أن نتنياهو بدأ يتحدث عن السابع من أكتوبر باعتباره “فشلًا إسرائيليًا”، وهو أمر لم يكن يصرّح به في السابق؛ إذ كان يصف ما حدث بأنه مجرد “ضربات” تعرضت لها #إسرائيل. أما الآن، فهو يقرّ بوجود تهديد وجودي، ما يحمل دلالات سياسية وعسكرية كبيرة”.
وتساءل القرا: هل سيتجه نتنياهو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية استجابةً للمطالب المستمرة منذ أكثر من عام ونصف؟ أم أنه سيواصل ربط هذا الملف بنهاية الحرب، مما قد يكون جزءًا من استراتيجيته لإطالة أمدها؟
وأكد القرا أن “هذا الاعتراف الإسرائيلي يعزز رؤية المقاومة والفصائل الفلسطينية، التي اعتبرت أن السابع من أكتوبر كان بمثابة ضربة قاصمة للمشروع الصهيوني في #فلسطين”.
وأضاف أن “التهديد الوجودي الذي واجهته إسرائيل كان من الممكن أن يتفاقم في حال انخراط جبهات أخرى في #المعركة، أو لو قامت المقاومة بدفع المزيد من وحداتها النخبوية إلى عمق الأراضي المحتلة، متجاوزةً نطاق “غلاف غزة”.
وأوضح القرا أن “هدف المقاومة من العملية لم يكن السيطرة الدائمة على المستوطنات، بل كان يتركز على القضاء على (فرقة غزة)، المسؤولة عن إدارة المواقع العسكرية المحيطة بالقطاع، والسيطرة على بعض المستوطنات والمواقع العسكرية الإسرائيلية، بهدف أسر جنود وضباط ومستوطني تلك المناطق”.
وختم القرا بقوله، إن “تصريحات نتنياهو الأخيرة تعكس مخاوفه المستمرة من إمكانية تكرار سيناريو السابع من أكتوبر، مع احتمالات تطوره إلى مستوى أكثر خطورة في المستقبل”.
ثغرات خطيرة
ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة “الأمة” بغزة، إياد القطراوي، أن تصريح رئيس #حكومة_الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي قال فيه إن السابع من أكتوبر 2023 “بدا وكأن إسرائيل اقتربت من الزوال”، “يعكس حجم الصدمة والخطورة البالغة التي واجهتها إسرائيل خلال تلك الهجمات”.
وأضاف القطراوي، في حديثه لـ”قدس برس”، أن “الهجوم المفاجئ والمعقد الذي نفذته حركة حماس عبر الحدود مع غزة في ذلك اليوم، شكل حدثًا غير متوقع تمامًا، مما أدى إلى حالة من الفوضى والذعر داخل إسرائيل، وجعل نتنياهو يشعر بأنه يواجه تهديدًا وجوديًا حقيقيًا للدولة الصهيونية”.
وأشار إلى أن هذا التصريح “يعكس إدراك نتنياهو بأن إسرائيل تعرضت لأكبر تهديد منذ تأسيسها، حيث كشف الهجوم عن ثغرات خطيرة في المنظومة الدفاعية الإسرائيلية، وأثار تساؤلات عميقة حول قدرة إسرائيل على حماية حدودها وأمن مواطنيها من عمليات مباغتة مماثلة في المستقبل”.
وتابع القطراوي قائلًا: إن تداعيات هذا الهجوم دفعت إسرائيل إلى إعادة تقييم سياساتها الأمنية، ومراجعة استراتيجياتها في التعامل مع قطاع غزة. وما هذه الحرب المسعورة التي تشنها اليوم على غزة، من إبادة بحق الأبرياء وتدمير شامل للحياة، إلا محاولة لرد الصدمة وكسر إرادة الفلسطينيين، التي هزت الوجود الصهيوني وزعزعت قناعته باستمرارية دولته”.
واختتم بالقول: إن تأثير هذه الأحداث على إسرائيل سيكون طويل الأمد، وسيظل كابوسًا يطاردها، إذ تدرك أن أي غفلة أو تقاعس مستقبلي قد يكلفها وجودها ذاته”.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يوم الخميس الماضي، إن الهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 جعل إسرائيل تبدو وكأنها في طريقها للزوال.
وأضاف نتنياهو في كلمة ألقاها خلال مؤتمر حول “معاداة السامية” في #القدس المحتلة، أن الهجوم الذي وصفه بـ”المذبحة” قد فاجأ إسرائيل، مشيرًا إلى أن العديد من الناس ظنوا أن الدولة اليهودية ما هي إلا “بيت عنكبوت هش”.
وسبق أن ألقى مسؤولون في حكومة نتنياهو اللوم على “الشاباك” في الإخفاقات التي أدت إلى مقتل مئات الإسرائيليين وأسر العشرات خلال الهجوم.
واتخذت الحكومة الإسرائلية الأسبوع الماضي قراراً بالإجماع، يقضي بإقالة رئيس الجهاز رونين بار، في خطوة أثارت انتقادات واسعة، فيما أعلنت المحكمة العليا الإسرائيلية تعليق القرار في انتظار مراجعة الاستئنافات التي قدمت إليها ضد عزله.