واشنطن بوست: الإسرائيليون لم يغمض لهم جفن ليلة الهجوم الإيراني
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
رصدت صحيفة واشنطن بوست في تقرير من مدينة القدس ردود فعل عدد من الإسرائيليين على الهجوم الذي شنته إيران بالصواريخ والطائرات المسيرة في وقت متأخر من مساء أول أمس السبت.
ففي تلك الليلة –تقول الصحيفة- جفا النوم عيون البعض ترقبا لهجوم إيراني بدا وشيكا، وانتابهم الخوف من عواقبه. ولم يلاحظ البعض الآخر تسلل الصواريخ والمسيَّرات، فيما كانت عمليات اعتراضها من قبل القوات الإسرائيلية والجيوش المتحالفة معها بمثابة الدرع الواقي الذي وفر الحماية للعائلات.
وفي القدس، المدينة التي نادرا ما تتعرض لهجمات جوية، توالت أصوات الاعتراضات كالرعد. ودوَّت صفارات الإنذار التي تحذر من غارات جوية. وتجمع الناس على الشرفات، أو كانوا يتابعون المشهد من خلال زجاج النوافذ، فيما كانت الكرات النارية المتوهجة جراء الغارات تضيء السماء.
كانت الشوارع في المدينة هادئة صباح أمس الأحد، وقال أصحاب المتاجر إن بعض المتسوقين جاءوا لشراء ما يستطيعون تخزينه من غذاء وماء.
ونقلت الصحيفة عن امرأة تدعى ماري جيمس (27 عاما) القول وهي تغادر متجرا محملة بأكياس مليئة بالمشتريات: "لقد كان مشهدا مرعبا حقا"، مضيفة أنها جاءت لتتسوق من أجل تهدئة روعها.
وجاء الهجوم الإيراني ردا على قصف صاروخي إسرائيلي، مطلع الشهر الجاري، لمجمع قنصلية طهران في العاصمة السورية دمشق مما أسفر عن مقتل 7 من الحرس الثوري الإيراني، بينهم الجنرال البارز محمد رضا زاهدي. ولم تعترف إسرائيل رسميا باغتيال زاهدي، لكنها لم تنف أيضا مسؤوليتها عن الاغتيال.
وذكرت واشنطن بوست في تقريرها أن الجيش الإسرائيلي قام يوم الخميس، بالتشويش على إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) فوق أجزاء من تل أبيب دون سابق إنذار، مما تسبب في حدوث فوضى على الطرق.
وأبلغ رجل من سكان حي سلوان بالقدس الشرقية يُدعى أبو كرم (45 عاما)، الصحيفة الأميركية أنه شعر وكأن الحي بأكمله خرج لمشاهدة الهجمات في وقت مبكر من يوم الأحد. وقال "الكل كان مستيقظا".
وتابع "لا يمكنك مشاهدة السماء وهي تحترق دون أن يتملكك الخوف. ماذا تقول لأطفالك؟ لا يمكنهم فهم ما يحدث".
ورغم أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأدميرال دانييل هغاري، زعم أنهم اعترضوا جميع الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية والمجنحة -تقريبا- التي أطلقتها إيران، فإنه أقر بأن إحدى القذائف التي سقطت أصابت طفلة اسمها أمينة حسونة (7 سنوات) –وهي من بدو إسرائيل- بجروح خطرة في رأسها.
ولأن إسرائيل لا تعترف بالعديد من القرى البدوية، لذا فقد منعت سكانها من تشييد مبانٍ دائمة، لتتركهم معرضين للخطر في حالة وقوع غارات جوية، وفق الصحيفة.
وقال بعض الإسرائيليين إنهم دعوا أصدقاءهم بمجرد ظهور أنباء عن هجوم وشيك، مفضلين صحبة أحبائهم على تتبع أخبار الهجوم في أجهزة الإعلام أو الهواتف الذكية أو الإنترنت.
ووصفت شايلي نيف (48 عاما) -وهي أخصائية علاج بأحد مستسفيات القدس- الهجمات الليلية بأنها مجرد تطور مثير للقلق في إسرائيل جعلها تشعر كما لو أنها لم تعد تسيطر على الأمور.
وقالت "لا نستطيع أن نفعل أي شيء. أجد أنه من المستحيل الاستماع إلى الأخبار وترتيب أمور حياتي في الأثناء، لذلك لا أستمع إليها". ووفق الصحيفة، فقد فتحت أخصائية العلاج هاتفها مساء السبت فرأت حالة من الذعر على الإنترنت، وسرعان ما أغلقته.
وقالت إنها تتوقع "أسوأ الأشياء التي يمكن أن يتوقعها المرء مع هذه الحكومة"، في إشارة إلى حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
«القدس للدراسات»: الاستيطان بالجولان تعبير حقيقي عن نوايا إسرائيل التوسعية
قال الدكتور أحمد رفيق عوض، رئيس مركز القدس للدراسات، إن الاستيطان في الجولان تعبير حقيقي عن نوايا إسرائيل التوسعية، والاستفادة من الظروف التي تمر بها سوريا، إذ إنها بمثابة فرصة لإسرائيل لكي تكون لاعبًا أساسيًا وأصيلًا في تلك البلاد، موضحا أن الجولان محتلة منذ عام 1981 على يد دولة الاحتلال.
وأضاف «عوض»، خلال حواره عبر فضائية القاهرة الإخبارية، أن الجولان يمد إسرائيل بأفضلية عسكرية واستراتيجية هامة للغاية، إذ إنها منطقة عالية جغرافيا وبالتالي تمكن إسرائيل من الرد والصد والمراقبة والسيطرة، كما أنها أرض تحتوي على ثروات هائلة كالمياه والتربة الجيدة، لذلك تحتفظ بها إسرائيل إذ إن إحدى مشكلاتها الرئيسية هي المياه.
وتابع، أن الاستيطان في الجولان يعد سدًا بشريًا لحماية شمال دولة الاحتلال، كما أنه بمثابة رسالة للسوريين بأنه ليس هناك تفاوضًا أو تسوية معهم تقوم على التنازلات، موضحا أن إسرائيل تتعمد الاستيطان كوسيلة استعمارية للتقدم والسيطرة.
وأشار رئيس مركز القدس للدراسات، إلى أن إسرائيل تتصرف وكأنها منتصرة، واستطاعت فعل كل ما خططت له، إذ إنها تغير الشرق الأوسط عن طريق احتلال قطاع غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان، كما أنها تتجه لاحتلال أراضي في سوريا.