الأطفال المحرومون في رواندا يمارسون رياضة المبارزة
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
في مركز لرعاية الأطفال على تلال العاصمة الرواندية كيغالي، يساعد المدرب بيشنس وامونغو، الأطفال الصغار علي ممارسة الرياضة.
المدرب بيشنس وامونغويتمتع المدرب بيشنس وامونغو، بعيون النسر والموثوقية ومثل اسمه تماما ، ويواصل بصبر جلسته التدريبية بدقة في مركز جيسيمبا التذكاري ، ويتمتم بمصطلحات اللعبة ، مثل "Allez" و "En-garde" - الكلمات الفرنسية ل "go" و "on guard" على التوالي.
من حيث المبارزة ، استخدم الأول من قبل الحكم لبدء المباراة والأخير نطق قبل بدء المباراة للدلالة للمبارزين على أنه يجب عليهم الدخول في مواقع.
يستجيب الطلاب ، ومعظمهم من الأيتام واللاجئين والأطفال الأقل حظا ، على الفور، يتم تجهيزهم بمعدات مهترئة يستعيرونها للتدرب من وقت لآخر من ناد رياضي محترف آخر.
مركز رعاية غيسيمباتأسست غيسيمبا منذ ما يزيد قليلا عن 75 عاما واحتلت مركز الصدارة كملاذ لأطفال ضحايا الإبادة الجماعية ضد التوتسي عام 1994، وهو الآن مركز اجتماعي مكرس للدفاع عن حقوق الأطفال في رواندا وحمايتها، في الغالب على إنشاء برامج ما بعد المدرسة.
يقول بيشنس إن تاريخ المركز وعمله مع الأطفال هو ما جذبه للتطوع بخبرته هناك، يقول: "لذلك فكرت في ، لماذا لا أتطوع هنا وأشارك معرفتي مع أطفال هذه المؤسسة التي أعطتهم الكثير".
على الرغم من اعترافه بأنه يقول إنه لم يشارك أبدا في بطولة احترافية ، إلا أن بيشنس تلقى أفضل تدريب في المبارزة في السنغال، لطالما كانت الدولة الواقعة في غرب إفريقيا عملاقا في هذه الرياضة وهي حاليا موطن للهيئة الحاكمة لرياضة المبارزة الأولمبية على المستوى العالمي.
يتذكر بوضوح اليوم الذي تم فيه تقديم رياضة المبارزة إليه في عام 2008، كان قد ذهب لتجربة يده في كرة الريشة عندما أخبره أحد المدربين عن هذه اللعبة غير المعروفة، شيء واحد أدى إلى آخر وكان الصبر على متن طائرة متجهة إلى داكار لمزيد من التدريب.
عند عودته إلى الوطن، عمل بيشنس كمسؤول في اتحاد المبارزة في رواندا، قبل أن يغادر الهيئة ويكرس وقته لزيادة شعبية الرياضة.
الصبر هو واحد من أربعة مدربين فقط للمبارزة في رواندا.
عند مشاهدة الأطفال وهم يتدربون ، من الواضح أنهم يأخذون الرياضة بحماس وإثارة، إنهم مفتونون بحركتها المقنعة وعقلها التقني.
يقول هولي البالغ من العمر 9 سنوات، أما بالنسبة لروبرتو البالغ من العمر 8 سنوات ، فالأمر كله يتعلق باحتمال كسب المال في هذه الرياضة،"أتمنى أن أذهب إلى أمريكا وأفوز لبلدي رواندا".
ويضيف بيشنس إنه متفائل بشأن مستقبل الرياضة في رواندا ومستقبل طلابه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فی رواندا
إقرأ أيضاً:
الأدب يهزم القُبح.. ويبقى ذاكرة للحروب (2)
الصادق أحمد عبيدة / باريس
———————————-
تحت هذا العنوان تناولتُ في الأيام الماضية فوز الكاتب كمال داؤود بجائزة (الغونكور) الأدبية الفرنسية كأول كاتب جزائري يفوز بها، عن روايته "الحوريات" التي إستدعى فيها فظائع الحرب الأهلية في الجزائر.
هيمنت ثيمة الحروب وقبحها على المشهد الأدبي كأروع ما كُتِب هذا العام! ووصلت رواية "جَاكَراندا" Jacaranda للكاتب الرواندي الفرنسي Gaël FAYE غاييل فآي إلى القائمة القصيرة (للغونكور) منافِسةً "لحوريات" داؤود. ثم تُوِّجت بعد ذلك رواية "جاكَراندا" بجائزة (رونودو) Renaudot التي لا تقل ألَقاً ولا بريقاً من سابقتها. وقد إستدعى فيها الكاتب واحدةً من أقبح حروب القرن.. وهي مذبحة التوتسي في رواندا في 1994.
