عام على الحرب في السودان.. ماذا لو أن مهاجرا عاد إلى الخرطوم اليوم..ماذا سيجد؟
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
بعد عام من اندلاع الحرب في السودان، ماذا لو أن مهاجرا سودانيا غادر الخرطوم في إبريل الماضي يعود إليها اليوم، ماذا سيقول ,ماذا سيجد، في بلد تتناهبه الاضطرابات منذ أكثر من عقدين، وكل مرحلة تأتي أسوأ مما قبلها.
الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، يتبادلان القصف والاتهامات منذ عام، وكل طرف أوجد لنفسه مسوغا سياسيا وحلفاء إقليميين و دوليين، وكل طرف يقول إنه يريد سودانا واحدا، لكن لا أحد مستعد للتخلي عن شيء مما تحت يده من سلاح ومال و ذهب ونساء وأطفال، رغم سقوط آلاف القتلى ونزوح أكثر من 8,5 ملايين شخص، حسب الأمم المتحدة.
أطراف النزاع
تدور الحرب في السودان بين، قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ونائبه السابق، قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”.
هؤلاء الرجلان كانا حليفين عام 2021، وأطاحا بالسلطة المدنية التي تقاسما معها الحكم بعد إسقاط نظام الرئيس السابق عمر البشير عام 2019.
كيف بدأ القتال
في 15 أبريل من العام الماضي، دارت اشتباكات عنيفة في العاصمة الخرطوم، وأعلنت قوات الدعم السريع السيطرة على المطار الدولي، وشنّ الجيش غارات جوية على قواعد قوات الدعم السريع.
وفي اليوم التالي، أوقف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة مساعداته، بعد مقتل عدد من عمال الإغاثة في المعارك الدائرة في دارفور عند الحدود مع تشاد، وفر الآلاف من سكان الخرطوم من المعارك، فيما أجلت الكثير من الدول رعاياها.
انتشار السلاح..وفشل المبادرات
في إقليم دارفور المشهور بالتطهير والقتل الجماعي، ب>ا توزير السلاح على المدنيين، ولم تستمر الهدنة التي أبرمت في 25 أبريل بوساطة الولايات المتحدة والسعودية طويلا، ، مع تبادل الجيش وقوات الدعم السريع الاتهامات بخرقها، وجميع اتفاقات وقف إطلاق النار لاقت ذات المصير، ولاحقا في شهر مايو انسحب الجيش من المفاوضات الجارية في السعودية، وقصفت قواته مواقع للدعم السريع بالمدفعية الثقيلة في الخرطوم.
المال سوسة البلاء
تجارة الذهب غير المشروعة وما يتبعها من تهريب للأموال عمقت معاناة البلاد، وأعلن وزير المالية السوداني، جبريل إبراهيم، انخفاض إيرادات البلاد بأكثر من 80 في المئة، كاشفا عن نهب 2700 كلغ من الذهب من مصفاة الخرطوم الحكومية.
جرائم حرب بدارفور
في 14يوليو، باشرت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقا بشأن جرائم حرب محتملة في دارفور، لا سيما أعمال عنف جنسية واستهداف مدنيين استنادا إلى انتمائهم العرقي.
وفي منتصف أغسطس، امتدت الحرب إلى مدينتين كبيرتين جديدتين هما الفاشر في دارفور والفولة في ولاية غرب كردفان، فيما تكثف القتال في الخرطوم.
في 25 أغسطس، رأت الأمم المتحدة أن الحرب والجوع يهددان بـ”القضاء” على كامل السودان، حيث يعاني آلاف الأطفال من سوء التغذية ويواجهون خطر الموت.
مواجهات في بورتسودان
في 18 سبتمبر، جرت مواجهات في بورتسودان شرقي البلاد، حيث أقام البرهان قاعدته بعدما حاصرت قوات الدعم السريع المقر العام للجيش في الخرطوم.
مباحثات سلام من جديد
استؤنفت مباحثات سلام برعاية الولايات المتحدة والسعودية في 26 أكتوبر في جدة، بمشاركة منظمة “إيغاد”، من دون أن تسجل نتائج.
وفي ديسمبر، اتهمت واشنطن المعسكرين بارتكاب “جرائم حرب”.
اليوم قوات الدعم السريع تسيطر على غالبية أرجاء العاصمة، والجزء الأكبر من دارفور ودخلت ولاية الجزيرة في وسط البلاد الشرقي.
وفي نهاية مارس، أعربت واشنطن عن أملها باستئناف المباحثات “في 18 أبريل (الجاري) أو قرابة هذا التاريخ”.
من يدعم البرهان؟
ــ أهم داعم للبرهان هي مصر التي تشترك في حدود مع السودان، وسلمت طائرات مسيرة للجيش السوداني.
ــ إريتريا، كانت من بين أول محطاته عندما استأنف رحلاته الخارجية العام الماضي.
ــ يعتمد البرهان على الدعم المادي من إيران، بما في ذلك الطائرات المسيرة إيرانية الصنع.
ــ أعلنت بعض الحركات المسلحة في دارفور انخراطها رسميا في القتال إلى جانب الجيش السوداني.
ــ أعلن حاكم إقليم دارفور، رئيس حركة تحرير السودان، مني أركو مناوي، أن قواته ستحارب إلى جانب الجيش السوداني.
من يدعم حميدتي؟
ــ الإمارات العربية المتحدة أهم حليف لحميدتي، وبحسب خبراء الأمم المتحدة أرسلت الإمارات أسلحة إلى قوات الدعم السريع عبر شرق تشاد.
ــ في تقرير نشر في يناير، قال خبراء الأمم المتحدة إن قوات الدعم السريع، عززت تحالفاتها القبلية الممتدة عبر الحدود الغربية للسودان، وجلبت السلاح أيضا من ليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى والوقود من جنوب السودان.
ــ قبل اندلاع الحرب، عزز حميدتي علاقاته مع روسيا.
ــ تستعين قوات الدعم السريع بمسلحين من دول أجنبية، مثل النيجر وتشاد.
قوى أخرى لها تأثير.
ترتبط السعودية بعلاقات وثيقة مع البرهان وحميدتي، وكلاهما أرسل قوات إلى التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.
ــ تتمتع إثيوبيا وكينيا، القوتان الكبيرتان في شرق أفريقيا، ببعض النفوذ بسبب دورهما البارز في الدبلوماسية الإقليمية والوساطة السابقة في السودان.
ــ عرضت إسرائيل، التي كانت تأمل في المضي قدما في تطبيع العلاقات مع السودان، استضافة محادثات بين الجانبين.
بالعودة لبداية هذا التقرير، لوعاد مهاجر سوداني إلى بلده اليوم، سيجد مدنا مدمرة، واسواقا منهوبة، نساء مغتصبات وأطفال تم تجنيدهم في الحرب، وسيسمع الكثير من الأخبار عن حرب عبثية لا معنى لها، وكل ما فعلته أنها مزقت بلدا لم يكن ينقصه المزيد من الصعوبات الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الجيش السوداني الحرب في السودان الدعم السريع حرب الذهب قوات الدعم السریع الأمم المتحدة فی السودان فی دارفور
إقرأ أيضاً:
البرهان في مصر اليوم.. وملفات الحرب وإعادة الإعمار تتصدر المباحثات.. الدعم السريع يفاقم معاناة السودانيين باستهداف البنية التحتية
البلاد – الخرطوم
واصلت ميليشيا الدعم السريع تصعيد هجماتها بالطائرات المسيرة ضد منشآت حيوية تخدم المدنيين، مستهدفة محطات كهرباء ومصافي نفط في شمال السودان، في وقت يتحرك فيه رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى القاهرة اليوم الاثنين، لحشد دعم إقليمي لإنهاء الحرة وإعادة إعمار البلاد واستعادة الاستقرار.