• فاي :
ولد غاييل فاي عام 1982 في بوجومبورا عاصمة بورندي حيث نزحت والدته من رواندا عقب حملة التطهير العرقي الأولى ضد قبيلتها التوتسي، ووالده فرنسي الجنسية.
عندما إندلعت الحرب الأهلية في بورندي في عام 1993، وتصاعدت وتيرة المذابح ضد قبيلة التوتسي في رواندا عام 1994، كان الصبي غايبل آنئذٍ في الثالثة عشر من عمره. فتم تسجيل إسمه في قائمة الفرنسيين المرشحين إلى الإجلاء إلى فرنسا فراراً من الحرب. وصل الصبي إلى فرنسا ومعه أخته الصغيرة ، وتم إيداعهما، بواسطة مؤسسة رعاية الطفولة، في كَنف أسرةٍ حاضنة إلى أن التأم شملهما مع والدتهما التي إستقرت بهما في ضاحية فيرساي Versailles، حيث عاش الجزء الثاني من شبابه ، ودرس المرحلة الثانوية. ساعدته موهبته وإهتمامه بالموسيقى على تخطي آلام الغربة وفَقْد الأحبة ومرتع الصِبا.
واصل تعليمه العالي حتى نال درجة الماجستير في دراسات التأمين في المدرسة الوطنية للتأمينات. وعمل بعد ذلك في كبرى الشركات في لندن، ثم إستقال من منصبه ليتفرغ للكتابة والتأليف الموسيقي.
أصدر في العام 2016، روايته الأولى Petit Pays "بلدٌ صغير" إستدعى فيها أحداث الحرب الأهلية في رواندا، وتم تحويلها إلى فيلم سينمائي صدر في 2020 بنفس الإسم، و قد ساهم هو في كتابة سيناريو الفيلم..يمكن مشاهدة الفيلم الآن عبر منصة النيتفيليكس.
• جاكَراندا :
تتناول الرواية، الصادرة عن دار "غراسيه"، قصة حياة الصبي "ميلان" وهو فرنسي من جهة الأب، رواندي من جهة الأم، نشأ في مدينة فيرساي ، يكتشف عبر التلفزيون مأساة التطهير العرقي في رواندا عام 1994، وتهيمن على عقله قصص ذلك البلد الصغير، وتلِحُ عليه
الأسئلة، ويقرر البحث عن حقيقة ماجرى لأسرة والدته هناك..لكن أمه التي تنتمي إلى قبيلة التوتسي ، كانت تتهرب طوال سنوات من الإجابة على هذا السؤال إذ أنها دفنت تلك الأحداث في أعماقٍ سحيقةٍ من سراديبِ الذاكرة ، و كغيرها من ضحايا الحروب، ضربت علي نفسها جداراً سميكاً من الصمت .
وخلال 25 عام قام ميلان بالبحث عن ما جرى ، وذلك من خلال رحلاته المتعددة إلى رواندا وإستنطاقه للشجر، والحجر، والطير، حتى الأموات وما تبقى من الأحياء المكفنين بالصمت..
أراد الكاتب من خلال رواية الجاكراندا أن يحكي لهذا الجيل قصة هذا (البلد الصغير) الذي عاش أسوأ الظروف ، وأبشع الفظائع، ومع ذلك استطاع أن يحقق التصالح والوحدة، وينهض من رماده، ويتكاتف أبناؤه ليصبح بعد ثلاثين عاماً بالتمام والكمال (1994-2024) واحداً من أكثر الدول الحديثة إزدهاراً وتقدماً..
إذن هي قصة نهضة رواندا وإزدهارها خلال ربع القرن الذي مضى حيث بلغت نسبة النمو فيها أكثر من 7 في المائة .
وقد فسر الكاتب إختياره لإسم شجرة (جاكراندا) عنوانا لروايته، بأنها الكلمة الفرنسية المحببة لنفسه، ولأنها الشجرة التي تحمل كثيراً من الأسرار وترمز إلى رواندا التي تحمل سر البقاء ، حيث تمر السنوات ولكنها تبقى شاهدة على كل ما مرت به من أحداث .
- الحروب :
وهكذا، مرة أخرى ، في عالم اليوم الذي انطمست فيه الحدود الفاصلة ما بين الحروب الإفتراضية عبر لعبة البليستيشن، والدمار الحقيقي الذي نعيشه أصبح التعايش مع القبح روتيناً يومياً أو كاد.. وهنا تأتي عبقرية الأدب الذي يقبض على هذه اللحظات الهاربة مع الزمن ليبقيها ذاكرةً "إبداعية" للأجيال.
elsadiq007@gmail.com