فجر الأحد، تعرضت محطة كهرباء بربر التحويلية شمالي السودان لقصف بطائرة مسيرة، ما أدى إلى اندلاع حرائق كبيرة وتدمير المحول الرئيسي بالمحطة. وتقع المحطة، التي تمد مدينة بربر ومرافقها الحيوية ومشاريعها الزراعية والصناعية بالطاقة، في منطقة الشقلة قرب مدينة عطبرة.
جاء القصف بعد أقل من 24 ساعة على استهداف محطة كهرباء عطبرة، التي تسببت خسائرها في خروج ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر عن الخدمة.
المصادر المحلية أكدت أن طائرات مسيرة تابعة للدعم السريع كثفت هجماتها على مدن عطبرة والدامر وبربر خلال الأيام الأخيرة، رغم تصدي المضادات الأرضية للجيش. ورغم هذه المقاومة، تمكنت إحدى الطائرات من إصابة محطة كهرباء بربر إصابة مباشرة. الهجمات أدت إلى شلل واسع في القطاعات الخدمية، وفاقمت معاناة المدنيين الذين يواجهون انقطاعات مستمرة للكهرباء والمياه، ما أثر مباشرة على القطاعات الصحية والاقتصادية.
الهجمات لم تقتصر على ولاية نهر النيل؛ فقد سبق أن استهدفت مسيرات الدعم السريع محطة كهرباء سد مروي الرئيسية في الولاية الشمالية، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة، منها أحياء في أم درمان التي تحتضن مقر حكومة ولاية الخرطوم المؤقتة. استمرار استهداف المنشآت الحيوية يكشف استراتيجية الدعم السريع في استخدام سلاح المسيرات لضرب مقومات الحياة المدنية، في خرق صارخ للقانون الدولي الإنساني.
وبالتوازي مع ضربات الكهرباء، تعرضت مصفاة الجيلي شمال بحري أمس الأحد لهجوم بطائرة مسيرة تابعة للدعم السريع، في تصعيد لافت للهجمات على المنشآت الاقتصادية الحيوية. تأتي هذه التطورات وسط تصاعد الضربات التي تنفذها الميليشيا بالطائرات المسيرة ضد أهداف عسكرية ومدنية، شملت القاعدة الجوية للجيش في وادي سيدنا ومركز إيواء في عطبرة.
في الفاشر غرب السودان، أعلن الجيش السوداني عن مقتل أسرة كاملة مكونة من سبعة أفراد بينهم طفلة، جراء قصف مدفعي شنته ميليشيا الدعم السريع على الأحياء السكنية، في استمرار لنهج الميليشيا المعتمد على قصف المناطق المأهولة. وأكدت الفرقة السادسة مشاة ضبط أسلحة وذخائر تابعة للدعم السريع خلال عمليات تمشيط نفذتها القوات المسلحة، متهمة الميليشيا بانتهاك قواعد الاشتباك والقوانين الدولية.
في هذا السياق، تكتسب زيارة البرهان إلى القاهرة اليوم الاثنين أهمية خاصة، حيث يتوقع أن تتصدر الحرب في السودان جهود المباحثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ومن المقرر أن تشمل النقاشات دعم إعادة إعمار البنية التحتية، بما في ذلك محطات الكهرباء والجسور، إضافة إلى تعزيز العمل المشترك بين البلدين لضمان استقرار السودان ووحدة أراضيه.
وسيشهد البرهان كذلك افتتاح مقر سفارة السودان الجديدة في ضاحية التجمع الخامس، في خطوة تعزز الحضور الدبلوماسي السوداني في الخارج وتؤكد أهمية القاهرة كحليف رئيسي للسودان خلال أزمته الحالية.
ويرى مراقبون أن هذه التحركات الدبلوماسية تمثل جزءًا من مسعى أوسع لإعادة ترتيب أوراق السودان داخليًا وخارجيًا، بالتوازي مع التصعيد العسكري الهادف لاستعادة السيطرة الكاملة على البلاد.
بينما تتزايد التحديات أمام السودان، يبقى الرهان على الصمود العسكري، والدعم الإقليمي، والتحرك الدبلوماسي الفعال، كمسارات متوازية للخروج من نفق الحرب، وإعادة بناء الدولة على أسس الاستقرار والتنمية.